رغم فقدانه لأطرافه الأربعة… سائق ستيني يصمم حافلة صغيرة ويعمل عليها
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
دمشق-سانا
سنواته الستون وفقدانه لأطرافه الأربعة بعد إصابته بداء بورغر لم تمنع العم سعيد عبيد من الاعتماد على نفسه وإيجاد فرصة عمل تناسب وضعه الصحي وتعينه وعائلته على مواجهة أعباء الحياة.
وقال عبيد الملقب أبو فهد وهو من سكان مدينة دوما لمراسلة سانا “كنت أعمل سائق شاحنة لمسافات طويلة لمدة تجاوزت 27 عاماً، حيث كنت أنقل البضائع الى دول الجوار واكتسبت جراء ذلك خبرة كبيرة في أنواع الشاحنات وحركتها وأعطالها وآلية إصلاحها، ولكني بعد هذه الرحلة الطويلة من العمل أصبت بداء بورغر الذي أدى إلى بتر أطرافي الأربعة وتوقفي عن العمل ومكوثي في المنزل”.
وأضاف: بعد بتر أطرافي الأربعة وجدت نفسي بلا عمل ولدي عائلة مؤلفة من ثلاثة أفراد إضافة إلى عائلة ابني الشهيد، لذلك قررت البحث عن فرصة عمل وكوني أمتلك الإرادة والقوة والخبرة الطويلة بالحافلات قررت صناعة حافلة صغيرة “توك توك” من تصميمي لأعمل عليها بما يتناسب مع وضعي الصحي”.
عبيد الذي تلقى الدعم والمساعدة من أهل الخير في مدينته لصناعة الحافلة ذكر أنه وضع تصوراً لشكلها ونقل فكرته إلى الحداد الذي قام على الفور بتطبيق ذلك على أرض الواقع، كما وضع فرامل يدوية للتحكم بالآلية، واستعان بفني الكهرباء ليقوم بتركيب ألواح طاقة شمسية فوق الحافلة، ويربطها مع عداد يبين كمية الشحن الموجودة داخل البطارية حتى يتمكن من نقل زبائنه ضمن دوما.
ولفت عبيد إلى أن محبته للناس وسمعته الحسنة كانت طريق عبور إلى قلوب الكثيرين الذين لجؤوا إليه لنقلهم إلى وجهاتهم كطلاب المدارس والسيدات وغيرهم مقابل أجر ضئيل يترك للزبون تقديره وبات الكثير من أهالي المدينة يطلبونه عبر الهاتف الخليوي لينقلهم من مكان لآخر إضافة إلى استعانة الكثير من ربات المنازل به لجلب حاجاتهم ونقلهم.
ويؤمن عبيد بأن القناعة كنز لا يفنى وهو راض بما آل إليه حاله طالما هو قادر على تأمين لقمة عيشه، لذلك يشعر بالفرح والسعادة وهو يزاول عمله ولا سيما عندما يقوم بنقل الأطفال في الأعياد والمناسبات إلى أماكن التسلية والفرح، لافتاً إلى أن إعاقته الجسدية لم تثنِه عن ممارسة حياته، فالحياة بالنسبة له رغم الألم مليئة بالسعادة طالما هناك أصدقاء يرسمون الابتسامة ويصنعون التفاؤل ويعطون من فيض حبهم باستمرار.
وحول الصعوبات التي تواجهه في عمله، أوضح عبيد أنه يعاني في قيادة الحافلة خلال فصل الشتاء جراء طرقات المدينة المليئة بالحفر والمطبات والتي تؤدي إلى أعطال كبيرة فيها، كما أن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يحول دون شحن بطاريات الحافلة لفترة كافية.
وينصح عبيد الأشخاص ذوي الإعاقة بعدم الاستسلام لظروفهم الصعبة وكسر جميع الحواجز وأخذ موقعهم في المجتمع لتكون لهم بصمة واضحة خاصة بهم، متمنياً أن يتمكن مستقبلاً من تطوير حافلته ودعمها بالبطاريات المناسبة ليعمل عليها لأطول وقت ممكن.
سكينة محمد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
حبيبات زجاجية صغيرة تكشف سرا مثيرا عن أقرب جار سماوي لنا
روسيا – كشف فريق علمي دولي عن وجود نشاط بركاني على سطح القمر قبل 120 مليون سنة فقط، عندما كانت الديناصورات ما تزال تجوب الأرض، وهو ما يعد حديثا نسبيا في المقاييس الجيولوجية.
وهذا الاكتشاف الذي نشرته مجلة Science يقلب المفاهيم السابقة عن تاريخ القمر الجيولوجي، حيث كان يعتقد أن النشاط البركاني توقف قبل نحو 3 مليارات سنة.
ويعتمد هذا الاكتشاف الثوري على تحليل دقيق لحبيبات زجاجية متناهية الصغر جلبها المسبار الصيني “تشانغ آه-5” عام 2020 من منطقة “مونس رومكر” البركانية على الجانب القريب من القمر.
ومن بين أكثر من 3000 حبة زجاجية تم فحصها، حدد العلماء ثلاث حبيبات تحمل بصمة كيميائية فريدة تشير إلى أصل بركاني، مع تركيزات عالية من عناصر “الكريب” (مكون جيوكيميائي لبعض الصخور القمرية التي خلفتها الاصطدامات)، التي تعمل كمصدر حراري قوي.
وكلمة “كريب” هي اختصار إنكليزي مشتق من حرف “ك” (الرمز الكيميائي الأجنبي لعنصر البوتاسيوم) و”ري” (الاختصار الإنكليزي لـ”عنصر أرضي نادر”) و”ب” (الرمز الكيميائي لعنصر الفوسفور).
ويقول البروفيسور ألكسندر نمتشنوك، المؤلف الرئيسي للدراسة: “هذه الحبيبات الزجاجية هي بمثابة كبسولات زمنية تحتفظ بسجل النشاط البركاني القمري. وكشف التأريخ الإشعاعي أن عمرها نحو 123 مليون سنة، ما يجعلها أحدث دليل على البراكين القمرية”.
وهذا الاكتشاف له تداعيات عميقة على فهمنا لتطور الأجرام السماوية الصغيرة. فبينما كانت النماذج السابقة تفترض أن القمر، بسبب حجمه الصغير، كان يجب أن يبرد بسرعة ويتوقف نشاطه البركاني مبكرا، تثبت هذه النتائج أن العمليات الحرارية الداخلية استمرت لمدة أطول بكثير مما توقعه العلماء.
ويشرح الفريق أن وجود عناصر “الكريب” ساعد في الحفاظ على مصادر حرارية في باطن القمر، ما تسبب في ذوبان متقطع لصخور الوشاح واندفاعها إلى السطح على شكل حمم بركانية حتى عصور جيولوجية متأخرة. وهذه النتائج لا تعيد كتابة تاريخ القمر فحسب، بل توفر أيضا رؤى قيمة لفهم التطور الحراري للكواكب الصغيرة والأقمار في نظامنا الشمسي وخارجه.
ومع استمرار تحليل العينات القمرية الجديدة، يتوقع العلماء المزيد من المفاجآت التي قد تكشف عن فصول مجهولة من تاريخ أقرب جار سماوي لنا.
المصدر: إندبندنت