واشنطن- تعد زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن، أمس الاثنين، محاولة أخيرة للحصول على المزيد من الأسلحة والمساعدات الأميركية لبلاده لدعم مجهودها العسكري ضد روسيا.

وتأتي زيارة زيلينسكي الحالية، والثالثة لواشنطن، منذ غزو روسيا لبلاده في فبراير/شباط 2022 في لحظة حرجة، حيث تقترب المخصصات السابقة لأوكرانيا على النفاد، حيث قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن "الأموال المخصصة لدعم أوكرانيا على وشك النفاد"، وذلك خلال مقابلة مع شبكة (إيه بي سي) يوم الأحد الماضي.

وكان الرئيس الأوكراني قد فاجأ، قبل عام، الدوائر الأميركية بزيارة لم يعلن عنها مسبقا إلى العاصمة واشنطن، حينها احتفى به الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، كما استقبل كالأبطال في الكونغرس قبل أن يلقي خطابا تاريخيا في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ، وحصل على ما يزيد على 100 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية واقتصادية لبلاده.

الكونغرس يتمنع

ويتضاءل الدعم لأوكرانيا باطراد في الكونغرس في الوقت الحالي، خاصة بين الجمهوريين المتحالفين بشكل وثيق مع الرئيس السابق دونالد ترامب. كما يواجه زيلينسكي تحديا آخر وهو إقناع المشرعين المتشككين بأن عشرات المليارات من المساعدات الأميركية الإضافية، يمكن أن تساعد في تغيير المسار في ساحة المعركة، حيث لم تحقق أوكرانيا أي تقدم ذي قيمة خلال الأشهر الأخيرة.

ويرفض الكونغرس حتى الآن طلب إدارة الرئيس جو بايدن تقديم أكثر من 60 مليار دولار كمساعدات عاجلة لأوكرانيا. وكان بايدن قد أدرج طلبه لتمويل أوكرانيا كجزء من طلب أكبر بأكثر من 105 مليارات دولار من التمويل التكميلي للأمن القومي الذي يشمل أيضا مساعدات لإسرائيل، ومخصصات لمواجهة الصين في المحيطين الهندي والهادي، إضافة لتعزيز الأمن على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك.

وتحاول إدارة بايدن استغلال وجود الرئيس الأوكراني في واشنطن لتوجيه نداء مشترك للكونغرس لتمرير حزمة المساعدات. ويصر الرئيس بايدن على تكرار أن بلاده ستلتزم بدعم أوكرانيا في معركتها ضد روسيا مهما استغرق الأمر، لكن دعم الجمهوريين تضاءل مع استمرار الحرب واقترابها من العامين دون تقدم واضح للجانب الأوكراني.

ومنذ أسابيع، يحذر مسؤولو إدارة بايدن من أن الوقت ينفد أمام الكونغرس للموافقة على مساعدات إضافية، لمساعدة أوكرانيا على مواصلة حربها ضد روسيا. كما أنهم يحاولون تقديم حجة أوسع مفادها أن قضية التمويل ترسل رسالة حاسمة إلى بقية العالم -بما في ذلك الجهات الفاعلة التي تتطلع إلى غزو بلدان أخرى- حول ما يمكنهم وما لا يمكنهم الإفلات منه.

خطاب ووعد 

وألقى زيلينسكي أمس الاثنين خطابا في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون. وفي تقديمه للرئيس الأوكراني، قال وزير الدفاع لويد أوستن إن "التزام أميركا الأمني تجاه أوكرانيا لا يتزعزع". وجادل زيلينسكي، متحدثا إلى الطلاب، بأن التأخير في الموافقة على المساعدات الأوكرانية يصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحذّر زيلينسكي من أن "أميركا وجميع الدول الحرة بحاجة إلى أن تكون واثقة من نفسها في نقاط قوتها في قيادتها، حتى تشك الدكتاتوريات في نفسها وقدرتها على تقويض الحرية. عندما يتردد العالم الحر، عندها تحتفل الدكتاتوريات، ويصبح اغتصابها أكثر خطورة ووحشية".

ويقول البيت الأبيض إن بايدن سيستمع إلى تحديث من زيلينسكي حول كيفية سير الأمور في ساحة المعركة وسيؤكد له أيضا -وكذلك للشعب الأوكراني- أن الولايات المتحدة ستدعمهم خلال موسم القتال الشتوي.

تنازلات كبيرة

في هذا السياق، أشار ماثيو والين الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي (وهو مركز بحثي يركز على الشؤون الأمنية والعسكرية) إلى أن "الكونغرس غير متسق في خطابه بشأن التزامه تجاه حلفاء أميركا".

وأضاف والين، في حديثه للجزيرة نت، أن البعض يحاول في الكونغرس ربط دعم أوكرانيا بأمن الحدود الأميركية، متابعا "إنهما قضيتان غير مرتبطتين. يجب على الكونغرس التصويت على مثل هذه القضايا بشكل منفصل. إما أن يكون دعم أوكرانيا مهما أو غير مهم، ولا ينبغي أن يعتمد ذلك على التصويت على إصلاح ملف الهجرة".

لكن العديد من المشرعين الجمهوريين قالوا إنهم لن يصوّتوا لصالح أي أموال أخرى لأوكرانيا، ما لم تكن مرتبطة بإجراءات سياسية حدودية مهمة، حيث تمثل الهجرة غير الشرعية مصدر قلق كبير للناخبين الجمهوريين قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024. ويسعى الجمهوريون إلى استخدام طلب دعم أوكرانيا كوسيلة ضغط لانتزاع قواعد وسياسات جديدة صارمة تحد من الهجرة عبر الحدود الجنوبية.

ووصل عدد المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته على الإطلاق خلال الأشهر الأخيرة، مع استمرار فشل الجمهوريين والديمقراطيين في التوصل لاتفاق أو حل وسط لهذه القضية.

وتتفاوض مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين منذ أسابيع وتتطلع للتوصل إلى حل وسط بشأن سياسات حدودية أكثر صرامة، لكن المحادثات انهارت الأسبوع الماضي، وقال الجمهوريون إن الديمقراطيين لا يأخذون مطالبهم على محمل الجد.

نهاية الفرصة

وتقترب الفرصة من نهايتها بالنسبة للجانبين للتوصل إلى حل وسط، قبل مغادرة المشرعين واشنطن لقضاء عطلة أعياد الميلاد في نهاية الأسبوع المقبل.

وقال زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، وهو من مؤيدي تقديم دعم لأوكرانيا، إن قضية الحدود لا تزال على رأس اهتماماته وزملائه، مضيفا "عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أمن الحدود لأميركا، فهذا ليس عرضا جانبيا، هي قضية شديدة الأهمية لنا، وليس لدى الجمهوريين في مجلس الشيوخ المزيد من الوقت لشرح هذه الحقيقة الأساسية. لا يمكننا إقناع أي شخص لا يريد الاعتراف بالحقائق الصارخة على الأرض. على مجلس الشيوخ أن يتصرف".

ورد زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ السيناتور تشك شومر على ماكونيل، بالقول إن "الجمهوريين -والجمهوريين فقط- يعرقلون كل شيء بسبب مطالب متطرفة غير واقعية على الحدود. أريد أن أكون واضحا جدا: الديمقراطيون يريدون بشدة التوصل إلى اتفاق إن أمكن".

وقال السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد، لشبكة "سي إن إن" (CNN)، إنه لا شيء يمكن أن يقوله زيلينكسي لأعضاء مجلس الشيوخ، سيغير مطالب الجمهوريين بأن يبرم الكونغرس صفقة لتشديد قوانين الحدود الأميركية، قبل الموافقة على المزيد من المساعدات لأوكرانيا.

ويقول مسؤولو الإدارة إنه دون موافقة جديدة من الكونغرس على المزيد من المساعدات، ستضطر الولايات المتحدة إلى الاستفادة من مخزوناتها الخاصة، مما قد يضعف الاستعداد العسكري الأميركي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دعم أوکرانیا مجلس الشیوخ المزید من

إقرأ أيضاً:

جرائم سياسية تهزّ كوريا الجنوبية.. الرئيس السابق في قبضة الاتهامات!

طلب الادعاء العام في كوريا الجنوبية، الأحد، إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السابق يون سوك يول، على خلفية اتهامات تتعلق بالتمرد وإساءة استخدام السلطة، وذلك عقب إعلانه الأحكام العرفية أواخر العام الماضي.

وأعلن مكتب المدعي العام في سول أن فريقاً خاصاً من ممثلي الادعاء قدم الطلب رسمياً إلى محكمة سول المركزية، مشيراً إلى أن الاتهامات تشمل عرقلة أداء مهام رسمية وتزوير وثائق رسمية تتعلق بمرسوم الأحكام العرفية، الذي أُصدر في ديسمبر الماضي وأُلغي بعد نحو ست ساعات فقط من صدوره إثر تصويت البرلمان لإسقاطه.

وقال المدعي العام بارك جي يونغ، أحد أعضاء فريق التحقيق، إن مذكرة التوقيف تشرح الأسباب التي تجعل احتجاز يون ضرورياً، لكنه امتنع عن الكشف عن التفاصيل التي ستُعرض لاحقاً أمام المحكمة.

وكان يون قد خضع، السبت، لجلسة استجواب مطولة دامت أكثر من 14 ساعة أمام اللجنة الخاصة، حيث وصل إلى مكتب المحقق الخاص في سول صباحاً وغادر قبيل منتصف الليل، من دون الإدلاء بأي تصريح للصحافيين.

وشملت التحقيقات اتهامات بتوجيه أوامر لجهاز الأمن الرئاسي لمنع تنفيذ مذكرة توقيف سابقة بحقه، وحذف بيانات من الهواتف المؤمنة المستخدمة من قبل كبار المسؤولين العسكريين، إضافة إلى شبهات تتعلق بعقد اجتماع وزاري عاجل لاستيفاء النصاب القانوني لإقرار الأحكام العرفية، وتزوير البيان الرسمي لاحقاً لتلافي العيوب القانونية في النسخة الأصلية.

كما ينظر المحققون في مزاعم بمحاولة يون استدراج كوريا الشمالية إلى مواجهة عسكرية، بهدف استخدامها كذريعة لتبرير فرض الأحكام العرفية.

التحقيقات المتواصلة في القضية أثارت اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، مع تصاعد التساؤلات حول طبيعة التدابير التي اتخذها يون قبل مغادرته السلطة، ومدى توافقها مع الدستور والقانون.

مقالات مشابهة

  • لبنان يسلم المبعوث الأمريكي (أفكارا لحل شامل) بشأن مطالب واشنطن
  • جرائم سياسية تهزّ كوريا الجنوبية.. الرئيس السابق في قبضة الاتهامات!
  • الرئيس البرازيلي يدعو إلى تعميق الحوار المباشر من أجل إحلال السلام في أوكرانيا
  • زيلينسكي: أوكرانيا أبرمت اتفاقات للحصول على مئات الآلاف من الطائرات المسيرة
  • الرئيس الفرنسي يزور بريطانيا لتنسيق حول أوكرانيا
  • زاخاروفا: الحوار مع واشنطن جار ولا موعد جديدا للمحادثات.. بايدن وأوباما دمرا علاقات البلدين
  • زيلينسكي يعلن توقيع اتفاقات لتزويد أوكرانيا بـمئات الآلاف من المسيرات
  • زيلينسكي: مكالمتي الأخيرة مع ترامب كانت الأفضل والأكثر فائدة
  • ترامب يعلّق جزءاً من دعم أوكرانيا للتركيز على تعزيز دفاع إسرائيل
  • كرسي الشاطئ يتحدّى بايدن في أول عطلة “استقلال” بعد مغادرة البيت الأبيض! (صور)