شهد قطاع الطيران المدني في سلطنة عمان حضوراً نسائياً لافتاً يعكس حجم التطور الذي وصلت إليه المرأة العمانية في مختلف مجالات العمل الوطني، ففي واحد من أكثر القطاعات دقة وحساسية، استطاعت المرأة أن تثبت قدرتها على التميز والريادة، سواء في الجوانب التشغيلية أو الهندسية أو الإدارية أو التدريبية، لتكون شريكاً أساسياً في تعزيز سلامة الطيران وضمان استدامة نموه.

ومن خلال هذا الاستطلاع نسلط الضوء على مجموعة من النماذج النسائية الملهمة اللاتي تركن بصمة واضحة في مؤسسات الطيران المدني العماني، وأسهمن بجهودهن وكفاءتهن في ترسيخ مكانة المرأة العمانية داخل هذا القطاع الحيوي، بما ينسجم مع تطلعات "رؤية عُمان 2040" نحو تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مسيرة التنمية الوطنية.

المرأة العمانية شريك في صناعة الطيران

وقالت سارة بنت علي العويسية مشرفة التراخيص بهيئة الطيران المدني: منذ البداية كنت أبحث عن مجال يجمع بين الانضباط والمسؤولية والعمل بروح الفريق، فوجدت في قطاع الطيران البيئة التي تحقق ذلك بكل تفاصيلها.

وأضافت: التحقت بهيئة الطيران المدني عام 2010 بعد تخرجي من كلية الهندسة بتخصص هندسة الاتصالات الإلكترونية، وبدأت مسيرتي كمشرفة تراخيص في دائرة السلامة الجوية، وأكثر ما شجعني على دخول هذا المجال هو حبي للعمل الدقيق والمنظم، والرغبة في المساهمة في قطاع يعد من أكثر القطاعات ارتباطا بالسلامة والثقة والالتزام.

كما أضافت العويسية: من الطبيعي أن تكون البدايات مليئة بالتحديات، خاصة في قطاع حساس ودقيق مثل الطيران، وأبرز ما واجهته في بداية مسيرتي كان التكيف مع بيئة العمل، حيث المسؤولية كبيرة والدقة مطلوبة في كل التفاصيل، كان عليّ أن أتعلم بسرعة، وأفهم الأنظمة والإجراءات وأتعامل مع مواقف تتطلب قرارات حازمة وواضحة، وقد تخطيت تلك المرحلة بفضل الإصرار والمثابرة والرغبة الصادقة في التعلم، كما حرصت على الاستفادة من خبرات الزملاء ومن الدعم الذي قدمته لي الهيئة في تحديد مسار خاص للتدريب في هذا المجال، إلى جانب المشاركة في البرامج التدريبية الخارجية التي طورت من أدائي وثقتي في العمل.

إسهامات المرأة في الطيران

من جانبها قالت زهراء تقي عبد الرسول اللواتية مهندسة مطارات بهيئة الطيران المدني: تلعب المرأة دورا محوريا ومتكاملا في ضمان سلامة وأمن الطيران المدني، إذ أثبتت كفاءتها في مختلف المجالات والمستويات، لتكون شريكا أساسيا في تطوير وتطبيق معايير السلامة والأمن على المستويين الوطني والدولي، حيث يسهم حضور المرأة في القطاع عبر محاور متعددة، من بينها المجال التشريعي والتنظيمي، حيث تشارك في صياغة السياسات والتشريعات المرتبطة بسلامة وأمن الطيران من خلال مواقعها في الهيئات الرقابية الوطنية والدولية، مثل منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، كما تساهم بخبراتها القانونية والفنية في تطوير اللوائح والإجراءات التي تحكم أمن وسلامة المطارات والطائرات، بما يعزز الامتثال للمعايير الدولية.

وأضافت اللواتية: وفي العمليات الفنية والهندسية تشغل النساء مناصب مهمة في هندسة الطيران وصيانة الطائرات، مما يسهم مباشرة في ضمان الجاهزية الفنية وسلامة التشغيل، وفي المراقبة الجوية تتحمل النساء العاملات في أبراج المراقبة مسؤولية كبيرة في توجيه الطائرات وتنظيم الحركة الجوية لضمان انسيابية العمليات وسلامة الملاحة الجوية على مدار الساعة، أما في الأمن والسلامة داخل المطارات والطائرات فتؤدي المرأة دورا فعالا في مجالات الأمن والتفتيش وتشكل خط الدفاع الأول في مواجهة التهديدات الأمنية المحتملة، كما تلعب المرأة دورا مهما في التدريب وبناء القدرات، من خلال عملها كمدربات وخبيرات في السلامة الجوية والأمن مما يسهم في نقل المعرفة وتعزيز كفاءة الكوادر العاملة في القطاع.

وأكدت أن وجود المرأة في قطاع الطيران المدني لا يقتصر على تحقيق التوازن والمساواة، بل يمثل ضرورة استراتيجية تعزز الكفاءة التشغيلية ومستويات السلامة، لقد أثبتت المرأة قدرتها على القيادة والتحليل والاستجابة للطوارئ وصنع القرار في بيئات تتطلب دقة عالية وسرعة في الأداء، وبذلك تظل المرأة عنصرا أساسيا في بناء منظومة طيران مدني أكثر أمانا واستدامة وإنسانية.

المرأة العمانية تصنع نجاحها في مجال دقيق

وقالت غدير بنت هيثم الكشرية مسؤول تطوير الأعمال بأكاديمية عمان للطيران: المرأة العمانية أثبتت حضورها المميز في قطاع حساس كقطاع الطيران، إذ جمعت بين الدقة والانضباط والقدرة العالية على التأقلم مع متطلبات المهنة، وفي أكاديمية عمان للطيران نرى نماذج مشرفة من بنات الوطن اللاتي استطعن بجدارة أن يحققن نجاحات في مجال الطيران بفضل ما يتمتعن به من كفاءة علمية ومهارة عملية وروح مسؤولية عالية، المرأة العمانية لا تمثل فقط طموحها الشخصي بل تمثل رؤية وطن يسعى إلى تمكينها ودعمها لتكون شريكا أساسيا في صناعة مستقبل الطيران في سلطنة عمان.

الاجتهاد والشغف مفتاح النجاح

وقالت سميرة بنت سعيد الحجرية أخصائي خدمات الأمتعة بطيران السلام: رسالتي لكل امرأة ترغب في دخول مجال الطيران هي أن تؤمن بأن هذا المجال يرحب بالكفاءات دون استثناء، وأن الاجتهاد والشغف هما مفتاح النجاح فيه، المستقبل لهن متى ما تمسكن بالإرادة والإصرار على تحقيق أحلامهن.

تمكين المرأة في الطيران استراتيجية مستدامة

من جانب آخر قالت امتثال بنت غسان المعولية كاتبة محتوى لغة عربية في الاتصالات التنفيذية والإعلام بالطيران العماني: بصفتي موظفة في الطيران العماني أرى أن الدعم المؤسسي لتمكين المرأة في بيئة عملنا يمثل استراتيجية متأصلة، وليس مجرد برنامج عابر، هذا الدعم يترجم إلى تجربة مهنية ملموسة تؤكد التزام الشركة بالتوجهات الوطنية السامية لـ"رؤية عُمان 2040".

ما ألمسه هو أن الشركة تكرس مبدأ الجدارة والكفاءة كمعيار أوحد، حيث يتم تأهيلنا للتنافس على التخصصات النوعية والمناصب القيادية دون أي تمييز، الأمر الذي يعكس ثقة المؤسسة في قدرة المرأة العُمانية على الإسهام بفاعلية في مفاصل العمليات الاستراتيجية والتشغيلية المعقدة، هذا التمكين المنهجي يضمن أن وجودنا في هذا القطاع الحيوي هو إضافة نوعية لا غنى عنها لتحقيق التنافسية الدولية للناقل الوطني.

وأضافت المعولية: على الصعيد الاجتماعي أجد أن الطيران العماني حريص على توفير بيئة عمل محفزة ومراعية، من خلال تبني سياسات تدعم التوازن الفعال بين متطلبات العمل وواجبات الحياة الشخصية، هذا ليس امتيازاً بل هو استثمار حكيم لضمان استدامة الكفاءات النسائية وزيادة ولائهن، وهو ما يصب مباشرة في محور الرفاهية والحماية الذي تنادي به الرؤية الوطنية، فنحن هنا لسنا فقط موظفات، بل واجهة للكفاءة العمانية وإثبات عملي على نجاح سلطنة عمان في تحقيق مسيرة التنمية المستدامة والطموحة التي رسمتها "رؤية عمان 2040".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرأة العمانیة الطیران المدنی قطاع الطیران المرأة فی فی قطاع من خلال

إقرأ أيضاً:

120 مشاركة من الأسر العمانية المنتجة في مهرجان التذوق الثاني

مكتب - صحار "تصوير - أحمد البريكي"

شاركت اليوم 120 أسرة عمانية منتجة في مهرجان التذوق الثاني بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة بهدف تسويق منتجات وإبداعات الأسر العمانية وتعزيز ثقافة الإنتاج المنزلي، وقد احتوى على مجموعة من التجارب الريادية والعروض الترويجية، وذلك برعاية المهندس عبدالله بن محمد الهدابي مدير عام الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة وحضور أعضاء مجلس البلدي وعدد من المشايخ والرشداء ورجال الأعمال وعدد من المدعوين.

‏تضمن البرنامج الذي نظمه عشق الطعم الأصيل ومشروع عماني متكامل بالتعاون مع دائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بصحم، مجموعة من الأركان يحتوي كل ركن على إبداع الأسر العمانية الملهمة التي تقدم العديد من المأكولات العمانية المتنوعة والتي تشمل المواد الغذائية، والحلويات، إضافة إلى منتجات التمور والعسل والقهوة والمخبوزات، ووفر البوتيك فرصة مهمة لهذه الأسر لإبراز منتوجاتها، وفتح نافذة تسويقية لها، وتبادل الخبرات فيما بينها.

‏وأكد المهندس عبدالله الهدابي في كلمته خلال الافتتاح: يتميز بوتيك عشق الطعم الأصيل بأركان متعددة مخصصة لمجموعة من الأسر العمانية المنتجة، حيث إن المسؤولين عن المركز يحرصون على التسويق المباشر لمجموعة من الشباب والفتيات من أبناء ولاية صحم والمناطق المجاورة بالاستفادة من فرص التسويق التي يقدمها المهرجان والتعريف بمنتجاتهم، وتحفيز الشباب والشابات على المشاركة والاستفادة من هذه الفرصة لزيادة مدخولهم اليومي.

‏دور المرأة الريفية في مهرجان التذوق

كما شهد المهرجان مشاركة مميزة من الأسر المنتجة والمرأة الريفية تزامنا مع مناسبة يوم المرأة الريفية والذي يوافق ١٥ من أكتوبر ويوم الغذاء العالمي والذي يوافق ١٦ من أكتوبر من كل عام. وقد أبرزت المشاركات جهود المرأة الريفية في الإنتاج الغذائي المحلي والتصنيع المنزلي، من خلال عرض منتجات متنوعة مثل الأكلات العمانية والعسل ومنتجات الألبان والأعشاب، مما يعكس إبداعها ودورها الفاعل في دعم الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.

وساهم المهرجان في تمكين المرأة الريفية اقتصاديا واجتماعيا عبر توفير منصة لتسويق منتجاتها وإبراز مهاراتها، انسجاما مع شعار يوم الغذاء العالمي الذي يؤكد أهمية الغذاء المستدام ودعم المجتمعات المنتجة.

فالمرأة الريفية هي ركيزة أساسية في الاقتصاد الزراعي، التنمية المستدامة، والحفاظ على التراث المحلي، ومشاركتها في مهرجانات مثل مهرجان التذوق تُظهر دورها في إنتاج الغذاء، دعم الأسر، وتمكين المجتمعات.

مقالات مشابهة

  • المرأة العمانية.. هي عمان في بناء المستقبل و إلهام الأجيال القادمة
  • 120 مشاركة من الأسر العمانية المنتجة في مهرجان التذوق الثاني
  • كلمة في يوم المرأة العمانية
  • أشهر الأكلات العمانية التقليدية بمناسبة يوم المرأة
  • المرأة العمانية وتحديات المرحلة القادمة
  • توضيح من الطيران المدنيّ: هذه الشركة العربيّة لن تعود إلى لبنان
  • شعر عن يوم المرأة العمانية
  • أجمل ما قيل عن المرأة في يوم المرأة العمانية
  • وزير المواصلات يبحث مع «الطيران المدني التونسي» تعزيز التعاون