قانون الهجرة الفرنسي «المثير للجدل»
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
أقر البرلمان الفرنسي يوم الثلاثاء الماضي الموافق 19 من ديسمبر قانون الهجرة الجديد «المثير للجدل»، فقد أيده -بعد مفاوضات طويلة ونقاشات حادة بالبرلمان- اليمينيون المتطرفون، الذين انضموا في اللحظات الأخيرة مع الحزب الجمهوري وحزب اليمين الوسط وحزب الجمهورية إلى الأمام «حزب الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون» على حساب الأحزاب اليسارية، وقد توافق أعضاء البرلمان وأعضاء مجلس الشيوخ على بنود القانون، وذلك بعد أن نال حزب اليمين المتطرف الموافقة على الكثير من القرارات التي تعادي المهاجرين وتحرمهم من حقوقهم، مقابل أصوات أحزاب اليسار، مع انقسام في اليمين الوسط الذي كان يدعو إلى رفض القانون وسحبه، ومع تضامن المنظمات الحقوقية والكثير من الأدباء والفنانين الفرنسيين المتعاطفين مع المهاجرين.
إن هذا القانون الجديد يشتمل على الكثير من القوانين الصريحة والمبهمة التي تنتقص من حقوق المهاجرين الذين سيخسرون الكثير من المكتسبات والحقوق التي كانت تضمنها فرنسا باعتبارها دولة الإخاء والمساواة وحقوق الإنسان. فالقانون في نظر الخبراء والمحللين والحقوقيين صارم بالنسبة لحقوق المهاجرين واللاجئين، فمن بنوده القاسية أنه يجعل الإقامة غير الشرعية بفرنسا جُنحة إذ تَعتبر المخالف مجرمًا، ما يستدعي -وفق القانون الجديد- ترحيله من خلال إنشاء وزارة الداخلية مراكز ومخيمات من أجل الترحيل. وسوف تكون هناك قوانين جديدة وعاجلة لفحص أوراق اللاجئين سريعًا، على عكس ما كان يحدث في السنوات السابقة. كما سيعقِّد ويصعِّب القانون الجديد قانون لم الشمل العائلي. كما ستكون إجراءات منح الإقامة بأنواعها معقدة، وستُترك قراراتها للمحافظين ورؤساء البلديات وإدارة الشرطة. وبخصوص إقامة الطلاب، سيفرض القانون الجديد على الطلاب الوافدين للدراسة في فرنسا ضمانات مالية، وودائع كبيرة، ناهيك عن رسوم التسجيل المرتفعة للطلاب الأجانب على عكس الطلاب الفرنسيين. كما سيحرم القانون الطلاب من حقوق العمل ومساعدة السكن، والتحقق سنويًّا من مستواهم الدراسي. كما يشتمل القانون على بند يتعلق بطرد الأجانب المقيمين بشكل غير شرعي بداية من سن ١٤ عامًا، وبترحيل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ١٣ عامًا، على عكس القوانين السابقة التي كانت تحمي الأطفال أقل من ١٨ عامًا. وبالنسبة للمجنسين فلم يعُد قانون الجنسية حاميًا لحقوقهم، إذ يحق لإدارة الشرطة والقضاء ترحيل الشخص المجنس في حالة ارتكاب جريمة مخلة ومخالفة للقانون، كالاعتداء على رجال الشرطة أو الموظفين العموميين أو النساء أو السرقة وتجارة المخدرات، وغيرها من الجرائم المتعلقة بالإرهاب. كما ستكون هناك شروط تعجيزية تبعًا لبنود القانون بشأن حصول المهاجرين على: المساعدات الطبية، مساعدة السكن والإعاشة، وبخاصة المقيمين غير الشرعيين.
يرى المحللون أن إقرار هذا القانون ينطوي على عواقب سياسية خطيرة، ويهدد الفترة الثانية لحكم الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته التي لا تملك الأغلبية بالبرلمان، والدليل على ذلك أن الرئيس ماكرون وحزبه قد عانيا منذ بداية العام الجاري ٢٠٢٣ عند إقرار قانون عبر البرلمان، ما جعله يستخدم المادة التاسعة والأربعين والفقرة الثالثة منها ثلاثًا وعشرين مرة، ومنها إقراره لقانون نظام التقاعد الجديد الذي أدى إلى اندلاع مظاهرات واحتجاجات اجتماعية عارمة بفرنسا خلال شهر يونية الماضي ٢٠٢٣. ثم ها هو الآن ومع نهاية العام الجاري يصر على تمرير قانون هجرة جائر يعتبره الحقوقيون ورموز المعارضة لصالح اليمين المتشدد، ما دفع وزير الصحة الحالي لتقديم استقالته، ولربما يستقيل بسببه وزراء آخرون. ومع تمرير هذا القانون فقد اعتبرته مارين لوبين رئيسة حزب التجمع الوطني انتصارًا تاريخيًّا لليمين المتطرف، مقابل حزب اليسار الذي تزعمه جان لوك ميلونشون الذي أعلن عبر منصة X تقديم طعن أمام المجلس الدستوري لوقف القانون، ما جعل الجميع يعولون الآن على قرار المجلس الدستوري. فهل سيرفض المجلس القرار، أم سيوافق عليه لصالح المتشددين، ولتتغير معها قوانين فرنسا الحقوقية التي تميزت بها عبر سنين، وبخاصة ما يتميز بالحرية والمساواة والأخوة وحقوق الإنسان؟!!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القانون الجدید
إقرأ أيضاً:
20 % لأعمال السنة بالتعليم الأساسى في القانون الجديد.. اعرف التفاصيل
نص مشروع قانون التعليم الجديد،على تحديد نسبة معينة لأعمال السنة بالتعليم الأساسى ، وذلم بعد موافقة المجلس على تعديلات القانون المقدم من الحكومة .
ووافق مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، خلال الجلسة العامة المنعقدة اليوم، من حيث المبدأ، علي مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون التعليم الصادر بالقانون رقم 139 لسنة 1981.
وحدد مشروع القانون الجديد نسبة مخصصة لأعمال السنة ، حيث نصت المادة (18) من مشروع القانون، يخصص لأعمال السنة نسبة مئوية لا تتجاوز 20% من المجموع الكلى لطلاب نهاية مرحلة التعليم الأساسي.
وتحتسب باقي النسبة لدرجات امتحان يُعقد من دورين على مستوى المحافظة، ويُمنح الناجحون فيه شهادة إتمام الدراسة بمرحلة التعليم الأساسي.
ويصدر بنظام احتساب درجات أعمال السنة ونظام الامتحان قرار من وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بعد موافقة المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي.
على أن يتضمن هذا القرار ضوابط وشروطًا وضمانات تربوية وتعليمية تكفل حصول الطالب على تقييمه الصحيح والعادل وبما يحقق مبادئ المساواة والعدالة والشفافية وتكافؤ الفرص.
ويجوز لكل من أتم الحلقة الابتدائية وأظهر ميولاً مهنية أن يستكمل مدة التعليم الأساسي بالالتحاق بمراكز التدريب المهني أو بمدارس أو فصول إعدادية مهنية وفقًا للنظام الذي يضعه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بالاتفاق مع الجهات المهنية كالصناعة والزراعة.
التربية الدينية والتاريخ الوطني مواد أساسية
وأقرت التعديلات الجديدة بمشروع قانون التعليم التربية الدينية واللغة العربية والتاريخ مواد أساسية في جميع
مراحل التعليم .
ونصت المادة 6 من القانون على أن اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ الوطني مواد أساسية في جميع مراحل التعليم.
ويحدد بقرار من وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محتوى كل مادة ودرجاتها ووزنها النسبي في المجموع الكلي.
70 % نسبة النجاح في التربية الدينية
ويشترط للنجاح في مادة التربية الدينية الحصول على 70% على الأقل من الدرجة المخصصة لها؛ على ألا تحسب درجاتها ضمن المجموع الكلي.
مسابقات دورية وحوافز
وتنظم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مسابقات دورية في التربية الدينية وتمنح المتفوقين منهم مكافآت وحوافز وفقًا للنظام الذي يضعه المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي.