رقصة الدولارات المهربة: ألحان الجشع في مسرح التصريف
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
4 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: بعد التقلبات الأخيرة في أسعار الدولار وظهور السوق الموازي، يتسلط الضوء على المنصة الإلكترونية التي أعدها البنك المركزي العراقي لتنظيم سيولة الدولار وتقليل تلاعب الأسعار.
ويقول خالد الحسيني، خبير اقتصادي ان : “المنصة الإلكترونية للدولار تمثل خطوة إيجابية نحو تنظيم السوق وتقليل التلاعب بالأسعار، ومن الممكن أن تساهم في استقرار سعر الصرف وخفض التضخم إذا تم تنفيذها بفعالية.
وكشفت لجنة الاقتصاد البرلمانية عن المتورطين بتذبذب السوق الموازي في العراق، فيما اشارت إلى ان “أفخاخ الدولار” تقترب من نهايتها.
وقال عضو اللجنة النائب ياسر الحسيني، إننا “نتابع عن كثب ملف تذبذب السوق الموازي في العراق خاصة بعد الانتقال الى المنصة الالكترونية التي اعدها البنك المركزي لتنظيم سيولة الدولار ومنع التهريب، لكن بالمقابل هناك من تعرضت مصالحة للضرب مع اي تنظيم لانه يفقد قدرته على التهريب والتلاعب ما يدفعه الى محاولة ارباك الاسواق بشتى الوسائل”.
أحمد عبد الرحمن، تاجر في السوق الموازي، يشارك وجهة نظره: “السوق الموازي يعتمد على الطلب والعرض وتقلبات الأسعار، ولكن في ظل التدخلات والفساد، يصبح السيطرة صعبة والتلاعب بالأسعار شائعًا.”
محمد جواد، موظف مصرفي، يؤكد على الجهود الرامية للقضاء على الفساد في السوق: “نحن ملتزمون بتنظيم السوق ومكافحة الفساد. سعينا لاستقرار سعر الصرف سينعكس إيجاباً على الأسعار في الأسواق الداخلية وسيخدم المواطنين.”*
وبين الطموحات في تنظيم السوق والتحديات التي تواجهها الجهات المعنية، يبقى الهدف الأسمى هو تحقيق استقرار سعر الصرف لتخفيض التضخم وتحسين الوضع الاقتصادي العام في البلاد.
وتبقى المشكلة الاكبر هي تهريب الدولار خارج العراق ويشمل شبكات تهريب العملات التي تعمل عبر الحدود البرية والجوية. ويتم استخدام مختلف الوسائل والطرق غير الرسمية لتهريب الدولار خارج البلاد.
وهناك تجار العملة غير القانونيين الذين يقومون بتهريب الدولار عبر عمليات تجارية غير قانونية، حيث يتم استغلال الفجوات في النظام المصرفي أو العملاء الذين يرغبون في تحويل الأموال خارج العراق.
و يُعتقد أن بعض المسؤولين داخل الحكومة أو الجهات الرسمية قد يكونون متورطين في عمليات تهريب الدولار، حيث يستغلون مناصبهم للحصول على الدولارات وتهريبها لحسابات خارجية.
و بعض الشركات والشبكات التجارية تستخدم كوسيلة لتهريب الدولار عبر عمليات تجارية غير شرعية أو بتضخم فواتير التجارة الخارجية.
وفي السوق السوداء و تحديداً في المناطق الحدودية، يتم استغلال السوق السوداء لتحويل الأموال خارجياً بأسعار تتفاوت وتختلف عن الأسعار الرسمية المحددة.
ويرى النائب ياسر الحسيني، بان محاولة البعض التلاعب باسعار الصرف في السوق الموازي، قاربت على الانتهاء، لافتا الى ان “هناك فاسدين يعتاشون على فوضى السوق بالاضافة الى تجارة الممنوعات ومنها المخدرات التي تشكل هي الاخرى منافسًا في السوق الموازي”، مؤكدا أن “اجراءات البنك المركزي ستكافح اهم خيوط السيولة لدى هؤلاء”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: السوق الموازی فی السوق
إقرأ أيضاً:
من مواكب الأطفال إلى سيوف الرجال: العراق يحيي الحسين بروح واحدة
6 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تسير كربلاء هذه الأيام على إيقاع منسجم، كأن المدينة أعادت ضبط نبضها على وتيرة الزائرين، بقلوب مفتوحة وطرقات بلا قطوعات، كما وصفها رئيس لجنة العشائر والمناسبات الدينية في مجلس المحافظة محمد المسعودي. فالوضع الأمني مستقر، والمداخل الثلاثة تتنفس الزحف البشري بسلاسة، كأنما كربلاء كلها قررت أن تصبح دربًا لخطى العاشقين.
وتتناثر المواكب الحسينية كأزهار شتوية نبتت في صيف محرم، 740 موكبًا مسجلًا رسميًا داخل المدينة القديمة، ومئات غيرها تمد ذراعيها في الأزقة والأحياء، تقدّم الماء على حافة العطش، والطعام عند أول تعثّر بالجوع، وكأن كل مواطن تحوّل إلى خادم، وكل دار إلى مأوى، فيما المدارس بدورها فتحت أبوابها لا للتعليم هذه المرة، بل للإيواء والدعم.
ويتجلى مشهد التكافل الشعبي كأحد أعمدة الطقوس غير المكتوبة. فالمسعودي أشار إلى تمازج الجهود الرسمية والشعبية كما لم يحدث من قبل، تنسيقٌ يليق بالذكرى، ويرفع منسوب الأمان في لحظة كثافة بشرية ووجدانية معقدة.
وفي ليلة العاشر، حين يتقاطع الزمان بالمأساة، تنقلب الليالي إلى خنادق روحية، تتوزع فيها العيون بين النواح والصمت. فنساء الجنوب وبغداد وكركوك وديالى وبابل والمحافظات الاخرى، يتنادين للمجالس، لاطمات باكيات، وكأن قلوبهن بوصلة تقودهن نحو الحسين دون التباس.
وفي أغلب العزاءات، تُشعل المشاعل وتُرفع السيوف في مشهد يشبه العهد الأول، حيث الطف لم تنتهِ بعد.
وتتكرر مشاهد الطفولة الحسينية ببساطتها العميقة: الطفلة زهراء تؤسس موكب “دمعة رقية”، والفتى إبراهيم يقيم موكب “ساقي عطاشى كربلاء”، مشروبات خفيفة وبسكويت ومعجنات، لا أكثر، لكنها تحمل في ذراتها من الرمزية ما يعجز الكبار عن تجسيده. فهنا لا دعم خارجي، لا مظاهر فخمة، فقط براءة تنسكب في قدح ماء.
ويظل كل هذا الامتداد الحسيني مشدودًا بخيط الذاكرة الجمعية،العراقية التي تجمع كل الاطياف.
تمضي كربلاء، لا تغفو. ولا تنسى. ولا تتراجع عن موعدها السنوي مع الحزن، وكأنها تقول: هنا لا يمر الزمن كما ينبغي له، بل كما يليق بالحسين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts