قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، إن الإسلام بحقٍّ ساوى بين المرأة والرجل في كثير من الحقوق والواجبات، حسب ما يتناسب والطبيعة الجِبلِّيَّة لكل منهما، واعتبر المرأةَ شريكةً للرجل وقسيمته في العيش على هذه المعمورة، ويتجلَّى ذلك في قوله تعالى: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْن﴾ وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّما النِّساءُ شَقائقُ الرِّجال».

مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين: المرأة صاحبة الدور الأبرز في النهوض الحضاري بالأمم والشعوب

وأضافت مستشار شيخ الأزهر، أن المساواة نابعة من خلال دعوة الإسلام إلى الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتشدد والتطرف والانحلال، تلك الوسطية التي وصف الله سبحانه وتعالى المسلمين بها فقال: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا﴾

جاء ذلك خلال كلمتها بالمؤتمر «الآسيوي-الأفريقي الأول للوسطية الدينية: الدين والوسطية الإنسانية» الذي تنظمه وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية في مدينة «باندونج» في الفترة من ١٩ إلى ٢١ ديسمبر الجاري، حيث ألقت مستشار شيخ الأزهر، كلمة في فعاليات الجلسة الأولى من المؤتمر بعنوان «المساواة بين الجنسين وأدوار المرأة والاعتدال».

وأكدت الدكتورة نهلة الصعيدي إن الإسلام لم يقف بالمرأة عند حدِّ المساواة بالرجل، بل جعل لها إرادتها الخاصة في كثير من شئون الحياة؛ من حرية تملُّك المال، وحِفظه والتَّصرُّف فيه، وغير ذلك، وجعل لها أدوارًا في المجتمعات المختلفة، هذه الأدوار من شأنها أن تسهم بدور كبير وفعَّال في الحث على الاعتدال والوسطية على المستويين الديني والإنساني؛ مشيرة أن صاحبة الدور الأبرز في النهوض الحضاري بالأمم والشعوب؛ باعتبارها أُمًّا وزوجة، فهي المحور الرئيس في الأسرة، وتتحكَّم في تصرفات أفرادها وتضبطها؛ فتُقوِّم المعوجَّ وتُصلِح المُنحلَّ، وتصنع الأجيال الذين يُشكِّلون المستقبل للأمم والشعوب، ويَبنون الحضارات في كافة المجالات؛ الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية وغير ذلك.

عباس شومان أمينًا عامًّا لهيئة كبار العلماء بالأزهر فتاوى تشغل الأذهان.. سبب تحريم التبني في الإسلام.. حكم الصلاة بالبيت خلف إمام المسجد

 

وأوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي، أن هذا الدور الذي تقوم به المرأة في المجتمعات من شأنه أيضًا أن يوجِّه الفكر والسلوك، ويدفعه إلى الاعتدال والتزام الأخلاق الحميدة؛ وذلك لِمَا تزرعه في النشء من غريزة دينية قائمة على أساس شرعي بعيد عن التشدد والتنطُّع والتقعر في الآراء والأفكار، مرجعه قوله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» الذي هو علَمٌ مِن أعلام النبوة، كما قاله ابنُ التِّينِ.

وأشارت رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين،  إلى دور الأزهر الشريف وعلى رأسه شيخه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور، أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في التضلُّع بقضايا المرأة والاهتمام بها من منطلق الثوابت الشرعية، فقد أكَّد - في غير ما موضع- على أن الإسلام حفظَ للمرأة حقوقها، وأبرز دورها في المجتمعات، وأن هذا من مقتضيات الوسطية التي اتسم بها الإسلام، وليس أدَّل على ذلك إلا ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر الأزهر الشريف للتجديد المنعقد في يناير سنة 2020هـ  من القول بجواز أن تتقلد المرأة جميع الوظائف التي تتلاءم وطبيعتها بما في ذلك الوظائف العليا بالدُّول، وإثبات حقها فيما سماه العلماء بحق الكد والسعاية، وحرمة التعسف معها في طلاقها؛ لعدم الإضرار بالأسرة وأفرادها، وغير ذلك.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين الدكتورة نهلة الصعيدي المرأة والرجل الحقوق والواجبات نهلة الصعيدي الاعتدال والوسطية مستشار شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

أمير القصيم: الملك عبدالعزيز وحد المملكة لخدمة الإسلام لا لمكاسب دنيوية .. فيديو

الرياض

أكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، أمير منطقة القصيم، أن الملك عبدالعزيز – رحمه الله – لم يكن يسعى لتوحيد المملكة من أجل أهداف حزبية أو عقائدية أو دنيوية، بل كان دافعه الأول والأخير خدمة الإسلام والمسلمين.

وأوضح سمو الأمير خلال حديثه مع قناة “الإخبارية2″، أن الملك عبدالعزيز كان يرى في خدمة مكة المكرمة والمدينة المنورة مسؤولية عظيمة، لا مكسبًا، معتبرًا إياها وسيلة لنيل رضا الله عز وجل وخدمة بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

وفيما يتعلق بدور الملك عبدالعزيز في توحيد الصف، قال سموه: “النية الطيبة، وبعد النظر، والسياسة العميقة للملك عبدالعزيز، تبعتها خطوات عملية، كان من أبرزها التشاور مع علماء المسلمين، حيث لم ينفرد بالرأي، بل دعا إلى عقد لقاء لجمعية عمومية للعلماء، اجتمعوا وتدارسوا الأمر معًا”.

وأضاف: “الملك عبدالعزيز – رحمه الله – تشاور أيضًا مع كبار ووجهاء مكة من آل الشيبة وأشراف أهلها المعروفين بعلمهم، ولم يقتصر على تعيين أئمة من منطقة واحدة داخل الجزيرة، بل أرسل إلى الجامع الأزهر في مصر، واستقدم أبناء أبو السمح، وعينهم أئمة في الحرم المكي، حرصًا منه على التوازن بين جميع مناطق المملكة، ولتأكيد أن ما يجمع الأمة هو الدين وكتاب الله وسنة نبيه”.

واختتم سموه حديثه بالإشارة إلى جهوده في تأليف كتاب عن الملك المؤسس، بهدف تعريف الأجيال الجديدة بفضل هذا المؤسس الذي أسهم في توحيد البلاد على أسس دينية وتوحيد الإمام.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/imI4k_50ZAP22m6t.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/qmiZ1zR5K_OQxbxu.mp4

 

مقالات مشابهة

  • قومي المرأة يهنئ الدكتورة رشا علي الدين لاختيارها عضوا بالمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا
  • أحمد الفرماوي: يوم عرفة سيد الأيام وصيامه يكفّر ذنوب عامين
  • شيخ الأزهر الشريف ورئيسة القومي للمرأة يبحثان التعاون المشترك
  • أمير القصيم: الملك عبدالعزيز وحد المملكة لخدمة الإسلام لا لمكاسب دنيوية .. فيديو
  • القدس في مرمى التهويد .. السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحذر: الحفريات تحت الأقصى عدوان على الإسلام وصمت الأمة خيانة
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة الخندق تثبت أن الإسلام لم يأت بمواقف عدائية ضد أحد
  • مرصد الأزهر يحذر من تصاعد الإسلاموفوبيا في إيطاليا ويدعو إلى دعم مبادرات الاندماج الثقافي
  • الهوية اليمنية .. عودة إلى الجذور وثبات على الأصالة
  • خريجي الأزهر بمطروح تستقبل الأطفال لتعليمهم مبادئ الدين الإسلامي وفضائل ذي الحجة
  • تكبيرات عيد الأضحى 2025.. اعرف صيغتها وفضلها في الإسلام