علام تعوّل إيران في إفشال مهمة القوة الدولية بالبحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
بعد الإشادة الإيرانية بسلوك الحوثيين في البحر الأحمر لنصرة غزة وتحذيرها الرسمي من تشكيل أي قوة دولية لضمان الملاحة البحرية، سارعت طهران، أمس الثلاثاء، للكشف عن "قوة باسيج بحرية" ردا على الإعلان الأميركي تشكيل قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية التجارة بالبحر الأحمر.
وبعيد ساعات من تأكيد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنشاء قوة عمل بحرية لمواجهة هجمات الحوثيين على السفن التجارية بالبحر الأحمر، أعلن قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الأدميرال علي رضا تنغسيري أن بلاده نظمت قوات الباسيج البحرية للمحيطات والسفن والقطع البحرية الأخرى القادرة على الإبحار حتى تنزانيا.
وقدّر تنغسيري قوام القوة الشعبية الجديدة بـ55 ألف عنصر و33 ألف قطعة بحرية موجودة في المياه الخليجية خلال المرحلة الأولى من نشاطها، وأفاد بأنها ستباشر مهمتها في بحر قزوين خلال المرحلة التالية، مؤكدا إنشاء قوة ظل بحرية من قوات التعبئة الشعبية وتجهيزها بأسلحة مناسبة.
"اليد العليا"
وكان وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني قد حذر، الأسبوع الماضي، الولايات المتحدة من أنها "ستواجه مشاكل استثنائية إذا أرادت تشكيل قوة دولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر" وقال إنه "لا يمكن لأحد التحرك في منطقة اليد العليا فيها لإيران".
وبذلك، لا يشكل إعلان البنتاغون مفاجأة لطهران، إلا أن الأوساط الإيرانية ترى في الخطوة الأميركية مؤشرا على نجاعة العمليات الحوثية في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإرباك حسابات حلفائه الغربيين لاسيما بخصوص العدوان المتواصل على قطاع غزة.
ويقرأ الباحث العسكري علي عبدي تشكيل القوة البحرية الغربية بالبحر الأحمر في سياق الرد الغربي على فعالية سلوك الحوثيين في مسار الحرب الإسرائيلية على غزة، والخشية مما قد يكون أعظم خاصة بشأن عرقلة الملاحة البحرية بين القوى الشرقية والغربية عبر قناة السويس.
وأوضح عبدي -للجزيرة نت- أن بُعد المسافة بين الأراضي الفلسطينية المحتلة واليمن يجعل من العمليات البرية والبحرية الإسرائيلية ضد القوات الحوثية "مهمة مستحيلة" مضيفا أن العمليات الجوية التي قامت بها جهات عربية وغربية و"عبرية" على اليمن، خلال العقد الماضي، أثبتت فشلها في تقييد قدرة الحوثيين.
واعتبر أن غياب الدول المطلة على البحر الأحمر -وعلى رأسها السعودية ومصر– في التحالف البحري دليل على فشل واشنطن في إقناع هذه الدول للمشاركة في العمليات المحتملة ضد الحوثيين، قائلا إن التحالف لن يوقف عمليات الحوثيين في البحر الأحمر.
وتابع الباحث العسكري أن دولا إقليمية عدة تفضل النأي بالنفس وعدم المواجهة مع ما يسمى محور المقاومة بعد التحذير الإيراني لأنها تعلم جيدا أن التحالف الجديد سيكون مؤقتا، وليس من الحكمة التضحية بمصالحها مع صنعاء وطهران من أجل الخطط الغربية الرامية إلى دعم إسرائيل في إبادة غزة، كما أن بعض هذه الدول شاركت بالفعل في تحالف "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين.
أوراق عديدة
ورأى عبدي أن بلاده تمتلك أوراقا عديدة للتعامل مع القوة الدولية في البحر الأحمر وتحييد مخاطرها وفق التالي:
التعاون مع جماعة الحوثي اليمنية.
التنسيق بين أعضاء محور المقاومة الممتد من البحر الأبيض حتى بحر العرب.
القوة البحرية الكلاسيكية والتنظيمات التعبوية والشعبية.
ترسانة عسكرية هائلة تغطي الشعاع الواصل حتى البحر الأحمر.
السيطرة الكاملة على مضيق هرمز والنفوذ على مضيق باب المندب.
ونظرا لموقف طهران من التحالف البحري الجديد بقيادة الولايات المتحدة في البحر الأحمر الذي يبعد عن الشواطئ الإيرانية نحو 2000 كيلومتر، يستبعد الباحث الإيراني في الشؤون الإستراتيجية علي رضا تقوي نيا مشاركة بلاده إلى جانب الحوثيين لمواجهة القوة الدولية.
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد تقوي نيا أن دعم طهران للحوثيين لا يتجاوز الدور الاستشاري الذي تقدمه منذ سنوات. بيد أن التطور الجديد سوف يحث إيران على تقديم الدعم الاستخباري واللوجستي لما تسمى حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية التي تعتبرها "حليفا إستراتيجيا" باليمن.
وتابع أن سيطرة الحوثيين على باب المندب تضع ثاني أهم مضيق بحري بالعالم تحت سيطرة محور المقاومة إلى جانب مضيق هرمز.
وتوقع الباحث الإيراني احتدام التوتر بالبحر الأحمر في حال تنفيذ القوة الدولية عمليات ضد الحوثيين، لأن الجانب اليمني سيمنع مرور سفن جميع الدول المشاركة في التحالف الأميركي بالمنطقة، مستدركا أن هذا التحالف الجديد سيفشل في تحقيق الأهداف الذي أُنشئ من أجلها على غرار القوة البحرية التي سبق وأحدثتها واشنطن في المياه الخليجية قبل سنوات.
إستراتيجية النفوذ
وأكد تقوي نيا أن الحوثيين يمتلكون أسلحة مناسبة لإغلاق مضيق باب المندب في وجه السفن المتجهة إلى إسرائيل وأن موقف وزير الدفاع الإيراني كان قد أخذ قدرات الحوثيين العسكرية بعين الاعتبار.
ورأى أن بلاده قد أثبتت نفوذا نسبيا في منطقة باب المندب خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن المقصود من النفوذ لا يعني الحضور المباشر والمستمر في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وقد يكون عبر التعاون مع الحلفاء وبالتالي لن تسمح طهران بتقويض سيطرة الحوثيين على باب المندب.
وأشار إلى أن السيطرة المباشرة أو غير المباشرة على المضايق البحرية والمواقع الإستراتيجية تعزز المكانة الدولية للدول الوازنة، وترفع من قدرتها الجيوسياسية وتأثيرها على الموازنات العالمية، وتضمن مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية.
وختم الباحث الإيراني بالقول إن إستراتيجية بلاده في دعم حلفائها الإقليميين حققت إنجازات جبارة حتى الآن، وإن طهران تعمل على ضمانها وتوسعة نفوذها بدءا من المياه الخليجية حتى بحر عمان والمحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأحمر خلال الفترة المستقبلية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن ايران البحر الأحمر قوة دولية الملاحة الدولية فی البحر الأحمر بالبحر الأحمر القوة البحریة القوة الدولیة باب المندب
إقرأ أيضاً:
واشنطن تبحث ترتيبات نشر قوة الاستقرار الدولية في غزة
قال مسؤولون أميركيون إن العمل جارٍ لتحديد حجم وهيكلية قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها في قطاع غزة، بما في ذلك قواعد الاشتباك والمهام الموكلة إليها، مؤكدين أن القوة لن تكون مكلفة بقتال حماس.
وأشار المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة تدرس تعيين جنرال أميركي برتبة لواء لقيادة القوة، في وقت أبدت عدة دول استعدادها للمساهمة فيها.
وبحسب المصادر، قد تبدأ القوة انتشارها في غزة في وقت مبكر من الشهر المقبل، وسط مشاورات مستمرة لوضع الصيغة النهائية للمهام وآليات العمل.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن ما يدخل من مستلزمات الإيواء والخيام لقطاع غزة لا يلبي الحد الأدنى من المتطلبات ولا يقي من المطر والبرد.
ولفتت الحركة إلى ارتقاء شهداء في غزة بسبب غرق الخيام والبرد والانهيارات يؤكد أن حرب الإبادة مستمرة وإن تغيرت أدواتها.
وفي وقت سابق، أصيب طبيب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء امس الخميس، في مدينة جنين.
وأفادت مصادر طبية بأن الطبيب أصيب بالرصاص الحي في الفخذ أثناء مغادرته أحد بيوت العزاء داخل مخيم جنين، حيث أطلقه جنود الاحتلال المتواجدون في المكان. وتم نقل المصاب إلى مستشفى ابن سينا لتلقي العلاج، وسط استمرار انتهاكات الاحتلال في المناطق الفلسطينية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، الشاب إبراهيم حبش، بعد محاصرة منزله في البلدة القديمة بمدينة نابلس.
وأفاد مراسلنا بأن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى حي القيسارية، وحاصرت المنزل الذي كان يتواجد فيه الشاب، قبل أن تقوم آليات الاحتلال باقتحام البلدة ومحيطها، في استمرار لعمليات الاعتقال والمداهمات التي تنفذها قوات الاحتلال في المدينة.
دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم علي أبو زهري، إلى إدراج التعليم الفلسطيني ضمن منظومة الحماية والأولوية الدولية، مؤكدًا أن استهداف الجامعات والطلبة والمعلمين يشكّل جريمة حرب تتطلب المساءلة الدولية، وأن إنقاذ التعليم في فلسطين أصبح مهمة عاجلة للمجتمع الدولي.
جاء ذلك خلال مشاركة فلسطين في اجتماع اتحاد مجالس البحث العلمي العربية في مسقط، حيث أشار أبو زهري إلى أن التعليم والبحث العلمي، خصوصًا في غزة، يتعرضان لدمار غير مسبوق يهدد مستقبل المعرفة العربية.
وأكد ضرورة دعم برامج التعليم في الطوارئ وتأمين التمويل المستدام لاستمرار العملية التعليمية، معتبراً التعليم بوابة نحو الحرية والكرامة.
وأكدت الأمم المتحدة، اليوم، أن الفلسطينيين عانوا لعقود طويلة من فقدان حقوقهم الأساسية، محذرة من الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، حيث لا توفر الخيام الحالية حماية كافية للسكان من الظروف الجوية القاسية.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة لضمان الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بما يشمل تحسين ظروف المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وحماية السكان من أي مخاطر إضافية تهدد حياتهم وأمنهم في القطاع