خفاجي يكشف من قلب إسرائيل أشهر مؤامرة حربية موثقة في التاريخ الحديث ضد مصر
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
تتعرض مصر لمؤامرت على مدار تاريخها بسبب قوتها فى منطقة الشرق الأوسط ودورها الفاعل وحضارتها التليدة وأخرها ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى – على غير عادتها - فى 23 ديسمبر 2023 من أن إسرائيل وبريطانيا وفرنسا خططوا لأبعد من السيطرة على قناة السويس في حربهم على مصر عام 56 وأن الهجوم استهدف تدمير مصر اقتصاديا وعسكريا والتمهيد لنظام جديد بعد إسقاط نظام حكم الرئيس جمال عبد الناصر .
وكشف المفكر والمؤرخ القضائى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة فى دراسة جديدة له بعنوان " من قلب إسرائيل : وثيقة بروتوكول سيفر 1956 أشهر مؤامرة حربية موثقة في التاريخ الحديث ضد مصر " الأبعاد الحقيقية لتلك المؤامرة من خلال المصادر التاريخية لممثلى الدول الثلاث ذاتها فى أصعب ثلاثة أيام من 22 إلى 24 أكتوبر 1956 تم فيها تدبير أكبر مؤامرة فى التاريخ الحديث ضد مصر , وأنه ليس كشفاً جديداً لهيئة الإذاعة البريطانية تفاجئ به العالم على نحو ما تلقفه بعض الإعلاميين بالإشادة من خلال الخبر وقد فضحوها مرات عديدة وهى المعروفة بالتحريض ضد مصر منذ خمسينيات القرن الماضى حتى قبل نشر تقريرها.
وأثبت المفكر المصرى أنها معلومات مؤكدة بوثيقة بروتوكول سيفر 1956 كشفت عنها مذكرات المتاَمرين أنفسهم فى نهاية حياتهم المشاركين فى المؤامرة الكبرى , بل وواصل المفكر المصرى التنقيب عن الحقائق من قلب إسرائيل ذاتها وأطروحة دكتوراه عام 1992 بعنوان (حملة سيناء 1956الجوانب العسكرية والسياسية) بالعبرية جامعة حيفا لموتي جولاني , وكتاب ديفيد تال عام 1997 وهو مؤرخ إسرائيلي نشرته جامعة أكسفورد بإنجلترا بعنوان ( حرب 1956: التواطؤ والتنافس في الشرق الأوسط لندن: فرانك كاس 2001). ونظراً لأنه تم تدمير النسخة البريطانية بأمر رئيس وزرائها الأسبق , وفُقدت النسخة الفرنسية , فقد سُمح بتصوير البروتوكول عام 1996 من النسخة الإسرائيلية بفيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية عُرض حينما حلت الذكرى الأربعين لحرب السويس. ونعرض للجزء الأول من الدراسة المثيرة للقاضى المصرى بالحقائق وأدلتها التاريخية لا تقارير هيئة معلوم نيتها الدفينة تجاه مصر .
أولاً : التخطيط لمؤامرة الحرب الثلاثية ضد مصر في نهاية أكتوبر 1956 في اجتماع سري في سيفر، بالقرب من باريس.
يقول الدكتور محمد خفاجى إن العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 تضمن تغير موقف بريطانيا في الشرق الأوسط , والتاريخ الذى يرصد ويسجل كشف عن أن الفرنسيين نجحوا في الاتفاق العسكرى مع بريطانيا وإسرائيل كان هدفه الأساسى هو الإطاحة بالقيادة المصرية المتمثلة فى الزعيم جمال عبد الناصر , وتم التخطيط لمؤامرة الحرب ضد مصر في نهاية أكتوبر 1956 في اجتماع سري في سيفر، بالقرب من باريس.
واستمرت المناقشات حوالى ثلاثة أيام تقريبا ، توجت بالتوقيع على بروتوكول سيفر, أشهر مؤامرة حرب في التاريخ الحديث ضد مصر , كشفت عنها أطروحة دكتوراه عام 1992 بعنوان (حملة سيناء 1956الجوانب العسكرية والسياسية) بالعبرية جامعة حيفا كشفت القادة العسكريين
وكتاب طبعه ديفيد تال عام 1997 - وهو مؤرخ وأستاذ إسرائيلي ، شغل منصب كرسي كاهانوف في الدراسات الإسرائيلية في جامعة كالجاري. وهو خبير في الأمن الإسرائيلي وتاريخ الدبلوماسية- الكتاب نشرته جامعة أكسفورد بإنجلترا بعنوان ( حرب 1956: التواطؤ والتنافس في الشرق الأوسط لندن: فرانك كاس 2001)
وفي 24 أكتوبر 1956، وبداخل فيلا خاصة في سيفر بضواحي باريس، وفى سرية مطلقة وقع ممثلو الحكومات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية، في نهاية اجتماع دام ثلاثة أيام تقريباً وثيقة مؤامرة عُرفت فيما بعد باسم بروتوكول سيفر , وقد ورد بالوثيقة تفاصيل خطة الحكومات الثلاث لمهاجمة مصر , وتركزت الخطة فى أن تهاجم إسرائيل الجيش المصري بالقرب من قناة السويس، وأن يكون هذا الهجوم بمثابة ذريعة للتدخل العسكري الأنجلو- فرنسي.
ثانياً : النسخة البريطانية لبروتوكول سيفر تم تدميرها بأوامر السير أنتوني إيدن ، والنسخة الفرنسية فُقدت ، وتم الاحتفاظ بالنسخة الإسرائيلية في أرشيف بن غوريون في سيدي بوكر وتم منح الإذن بتصوير البروتوكول عام 1996 بفيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية عُرض حينما حلت الذكرى الأربعين لحرب السويس
ويذكر أن هذا البروتوكول كُتب باللغة الفرنسية وطُبع في ثلاث نسخ، ووقعه باتريك دين، وكيل وزارة الخارجية المساعد في وزارة الخارجية البريطانية، و كريستيان بينو وزير الخارجية عن فرنسا، و ديفيد بن غوريون رئيس الوزراء عن إسرائيل
وأنكر أنطوني إيدن وهو سياسي بريطاني محافظ خدم لثلاث فترات كوزير للخارجية ثم أصبح رئيس وزراء المملكة المتحدة من عام 1955 إلى 1957 أنكر فى نهاية أيامه، وجود أي تواطؤ مع إسرائيل أو حتى المعرفة المسبقة بأن إسرائيل ستهاجم مصر, لكن بروتوكول سيفر أثبت كذبه وكشف الحقيقة
وتم تدمير النسخة البريطانية بناءً على أوامر السير أنتوني إيدن ، وفُقدت النسخة الفرنسية، وتم الاحتفاظ بالنسخة الإسرائيلية في أرشيف بن غوريون في سيدي بوكر. وفي عام 1996، تم منح الإذن بتصوير البروتوكول الخاص بالنسخة الإسرائيلية بفيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية عُرض حينما حلت الذكرى الأربعين لحرب السويس ، ليصبح العدوان الثلاثى بموجب بروتوكول سيفر أشهر مؤامرة حربية موثقة في التاريخ الحديث ضد مصر
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإذاعة البريطانية التاريخ الحديث الجوانب العسكرية الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
موقع إيطالي يكشف: إسرائيل تشنّ حملة دعائية رقمية لتشويه فرانشيسكا ألبانيز
كشف موقع "فان بيدج" الإيطالي، في تحقيق صحفي نُشر الأربعاء الماضي، عن استخدام حكومة الاحتلال الإسرائيلي أدوات دعائية رقمية مدفوعة لتشويه سمعة المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، عبر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، في إطار حملة منسقة تهدف إلى تقويض مصداقيتها وتشويه صورتها أمام الرأي العام.
ويأتي هذا التحقيق في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة فرض عقوبات على ألبانيز، متهمةً إياها بالسعي لدفع المحكمة الجنائية الدولية نحو اتخاذ إجراءات قانونية ضد مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، إلى جانب شركات ومؤسسات متورطة في جرائم الحرب بغزة.
حملة رقمية منسقة تقودها تل أبيب
ووفق التحقيق الذي حمل عنوان: "الحكومة الإسرائيلية تشتري إعلانات على غوغل لتشويه فرانشيسكا ألبانيز"، فقد استخدمت إسرائيل نطاقًا فرعيا رسميا لها على الإنترنت (govextra.gov.il) لتمويل صفحة إعلانية تتصدر نتائج البحث في غوغل عند إدخال اسم ألبانيز، وتضم اتهامات مباشرة لها بـ"خرق مبادئ الحياد والنزاهة المهنية" و"التواصل المتكرر مع جماعات إرهابية".
ويُظهر تحليل بوابة شفافية الإعلانات في غوغل (فرع إيطاليا) أن الحملة بدأت فعليًا يوم 5 تموز/ يوليو الجاري٬ وتم تحديثها في 8 من الشهر ذاته، وتندرج ضمن فئة "الأسرة والمجتمع"، لكن هدفها الواضح – بحسب الموقع – هو تشويه المقرّرة الأممية الإيطالية الأصل، التي تتولى هذا المنصب منذ عام 2022.
ويؤكد "فان بيدج" أن هذه الحملة ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع تديرها "وكالة الإعلان الحكومية الإسرائيلية"، وهي كيان رسمي يتبع حكومة بنيامين نتنياهو، ويتخصص في إنتاج وترويج المحتوى الإعلامي لخدمة الأجندة السياسية الإسرائيلية، عبر أدوات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية.
غوغل وفيسبوك ويوتيوب.. أدوات الحملة
وبحسب التحقيق، لم تقتصر الحملة على محرك البحث غوغل فقط، بل امتدت إلى منصات التواصل الاجتماعي، من خلال فيديوهات مولدة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزعم فيها أن حماس نفذت هجمات لم تقع أساسًا، وتُروّج لما وصفته بـ"مساعدات إنسانية إسرائيلية واسعة النطاق" تظهر أطفالًا فلسطينيين وهم يعانقون صناديق إمدادات مصدرها "آلاف الشاحنات الإسرائيلية".
وقد ظهرت هذه الفيديوهات على منصات مثل فيسبوك، يوتيوب، إنستغرام، وتيك توك، أحيانًا ضمن محتوى ترويجي لمدونين ومؤثرين إيطاليين مثل "أدريان ريدنيك"، المعروف باسم "كاليل"، ما يُبرز اتساع نطاق الحملة وتعدد أدواتها.
انتقادات ألبانيز أغضبت الاحتلال
ويرى "فان بيدج" أن استهداف ألبانيز لم يكن عبثيًا، بل جاء نتيجة مواقفها الحقوقية الحازمة، لاسيما بعد تقريرها الأخير المقدم في 30 حزيران/ يونيو الماضي إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي اتهمت فيه شركات تكنولوجيا أمريكية بارزة، مثل غوغل وأمازون ومايكروسوفت، بالتواطؤ في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ووصفت فيه الاقتصاد الإسرائيلي بأنه يقوم على "احتلال غير شرعي، ونظام فصل عنصري، وإبادة جماعية".
كما دعت ألبانيز إلى محاسبة الشركات المتورطة، وانتقدت تمرير دول أوروبية طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر أجوائها رغم صدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
ويشير التحقيق إلى أن ما تتعرض له ألبانيز يعكس نمطا إسرائيليا متكرراً في استهداف الأصوات الدولية التي تنتقد السياسات الإسرائيلية، كما حدث في وقت سابق مع وكالة "الأونروا"، التي خضعت لحملة مماثلة من التضليل الإعلامي والدعاية الزائفة منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقد عمد الاحتلال الإسرائيلي، بحسب التحقيق، إلى استغلال أدوات الإعلان الرقمي ونظام الدفع مقابل النقر (Pay-per-click) لتزوير نتائج محركات البحث، بحيث تتصدر صفحات التشويه والإدانة نتائج البحث عند إدخال أسماء الشخصيات المستهدفة.
غياب للرقابة رغم القوانين الأوروبية
ورغم أن "قانون الخدمات الرقمية" الأوروبي (DSA) يُلزم الشركات الرقمية بإزالة المحتوى التضليلي أو المتطرف سريعا، ويهدد بفرض غرامات تصل إلى 6 بالمئة من الإيرادات السنوية العالمية على المنصات المخالفة، إلا أن الحملة الإسرائيلية لا تزال مستمرة، وسط ضعف في تطبيق القانون الأوروبي، بحسب الموقع.
تجدر الإشارة إلى أن فرانشيسكا ألبانيز شاركت في تأسيس "الشبكة العالمية لقضية فلسطين" عام 2020 من خلال مؤسسة "أرض" في عمّان، وتضم أكثر من 100 عضو من 22 دولة، وتسعى لتقديم تحليلات قانونية بشأن وضع اللاجئين الفلسطينيين ودعم دور وكالة الأونروا.
وقد عُرفت ألبانيز بمواقفها الثابتة حيال العدالة الدولية وحقوق الفلسطينيين، الأمر الذي جعلها هدفاً لحملات دعائية إسرائيلية، في محاولة للنيل من مصداقيتها وتشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي.