عرفت النجمة الراحلة ميمي شكيب بأدوارها المميزة التي جسدت فيها المرأة الأرستقراطية والدلوعة صائدة الرجال، لتحظى على إعجاب المشاهدين بشخصيتها القوية والجادة، على الرغم من المعاناة التي عاشتها طوال حياتها واختتمت بنهاية مأساوية سببت صدمة لجمهورها.

 

ظن جمهور أمينة شكيب الشهيرة بـ ميمي شكيب أن هذا الصمود والقوة التي كانت تظهر عليه أمام الشاشات التليفزيونية هو مجرد تمثيل ليس له علاقة بشخصيتها الحقيقية، إلا أن كان لديها نصيب من هذا الصمود في حياتها على أرض الواقع، فتحملت الكثير من الصعاب على أيد أسرتها الارستقراطية التي كانت تعيش دائمًا في قيود ونظام محدد.

 

النجمة ميمي شكيبميمي شكيب وإصابتها بالشلل

وفي أول قارب، قفزت ميمي شكيب إليه، ظنًا منها النجاة والتحرر، فتزوجت من ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقى، رئيس الوزراء فى ذلك الوقت، وكان هناك فارق في العمر كبير بينهما، فعمره لا يقل عن الخامسة والثلاثين عامًا، وهي فتاة صغيرة صاحبة الثالثة عشرة عامًا فقط.

وسرعان ما انصدمت ميمي شكيب بالواقع المرير من تلك الزيجة، فوجدت نفسها فى سجن أكبر، خاصة بعد أن تزوج عليها واحدة أخرى، ففي إحدى التصريحات السابقة، كشفت عن إصابتها بالشلل المؤقت بسبب تلك الزيجة التي تركت أثرًا مؤذيًا على أنفسها قائلة: "وبعد ثلاثة شهور من زواجي "الموفق" هذا كان الزوج قد تزوج بآخري وولي الأدبار، وتركني وحدي أنتظر مجيئ ابني  حتى تعرضت إلى الإصابة بالشلل المؤقت".

 

إلا أن طبعها الصامد وشخصيتها القوية جعلتها تستغل هذه الأحداث المأسوية في تثقيف نفسها، موضحة: "رأيت نفسي وحيدة يحيط بي فراغ مقيت، فلم أجد شيئًا يقضي علي مللي سوي الكتب، فبدأت ألتهم الروايات الفرنسية التهامًا وعرفت عن طريق هذه الروايات أن هناك مسرحًا، وأن هناك سينما، وأن هناك فن التمثيل".

 

ميمي شكيب وقرار التمثيل

وعن أخذ قرار التمثيل قالت: "كان انفجاري ذات يوم من عام 1932 عندما قررت أن أشتغل بالتمثيل، وساعدني علي اتخاذ هذا القرار تعرفي بالمرحوم الأستاذ "عمر وصفي"، فقد لمس في نواحي خاصة قال أنها تصلح للتمثيل وكنت ذات مثل عليا".

 

وتابعت: "كنت أشعر أنه إذا مثلت يجب أن أقبل الأدوار الأولي، وقد كان، فقد كونت فرقة تمثيلية خاصة بي، وعمل معي فيها زكي رستم وأحمد علام، من أساطين التمثيل، وكانت الروايات التي أقدمها من نوع الدراما، وكنت موفقة في أداء هذه الأدوار".

 

ميمي شكيب وانضمامها لفرقة نجيب الريحاني

وشاركت ميمي شكيب بفرقة نجيب الريحاني، حيث اقتنع بموهبتها، قدمت العديد من المسرحيات قبل أن تبدأ مشوارها السينمائي.

 

الفنانة الراحلة ميمي شكيبأبرز أفلام ميمي شكيب

وقدمت مايزيد عن 150 فيلم سينمائي، أبرزهم: البنات شربات، الحموات الفاتنات، حبيب الروح، احنا التلامذة، مذكرات تلميذة، شباب مجنون جدًا، إنت اللي قتلت بابايا، عريس الهنا، ابن ذوات، إسماعيل ياسين في بيت الأشباح، إسماعيل ياسين طرزان.

 

ميمي شكيب تلملم جروحها وتتزوج من سراج منير

ولم تغلق ميمي شكيب الباب على قلبها ومشاعرها، فاستطاعت أن تتخطى الأحداث المريرة التي مرت بها من تجربتها السابقة وتتزوج من الفنان سراج منير عام 1942م، بعد محاولات فاشلة من الأسرتين لمنع إتمام زواجهم، واختاراها لتكون صديقة دربة لفترة دامت 15 عام، حتى فارق الحياة في 1957م.

 

أفلام جمعت بين ميمي شكيب وسراج منير

من أشهر الأفلام التى جمعت بين ميمي شكيب وسراج منير: الحل الأخير، وبيومى أفندى، ونشالة هانم، وابن ذوات، وكلمة الحق، ابن الشعب، وهو الفيلم الذى تحول إلى حقيقة، حيث جسدت فيه ميمى دور ابنة أحد الباشوات تحب شابًا فقيرًا جسد دوره سراج منير ولكنهما يفشلان فى الزواج بسبب رفض والدها لتلك الزيجة، نظرًا لفارق المستوى الاجتماعي، فيكافح الشاب الفقير ويجتهد، حتى يصبح محاميًا معروفًا ويتزوج حبيبته مع نهاية الفيلم.

 

ميمي شكيب وقصة حبسها الشهيرة

اتهمت الفنانة ميمى شكيب التي عرف عنها حب السهرات والمجتمعات وجلسات المشاهير بزعامة شبكة لتسهيل أعمال الدعارة وإدارة منزلها في أعمال منافية للآداب، كان من أعضائها ثمانية فنانات أخريات منهن زيزى مصطفى وآمال رمزى، ناهد شريف وميمى جمال وكريمة الشريف، سهير توفيق وسامية شكرى، وأخريات من خارج الوسط الفني، وقبض عليهن في قضية عرفت بقضية الرقيق الأبيض الكبرى التي اهتز لها الرأى العام عام 1974.

 

وقضت ميمى شكيب ستة أشهر في الحبس الاحتياطي أصيبت خلالها بالاحتباس في الصوت نتيجة انهيارها وكثرة بكائها، وخرجت من السجن حيث حكم لها بالبراءة لكن كانت قد أصيبت بالاكتئاب الشديد ثم الشلل النصفى بعد أن نفد ما تملك من المال.

 

نهاية مأسوية لحياة ميمي شكيب

وفي مايو 1983 صدم جمهور النجمة ميمي شكيب بخبر إلقاءها من شرفة منزلها بوسط العاصمة لتثير الشكوك والتساؤلات حول هذا الحادث الغامض، والذي قيد ضد مجهول، لترحل عن عالمنا بعمر ناهز 71 عام.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

لا يُنقض الرأي بالإلغاء

تحمل التعددية في الآراء في المجتمع الواحد قيمة حضارية تؤثر في تطور المجتمعات، حيث إنها تنشأ على التدافع الفكري الذي يصل بها في مرحلة ما إلى فكرة أفضل ثم تتدافع مع أفكار أخرى، ولذلك فإن العديد من الفلاسفة والمفكرين حول العالم قديمهم وحديثهم قد اهتموا بمسألة التعبير عن الرأي وقيمته الحضارية للمجتمع، فيذكر مالك بن نبي أن «غنى المجتمع لا يُقاس بكمية ما يملك من أشياء، بل بمقدار ما فيه من أفكار» ولا تتشكل هذه الأفكار إلا نتيجة الحوار والنقد المستمر.

شكّلت حالة الهجوم المبالغ فيه على شخصٍ عماني كان قد صرّح في وسيلة إعلامية خاصة برأي سياسي مجتزأ صورة يُمكن من خلالها النظر إلى أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في كثير من الأحيان لا ينقضون الرأي بالرأي بل ينقضونه بمحاولة الإسكات، وإذا افترضنا جدلا صحة هذا النهج في التعامل مع الآراء، فإن المحصلة تكون صفرية، إذ كلّ فكرة لا تلائم مجموعة معينة من الأشخاص يطالبون بإسكاتها، وهكذا يصبح الجميع أخرسَ لا لسان له؛ لأن الجميع أسكت نفسه بنفسه، أما في حالة التدافع الفكري فإن وقوع النتيجة الإيجابية على المدى البعيد أكثر احتمالية ونجاعة؛ لأن هذا مما يزيد من فرص تنمية العقلية النقدية عند المجتمع، فينشأ الصغير على نهج الحوار لا نهج الإسكات، وعلى الحرية المسؤولة لا على الفوضى، حتى يكون هو قدوة لأشخاص آخرين في مجتمعه فينشأون على ذات القيم أيضا.

وبالحديث عن الحرية المسؤولة والفوضى، فإن التعبير كذلك إما أن يكون مطلقًا وهي الفكرة المثالية للحرية، وإما أن يكون مقيّدًا وهو الواقع الحاصل، وهذا التقييد إما أن يكون داخليًّا وإما أن يكون خارجيًّا، وبين التقييدين جدال وصراع، إذ يحاول التقييد الخارجي أن يوائم التعبير بما يتوافق مع إطاراته، السياسية والدينية والفكرية والاجتماعية وغيره، ويحاول التقييد الداخلي أن يوائم ذاته والمبادئ التي وضعها المرء لنفسه، وفي كل الحالين يكون الحاكم إما بفعل التجربة المتراكمة وإما بفعل القانون الموضوع، وهكذا تحصل خلاصة أن التعبير محكوم بعدة أحكام، تشكّله بحسب ما تشكّلت هي، ولذلك يتباين في مضمونه وطريقة طرحه، وهذا التباين لا يُتعامل معه بالإلجام -ومن الطريف أن كثيرا من عناوين الكتب تستخدم مصطلحات مثل اللجم أو الصرع- فالتعامل الحضاري والبنّاء هو تعامل الحوار والنقاش.

من ضمن هذه القيود التي تحكم التعبير عن الآراء هو عدم الإضرار بالآخرين شخصيًّا، فمتى تحول الرأي إلى ضرّ شخصي بآخرين فإنه متوقف لا يعوّل عليه ولا يجب الإنصات له؛ لأنه تعدى الأفكار إلى الشخوص، وهذا التعدي محكوم بالفوضى في النهاية، فمن استمرأ المضرة في القول، لم تكن عنه المضرة في الفعل ببعيدة، وهكذا في النهاية يصبح القتل حرية أيضًا، لكن إذا توفّر هذا القيد في الأول، وكان النقاش في الأفكار فقط، توفّرت المساحة القادرة على بناء أفكار أفضل والتطور المستمر للوعي المجتمعي والمعرفة الإنسانية، وهذا ديدن الخلق منذ بدء التاريخ حتى اليوم، فلولا التدافع الفكري لما وصلنا إلى الكتابة بلوحة المفاتيح التي أكتب بها هذا المقال الآن.

من هنا يتجلى الدور المركزي لوسائل الإعلام والصحافة، حيث إنها تمثل الوسيط الذي ينقل الآراء من القائل إلى المستمع، فيجب كما أن القائل مقيَّدٌ بمبادئه واحترامه لذاته والآخر، أن يكون الإعلام أيضًا يمشي على مبادئ أخلاقية تضعه في موضع المعزز للتعددية في الرأي، فينشر الفكرة ونقيضها -وهنا الحديث بالطبع عن الأصل العمومي، على الرغم من أن كثيرًا من المنصات الإعلامية تعيش حالة التوجّه أو الأدلجة- فالاكتفاء بالفكرة الواحدة مضرّ أكثر من عرض الآراء المتعددة، فالإعلام الأمريكي إبّان غزو العراق، قد ساهم في الغزو بشكل مباشر في التحشيد له وتبنّي الرواية الرسمية والاعتماد الكامل عليها مع تحييد الآراء المناهضة، وهكذا تكبّدت المنطقة أولا والولايات المتحدة ذاتها ثانيا والناس خصوصا ويلات هذه الحرب العبثية.

ومن أشكال تعزيز التعددية في الآراء من خلال الإعلام، ألا يكرّس شخصية واحدة أو رأيًا واحدًا، بل يكون وسيطًا قادرًا على إبراز القدر الأكبر من الآراء الموجودة ليكون لدى المستمع قدرة على الموازنة واختيار ما يناسبه له، وعلى الرغم من أن «حارس البوابة» في المؤسسة الإعلامية قد يكون مهمًّا، إلا أنه لو استخدم سلطته لنشر سردية واحدة فقط لكان مضرًّا بالمؤسسة والمجتمع والمستقبل وذاته في المقام الأول؛ لأنه بذلك قد بدأ حالة النظر بتعالي على المجتمع على اعتبار أنه يعلم ما يصح أن يتلقوه وما لا يصح، وهي ليست وظيفته، بل الحكم للمتلقي في الأخير، يختار ما يناسبه وينافح عنه حواريًّا، ويترك ما لا يناسبه وينقضه حواريًّا كذلك. وهكذا يراعي التعددية الموجودة في الآراء والمجتمع، ويكون قد فتح بابًا للتطور المعرفي المستمر مستخدمًا المؤسسة وسيطًا ومنظِّما لحالة التدفق المعلوماتي من أصحاب الآراء للمتلقين الذين بدورهم يناقشون المسائل مع غيرهم.

إن المجتمع العماني متعدد بطبيعته، وعلى الرغم من أنه تعامل في أحيان كثيرة من الأفكار بالإلجام، إلا أنه في أحيان كثيرة أخرى تعامل بالحوار، وهذا النوع الثاني هو الذي أنتج تطوّرًا لكثير من الأفكار التي نعيشها أو نجدها حاضرة اليوم، لكن إذا سمحنا بعودة ثقافة التخوين والإلغاء بدلا من النقد العقلاني فإننا نعود للخلف خطوات لا جدوى منها في عالم متغير؛ لأن العودة إلى حالة التخوين والإلغاء تعني الضعف، أما القوة فتكمن في الحوار والنقد والتدافع الفكري، وعلى الرغم من أن هذا لا يُمكن قياسه أو إسقاطه على مواقع التواصل الاجتماعي في العموم لأنها سائلة، والمعلومات فيها لا تفتقد للدقة فحسب، بل تفتقد أحيانا للقيمة، لكن أفترض أن دور الجميع هو محاولة عدم الانجرار إلى النزعات الإلغائية تأثُّرًا بتحشيد إعلامي معين أو لعدم القدرة على سماع الرأي المخالف، فبما أن جميع أهل هذه البلاد يعملون من أجلها، ويهمهم ألا يضروا بها، فإن كل فرد كذلك يمثل قيمة بذاته ما لم يضر الآخرين، وعليه فالإضرار به أو تخوينه أو إلغاؤه لمجرد قول رأيه لا نفع فيه للمجتمع أو للناس، بل ضرره أكبر وأوضح، وكذلك تكريس شخصية أو سردية واحدة من وسيلة / وسائل الإعلام ضرٌّ لا نفع فيه، فالوصول إلى الحالة التي يعيش فيها الجميع دون خوف من إلغائه لمجرد التصريح بآرائه هي الحالة التي من خلالها يُمكن أن يتطور المجتمع للصورة الأكثر خيريّة في جميع جوانبه.

مقالات مشابهة

  • لا يُنقض الرأي بالإلغاء
  • طبيب يخفي 64 طلقة في حقيبة زوجته بمطار الكويت… ونهاية صادمة
  • في عيد ميلادها.. أسرار في حياة الفنانة المعتزلة لمياء الجداوي
  • طلق ناري بالرأس.. كشف غموض إنهاء حياة عامل زراعي بكفر الشيخ
  • حادثة مأساوية في غازي عنتاب
  • في قضية حنتوس إلى جانب أنصار الله.. وتضليل الرأي العام لن يدوم كالعادة!!
  • رحمة محسن تُعلن عن توقف تعاونها مع مدير أعمالها ميمي فؤاد
  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: الرأي العام الإيراني غاضب حاليا لدرجة أن لا أحد يجرؤ على الحديث عن المفاوضات والدبلوماسية
  • موسكو: الغرب “يشيطن” صورة روسيا لتهيئة الرأي العام لصراع عسكري محتمل ضدها
  • أغلى مكان للموت في العالم.. الضريبة التي دفعت الأثرياء للهروب السريع!