أمريكا توسع حدود أراضيها في هذه المنطقة من العالم بدون احتلال
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
وسعت الولايات المتحدة حدود أراضيها في القطب الشمالي، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، اليوم الأحد، أن أمريكا وسعت حدود أراضيها في الجرف القاري في القطب الشمالي.
وقالت شبكة "بلومبيرج" : "إن الجرف القاري هو امتداد للأراضي البرية للبلاد تحت الماء وللولايات المتحدة الحق، وفقا للقانون الدولي، في حماية وإدارة الموارد والموائل الحيوية".
ويشير المنشور إلى أن واشنطن تريد من خلال هذه الخطوة الحصول على المعادن اللازمة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
وبالإضافة إلى ذلك، توجد حقول نفط وغاز في الجرف القاري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القطب الشمالي الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
عُمان وإيران.. توازن هادئ في إقليم مضطرب
يبدأ الرئيس الإيراني الدكتور مسعود بزشكيان الثلاثاء زيارة رسمية لسلطنة عُمان تُقرأ في العالم أجمع بكثير من العناية سواء من حيث توقيتها أو من حيث دلالاتها. ورغم أن العلاقات التاريخية بين البلدين تجعل مثل هذه الزيارة طبيعية ومتوقعة في أي وقت، لكن ما تشهده المنطقة من تحولات وتحديات جيوستراتيجية تحمّل الزيارة الكثير من الدلالات التي لا يمكن تجاوزها، خاصة وأن المنطقة تمر بلحظة حرجة تُعاد فيها صياغة معادلات القوة، ويُعاد فيها اختبار مفاهيم الردع، والشرعية، والوساطة.. إنها بصياغة أخرى الاختبار الأصعب منذ نهاية الحرب الباردة.
تُعنى الزيارة في مستواها الأول الظاهر، كما أشارت البيانات الرسمية في البلدين، بتعزيز العلاقات الثنائية، ومناقشة آفاق التعاون في ملفات اقتصادية وأمنية معروفة، لكن خلف الإطار الرسمي، هناك الكثير من الملفات التي تشغل إيران وتشغل جيرانها وربما العالم أجمع، وفي مقدمتها الملف النووي الذي تقوم فيه سلطنة عمان بدور الوسيط بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الملف في حالة وصوله إلى خط الاتفاق العادل من شأنه أن يفتح لإيران بوابة عودة تدريجية إلى النظام الدولي، إن تم ضبط الشروط بعناية بعد سنوات من العزلة والحصار السياسي الاقتصادي والثقافي.
غير أن إيران، بعد طوفان الأقصى، تواجه اختبارا مركبا من الداخل والخارج، إذ إن اهتزاز موازين الردع الإقليمي يعيد صياغة محيطها الحيوي بطريقة ليس من السهل التنبؤ بها خاصة أنها لأول مرة تخوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل ومن أرضها وعمقها الاستراتيجي.. كما ترافق الزيارة استحقاقات أمريكية جديدة، مع عودة ترامب، إلى المشهد، حيث تحكم الواقعية القومية منطق العلاقات لا المبادئ، ولذلك تعيد أمريكا تموضعها الاستراتيجي في المنطقة بناء على هذه العقيدة، ومن خلال نافذة الوساطات وليست الحروب.
أمام هذا المشهد المزدحم بالأحداث والتحولات والاستراتيجيات الجديدة، التي باتت معالمها واضحة جدا، تقف سلطنة عُمان في الموقع الأكثر تعقيدا بالنظر إلى عقيدتها السياسية وأخلاقيات دبلوماسيتها التي لا تحيد عنها الأمر الذي حملها دائما عبء نزع فتيل الحرب في الإقليم ما وسعتها الظروف والإمكانيات. من هنا، لا يمكن قراءة زيارة الدكتور بزشكيان إلا ضمن سياق المحاولة المستمرة لتثبيت «هندسة الممكن» بين طهران وواشنطن، وتوفير بيئة عقلانية تخرج الملف النووي من عباءة الأيديولوجيا إلى مائدة المصالح الاستراتيجية.
تاريخيا، لم تبنِ عُمان علاقاتها مع إيران على العداءات العميقة التي طبعت ذاكرة المنطقة، بل على فهم واقعي للعلاقة القوية بين الجغرافيا والسياسة. وقد أثبتت التجربة، من وساطتها بين طهران وواشنطن في عهد أوباما، إلى دورها غير المعلن في تسهيل قنوات الحوار بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، أن سلطنة عُمان تملك رأسمال استراتيجيا ثمينا بات يتحدث عنه الجميع في المنطقة وهو: المصداقية. وهي قيمة نادرة في دبلوماسية مشبعة بالتصعيد في مختلف أرجاء العالم.
لكن الزيارة تأتي أيضا في توقيت مقلق: الحرب في غزة وصلت إلى «منطقة اللاعودة» من ناحية التدمير الأخلاقي والإنساني، والغرب بدأ، ولو بشكل متأخر، بإعادة تموضعه الرمزي تجاه إسرائيل. هذا لا يعني تحولا جذريا في الموقف الغربي، لكنه يشير إلى بدء تفكك التحالفات المطلقة، وفتح نافذة للتفكير الاستراتيجي خارج مظلة القوة العسكرية وحدها. في هذه اللحظة تحديدا، تُدرك طهران أن استمرار الحرب في غزة قد يوفر لها أوراقا تفاوضية إضافية، ولكنها تدرك أيضا أهمية عامل السرعة والحسم من أجل الخروج من العزلة الاقتصادية التي يفرضها عليها العالم في لحظة استراتيجية خطِرة قابلة لأي تطور وفي أي اتجاه.
في هذا السياق، لا يُنظر إلى مسقط فقط كوسيط، بل كضابط إيقاع إقليمي، يحرص على ألا ينهار التوازن الاستراتيجي الدقيق الذي يحكم الخليج منذ عقود. إنها تُجسد بهذه المرونة والحكمة، فلسفة «الوسيط الوقائي» الذي يدرأ الانفجار ولا يدّعي صناعته.
يراقب العالم هذه الزيارة التي يرى فيها لحظة متخمة بالأمل رغم كل ما يحيط بها، ووحدها طهران القادرة على تحويل هذه اللحظة من فرصة دبلوماسية إلى لحظة تحول استراتيجي تستعيد فيه الكثير من مكامن قوتها التاريخية عندما تقرأ بشكل دقيق تأثير ما يحدث في العالم على أمنها وأمن الإقليم.