دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار تأجيل المباراة النهائية بكأس السوبر التركي، بين ناديي غلطة سراي وفنربخشة والتي كان من المقرر إقامتها في السعودية، الجمعة، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفقا لـCNN TURK، جاء قرار التأجيل لأسباب تنظيمية، إذ رفضت السلطات السعودية رفع عبارات سياسية وارتداء قمصان تحمل صور لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، وفيما يلي نبذة سريعة عنه:

تم إنشاء الجمهورية التركية الحديثة العام 1923 والتي تشكلت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية بعد أن دافع أتاتورك عن المنطقة ضد تهديدات الغزو التي لاحت في الأفق من أوروبا وروسيا.

ومع احتلال إسطنبول بعد استسلام السلطان العثماني لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، انطلق أتاتورك إلى قلب الأناضول التركي لإقامة وطن جديد وأنشأ عاصمته في أنقرة.

وكانت الجمهورية التركية، كما تصورها أتاتورك، متجذرة بقوة في الغرب، وسعت سلسلة سريعة من الإصلاحات إلى تحديث السكان الذين دمرتهم الحرب، فتم حظر الطربوش، وهي قبعة عثمانية تقليدية للرجال، وتم تثبيط الحجاب الإسلامي، حيث كان يُنظر إليه على أنه من بقايا الماضي الرجعي، وتم تحويل اللغة المكتوبة إلى الأبجدية اللاتينية من النص العربي، ومُنحت المرأة حق التصويت، في خطوة جاءت قبل سنوات من تطبيقها بمعظم الدول الأوروبية، وكذلك تحويل "آيا صوفيا" أحد المعالم الأثرية في إسطنبول والتي كانت ذات يوم رمزًا للحكم المسيحي البيزنطي، وقد حولها العثمانيون إلى مسجد، تم تحويلها مجددا إلى متحف كرمز للتعايش.

وقالت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة كامبريدج، عائشة زاراكول، عن أتاتورك: "لقد حكم بطريقة أضفت الشرعية على حكم الرجل الواحد". مشيرة على نشأتها في تركيا: "كانت هناك رسالة مفادها أن البلاد بحاجة إلى منقذ رجل واحد".

مع ذلك، تصور أتاتورك نوعًا مختلفًا من الحكم لبلاده وفقا لأستاذ العلوم السياسية بجامعة أوزيجين بإسطنبول، مراد سومر، بتصريحات سابقة لـCNN الذي قال إنه "وبعد عصر التغريب، انتقلت البلاد إلى ديمقراطية متعددة الأحزاب في عام 1938. ولكن حزب الشعب الجمهوري، بقيادة حليف أتاتورك منذ فترة طويلة وصديقه المقرب عصمت إينونو، خسر انتخابات عام 1950، لتنتقل السلطة بشكل سلمي وديمقراطي"، مضيفا أن أتاتورك "أراد إرساء أسس الديمقراطية".

لكن إرث تكتيكاته العسكرية لا يزال يشكل جرحًا مفتوحًا للأرمن، الذين ذبح العديد منهم وأجبروا على مغادرة شرق الأناضول، بعد أن عانوا من وحشية لا توصف على يد القوات التركية.

وسواء كنت معه أو ضده، فإن مكانة أتاتورك في التاريخ لا جدال فيها، لقد كان عبقرياً عسكرياً قام بتعبئة وتحديث قوة عسكرية عانت من نقص الإمدادات، وأذلت قوات الحلفاء خلال حملة جاليبولي (جناق قلعة) في عام 1915، والتي كانت نقطة تحول في الحرب العالمية الأولى التي مهدت الطريق لحرب الاستقلال التركية. ونظرًا لكونه صاحب رؤية سياسية، فقد قام بتغريب تركيا، وفرض العلمانية وعزز حقوق المرأة.

وفي عام 1926، بعد اكتشاف مؤامرة لاغتياله، قال أتاتورك بخطاب: "ذات يوم سيتحول جسدي الفاني إلى غبار، لكن الجمهورية التركية ستظل قائمة إلى الأبد".

واليوم تركيا اتخذت تحت حكم أردوغان مسارًا مختلفًا، واحتضنت جذورها المحافظة ووجدت لنفسها أهمية جديدة في عالم الأمم، وقد عاد الحجاب الإسلامي إلى الساحة العامة في الدولة التي كانت ذات يوم علمانية لدرجة أنها حظرت الحجاب في مؤسسات القطاع العام، وكذلك الجامعات والبرلمان والجيش. وترتدي زوجة الرئيس وبناته الآن الحجاب علنًا، وتم تحويل آيا صوفيا مرة أخرى إلى مسجد، ويوجد نص قرار أردوغان بتحويله إلى مسجد عند مدخل النصب التذكاري إلى جانب مرسوم أتاتورك الخاص بتحويله إلى متحف.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإسلام المسيحية رياضة كرة القدم كمال أتاتورك مساجد الجمهوریة الترکیة

إقرأ أيضاً:

قيادي إخواني بارز: نكبة 2011 دمّرت اليمن والقيادة كانت للسفارة الأمريكية

شنّ أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين في اليمن هجوماً لاذعاً على الجماعة، كاشفاً اعترافات غير مسبوقة حول ما وصفها بـ"النكبة" التي حلّت باليمن إثر أحداث 11 فبراير 2011، متهماً قياداتها بالاستعانة بالولايات المتحدة الأمريكية في استهداف النظام الجمهوري والوحدة اليمنية.

وقال القيادي الإخواني المعروف، الشيخ عبدالله أحمد علي العديني، في منشور على حسابه بموقع "فيسبوك": "قبل 11 فبراير كانت هناك حملة مسعورة ضد فقهاء المسلمين لأنهم جعلوا شروطاً للخروج على ولي الأمر، فخرجنا، لكن خروج إبادة لكل مكتسبات اليمن".

وأضاف العديني: "11 فبراير لم تترك شريعة ولا وحدة ولا حرية ولا سيادة ولا ثقافة، وها هي اليوم تأتي على ما تبقى، فتمسخ الهوية في مصفوفتها القذرة وترحب بالأقليات"، في إشارة إلى الجماعات المذهبية والطائفية، وفي مقدمتها الحوثيون والإخوان المسلمون، الذين يتقاسمون السيطرة على محافظة تعز بينما يعاني سكانها من غياب أبسط الخدمات، وعلى رأسها المياه، وهو النموذج المصغر لتقاسم اليمن ككل.

وختم العديني بالقول: "فقبحها الله من ثورة، لأن القيادة كانت للسفارة الأمريكية"، مؤكداً أن قيادات الجماعة تلقت توجيهات وحماية مباشرة من الولايات المتحدة وسفارتها في صنعاء إبان أحداث 2011.

وطالب العديني معارضيه بإعادة اليمن إلى ما كانت عليه قبل ما سماها "نكبة 2011"، متعهداً بتقديم اعتذار علني إذا تحقق ذلك.

وفي منشور سابق، حمّل العديني المبعوث الأممي الأسبق جمال بن عمر مسؤولية تدمير اليمن، قائلاً إنه "جعل الأحزاب كلها تحكم، فأصبح الشعب ضد نفسه ويحارب نفسه لأن الأحزاب هي الشعب".

ويُعد العديني، المقيم في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان، من أبرز قيادات التنظيم التي وجهت انتقادات علنية لقياداته، متهماً إياهم بالطمع في السلطة والنفوذ وارتكاب جرائم قتل ونهب وفرض جبايات، إضافة إلى الاستيلاء على أراضي الدولة.

وتشهد محافظة تعز معاناة متفاقمة جراء تقاسم السيطرة بين مليشيا الحوثي والإخوان منذ اندلاع الحرب مطلع 2015، حيث يعاني السكان من أزمة مياه خانقة، إلى جانب انقطاع الكهرباء، وارتفاع الأسعار، وإغلاق الطرق، وسط احتجاجات شعبية غاضبة تندد بصمت الحكومة وعدم تحركها لمعالجة الأوضاع.

مقالات مشابهة

  • كاريكاتير كمال شرف
  • إيران تسعى لمواجهة التضخم.. إزالة أربعة أصفار من العملة الوطنية
  • حرارته كانت عالية.. إعلامي يكشف حالة زيزو قبل مباراة مودرن سبورت
  • أسعار صرف العملات الرئيسية مقابل الليرة التركية
  • زلزال يضرب العاصمة التركية أنقرة
  • تعلن محكمة جنوب شرق الأمانة الابتدائية المدعى عليه كمال الذبحاني الحضور الى المحكمة
  • قيادي إخواني بارز: نكبة 2011 دمّرت اليمن والقيادة كانت للسفارة الأمريكية
  • تعلن محكمة جنوب شرق الأمانة الابتدائية بأن على المدعى عليه/ كمال فضل الذبحاني الحضور إلى المحكمة
  • لحج.. ضبط رافعات مخصصة لإنزال حاويات السفن كانت في طريقها إلى الحديدة
  • تعلن محكمة بني الحارث الابتدائية أن على المدعى علهي كمال شوعي الحضور الى المحكمة