الولايات المتحدة – لم يسلم أي ركن من أركان المعمورة من الأحداث المناخية الكارثية في عام 2023، من الجفاف والفيضانات إلى حرائق الغابات والعواصف الاستوائية. 

ويكشف تقرير جديد عن الكوارث المناخية الأعلى تكلفة من الناحية المالية لهذا العام.

وسجلت حرائق الغابات المروعة في هاواي في أغسطس 2023 رقما قياسيا، حيث أودت بحياة ما لا يقل عن 100 شخص وكلفت أكثر من 4000 دولار للشخص الواحد كتعويضات.

كما ضربت العواصف غوام في شهر مايو، وكلّفت زهاء 1500 دولار لكل فرد من السكان، بالإضافة إلى الفيضانات في نيوزيلندا والجفاف في إسبانيا وحرائق الغابات في تشيلي.

ويصف الخبراء عام 2023 بأنه “عام الانهيار المناخي”، ويلقون باللوم في الأحداث المتطرفة على “الفشل في التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري”.

ونشرت مؤسسة Christian Aid الخيرية الدولية التحليل في تقرير جديد بعنوان “حساب تكلفة 2023: عام من انهيار المناخ”.

وقالت إن العديد من الأحداث حظيت “بالقليل من الاهتمام الدولي” على الرغم من التكلفة الباهظة اللاحقة، وليس فقط بالمعنى المالي.

وقال باتريك وات، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية: “نظرا لأن 2023 هو العام الأكثر حرارة على الإطلاق، فإن آثار تغير المناخ أصبحت أكثر وضوحا من أي وقت مضى. إن التكلفة البشرية لأزمة المناخ تظهر بشكل متزايد في المنازل التي جرفتها الفيضانات والعواصف، وفقدان المحاصيل والماشية بسبب الجفاف”.

ويربط العلماء بشكل متزايد بين الظواهر الجوية المتطرفة وارتفاع درجة حرارة الكوكب، والذي ينجم إلى حد كبير عن انبعاثات الكربون من الوقود الأحفوري.

كما أصبحت العواصف أكثر شدة أيضا، لأن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر يزيد من سرعة الرياح.

وتزيد الظروف الأكثر دفئا من مخاطر حرائق الغابات وشدتها، من خلال خلق بيئة من النباتات الجافة والقابلة للاشتعال بسهولة.

وفي التقرير، قسّمت منظمة Christian Aid إجمالي الأضرار الناجمة عن كل كارثة على إجمالي سكان المنطقة المتضررة، ما يوفر تقديرا للعبء الاقتصادي لكل شخص.

وأشارت المنظمة إلى ارتفاع معدل انتشار العواصف في القائمة، والذي “من المرجح أن يزداد بسبب تغير المناخ”.

وكانت عاصفة فانواتو في مارس (947 دولارا للشخص الواحد) من بين الخمسة الأوائل، وكذلك عاصفة نيوزيلندا في فبراير (468 دولارا للشخص الواحد).

ويحتل المركز 18 في القائمة إعصارا أحدث دمارا في أثناء تحركه عبر جنوب المحيط الهندي بين فبراير ومارس، والمعروف باسم إعصار فريدي.

وعلى الرغم من أنه أثر على العديد من البلدان، مثل موزمبيق ومدغشقر، إلا أن ملاوي كانت الأكثر تضررا، حيث تسببت الأمطار المتواصلة في فيضانات مفاجئة وكارثية.

ووفقا لـ Christian Aid، فإن الناس في البلدان الأكثر ثراء مثل الولايات المتحدة قادرون على الاستعداد بشكل أفضل للأحداث المناخية المحتملة في المستقبل، حيث أنهم أكثر قدرة على الاستثمار في منازل أفضل أو الحصول على التأمين.

لكن المباني المرنة أقل شيوعا في البلدان الفقيرة مثل ملاوي، كما أن عددا أقل من الأسر لديها الاحتياطيات المالية التي تسمح لها بالتعافي.

ويقول الخبراء إن المزيد من الناس يموتون في البلدان الفقيرة بسبب الكوارث المناخية.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

حملة مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي تؤكد رفع الجاهزية للحالات الطارئة

العُمانية: اختُتمت اليوم بولاية قريات بمحافظة مسقط فعاليات الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي في نسختها الرابعة، التي استمرت ثلاثة أيام، وتضمّنت تنفيذ برامج توعوية وتمارين ميدانية في عدد من ولايات محافظة مسقط.

ونُفِّذ في اليوم الختامي تمرين عملي للإخلاء الجزئي عند حدوث أمواج تسونامي في مدرسة المنجزات للتعليم الأساسي، بهدف رفع جاهزية الطلبة والهيئتين الإدارية والتعليمية للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة.

وأبرزت التمارين العملية التي نُفذت مدى أهمية تدريب النشء على التصرف الصحيح والهدوء أثناء الطوارئ، حيث هدفت هذه التمارين إلى تحويل المعرفة النظرية إلى سلوكات عملية راسخة، لضمان جاهزية المنظومة التعليمية للتعامل الفوري والمنظم مع أي إنذار مبكر.

وشهد نادي قريات تنفيذ برنامج تثقيفي توعوي اشتمل على ثلاثة عروض مرئية؛ تناول الأول تجربة سلطنة عُمان في التعامل مع إعصار "شاهين"، وركز الثاني على تمارين الإخلاء من أمواج تسونامي، فيما وثّق العرض الثالث الملحمة الوطنية التي تجلّت أثناء الأنواء المناخية.

وشمل البرنامج عددًا من العروض المتخصّصة؛ قدّم خلالها الرائد يحيى بن محمد البلوشي، من المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة، شرحًا حول النسق الوطني لإدارة الطوارئ، فيما استعرض هلال بن سالم الحجري رئيس قسم التنبؤات ونظام الإنذار المبكر بهيئة الطيران المدني الإجراءاتَ التشغيلية للمركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة فيما، قدّم أحمد بن عبد الله الهنائي، راصد جوي بالهيئة، عرضًا حول دور الرصد الجوي وأصدقاء الطقس في نشر الوعي.

واختُتمت فعاليات الحملة بجلسة حوارية جمعت المتخصّصين والحضور، ناقشت آليات الاستعداد لمواجهة المخاطر المناخية وتعزيز ثقافة السلامة المجتمعية.

وقد انطلقت الحملة في محطتها الرابعة بمحافظة مسقط في 9 ديسمبر الجاري، تحت شعار "وعيك لسلامتك"، وذلك تحت رعاية معالي السّيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط.

وتضمّن اليوم الأول تقديم 3 عروض مرئية حول الجاهزية والاختصاصات المرتبطة بإدارة الطوارئ، إضافة إلى جلسة حوارية ناقشت آليات التأهب والاستجابة للحالات الطارئة وأهمية التنسيق بين الجهات المختصة.

وفي اليوم الثاني، نُفّذ تمرين عملي للإخلاء في مدرسة أبو أيوب الحضرمي بولاية السيب، كما استضاف مكتب والي بوشر محاضرات وجلسات نقاشية وعددًا من العروض المرئية التي وثّقت تجربة سلطنة عُمان في التعامل مع إعصار "شاهين" وتمارين الإخلاء من أمواج تسونامي.

وصاحب الحملة معرض توعوي في "عُمان مول" بمشاركة عدد من الجهات الحكومية للتعرّف على خطط الطوارئ والاستجابة، إضافةً إلى توزيع مطبوعات إرشادية ووسائل إعلامية تُعزّز مفاهيم الوقاية والسلامة، وعروض مرئية ومحاضرات توعوية تُبرز سُبل التصرف الصحيح عند حدوث أنواء مناخية أو أمواج تسونامي.

وشهدت الحملة تفاعلًا كبيرًا من مختلف شرائح المجتمع، خاصةً في المؤسسات التعليمية والمواقع العامة التي استضافت التمارين الميدانية والندوات التوعوية، ما عكس ارتفاع مستوى الوعي بأهمية الاستعداد المُسبق للمخاطر المناخية وتعزيز ثقافة السلامة الجماعية.

وقال الرائد يحيى بن محمد البلوشي من المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي جاءت في إطار تعزيز جاهزية المجتمع ورفع كفاءة الجهات المعنية في التعامل مع مختلف أنواع المخاطر.

وأضاف: ركزنا من خلال العروض والبرامج المقدمة على التعريف بالنسق الوطني لإدارة الطوارئ، وآليات التنسيق بين المؤسسات أثناء الأزمات، لضمان استجابة فعّالة وسريعة تسهم في حماية الأرواح والممتلكات.

وأكّد أنّ بناء ثقافة السلامة مسؤولية مشتركة، والاستعداد المُسبق هو الركيزة الأساسية للتقليل من الآثار الناجمة عن الحالات الطارئة، ونسعى من خلال هذه الحملات إلى ترسيخ تلك المفاهيم لدى جميع أفراد المجتمع.

كما أكّد أنّ الشراكة المجتمعية تمثّل محورًا أساسيًّا في نجاح جهود إدارة الطوارئ، مشيرًا إلى أنّ مشاركة المواطنين والمقيمين في البرامج التوعوية تُعزّز من مستوى الوعي وتدعم قدرة المجتمع على التفاعل الإيجابي مع أي حالة طارئة.

ولفت إلى أنّ هذه الحملات ستواصل دورها في رفع الجاهزية الوطنية وتعزيز الوعي المجتمعي، بما يُسهم في بناء مجتمع قادر على مواجهة المخاطر والتقليل من آثارها، تحقيقًا لرؤية سلطنة عُمان لتعزيز منظومة إدارة الأزمات والكوارث.

وأكّد على الدور المحوري للفرد تحت شعار "حماية المجتمع تبدأ بِك"، موضحًا أن التزام كل شخص بالإرشادات التوعوية والمشاركة النشطة في برامج السلامة هو الضمانة الأولى لتقوية قدرة المجتمع على مجابهة الأنواء والمخاطر والحفاظ على الأرواح والممتلكات.

وهدفت الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي والمؤسسي للاستعداد والتعامل مع الحالات الطارئة، وتعزيز السلوك الآمن لدى مختلف فئات المجتمع أثناء الحوادث، ودعم الشراكة المجتمعية في مرحلة التعافي من آثار الأنواء المناخية.

كما هدفت إلى تعزيز منظومة السلامة والحماية من المخاطر المتعددة، ورفع مستوى الوعي بمنظومة الإنذار المبكر من المخاطر المتعددة وحماية الأرواح والممتلكات عبر نشر المعرفة الوقائية.

وتأتي هذه الحملة ضمن جهود تعزيز منظومة الإنذار المبكر وإدارة الأزمات والكوارث، ونشر التوعية حول مخاطر الأنواء المناخية. وتُنفَّذ الحملة بإشراف هيئة الطيران المدني، والمركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة، ووزارة الإعلام، وهيئة الدفاع المدني والإسعاف، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ومحافظة مسقط.

واستهدفت الحملة شرائح المجتمع المحلي والتعليمي والاقتصادي والأمني، وتتضمن لقاءات وندوات ميدانية في عدد من ولايات المحافظة، إلى جانب تنفيذ تمرين نظري وعملي في مدارس مختلفة.

وسعت الحملة إلى إيصال رسائل إعلامية متعددة، من بينها التعريف بآليات التعامل مع مخاطر الأنواء المناخية، وإبراز جهود مختلف القطاعات أثناء تأثر سلطنة عُمان بالحالات المناخية، ونشر إرشادات السلامة، والتأكيد على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية للمعلومات والابتعاد عن الشائعات، إضافة إلى غرس الممارسات السليمة في المجتمع المدرسي.

وتُعدُّ سلطنة عُمان من الدول المعرّضة لمخاطر الأعاصير المدارية وأمواج تسونامي نظرًا لموقعها الجغرافي على بحر العرب، وهو ما يبرز أهمية رفع مستوى الجاهزية المجتمعية وتعزيز ثقافة الوقاية والسلامة، حيث تستهدف الحملة في انطلاقتها المحافظات الساحلية لتشمل لاحقًا مختلف محافظات سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • كارثة سومطرة الإندونيسية .. آلاف الأشجار تبتلع مسجدا وتمنع دخول المصلين
  • من وحي ” علم النفس “
  • حملة مخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي تؤكد رفع الجاهزية للحالات الطارئة
  • ضبط أكثر من 665 ألف كبسولة “صاروخ” داخل مزرعة في ورقلة
  • “أونروا” : هطول الأمطار في غزة يفاقم الأوضاع المعيشية المتردية ويجعلها أكثر خطورة
  • الصورة الأكثر تداولا في إيران.. “نتنياهو” يقف في طابور أمام مخبز في طهران!
  • الاتحاد الأوروبي يعتمد لائحة البلدان الآمنة.. شملت المغرب ومصر وتونس
  • الدفاع المدني يحذر من الحالة المناخية في 3 مناطق
  • تحويل الدراسة الحضورية في جامعة القصيم “عن بعد” ليوم غدٍ
  • الإمارات تتضامن مع أستراليا وتعزي في وفاة رجل إطفاء في حريق الغابات