غولدمان ساكس ومورغان ستانلي يتوقعان استمرار تراجع سوق الإسكان في الصين
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
حالة الركود في بناء المنازل التي تشهدها الصين مرشحة للاستمرار خلال 2024، وستكون لها على الأرجح تأثيرات سلبية على النمو الاقتصادي للبلاد، الأمر الذي يعني أن الجهود الحكومية لتحقيق الاستقرار في القطاع، لم تكن كافية لعكس مسار الانكماش.
هذا ما أجمع عليه 10 بنوك استثمارية وشركات وساطة للأوراق المالية، بما فيها "غولدمان ساكس غروب" و"مورغان ستانلي" و"يو بي إس غروب".
إذا كانت هذه المؤسسات محقة في نظرتها، فهذا يعني أن الصين ستشهد ثلاثة أعوام متتالية من الانكماش في بناء العقارات، وهو رقم قياسي. وقد انخفض المقياس الرئيسي للاستثمار العقاري في البلاد بنسبة 8% على أساس سنوي في الأشهر الـ11 الأولى من 2023، بعدما كان المقياس قد انخفض بنسبة 8.4% خلال العام الماضي بأكمله.
تشير التوقعات إلى أن تراجع سوق العقارات لم ينته بعد، على الرغم من جهود الحكومة في تنفيذ تدابير تستهدف في الغالب زيادة الطلب على المنازل. لا شك في أن الركود المطول يعكس تقلّص دور القطاع كمحرك للطلب على السلع والخدمات. وقد أوضحت تقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس" أن الطلب المتعلق بالعقارات يشكل 20% تقريباً من الناتج المحلي الإجمالي حالياً، مقارنة بـ24% في عام 2018.
توقعات قاتمة
لدى اقتصاديي "غولدمان ساكس"، بقيادة هوي شان، واحدة من أكثر التوقعات تشاؤماً، حيث يتوقعون انكماش الاستثمار في الأصول العقارية الثابتة (برقم من خانتين) خلال العام المقبل. وأضافوا أن الركود المستمر في قطاع العقارات سيحد من نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بمقدار نقطة مئوية واحدة.
تعد التوقعات الأخرى أقل قتامة. إذ يتوقع بنك "مورغان ستانلي" انخفاض المؤشر بنسبة 7%، فيما يتوقع "يو بي إس" انخفاضاً بنسبة 5%. كما يشعر الاقتصاديون الصينيون بالتشاؤم أيضاً، حيث يتوقع "تشاينا ميرشانتس بنك إنترناشونال" (China Merchants Bank International) انخفاض الاستثمار العقاري بنسبة 7%.
كيف غرق قطاع العقارات الصيني في هذه الفوضى؟
أوضح مينغ مينغ، من شركة "سيتيك سيكيورتيز" (Citic Securities) واقتصاديون آخرون، أن السبب الرئيسي للتشاؤم يتعلق بالانخفاض الحاد في المشروعات العقارية الجديدة التي بدأ تشييدها في 2023. وهذا يشير إلى أن هناك مجالاً للانخفاض في منطقة المشروعات المكتملة.
يعد انخفاض مبيعات العقارات سبباً آخر للتشاؤم، فهو يترك المطورين بحوافز أقل لبدء عمليات البناء. ويتوقع كل من "غولدمان" و"يو بي إس" انخفاض مبيعات العقارات بنسبة 5% في العام المقبل.
هناك آثار أوسع نطاقاً لانكماش قطاع العقارات. فنظراً للحجم الكبير للقطاع، فإن انخفاض نشاط البناء، يعدّ سبباً رئيسياً لتراجع الطلب المحلي، الذي يعد بدوره أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انكماش اقتصاد الصين خلال العام الجاري.
لا يزال العديد من الاقتصاديين يرون أن بكين تحدّد هدفاً طموحاً قدره 5% تقريباً لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024، ما يعني الحاجة إلى حوافز مالية كبيرة لتعويض التأثير السلبي لقطاع الإسكان على النمو.
علامات تحسن
يعد لوغان رايت، مدير أبحاث السوق الصينية لدى "روديوم غروب" (Rhodium Group)، أحد المحللين الذين تخالف توقعاتهم الإجماع بشأن الركود الأعمق في بناء المنازل. فهو يتوقع انخفاضاً مكوناً من رقم واحد في نمو كل من بناء العقارات ومبيعاتها العام المقبل.
قال رايت إن هناك بالفعل علامات على تحسن توقعات الاستهلاك من خلال تحسن مبيعات الأراضي الحكومية. وأشار أيضاً إلى زيادة في استخدام المعدات التي تصنعها شركة "كوماتسو" (Komatsu) اليابانية في الصين. وهذا يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره أحد أكثر تدابير البناء تواتراً وموثوقية.
وأضاف أن "أسوأ جوانب تصحيح القطاع، قد مرت بالفعل".
"بنك أوف أميركا": تراجع العقارات الصينية وراء جفاف الصفقات في القطاع
يزعم بعض الاقتصاديين أن حكومة الصين تعتزم ضخ حوافز أكثر في محاولة لتحقيق استقرار السوق. وقد تشمل هذه التدابير استخدام البنك المركزي أو التمويل المالي بشكل أكثر لشراء العقارات الفائضة بشكل مباشر.
قال ألان فون مهرين، كبير الاقتصاديين الصينيين لدى "دانسكي بنك" (Danske Bank A/S): "أتوقع استمرار اتساع نطاق تحفيز الإسكان". وأضاف: "السيناريو الأساسي الذي أتوقعه هو استمرار أزمة الإسكان في النصف الأول، لكنها ستتحسن تدريجياً في النصف الثاني".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصين الركود مورغان ستانلي سوق العقارات
إقرأ أيضاً:
0.81 بالمائة متوسط التضخم في سلطنة عُمان
العُمانية: سجّل متوسط التضخم وفقًا للأرقام القياسية لأسعار المستهلكين في سلطنة عُمان خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري ارتفاعًا بنسبة 0.81 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024م.
وأشارت وزارة الاقتصاد إلى ارتفاع كلٍّ من: الرقم القياسي العام لأسعار الواردات بنسبة 1.3 بالمائة والرقم القياسي العام لأسعار المنتجين بنسبة 4.1 بالمائة بنهاية الربع الأول من عام 2025م مقارنة بالربع نفسه من عام 2024م.
وعلى النطاق الجغرافي، سجل التضخم بنهاية الربع الأول من العام الجاري تراجعًا طفيفًا في محافظة جنوب الباطنة بنسبة 0.04 بالمائة، وتم تسجيل أعلى معدل تضخم في محافظة الداخلية بنسبة 1.58 بالمائة، ومحافظة مسندم بنسبة 1.51 بالمائة، وبنسبة 1.24 بالمائة في محافظة جنوب الشرقية، و1.09 بالمائة في محافظة الظاهرة، و1.06 بالمائة في محافظة الوسطى، وكان أقل ارتفاع للتضخم تم تسجيله في محافظة شمال الشرقية وبنسبة بلغت 0.21 بالمائة، وفي محافظة شمال الباطنة بنسبة 0.42 بالمائة، فيما سجلت نسبة الارتفاع أقل من واحد بالمائة في بقية المحافظات.
وأوضح الدكتور سالم بن عبد الله آل الشيخ المتحدث الرسمي بوزارة الاقتصاد، أن اعتدال التضخم في أسعار المستهلكين جاء مع تراجع الأسعار القياسية لمجموعة الأغذية والمشروبات غير الكحولية واستقرار أسعار مجموعة السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى، وتعد المجموعتان الأعلى استحواذًا على إنفاق المستهلكين في سلطنة عُمان ويمثل وزنهما معًا أكثر من نصف وزن مؤشر التضخم وفقًا للأرقام القياسية لأسعار المستهلكين.
وأشار إلى أن بيانات التضخم تبيّن تراجع أسعار مجموعة المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية بنسبة 0.17 بالمائة خلال الفترة من يناير حتى مايو من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024م وذلك مع انخفاض أسعار عدد من المنتجات الغذائية منها الخضروات بنسبة 4.63 بالمائة والأسماك والأغذية البحرية بنسبة 3.69 بالمائة واللحوم بنسبة 0.13 بالمائة والمشروبات غير الكحولية بنسبة 0.11 بالمائة والخبز والحبوب بنسبة 0.01 بالمائة، وفي المقابل زادت أسعار السكر والمربى والعسل والحلويات بنسبة 3.13 بالمائة ومنتجات الحليب والأجبان والبيض بنسبة 2.88 بالمائة والفواكه بنسبة 1.05 بالمائة والزيوت والدهون بنسبة 1.28 بالمائة والمواد الغذائية الأخرى بنسبة 3.40 بالمائة.
وقال المتحدث الرسمي بوزارة الاقتصاد: إن أسعار مجموعة السلع والخدمات المتنوعة كانت الأعلى ارتفاعًا بين كافة المجموعات في مؤشر التضخم؛ إذ زادت أسعارها بنسبة 6.04 بالمائة، كما ارتفعت الأرقام القياسية لأسعار مجموعة الصحة بنسبة 2.71 بالمائة ومجموعة النقل بنسبة 2.68 بالمائة ومجموعة المطاعم والفنادق بنسبة 1.08 بالمائة، واستقرت أسعار كلٍّ من: مجموعة التبغ ومجموعة الاتصالات مع ارتفاعات محدودة في بقية المجموعات المكونة لمؤشر التضخم وفقًا لأسعار المستهلكين.
وبيّن أن استقرار أسعار مجموعة المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية خلال العام الجاري يعكس هدوء وتيرة ارتفاعات الأسعار العالمية واستمرار سياسات الدعم الحكومي للسلع والخدمات الأساسية، ويتواصل في الوقت نفسه تعزيز منظومة إنتاج وتسويق وتصنيع الغذاء ضمن التقدم في تنفيذ استراتيجية الأمن الغذائي ومستهدفات التنويع الاقتصادي في الخطة الخمسية العاشرة 2021 - 2025؛ ما يُسهم في رفع حجم الإنتاج الزراعي والسمكي ومعدلات الاكتفاء الذاتي وخفض الواردات الغذائية.
وأضاف أن القطاعات المرتبطة بالأمن الغذائي -أنشطة الزراعة وصيد الأسماك- سجلت نموًّا بنسبة 2.8 بالمائة خلال عام 2024م لترتفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي مقوّمًا بالأسعار الثابتة إلى 987 مليون ريال عُماني، وصعد نمو هذه الأنشطة إلى 7.6 بالمائة خلال الربع الأول من العام الجاري مع مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 273.6 مليون ريال عُماني.
وأكد المتحدث الرسمي بوزارة الاقتصاد أنه في إطار تعزيز الأمن الغذائي وتشجيع الاستثمار والعمل في الأنشطة المرتبطة بالغذاء، تشهد منظومة تسويق الغذاء تطورًا متواصلًا في مختلف محافظات سلطنة عُمان خلال الخطة الخمسية العاشرة؛ حيث تهدف إلى تسهيل تدفق السلع والمنتجات الغذائية والحفاظ على توازن الأسواق، وقد تجاوز عدد الأسواق والمسالخ والأكشاك المنفّذة ضمن برنامج تنمية المحافظات 80 مشروعًا خلال الفترة من 2021م حتى نهاية 2024م.
ولفت إلى أن من ضمن مشروعات الأسواق والمسالخ الجاري العمل بها حاليًّا مشروع إنشاء مسلخ شليم بولاية شليم وجزر الحلانيات، وسوق الموارد في سناو بمحافظة شمال الشرقية، والمركز المتكامل لتجميع وفرز وتسويق المنتجات الزراعية في منطقة النجد بمحافظة ظفار، ومجمع الصناعات السمكية والغذائية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إضافة إلى مجمع سلاسل التبريد بالدقم، مشيرًا إلى أنه تم خلال العام الماضي تشغيل السوق المركزي "سلال" بمدينة خزائن الاقتصادية بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة كمنفذ تسويقي متطور لمنتجات المزارعين العُمانيين وتسهيل تدفق تجارة الخضروات والفواكه في سلطنة عُمان.
من جانب آخر، سجل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" لأسعار الأغذية على أساس سنوي ارتفاعًا في شهر مايو الماضي بنحو 7.2 نقطة أي بنسبة 6.0 بالمائة مقارنة بالشهر المماثل من العام الماضي، وعلى أساس شهري بلغ متوسط المؤشر 127.7 نقطة في شهر مايو 2025م بانخفاض قدره 1.0 نقطة أي بنسبة 0.8 بالمائة مقارنة مع شهر أبريل 2025م، وقد ارتفعت مؤشرات أسعار منتجات الألبان واللحوم، بينما انخفضت مؤشرات أسعار الحبوب والسكر والزيوت النباتية.
وحول تطورات التضخم عالميًّا، سادت المخاوف من أن يعاود التضخم الارتفاع في حال تصاعد السياسات الحمائية التجارية ما يقوض جهود البنوك العالمية التي قد نجحت في دفع التضخم لتراجع ملموس بدءًا من العام الماضي.
وتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن زيادة التعريفات الجمركية التي تم إقرارها في أبريل الماضي قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار خلال العام الحالي، معتبرًا أن تأثير فرض الرسوم الجمركية لم ينعكس بعد على معدل التضخم في الولايات المتحدة والذي سجل خلال العام الماضي والعام الجاري تراجعًا ملموسًا مقارنة مع ذروة ارتفاعه في عام 2022م، إلا أنه لا يزال أعلى من المستوى المستهدف من قبل البنك والذي يسعى لدفع التضخم للتراجع إلى حدود 2 بالمائة.
وقرر البنك في اجتماعه الأخير في يونيو الماضي تثبيت سعر الفائدة الرئيسي عند مستوياته ذاتها في ديسمبر 2024م ليتراوح بين 4.25 بالمائة و4.5 بالمائة، مع إشارته لاحتمال القيام بخفض الفائدة مرتين خلال عام 2025م.
ورفع البنك توقعاته للتضخم من 2.7 بالمائة إلى 3 بالمائة خلال العام الجاري مع خفض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي من 1.7 بالمائة إلى 1.4 بالمائة.
وفي السياق نفسه، قام صندوق النقد الدولي في تقريره الصادر في أبريل الماضي حول آفاق الاقتصاد العالمي بتعديل توقعاته للتضخم العالمي ورفعها إلى 4.3 بالمائة في عام 2025م وإلى 3.6 بالمائة في عام 2026م، مع توقع ضغوط تضخمية أكبر في الاقتصادات المتقدمة مقابل تراجع للتضخم في بعض الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.