بوابة الوفد:
2025-05-28@00:12:31 GMT

الأسعار فى ظل المقومات الاقتصادية

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

تعاملت الأسواق المصرية مع التسعيرة الجبرية فى فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، وعرفت بأنها إحدى آليات الرقابة على الأسواق المرتبطة بالأنظمة الاشتراكية التى تم تطبيقها بعد ثورة 23 يوليو 1952، وكانت تعتمد على وضع تسعير جبرى لكل سلعة تلتزم به الأسواق، ويتم تجريم عمليات البيع بما يخالف ذلك. غير أنه مع تحول مصر التدريجى نحو السوق الحرة فى عهد «السادات» فى فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات، تراجعت الحكومة بشكل تدريجى عن تطبيق التسعيرة الجبرية وفتحت المجال الأوسع لآليات السوق الرأسمالية والتى تعتمد فى تسعير السلع والخدمات عى قوى العرض والطلب.

التسعيرة الجبرية بعد أن كانت آلية مهمة للسيطرة على جشع التجار وحماية المستهلك واجهت اتهامات بأنها وراء ظهور السوق السوداء، وتخرج تداول السلع فى الأسواق من النور إلى الظلام، حيث تختفى السلع من الأسواق ويتضاعف ثمن الحصول عليها بالطرق غير المشروعة.

كما وجدت التسعيرة الجبرية من ينتقدها، ويحاول إجهاضها، خاصة أباطرة السوق والمستوردين، وأقنعوا الحكومة بأن القوانين والتشريعات وحتى الدستور، أكدت تبنى الدولة فكر النظام الرأسمالى، الذى يؤمن بالحريات الاقتصادية وتفعيل قوى العرض والطلب فى ضبط الأسواق وحماية المستثمرين والقطاع الخاص من تدخل الدولة فى الاقتصاد وبعيدا عن دورها الرئيسى فى تنظيم السوق والرقابة عليه، كما استند أصحاب السوق الحرة إلى أن قانون جهاز حماية المنافسة، ومنع الممارسات الاحتكارية، يجيز بقرار من مجلس الوزراء تحديد سعر البيع لمنتج أساسى لفترة زمنية محددة بعد استطلاع رأى الجهاز، ولا يعتبر ضارا بالمنافسة أى اتفاق تبرمه الحكومة بقصد تطبيق الأسعار التى تم تحديدها.

حتى الاستثناء الذى أتاحه قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية بتدخل الحكومة لتحديد سعر سلعة استراتيجية كما كان سيحدث مع السكر، يراهن عليه المستوردون بأن الحكومة ستفشل فى اتخاذ هذا الإجراء لعدم امتلاكها الأدوات المطلوبة للتطبيق، لأنها لم تستطع منع المضاربات على السلع فى الأوضاع الطبيعية والسلع متاحة فى السوق، فكيف لها أن تراقب وتواجه السوق السوداء التى تنتج عن فرض نظام التسعيرة الجبرية، وهل تتبعت أجهزة الحكومة كل كيس سكر يباع فى محل صغير فى شارع ضيق، واستشهدوا بما حدث مع الأرز عندما اختفى من على الأرفف فى المحلات!! عندما حاولت الحكومة تسعيره.

إطلاق المافيا للسيطرة على الأسواق وتحديد الأسعار وإخفاء السلع لابد أن يواجه بعصا غليظة تعيد الانضباط وتحمى المستهلكين من الجشع الذى تجاوز الحدود، وجعل الناس تكلم نفسها بعد الارتفاع اليومى فى أسعار السلع الأساسية المرتبطة بالطعام. هناك انفلات فى الأسواق لابد من مواجهته، والتصدى للفساد والمفسدين فى أى مكان.

النقطة المهمة هى إلقاء نظرة على المقومات الاقتصادية للدولة كما جاءت فى دستور 1971، وكما جاءت فى الدستور الحالى فى دستور 71 الأساس الاقتصادى للدولة هو النظام الاشتراكى الديمقراطى القائم على الكفاية والعدل بما يحول دون الاستغلال ويؤدى إلى تقريب الفوارق بين الدخول ويحمى الكسب المشروع، ويكفل عدالة توزيع الأعباء والتكاليف العامة.

أما النظام الاقتصادى فى الدستور الحالى فإنه يلتزم بمعايير الشفافية والحكومة ودعم محاور التنافسية وتشجيع الاستثمار والنمو المتوازن، ويلتزم اجتماعيا بضمان تكافؤ الفرص والتوزيع العادل لعوائد التنمية وتقليل الفوارق بين الدخول ويهدف إلى تحقيق الرخاء.

والسؤال: هل النظام الاقتصادى يحتاج إلى نظرة تشريعية أكثر تحديدا؟ الأمر متروك للبرلمان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأسعار حكاية وطن الأسواق المصرية القرن الماضي الحكومة التسعیرة الجبریة

إقرأ أيضاً:

تركيا تعتزم إطلاق نظام رقمي لتقييم العقارات.. هل تنتهي فوضى الأسعار؟

تستعد الحكومة التركية لإطلاق أكبر مشروع رقمي لإدارة وتقييم العقارات في تاريخ البلاد، من خلال تطبيق "مركز معلومات القيمة"، الذي سيتيح للمواطنين معرفة القيمة السوقية الحقيقية لأي عقار على الأراضي التركية، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى ضبط الأسعار ومنع التلاعب وتوجيه الاستثمارات بشكل عادل.

ووفقا لبيان رسمي صادر عن وزارة البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ التركية، فإن التطبيق سيدخل حيز التنفيذ في إسطنبول بحلول الربع الأول من عام 2026، على أن يُعمم لاحقا على جميع الولايات التركية الـ81 مع منتصف عام 2027، ليشكل أول نظام رسمي وموحد لتقييم العقارات في البلاد.

"نهاية التلاعب".. تسعير رقمي مدعوم بالذكاء الاصطناعي
تقوم فكرة تطبيق "مركز معلومات القيمة" المعلن عنه، على إنشاء خرائط تقييم رقمية تعتمد على بيانات مفصلة لكل قسيمة أرض أو وحدة سكنية.

كما ستُدرج فيها القيمة السوقية الدقيقة للعقار، مع إمكانية مقارنتها بالعقارات المجاورة، في بيئة رقمية مدعومة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وفق وسائل إعلام محلية.


وسيوفر النظام تحليلات للعرض والطلب على المساكن حسب المناطق والأحياء، ويقدم للمستخدمين معلومات متكاملة حول تكاليف الاستثمار، والعائدات المحتملة، وتوقعات أسعار البيع، ما يمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات مالية مدروسة بعيدا عن التقديرات العشوائية أو التلاعب السوقي.

كما أكدت وزارة البيئة والتخطيط العمراني التركية، أن التطبيق سيُنهي ما وصفته بـ"عهد إظهار أسعار منخفضة عند تسجيل العقارات في الطابو"، وهي ممارسة شائعة لطالما أدت إلى فجوة واسعة بين القيم الرسمية والسوقية، وأثرت على العدالة الضريبية والبيانات الاستثمارية.

قاعدة بيانات مركزية تدعم التحول الحضري
إلى جانب التقييم العقاري، يشمل المشروع دمج البيانات العقارية ضمن بنية تحتية رقمية شاملة تحت إشراف المديرية العامة للطابو والمساحة، من خلال مشروع موازٍ يُعرف باسم "نماذج المدن ثلاثية الأبعاد".

وسيُنتج المشروع ما يُعرف بـ"التوأم الرقمي" للمدن التركية، حيث يتم تمثيل كل مبنى على حدة بنموذج ثلاثي الأبعاد يتضمن معلومات دقيقة مثل: عمر البناء، عدد وحداته، استخدامه، مساحته، عنوانه، وملكيته.

كما سيتم دمج بيانات العنوان وخطط الإعمار والقيود العامة التي أُنتجت سابقا من مؤسسات مختلفة، لتكون متاحة من خلال نقطة وصول موحدة وسريعة.

هذه البيانات، بحسب الإعلام التركي، ستشكل قاعدة أساسية للتخطيط العمراني والتحول الحضري والضرائب وإدارة الكوارث وتخطيط البنى التحتية والنقل، كما ستدعم مهنيا قطاعات حيوية كالبنوك والتأمين وإدارة المخاطر والتخطيط العمراني والإنشاءات.

الاستعداد للكوارث
قال وزير البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ، مراد كوروم، إن المشروع سيساهم أيضا في تعزيز الجاهزية لمواجهة الكوارث الطبيعية، خاصة في المدن المعرضة للزلازل.

وأشار في كلمة له، إلى أن "المعلومات التي سيجمعها النظام عن كل مبنى وعقار ستوفر قاعدة بيانات ضرورية لمشاريع التحول الحضري والتخطيط المكاني".

وأوضح الوزير التركي أن "من شأن هذا النظام أن يلعب دورا كبيرا في التخفيف من المخاطر في المناطق عالية الحساسية، سواء عبر البناء الآمن أو سياسات التوزيع السكاني".


ويتيح المشروع للمواطنين والمستثمرين والبلديات والمؤسسات الحكومية، إمكانية استخدام خرائط القيمة في اتخاذ قرارات دقيقة بشأن شراء الأراضي وإقامة المشاريع وتحديد الضرائب أو التعويضات في حالات نزع الملكية.

كما سيتيح النظام إجراء تحليلات اجتماعية معمقة على مستوى الأحياء، مثل مستوى الدخل والتعليم والصحة والتركيبة السكانية، ما سيُساعد الحكومة والقطاع الخاص في توجيه الاستثمارات العامة مثل المدارس والمستشفيات والمرافق الخدمية بما يتناسب مع احتياجات كل منطقة.

هل تنتهي فوضى السوق؟
لطالما واجه سوق العقارات في تركيا انتقادات بسبب غياب الشفافية والتفاوت الكبير بين الأسعار المعروضة والأسعار الرسمية، إضافة إلى انتشار المضاربات وتقديرات الأسعار المتضاربة، ما أدى إلى فقاعة عقارية جزئية خاصة في المدن الكبرى.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن المسؤولين الأتراك يأملون أن يسهم هذا النظام الجديد في تقليص الفجوة بين الأسعار الرسمية والميدانية وتعزيز ثقة المستثمرين وزيادة كفاءة استخدام الأراضي في البلاد، خاصة في ظل التحديات المتزايدة على مستوى الإسكان والنمو السكاني.

وباعتماد الرقمنة والذكاء الاصطناعي، تعمل تركيا على تحويل سوق العقارات من فوضى غير منظمة إلى نظام تحكمه البيانات والتخطيط العلمي، ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار في هذا القطاع الحيوي.

مقالات مشابهة

  • تركيا تعتزم إطلاق نظام رقمي لتقييم العقارات.. هل تنتهي فوضى الأسعار؟
  • تفاصيل تطبيق رادار الأسعار لمنع التلاعب في الأسواق.. «فيديو»
  • أسعار الخضراوات والفاكهة تربك الأسواق.. توقعات بانخفاض يصل لـ 50%
  • تفاصيل تطبيق رادار الأسعار لمنع التلاعب في الأسواق.. فيديو
  • لماذا رفعت الحكومة القيود عن استيراد الألبان الأمريكية؟ (فيديو)
  • مع قرب عيد الأضحى.. مواصلة فعاليات مبادرة «كلنا واحد» بأرخص الأسعار
  • أسعار الفاكهة اليوم الإثنين 26 مايو 2025|فيديو
  • مجلس الوزراء: البورصة السلعية صمام الأمان للأسواق وآلية فعالة لضبط الأسعار
  • معلومات الوزراء: البورصة السلعية صمام الأمان للأسواق وآلية فعالة لضبط الأسعار
  • الوزراء: البورصة السلعية صمام الأمان للأسواق وآلية فعالة لضبط الأسعار