ذا نيشن: رغم الدمار في غزة.. إسرائيل تخفق في تحقيق أهدافها السياسية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
أكد تقرير لموقع "ذا نيشن" أنه رغم الدمار الهائل الذي تسببت فيه قوات الاحتلال في غزة، إلا أنه يبدو أن الاحتلال أخفق في تحقيق أهدافه السياسية على عكس الطرف المقابل.
وأشار التقرير إلى التشابه بين هجوم 7 أكتوبر وهجوم شنه الثوار الفيتناميون في عام 1968 وكان كفيلا بإحباط الأمريكيين وجعلهم يراجعون مواقفهم من الحرب الفيتنامية، وذلك بالرغم من الخسائر الباهظة التي تلقاها الثوار الفيتناميون.
وفي ما يأتي ترجمة التقرير:
قد يبدو من الحماقة القول إن مجموعة من المسلحين غير النظاميين لا يتجاوز تعدادهم البضعة آلاف، محاصرين ولا يملكون سبيلاً للحصول على الأسلحة المتقدمة، غدت كفؤاً لواحد من أقوى الجيوش في العالم، يحظى بدعم وتسليح من قبل الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإنه يحذر عدد متزايد من المحللين الاستراتيجيين في مؤسسات الدولة من أن إسرائيل قد تخسر هذه الحرب التي تشنها على الفلسطينيين على الرغم من العنف الكارثي الذي تمارسه منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. ومن خلال استفزاز إسرائيل حتى تشن هجومها، لربما تكون حماس قد حققت كثيراً من غاياتها السياسية.
يبدو أن إسرائيل وحماس كلاهما يعيدان تحديد شروطهما للمنافسة السياسية، ليس إلى الوضع الذي كان قائماً ما قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وإنما إلى ذلك الذي كان قائماً ما قبل عام 1948. ليس واضحاً ما الذي سيأتي من بعد، ولكن لن تكون هناك عودة إلى ما كانت عليه الأمور من قبل.
لقد حيد الهجوم المباغت المرافق العسكرية الإسرائيلية، وفتح بوابات أضخم سجن مفتوح في العالم على مصاريعها، ومهد السبيل أمام حالة من الهيجان المريع، والتي أفضت إلى مقتل ما يقرب من 1200 إسرائيلي. لقد ذكرت الصدمة الناجمة عن اختراق حماس للخطوط الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة الكثيرين بهجوم تيت (هجوم شنه الثوار الفيتناميون اكتسح فيه المهاجمون حوالي 100 موقع ومركز قيادة للقوات الأمريكية وكبدوها خسائر كبيرة). ليس حرفياً، فهناك اختلافات شاسعة بين حرب أمريكية استكشافية في أرض نائية وحرب إسرائيل للدفاع عن احتلال في الديار، يشنها جيش مواطنين يدفعهم إحساس بالخطر الوجودي. ولكن بدلاً من ذلك، تكمن الفائدة من القياس في المنطق السياسي الذي يرسم معالم الهجوم المتمرد.
في عام 1968، خسر الثوار الفيتناميون المعركة وضحوا بالكثير من البنى التحتية السياسية والعسكرية التي كانوا قد شيدوها على مدى سنين من العمل الدؤوب. ومع ذلك، فقد كان هجوم تيت لحظة فارقة في إلحاقهم الهزيمة بالولايات المتحدة – وإن كان ذلك قد تحقق مقابل دفع ثمن باهظ من حياة الفيتناميين. من خلال القيام بشكل متزامن في يوم واحد بشن هجمات دراماتيكية، شديدة الإثارة، على أكثر من مائة هدف في مختلف أنحاء البلاد، بدد الثوار الفيتناميون رغم أسلحتهم الخفيفة سراب النجاح الذي كان يمنّى به الجمهور الأمريكي من قبل إدارة الرئيس جونسون. كان ذلك الهجوم مؤشراً فهم منه الأمريكيون أن الحرب التي طلب منهم التضحية بعشرات الآلاف من أبنائهم لخوضها غير قابلة للكسب.
تأسس قياس القيادات الفيتنامية لأثر أفعالهم العسكرية من خلال ما يتمخض عنها من آثار سياسية بدلاً من القياسات العسكرية التقليدية، مثل عدد الرجال وكميات المواد التي يتم فقدها، أو الأراضي التي يتم الاستحواذ عليها. ومن هنا أتت حسرة هنري كيسنجر في عام 1969 حين قال: "لقد خضنا حرباً عسكرية بينما خاض خصومنا حرباً سياسية. سعينا من أجل الاستنزاف المادي، بينما كان هدف خصومنا الإرهاق النفسي. وفي تلك الأثناء غفلنا عن مسلمة أساسية من مسلمات حرب العصابات، والتي تقول إن الفدائيين يكسبون إذا لم يخسروا، بينما الجيوش التقليدية تخسر إذا لم تكسب".
هذا المنطق هو الذي دفع شخصاً مثل جون ألترمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن العاصمة، والذي لا يعرف عنه أنه حمائمي، إلى أن يرى أن إسرائيل قد تجازف بخسارة الحرب مع حماس:
مفهوم حماس للانتصار العسكري... يتعلق بالمجمل بالدفع باتجاه تحقيق نتائج سياسية بعيدة المدى. لا ترى حماس إنجاز النصر في عام أو في خمسة أعوام، وإنما من خلال الاشتباك لعقود من النضال، وذلك النضال هو ما سوف يزيد من التضامن مع فلسطين بينما يزيد من عزلة إسرائيل. في هذا السيناريو، تحشد حماس السكان المحاصرين في غزة من حولها مستثمرة ما يشعرون به من غضب، وفي نفس الوقت تساعد على انهيار حكومة السلطة الفلسطينية من خلال ضمان رؤية الفلسطينيين لها باعتبارها مجرد تابع ذليل خانع للسلطة العسكرية الإسرائيلية. في هذه الأثناء، تبتعد الدول العربية بقوة عن التطبيع، ويتحالف جنوب الكوكب بقوة مع القضية الفلسطينية، وتنفر أوروبا بسبب تجاوزات الجيش الإسرائيلي، وينطلق جدل أمريكي حول إسرائيل، محطماً بذلك الدعم الذي ما لبثت تحظى به إسرائيل من الحزبين هنا منذ مطلع السبعينيات.
كتب ألترمان يقول إن حماس تسعى "لاستخدام قوة إسرائيل الأعظم بكثير من أجل إلحاق الهزيمة بإسرائيل. فقوة البلد تتيح لها قتل المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنى التحتية الفلسطينية، وتحدي النداءات العالمية من أجل ضبط النفس. كل هذه الأمور تخدم غايات حماس من الحرب".
مثل هذه التحذيرات تجاهلتها إدارة بايدن كما تجاهلها الزعماء الغربيون، والذين يعود تبنيهم غير المشروط لحرب إسرائيل إلى التوهم بأن إسرائيل مجرد بلد غربي آخر كان يسعى سلمياً لإدارة شؤونه قبل أن يتعرض من غير استفزاز منه لهجوم السابع من أكتوبر، وذلك تخيل مريح لمن يفضلون تجنب الاعتراف بالواقع الذي طالما كانوا ضالعين في إيجاده.
دعك من "الإخفاق الاستخباراتي". لقد كان إخفاق إسرائيل في توقع هجوم السابع من أكتوبر إخفاقاً سياسياً في فهم عواقب نظام عنيف من القهر، صنفته منظمات حقوق الإنسان الرائدة في العالم باعتباره نظام فصل عنصري (أبارتايد).
قبل عشرين عاماً، حذر رئيس الكنيست السابق أبراهام بورغ من حتمية رد الفعل العنيف. وكتب حينها في صحيفة "ذي إنترناشيونال هيرالد تريبيون" يقول: "تبين أن النضال المستمر منذ ألفي عام للحفاظ على الوجود اليهودي وصل في نهاية المطاف إلى دولة من المستوطنات، تديرها طغمة لاأخلاقية من الفاسدين الخارجين عن القانون، والذين يصمون آذانهم عن سماع ما يقوله مواطنوهم وما يقوله أعداؤهم. إن الدولة التي تنقصها العدالة لا يمكن لها أن تدوم".
"حتى لو طأطأ العرب رؤوسهم وابتلعوا عارهم وغضبهم إلى الأبد، فإنها لن تفلح. إن الكيان الذي يقوم على القسوة البشرية لا مفر من أن يتقوض وينهار على ذاته... وإسرائيل التي لم تعد تأبه بأطفال الفلسطينيين لا ينبغي لها أن تتفاجأ بهم وقد جاءوها وقد تعمدوا بالكراهية ليفجروا أنفسهم في المراكز التي يلوذ بها الإسرائيليون هرباً من الواقع".
وحذر بورغ من أن "بإمكان إسرائيل أن تقتل ألف رجل فلسطيني في اليوم، ولكنها لن تحل شيئاً، وذلك لأن أعمال إسرائيل العنيفة سوف تكون مصدراً لتجديد مخزون صفوفهم".
إلا أن تحذيرات بورغ تم تجاهلها، وذلك على الرغم من أنها أثبتت وجاهتها مرات عديدة. نفس ذلك المنطق يمكن رؤيته يتجلى حالياً فيما يمارس من تدمير داخل قطاع غزة. إن العنف البنيوي الساحق الذي تتوقع إسرائيل من الفلسطينيين أن يعانوه بصمت يعني أن أمن إسرائيل كان دوماً سراباً.
لقد أكدت الأسابيع التي مرت منذ السابع من أكتوبر أنه لا يمكن بحال العودة إلى الوضع الذي كان قائماً من قبل. ولربما كان هذا هو هدف حماس من شن هجماتها الفتاكة. من الجدير بالذكر أنه حتى قبل هذا، كان العديد من القيادات الإسرائيلية يطالبون علانية باستكمال النكبة من خلال التطهير العرقي ضد الفلسطينيين. والآن، غدت مثل تلك الأصوات أعلى وأضخم.
أثناء التهدئة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها من قبل الطرفين في أواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أطلقت حماس سراح بعض الرهائن مقابل فلسطينيين كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية ومقابل زيادة في توريد المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة. وعندما استأنفت إسرائيل هجومها العسكري وعادت حماس إلى إطلاق الصواريخ، كان واضحاً أن حماس لم تُهزم عسكرياً. لكن يمكن الاستنتاج من الذبح الجماعي والتدمير الهائل الذي تقوم به إسرائيل في غزة أن لديها النية في تحويل المنطقة إلى مكان تستحيل فيه الحياة لما يقرب من 2.2 مليون فلسطيني يعيشون هناك الآن، وكذلك الدفع باتجاه طردهم من خلال هندسة نكبة إنسانية بوسائل عسكرية. وبالفعل، حسب تقديرات الجيش الإسرائيلي ذاته، تمكنت إسرائيل حتى الآن من القضاء على أقل من 15 بالمائة من قوة حماس القتالية. وهذا في حملة قتل فيها حتى الآن أكثر من 21 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بما في ذلك ما لا يقل عن 8600 طفل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة حماس حماس غزة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أن إسرائیل السابع من الذی کان من خلال فی غزة من قبل فی عام
إقرأ أيضاً:
ميناء حيفا بوابة إسرائيل التي يتوعدها الحوثيون
الميناء الرئيسي والأهم في إسرائيل، وأحد أكبر موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط، يضطلع بدور محوري في الاقتصاد الإسرائيلي، إذ يشهد نشاطا تجاريا وصناعيا مطردا على طول السنة، كما يحتضن مرافق عسكرية ومنشآت نفطية عدة، مما يجعله ذا أهمية أمنية وإستراتيجية بالغة.
في 19 مايو/أيار 2025 أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن وضع الميناء ضمن بنك أهدافها، واعتزامها بدء العمل على فرض حظر بحري عليه، ردا على تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعت جميع الشركات التي تستخدم الميناء إلى أخذ تحذيرها على محمل الجد.
الموقعيقع ميناء حيفا على الساحل الشمالي الغربي لفلسطين المحتلة، عند الطرف الجنوبي لخليج حيفا المطل على البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من "قاعدة ستيلا ماريس"، وهي موقع عسكري إسرائيلي للرصد والمراقبة البحرية يطل على ميناء حيفا وخليجها.
يوجد الميناء في خليج طبيعي عميق ومحمي نسبيا بفضل السفوح الشمالية لجبل الكرمل، وتحيط به شبكات مواصلات برية (طرق سريعة وسكك حديد) تربطه بالمناطق الداخلية في إسرائيل، وذلك يجعل منه بوابة تجارية رئيسية تنفتح منها آسيا على أوروبا عبر المتوسط.
يمتد الميناء على مساحة واسعة تقدر بـ6.5 كيلومترات مربعة، ويغطي 3 كيلومترات على شاطئ مدينة حيفا، ويضم أرصفة ومحطات للحاويات، ومنشآت عسكرية وصناعية عدة، مما يجعله ذا أهمية إستراتيجية.
تاريخ الميناءيعود تاريخ ميناء حيفا إلى منتصف القرن 18، حين كان مرفأ صغيرا في عهد الأمير "ظاهر العمر الزيداني" (1695-1775) الذي استخدمه لنقل البضائع إبان سلطته المحلية للمنطقة الممتدة بين حيفا وصيدا، تحت حكم الدولة العثمانية، مستفيدا من موقعه الطبيعي في خليج محمي على البحر الأبيض المتوسط.
إعلانومع بداية الانتداب البريطاني على فلسطين في عشرينيات القرن العشرين، عملت السلطات البريطانية على توسيع الميناء، وربطه بشبكة السكك الحديد وبخط أنابيب النفط الممتد من مدينة كركوك في العراق إلى حيفا، الأمر الذي جعل منه مركزا لتصدير النفط نحو أوروبا.
وعقب إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، انتقلت إدارة الميناء إلى السلطات الإسرائيلية التي واصلت تطوير بنيته التحتية. وشهدت العقود التالية توسعة الأرصفة، وبناء مرافق مخصصة للبضائع والحاويات، إضافة إلى تحديث أنظمة المناولة والربط مع شبكة المواصلات الداخلية.
تحول الميناء في العقود الأخيرة من القرن العشرين إلى منشأة صناعية وتجارية كبيرة، فأصبح أحد أكبر الموانئ في شرق البحر الأبيض المتوسط، ليضطلع بدور محوري في الاقتصاد الإسرائيلي عبر استيراد البضائع وتصديرها وارتباطه المباشر بالأسواق العالمية.
في مطلع عام 2023 خصخصت الحكومة الإسرائيلية ميناء حيفا، وفوضته مقابل 1.15 مليار دولار إلى مجموعة تتألف من شركة موانئ "أداني" الهندية وشركة "سديه غادوت" الإسرائيلية، ويستحوذ الشريك الهندي على ثلثي أسهم الميناء، بينما تمتلك الشركة الإسرائيلية الثلث.
أهميته الإستراتيجيةيستمد الميناء أهميته الإستراتيجية لدولة الاحتلال الإسرائيلي من عوامل عدة، نوجزها في ما يلي:
يقع في خليج حيفا عند الطرف الجنوبي، محاطا بجبل الكرمل، وذلك يوفر له حماية طبيعية من الرياح والأمواج، ومن ثم لا يعرف الميناء توقفات كبيرة قد يسببها تقلب الظروف الجوية. يشكل بوابة بحرية لإسرائيل نحو الأسواق الأوروبية، ومحطة مهمة في ممرات التجارة العالمية الجديدة، ضمن مبادرة "ممر الهند-الشرق الأوسط-أوروبا" التي تهدف إلى ربط جنوب آسيا بأوروبا عبر الخليج وإسرائيل (مشروع أميركي منافس لمبادرة الحزام والطريق الصينية). يتوفر على تجهيزات متقدمة تشمل أرصفة للحاويات ومنشآت تخزين، وخطوط سكك حديد تربطه مباشرة بالداخل الإسرائيلي، مما يجعله نقطة توزيع رئيسية للبضائع الواردة والصادرة. يحتضن منشآت أمنية وعسكرية يستغلها الاحتلال في عملياته العسكرية، وترسو فيه بوارج وغواصات حربية، الأمر الذي يجعله مضطلعا بدور محوري في "الأمن القومي الإسرائيلي". يضم مصانع وشركات كبيرة في مجالات متعددة، لا سيما في الصناعة البتروكيماوية، مما يجعل منه مرفقا حيويا للاقتصاد الإسرائيلي. يرتبط بشبكات أنابيب الغاز والنفط، وتستخدمه إسرائيل لتصدير المواد الكيماوية ومنتجات الطاقة، وذلك يجعله محورا في إستراتيجيتها لتسويق مواردها في شرق المتوسط. إعلان أبرز المنشآت التي يحتضنها الميناء مجموعة "بازان"كانت تسمى سابقا "شركة مصافي النفط المحدودة"، وهي إحدى أبرز شركات تكرير النفط والبتروكيماويات في إسرائيل، وتدير أكبر مصفاة نفط في البلاد، بقدرة تكريرية تصل إلى نحو 9.8 ملايين طن من النفط الخام سنويا.
توفر الشركة تشكيلة واسعة من المنتجات التي تستخدم في قطاعات الصناعة والزراعة والنقل، كما تقدم خدمات متكاملة تشمل تخزين مشتقات الوقود ونقلها.
مخازن المواد الخام للصناعة البتروكيماويةيضم الميناء مواقع تعدّها إسرائيل "مخزنا إستراتيجيا وطنيا" للأمونيا والميثانول والإيثيلين، المواد الخام في إنتاج الأسمدة وأحد أسس الصناعة العسكرية، ويشكل مصنع "حيفا للكيماويات" ورصيف الشحن الكيميائي "هاكيشون" ومصانع الأسمدة التابعة لشركة "آي سي إل" أبرز هذه المواقع.
خزانات النفط والمصافيتقع في منطقة كريات حاييم المتاخمة للميناء، ويضم الموقع 41 خزانا، سعتها الإجمالية 937 ألف متر مكعب من النفط الخام، إضافة إلى 17 خزانا آخر بسعة 157 ألف متر مكعب توجد داخل الميناء الرئيسي، مخصصة لتخزين النفط الخام الثقيل والخفيف والديزل والكيروزين والغازولين.
مطار حيفامطار دولي أُسّس عام 1936، كان في البداية قاعدة عسكرية بريطانية، قبل أن يتحول تدريجيا إلى مطار تجاري صغير. يعد محطة نقل مهمة تخدم أساسا الرحلات المحلية، كما تربط حيفا بعدد محدود من الوجهات الدولية.
يقع المطار بالقرب من مرفأ كيشون داخل ميناء حيفا، ويحظى بأهمية أمنية خاصة، إذ يضم منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية لصدّ الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف الميناء.
محطة كهرباء حيفاإحدى أبرز محطات توليد الطاقة في شمال إسرائيل، تعمل بالوقود الأحفوري بقدرة إنتاجية تصل إلى 1022 ميغاواتا، مما يجعلها ركيزة أساسية في شبكة الكهرباء الوطنية، إذ تزود مدينة حيفا والمناطق المحيطة بها باحتياجاتها من الكهرباء، وخصوصا المجمعات الصناعية الكبرى.
قاعدة حيفا البحرية إعلانتضم مركز قيادة البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط، كما تضم أنظمة دفاع جوي وصاروخي لحماية "المنشآت الإستراتيجية"، وتتمركز بها وحدة الحوسبة 3800 المكلفة بتتبع الاتصالات والنقل اللاسلكي والحوسبة والسيطرة على المعلومات العسكرية والاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي.
وتحتضن القاعدة سفنا عسكرية من طراز "ساعر 6" وغواصات "دولفين 2″، التي يرجح أنها تحمل رؤوسا نووية.
محطات شحن حاويات البضائعتقع في الميناء 8 محطات شحن، تنقل أكثر من 30 مليون طن من البضائع سنويا، من بينها: محطة داجون لنقل الحبوب، ومحطة كيشون لنقل البضائع العامة، ومحطة خاصة بنقل المواد البتروكيماوية، فضلا عن محطة متصلة بخط سككي لنقل البضائع، توجد بالجهة الشرقية من الميناء.