رحمي يختتم جولته بمتابعة صيانة المعدات الهندسية بمركزى السنطة وزفتي
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
قام الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية بجولة موسعة بدأت منذ السابعة صباحا وامتدت ل8ساعات لمتابعة مستجدات صيانة المعدات الهندسية ل 12 مركزا ومدينة وحي للتأكد من الحالة الفنية لهذه المعدات وقدرتها علي مجابهة الأزمات والكوارث والسيطرة عليها في إطار استعداد أجهزة المحافظة لمجابهة أي أزمة أو كارثة قد تحدث، يأتي ذلك انطلاقا من تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بالاستعداد الكامل لإدارة الأزمات والكوارث والمراجعة الدورية لجاهزية وفاعلية جميع المعدات والآليات الهندسية للتعامل مع الأزمات والطوارئ.
واستعرض محافظ الغربية موقف المعدات داخل جراجات مركز ومدينة كفر الزيات، بسيون، قطور، حي أول وثان طنطا والمحلة، ومركز ومدينة طنطا، مركز ومدينة المحلة مختتما جولته بتفقد جراجات مركزي السنطة وزقتى، وذلك للوقوف على مدى استعدادها وجاهزيتها لمواجهة الأزمات وسرعة التعامل معها ومراجعة جميع المعدات وبيان مدى كفاءتها وإجراء جميع الصيانات اللازمة لها لتكون قادرة على إدارة العمل بشكل فعال وكفاءة عالية.
فضلا عن استعراض ما تم من أعمال صيانة للمعدات الموجودة بكل مراكز المحافظة، وفاعلية جميع المعدات والأجهزة المستخدمة لإدارة الأزمات والطوارئ، والإجراءات التي تم اتخاذها لرفع كفاءة جميع المعدات والسيارات لإجراء أعمال الصيانة العاجلة لها، وتوفير قطع الغيار اللازمة لضمان استمرار جاهزيتها بصفة مستمرة ودائمة لتكون قادرة على إدارة الأعمال بشكل فعال، وكفاءة عالية في كل المراكز والمدن.
ووجه محافظ الغربية بمواصلة أعمال صيانة المعدات ورفع كفاءتها، وعمل اصطفاف دائم للمعدات للوقوف على مدى جاهزيتها، وأكد المحافظ خلال الجولة على متابعة اليومية لأعمال الصيانة والفحص الفني المستمر، مشددا على إقامة ورشة صيانة دائمة، فضلا عن توفير قطع الغيار والزيوت والفلاتر والإطارات وغيرها لكي تعمل هذه السيارات والمعدات بالكفاءة والجودة العالية لتحقيق الجاهزية الفنية والاستعداد التام للمواجهة والسيطرة على أي أحداث طارئة أو استغاثات مثل الأمطار أو السيول أو أي أزمات أخرى محتملة.
وشدد المحافظ، على ضرورة التأكد والوقوف على الحالة والصلاحية الفنية لجميع المعدات والتدريب الجيد لسائقي تلك المعدات، مع ضرورة الصيانة المستمرة للوصول إلى أعلى مستوى من الكفاءة الفنية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: رحمي جمیع المعدات
إقرأ أيضاً:
الإدارة بالمناسبات
يذكر الدكتور غازي القصيبي في كتابه الرائع حياة في الإدارة إيمانه العميق بأن النجاح لا يأتي إلا من خلال التخطيط الهادئ والتنفيذ الصحيح، ويستخدم في ذلك مصطلح «الإدارة بالأهداف». إلا أنه، وكما يسرد في الكتاب، حين تولى منصبًا جديدًا، وجد نفسه مضطرًا إلى اتباع أسلوب آخر من الإدارة، عرّفه بـ«الإدارة بالأزمات»، أي اتخاذ القرارات العاجلة لمعالجة أزمة قائمة، وصولًا إلى حلول دائمة. وقد روى في هذا السياق العديد من الوقائع التي دفعته إلى إدارة الأزمات بشكل مباشر وعاجل.
وأنا أقرأ تلك الأحداث، تتداعى إلى ذهني أزمات كثيرة تُترك حتى تستفحل، وتتحوّل من مشكلات صغيرة إلى معضلات مزمنة. وإذا كان «أبو سهيل» قد أشار إلى «الإدارة بالأزمات»، فإنه من الجدير بنا الإشارة إلى نوع آخر من الإدارة أشد استفحالًا، هو ما يمكن تسميته بـ«الإدارة بالمناسبات».
والمقصود بها ألا تُحل قضية معقدة أو مشكلة قائمة إلا عندما تفرض مناسبة ما تدخلًا عاجلًا، وتصبح المعالجة ضرورة قصوى. والمناسبات تختلف: فقد تكون زيارة مسؤول محلي أو أجنبي، إعداد تقرير إعلامي، مناسبة اجتماعية أو دينية، أو حتى مناسبة وطنية. وكأن الحلول مربوطة بظرف عابر، لا بتخطيط مؤسسي دائم.
رأينا أمثلة لذلك حين تُترك خدمات عامة معطلة، وشوارع مملوءة بالأتربة، وإنارة مطفأة، وفجأة تبث الحياة في المكان، وتُصلح الأعطال وتُزيَّن الشوارع بالورود، فقط لأن مسؤولًا سيزور الموقع. وتُتَّخذ هذه الإجراءات ليس حبًا في العمل، ولا أداءً للواجب، بل درءًا للتوبيخ وتجنبًا للإقالة.
لكن يبقى السؤال: لماذا ننتظر حتى تتحول المشكلات البسيطة إلى أزمات؟ ولماذا يُربط الحل دومًا بموعد أو مناسبة؟ أهي ترجمة خاطئة للآية الكريمة: «لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرًا»؟
لقد شكّل عام 2011م لحظة مفصلية في الوطن العربي، حيث انفجرت الأوضاع في العديد من الدول، وتحولت إلى عواصف أطاحت بأنظمة كاملة، نتيجة فشل مزمن في الإدارة، وترك الأزمات تتفاقم حتى بلغت ذروتها. تلك الكوارث كانت نتيجة مباشرة لسوء إدارة الأزمات، وعدم مواجهتها بحكمة وتوقيت مناسب. القلة فقط هم من استطاعوا التعامل مع تلك الأزمات بوعي وتروٍّ وسرعة استجابة.
ومن بين الأزمات التي كادت أن تنفجر أزمة الباحثين عن العمل، وارتفاع تكاليف المعيشة، وفرض الضرائب والرسوم. ولولا تدخل القرارات في الوقت المناسب، لتحولت إلى أزمة حقيقية.
وهنا يجب التأكيد على أن الأزمات ليست دائمًا شرًّا محضًا، فقد تخلق الأزمة فكرة، أو تفتح أفقًا جديدًا للحل. كثيرًا ما تخفي الأزمات تحتها ممارسات خاطئة، أو قوانين جائرة، أو هضمًا للحقوق، وتحتاج فقط لمن يقرأها بوعي ويفكّ شفراتها.
لكن في بعض الأحيان، يتطلب الحل تغييرات مؤلمة: تغيير مسؤولين، إزالة بنى قائمة، تفكيك مراكز نفوذ، أو حتى تحمّل تكلفة سياسية أو اقتصادية كبيرة. وقد يكون العلاج أحيانًا بـ«الكَيّ»، حين تفشل كل العلاجات الأخرى. الخطورة الحقيقية تكمن في الاستخفاف بالأزمة، والاعتقاد بأنها مؤقتة أو عابرة، والاكتفاء بحلول ترقيعية، سرعان ما تتلاشى وتعيد الأزمة إلى الظهور.
الإدارة الفاشلة لا تُنتج إلا الفشل، بل تديره وتحتفل به بوهم أنه إنجاز. المسؤول الفاشل يقنع نفسه، ويجد من يصفق له، بأنه يحقق نجاحات، بينما هو في الحقيقة يعيد تدوير الفشل. المسؤول الحقيقي هو من يُيسّر، لا من يُعقّد، ويحلّ المشكلات، لا من يخلقها.
وقد جرت العادة على وصف بعض المسؤولين بأنهم «وزراء أزمات»، أو أن بعض الإعلام يُعرف بـ«إعلام الأزمة» حين يتبنى خطابًا منحازًا. كما أن تسيد الشللية، والمحسوبية، والفساد في الإدارة، كلها عوامل تؤدي إلى الأزمات.
حين يشعر الناس بالعجز عن حل مشاكلهم مع الحكومة، أو حتى إيصال صوتهم، تتفاقم الأمور إلى حد فقدان الثقة، وتتحول إلى أزمة ثقة حقيقية. ولهذا تلجأ كثير من الدول إلى ابتكار وسائل حديثة لحل المشكلات، مثل صناديق الاقتراحات، المنصات الرقمية، والشفافية في الطرح.
أحد المسؤولين الجدد أراد تطبيق اللامركزية، لكن ظلت المشكلة قائمة في عقليات مترسخة لا تؤمن بالتغيير، ولا تستوعب الحلول الحديثة حتى لو جُلبت لهم من خارج الصندوق.
فهل تجدي نفعًا تلك الحلول؟ أم أن المشكلة أعمق من مجرد أدوات؟
بدر الشيدي كاتب عماني