قراءة متأنية لكتب في قلب الأحداث
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
أحمد الله على أنه قيض لي بعض الساعات لأنعزل في ركن من أركان البيت أقرأ كتبا جديدة باللغتين العربية والفرنسية اقتنيتها من هنا وهناك ولم أفتحها إلا عندما أغلق الهواتف الذكية (وأستعمل الهواتف الغبية!) وأغلق الأيباد والحاسوب والتلفزيون وأمارس هوايتي القديمة في تلمس أوراق الكتاب ومطالعته بشغف وأجد بين دفتيه المعرفة وخفايا الأحداث، وهو أداة الفكر الوحيدة التي تجعلك تفكر بهدوء في عالم ازدحمت فيه أدوات الاتصال السريعة الآنية التي تتلاعب بعقلك وتخرب ذبذباتها خلايا مخك وتقتل فيك ملكة التفكير بالرغم عنك.
ولكن من حق القارئ الكريم أن يتساءل: "كيف تنعزل وأنت تعيش متوترا بمشاهد حرب الإبادة الإرهابية التي يرتكبها الاحتلال ضد شعب غزة؟"
والجواب عندي أن أكثر محطات العالم سوادا ومأساوية تضطر الإنسان إلى عدم الاكتفاء بالتأثر والاكتئاب بل التفكير في استنباط الحلول في كنف سكينة روحية ووقفة تأمل من أجل تحرير الفكر قبل تحرير الأرض.
أقرأ هذه الأيام ستة كتب شديدة الاختلاف من حيث مؤلفيها ومناهج تحليلهم وانتماءاتهم الفكرية لكنها تتفق جميعا في تعميق البحث حول معضلات العصر وتقلبات التاريخ.. فإذا بي أجد نفسي وأنا أقرأها أشد اطلاعا على أسباب المصائب التي ابتلي بها العرب والمسلمون وأكثر إلماما بحقائق خفيت عني وعن كل من يكتفي بالعابر من الملاحظات التويترية والسطحي من المواقف الفايسبوكية.
الكتاب الأول من تأليف الباحث التونسي مصطفى بن تمسك وهو بعنوان (الحداثة الأوروبية مسارات التفكيك ونهاية الريادة) نشرته مؤسسة مؤمنون بلا حدود المغربية.. والعنوان يكفي لفهم حقيقة تمس العرب من قريب، وهي إعلان موت ما يسمى بالحداثة الأوروبية التي يتغنى بها العلمانيون المتطرفون العرب نكاية بقيم الإسلام.
والكتاب الثاني بقلم المؤرخ الفرنسي (مارك فيرو) MARC FERROوهو بعنوان (العمى: نحو تاريخ مختلف لعالمنا) نشر مؤسسة (تالندييه) للنشر وفيه تقديم لنظرية هذا المؤرخ الشهير التي تقول بأن الزعماء يصابون بنوع من العمى حين ينتصرون مؤقتا فيضلون ويعمون شعوبهم ولا يرون حقيقة الأحداث ولا يفقهون مجرى التاريخ فيقعون في مطبات كبرى تتحول بالنسبة لشعوبهم إلى كوارث أليمة وأزمات حادة وحروب عاصفة.
ويحلل المؤرخ عمى هتلر وستالين وموسوليني وامبراطور اليابان حين لم يتصوروا أنهم يأخذون قرارات خاطئة أثناء الحرب العالمية الثانية كما يحلل عمى زعماء الغرب في التعاطي مع الأزمات العربية منذ استقلال الشعوب العربية إلى ميلاد القاعدة وداعش واستفحال القضية الفلسطينية بدون رؤية حق أو قانون.
أقرأ هذه الأيام ستة كتب شديدة الاختلاف من حيث مؤلفيها ومناهج تحليلهم وانتماءاتهم الفكرية لكنها تتفق جميعا في تعميق البحث حول معضلات العصر وتقلبات التاريخ.. فإذا بي أجد نفسي وأنا أقرأها أشد اطلاعا على أسباب المصائب التي ابتلي بها العرب والمسلمون وأكثر إلماما بحقائق خفيت عني وعن كل من يكتفي بالعابر من الملاحظات التويترية والسطحي من المواقف الفايسبوكية. الكتاب الثالث هو للزميل الجامعي الفرنسي (جيل كيبيل) GILLES KEPELبعنوان (الرعب في فرنسا) إصدار مؤسسة (غاليمار) وهو يروي قصة الهجومات الإرهابية على أهداف مدنية في باريس يوم 13 نوفمبر 2015 وقبلها على مجلة (شارلي هبدو) في يناير من السنة ذاتها.
ويحاول هذا الجامعي المتخصص فك شفرات ما سماه (الجهادية الفرنسية) بالرجوع إلى رحمها الأول أي المجتمع الفرنسي والأوروبي عموما وهو مجتمع لم يوفق في دمج أقلية من الشباب العربي المسلم المولود في صلبه والذي تخرج من مؤسساته التعليمية فعدد الفرنسيين الملتحقين بالجهاد يبلغ أكثر من الألف قتل منهم 150 وما تزال أوروبا مهددة باعتداءات قادمة كما تبين من تفجيرات مطار ومترو بروكسل العاصمة السياسية للاتحاد الأوروبي.
وأنا شخصيا حللت هذه الظاهرة في كتابي الأخير الصادر بالفرنسية بعنوان (ساعاتي قندهار) إصدار مؤسسة أركاديا للنشر.
أما الكتاب االرابع هو (الحرب الصليبية الثانية: حرب الغرب المستعرة ضد الإسلام) تأليف المفكر الأمريكي John Feffer ومترجمه للعربية هو محمد هيثم نشواتي إصدار منتدى العلاقات العربية والدولية بقطر (مع العلم أني لم أسمع بهذا المنتدى من قبل ويبدو أنه تابع للقرية الثقافية كتارا ولكني أبارك أعماله)..
يأتي الكتاب على وجوه الشبه في العمق بين الحملات الصليبية الأولى و هذه الحملات الجديدة التي تختلف أدواتها و أهدافها كما يحلل مصادر المشاعر الغربية المعادية للإسلام التي تجسدت في الهجمات الصليبية منذ عام 1095 تاريخ انطلاق جحافل الصليبيين من أوروبا إلى بيت المقدس إلى اليوم تحت شعار مقاومة الإرهاب.
رغم ضعف الترجمة العربية وافتقاد الكتاب لأي تعريف بالمؤلف يبقى وثيقة تاريخية يحسن الاطلاع عليها.
الكتاب الخامس هو بالفرنسية بعنوان (نهاية الغرب: أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط) تأليف المحلل السياسي الفرنسي francois heisbourg وهو عمل أكاديمي يدين سياسات المحافظين الجدد الذين زيفوا تاريخ العلاقات الإسلامية الغربية وحددوا أهدافا للحكومة الأمريكية وحلف الناتو في قلب العالم الإسلامي لضربها من أجل ما اعتقدوه حماية مصالح الغرب و يدعو الكاتب أوروبا لسن سياسات سلمية حكيمة مرجعها القانون الدولي و حقوق المسلمين لتجنب حروب دموية قادمة.
الكتاب السادس بالفرنسية أيضا تأليف Richard Flecher بعنوان (الصليب والهلال) يؤرخ للعلاقات القديمة المعقدة بين الديانتين حيث ساد اعتقاد أغلب المسيحيين منذ فجر الإسلام أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو إلا عدو للمسيحية ومتمرد على منظومة الوثنية.
ويؤكد المؤلف أن الإسلام انفرد في عصوره الذهبية بالعلوم والابتكار والتسامح ونشر دعوته مقابل مسيحية تجزأت إلى ملل ونحل متناسلة.
يستعرض الباحث تاريخ بداية التوسع الإسلامي في مواجهة العالم المسيحي وما تبعه من فتوحات ثم من حروب صليبية ثم من استعمار وصولا إلى عصرنا الحديث الذي عمق الخلافات ونشأت فيه حركات التحرر الإسلامي والبحث عن توحيد الأمة.
الكتاب السابع الذي جعلته قريبا مني أنهل منه كلما تعبت من الجدية الأكاديمية للكتب الأخرى هو كتاب بالعربية من تأليف أستاذي طيب الذكر رحمة الله عليه مالك بن نبي المفكر والطبيب الجزائري الذي لم يأخذ حظه من التعريف به ودراسته وتدريسه لا في حياته ولا بعد وفاته.
فهو الذي تتلمذنا عليه في الستينيات والسبعينيات وهو مؤلف عشرين كتابا جمعها كلها تحت عنوان واحد هو (مشكلات الحضارة) وحلل فيها الظاهرة الاستعمارية وهو واضع نظرية (قابلية الإنسان المسلم للاستعمار) والمحرض الأول على التمسك بالهوية الإسلامية لمقاومة الثقافة الدخيلة. عنوان الكتاب هو (الظاهرة القرآنية) قام فيه بتحديث وتحيين أهم رسالات الوحي القرآني. كتاب ينير عصرنا الحاضر المهدد لكياننا ووجودنا.
رحمك الله أستاذنا وغفر لنا غفلتنا عن الإستفادة من صالح أعمالك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حرب غزة كتب الفلسطينية فلسطين غزة كتب رأي حرب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
سر سورة يس.. لها 10 عجائب في قضاء الحاجة وفك أشد الكرب
لاشك أن سر سورة يس يعد أحد تلك الكنوز التي يبحث عنها كثيرون، ولا يفوتها لبيب، وحيث إن فضل سورة يس عظيم ، خاصة في قضاء الحوائج، ومن منا ليس له حاجة يتمنى أن يقضيها الله سبحانه وتعالى له وكذلك مغفرة الذنوب ، من هنا تنبع أهمية معرفة المزيد عن سر سورة يس ، بل إنه يمكن القول إن من لا يغتنم سر سورة يس فإنه خسران خسارة لا تعوض.
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن سورة يس تكون سببا في قضاء الحوائج هو موضوع مجرب لكن أن تقرأها بنية قضاء حاجة معينة وتتوسل بالقرآن الكريم إلى الله عز وجل.
واستشهد "جمعة" عن سر سورة يس ، بما ورد عن أبي قلابة، قال: "من قرأ يس غفر له، ومن قرأها وهو جائع شبع، ومن قرأها وهو ضال هدي، ومن قرأها وله ضالة وجدها، ومن قرأها عند طعام خاف قلته كفاه، ومن قرأها عند ميت هون عليه، ومن قرأها عند امرأة عسر عليها ولدها يسر عليها، ومن قرأها فكأنما قرأ القرآن إحدى عشرة مرة، ولكل شيء قلب، وقلب القرآن يس".
وتعدّ سورة ياسين من سور القرآن الكريم المكية، وعدد آياتها 83 آية، وهي سورة عظيمة تركز على قضية البعث والنشور، وروى في فضل سورة ياسين العديد من الأحاديث المختلف في مدى صحتها، إلا أن جميعها يؤكد على فضل سورة ياسين في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات وغير ذلك من الفضائل العظيمة.
ورد أنمن أراد أن يقضي الله حاجته فعليه ان يتوضأ ويحسن الوضوء ويصلى ركعتين صلاة الحاجة، إلا أن هناك أمر آخر وهو سورة يس، حيث علمنا أهل الله أن سورة يس فيها سر لما قرئت له، هكذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، لكننا لا نجرب مع الله، فنقرأ القرآن كله تقربًا للمولى عز وجل.
وورد فيها أن سورة يس فيها تفريجًا للهموم وقضاءً للحوائج وشفاءً للأمراض ورحمة للأموات وأسرار عظيمة، ولكن لها خصوصية عن باقي سور القرآن الكريم، فالزام يس بيقينك بالإخلاص يعطيك المولى عز وجل ما تحتاجه.
فضل سورة يسورد في الشرع عن فضل قراءة سورة يس وعِظَمِ ثواب قراءتها؛ في نحو ما أخرجه الدارمي والترمذي -واللفظ له- والبيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وإنّ أقوى ما جاء في فضل سورة يس ما رواه ابن كثير في تفسيره، قال –صلى الله عليه وسلم-: «من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له»، كما وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».
ويتّفق أهل العلم على أنّ القرآن الكريم بكلّ سوره وآياته محضُ خير وبركة، وسورة يس من السور التي رُوي بشأنها روايات كثيرة، وجاء في بعض الروايات أنّ قراءة سورة يس سبب في مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وما ذلك على الله بعزيز، فعن جندب -رضي الله عنه- قال: قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له»، وجاء في رواية أخرى الوصية بقراءتها على من حان أجله من المسلمين؛ فعن معقل بن يسار -رضي قراءة سورة يس على المحتضر لله عنه- عن رسول الله -عليه السلام- أنّه قال: «اقرَؤوا على موتاكم يس».
كما رأى جمهور علماء الأمة ومنهم الشافعية والحنفية والحنابلة أنّ قراءة سورة يس على المحتضر سُنّة، واستدلوا على ذلك بحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: «اقرءوا يس على موتاكُم»، والسبب في استحباب العلماء لقراءة هذه السورة عند المحتضر أنّها تشتمل على التوحيد والمعاد، كما أنّ فيها بشارة للمؤمن الذي يموت على التوحيد بالجنة والعاقبة الحسنة في الآخرة، ومن ذلك قوله- تعالى-: «قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ*بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ»، فسماع هذه الآية فيه بشارة للمؤمن في حال احتضاره، والاستبشار فيه تسهيل لخروج الروح من الجسد.
وجاء في رواية أخرى الوصية بقراءتها على من حان أجله من المسلمين؛ فعن معقل بن يسار -رضي قراءة سورة يس على المحتضر لله عنه- عن رسول الله -عليه السلام- أنّه قال: «اقرَؤوا على موتاكم يس»، كما رأى جمهور علماء الأمة ومنهم الشافعية والحنفية والحنابلة أنّ قراءة سورة يس على المحتضر سُنّة، واستدلوا على ذلك بحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: «اقرءوا يس على موتاكُم»، والسبب في استحباب العلماء لقراءة هذه السورة عند المحتضر أنّها تشتمل على التوحيد والمعاد، كما أنّ فيها بشارة للمؤمن الذي يموت على التوحيد بالجنة والعاقبة الحسنة في الآخرة، ومن ذلك قوله- تعالى-: «قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ*بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ»، فسماع هذه الآية فيه بشارة للمؤمن في حال احتضاره، والاستبشار فيه تسهيل لخروج الروح من الجسد.
ورد فيه أن قراءة القرآن من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه فقراءة القرآن على الإنسان بعد وفاته سواء كان ذلك في منزله أو في المسجد أو بعد صلاة الجنازة وقبلها أو عند القبر كل ذلك جائز شرعًا، وهي تهون على الميت في قبره كما أخبرنا بذلك رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، كما أن قراءة سورة يس للميت خاصة تهون عليه في قبره وتنيره، كما تتنزل بها الرحمات والتجليات الإلهية بالمغفرة والرضا من الله عز وجل عليه.
عجائب سورة يسلعل من عجائب سورة يس تأتي أسمائها التي تدل على فضلها ، فقد ذكِر في تفسير الطنطاويّ -رحمه الله- أنّ سورة يس سُميّت بالمعمّة، أو المدافعة، أو القاضية، ووجه المعنى في ذلك أنّها تعمّ صاحبها بخيريّْ الدنيا والآخرة، كما أنها تُدافع عنه وتدفع عنه السوء، وتقضي له حوائجه بأمر الله وفضله، وقد سُمّيت كذلك بحبيب النجّار؛ وذلك لِما جاء في السورة من ذِكر قصة الرجل الذي جاء يسعى من أقصى القرية، وهو حبيب النجّار، وقد ورد ذلك عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-.
ورد في الأثر أن "سورة يس لما قرأت له"، أي أن الشخص الذي يتمنى أو يريد تحقيق شيء معين فليقرأ سورة يس بنية قضاء هذه الحاجة"، كما أن "جميع سور القرآن الكريم فيها بركة وهدى فإذا ما قرأنا أي سورة أو آية بنية تفريج الهم والكرب أو قضاء الحاجة فسوف يستجيب الله"، وقد قال أهل الله تعالى عن سورة يس إنها تقضي الحاجة، فعليكِ بها ولا مانع أن تقرأها في أي وقت ولا يشترط أن تكون ليلة الجمعة".
قد روى الناس حديثًا في فضل سورة يس أنّها لما قرئت له، وقصدوا في ذلك أنّ قراءة سورة يسفيها قضاء للحوائج وتسهيل لها، والحقيقة أنّه لا يجوز نسبة ذلك إلى السنة النبوية، وأقوال العلماء والتابعين لإنكارهم هذا الحديث، ومثال عليهم العلامة السخاوي الذي قال إنّه لا أصل للحديث بهذا اللفظ، وقال ابن كثير في تفسيره أنّ من خصائص فضل سورة يس أنها ما قرأت لشيء أو أمر عسير إلا يسره الله، وهذا القول لا يمكن نسبته إلى الله تعالى أو رسوله –صلى الله عليه وسلم- إنّما ينسب إلى قائله فيقع الصواب والخطأ عليه.