أوقاف الفيوم تعقد 17 أسبوعا دعويا بعنوان "الكبر ونهاية المتكبرين"
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
عقدت مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، (17) أسبوعا دعويا تحت عنوان: "الكبر ونهاية المتكبرين"، وذلك بالمساجد الكبرى بقرى المحافظة.
يأتي هذا في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به مديرية أوقاف الفيوم، بحضور نخبة من كبار القراء والعلماء والأئمة المميزين.
وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء على حرمة الكبر؛ لأن "التواضع" فضيلة ذات شأن عظيم، لما تتضمنه من عطاء يلبي جميع ما يحتاج إليه البشر من أمور الدين والدنيا، وهو عطاء لا يقارن به عطاء آخر، مضيفين أن أمر الله رسوله( صلى الله عليه وسلم) بالتواضع؛ لأن الكبر عواقبه وخيمة، فقال تعالى"واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" وقوله "ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور".
العلماء: التواضع هو الرفق ولين الجانب وهو السماحة في القول والفعلواختتم العلماء حديثهم بأن التواضع هو الرفق ولين الجانب، وهو ما يستلزم السماحة في القول والأدب في الفعل، وليس التواضع مذلة ولا مهانة، فهو فضيلة ترتبط بفضائل أخرى كالرحمة، وبر الوالدين، والخشوع لله تعالى، بخلاف الذل الذي هو بذل النفس وبيعها في سوق الشهوات والأغراض والذي يتبعه هوان ومهانة.
وقال العلماء أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يجلس مع أصحابه فلا يتميز عليهم بمكان، ولا بزي ولباس، حتى يدخل الداخل يريده فلا يكاد يعرفه حتى يسأل عنه: أين محمد أو أين رسول الله؟ فلا يعرفه حتى يشير إليه أصحابه ويدلونه عليه، من شدة تواضعه عليه الصلاة والسلام، وكان يزور أصحابه في بيوتهم، ويجلس معهم كأحدهم، يعود مرضاهم، ويشيع جنائزهم، ويشاركهم في أفراحهم، ويواسيهم في أتراحهم.. ويسلم على الصغار، ويمسح على رؤوسهم ووجوههم، ويدعو لهم وربما يمازحهم كما فعل مع أخي أنس ابن مالك: (يا أبا عُمَيرُ! ما فعل النُّغَيرُ)[متفق عليه]، تُسأل عنه عائشةُ - رضي الله عنها وأرضاها، كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ فتقول: كما يكون الرجل في بيته: يخصِفُ نعلَه، ويَرقَعُ ثوبه، ويكون في مِهنَةِ أهله.. فإذا نودي للصلاة قام كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه.[انظر صحيح الأدب المفرد]. وأشار العلماء إلى أن الإنسان النبيل صاحب المروءة كلما ازداد شرفا ورفعة، كلما ازداد تواضعا لله وشكرا، وأبو بكر رضي الله عنه كان خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين، وهو خير أتباع الرسل إلى يوم الدين، كان إذا مدح في وجهه أو أثنى الناس عليه يقول: "اللهم إنك أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون"، وكان عمر وهو أمير المؤمنين يصعد المنبر ويقول: "أيها الناس! تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من تواضع لله رفعه). إن كل ما يتفاخر به الناس بعضهم على بعض من حسب ونسب، أو منصب أو سلطان، أو مكانة وجاه، أو علم أو حال، إنما هي في الحقيقة كلها من أسباب التواضع والانكسار لله. فهي إما أمور لا دخل للإنسان فيها كالنسب والحسب، أو محض فضل من الله على الإنسان وعطاء للابتلاء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكبر التواضع أوقاف العلماء الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد
إقرأ أيضاً:
تعرف على فيديو.. الدنيا عقد مؤقت والمالك هو الله
الاستقامة على منهج الله من صفات المتقين والتوفيق للتوبة إلى الله، والحرص على طاعته؛ نعمة من أجل النعم؛ فاحمدي الله تعالى، واشكريه قلبا ولسانا وعملا.
و وقال طه لا ريب في كون الدنيا دار اختبار وابتلاء بالسراء والضراء، قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ .
وقال تعالى: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: أي جعلت بعضكم بلاء لبعض؛ لتصبروا على ما تسمعون منهم، وترون من خلافهم. انتهى من تفسير البغوي.
وفي الأدب المفرد عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم.
فمعاشرة الناس بالأخلاق الحسنة؛ من أفضل العبادات، وأعظمها أجرا.
ففي الأدب المفرد عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق.
وفي سنن أبي داود عن أبي الدرداء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ما من شيء أثقل في الميزان، من حُسْنِ الخلق.
وفيه عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خُلُقه، درجة الصائم القائم.
وإذا كان حسن الخلق مطلوبا مع الناس عموما؛ فأولى الناس بذلك الوالدان والأقارب؛ فهؤلاء لهم حق في البر والصلة؛ فيتعين الصبر عليهم والإحسان إليهم.
فاستعيني بالله تعالى، واجتهدي في بر والديك وصلة رحمك، وقابلي السيئة بالحسنة، وتجاوزي عن الهفوات، واحتسبي الأجر من الله.
فإذا أديت الكفارة الواجبة، وتبت من المعصية، ومن نقض العهد مع الله، فإن ذلك يمحو عنك الذنب، إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وليس ثَمَّ ذنب مهما عظم، إلا والتوبة تكفره وتمحوه، كما قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: ونحن حقيقة قولنا إن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا شرعًا ولا قدرًا. انتهى.
ولا يلزم أن يكون وجود ابنك مع أبيه بعيدًا عنك عقوبة على ذنب، بل قد يكون مجرد ابتلاء، فاصبري واستمري على التواصل معه، وتعاهديه بالتوجيهات الحسنة، وأكثري من الدعاء والاستغفار له ولابنتك، وسؤاله سبحانه أن يحفظهما، وينبتهما نباتًا حسنًا على مبادئ الدين وقيمه النبيلة.