سويلم: معاناة أشقائنا الفلسطينيين بسبب أزمة المياه بلغت مستويات كارثية
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
شارك الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، في جلسة «تعزيز الصمود من خلال الاستثمارات الاستراتيجية في قطاع المياه بفلسطين»، ضمن فعاليات «أسبوع القاهرة الثامن للمياه».
وأشار الدكتور سويلم إلى أن أحد أكثر التحديات الإنسانية والتنموية إلحاحًا في عصرنا هو أزمة المياه في فلسطين، ولاسيما في قطاع غزة، حيث بلغت معاناة أشقائنا الفلسطينيين مستويات كارثية، حيث واجه الشعب الفلسطيني قيودًا ممنهجة على أبسط حقوقه الإنسانية وأكثرها قداسة - الحق في الحصول على المياه، حيث استُخدمت المياه كأداةً للسيطرة، ومن المؤسف أنها تحولت إلى سلاحٍ للعقاب الجماعي، وما كان في الماضي تحديًا ناتجًا عن الندرة، أصبح اليوم كارثة إنسانية شاملة.
فبعد ما يقرب من عامين من العدوان المتواصل، أصبحت منظومات المياه والصرف الصحي في غزة أطلالاً مدمرة، فقد أُصيبت أكثر من 90% من منشآت المياه بأضرار جسيمة أو دُمرت بالكامل، وأكثر من 97% من مياه غزة لم تعد صالحة للاستهلاك البشري، وتوقفت محطات معالجة مياه الصرف الصحي عن العمل، مما أدى إلى تلوث المياه الجوفية التي تعتمد عليها الأسر، والأطفال يسيرون كيلومترات بحثًا عن لترات قليلة من المياه غير الآمنة، فيما تعاني المستشفيات لتأمين الحد الأدنى من النظافة الصحية.
أما في الضفة الغربية، فالوضع لا يقل سوءًا، فبعض المجتمعات لا يتجاوز نصيب الفرد فيها 30 لترًا يوميًا، أي أقل كثيرًا من الحد الأدنى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية والبالغ 100 لتر للفرد يوميًا، والمزارعون يعجزون عن ري أراضيهم، فيما يتم عرقلة المشروعات التنموية بشكل منهجي، وبالتالى فإن ما نشهده ليس أزمة فنية فحسب، بل أزمة إنسانية واختبار أخلاقي لنا جميعًا في هذه المنطقة.
وتؤكد مصر اليوم، كما كانت دائمًا، تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، فالتزام مصر لا يقتصر على الأقوال، بل يرتكز على الأفعال والتعاون والمسئولية المشتركة، ومع اقتراب الاتفاق المرتقب لإنهاء الحرب فى غزة، فإن مصر تؤكد عزمها على تحويل لحظة الأمل هذه إلى لحظة بناء وصمود.
وأشار الدكتور سويلم إلى إن حكومة جمهورية مصر العربية، من خلال وزارة الموارد المائية والري، على أتم الاستعداد لتعبئة الخبرات الفنية المصرية في مجالات الهندسة الهيدروليكية، وإدارة المياه الجوفية، والتحلية، ومعالجة مياه الصرف الصحي لدعم بعثات التقييم وإعادة التأهيل في غزة والضفة الغربية، بالاضافة لإشراك القطاع الخاص المصري في جهود إعادة بناء البنية التحتية المائية، والتنسيق مع سلطة المياه الفلسطينية لوضع خطة شاملة للتعافي والاستثمار في قطاع المياه.
وأضاف سيادته أن عملية إعادة بناء قطاع المياه في فلسطين يجب أن تستند إلى ثلاث ركائز أساسية تتمثل فى الاستجابة الإنسانية العاجلة بإعادة الوصول إلى المياه الآمنة والصرف الصحي والنظافة كأولوية لإنقاذ الأرواح، والاستثمار الإستراتيجي بإعادة بناء منظومات مرنة مناخيًا ولامركزية، والتعاون الإقليمي بدمج فلسطين فى إطار إقليمي مشترك لأمن المياه.
وفي هذا السياق، ومع احتمال أن تستضيف مصر وتقود مؤتمر تمويل إعادة إعمار غزة المرتقب، فإننا لن ندخر جهدًا لضمان أن يحظى قطاع المياه بالأولوية والتمويل الذي يستحقه، كما ستعمل مصر على تنسيق الجهود مع الصناديق العربية والجهات المانحة الدولية والبنوك التنموية لإنشاء نافذة تمويل مخصصة لمشروعات المياه والصرف الصحي في فلسطين، تشمل الإصلاحات الطارئة والاستثمارات طويلة الأمد.
وعلى المستوى الدولي، ستواصل مصر الدعوة لإنشاء تحالف من الشركاء العرب والإقليميين والدوليين لإعادة بناء قطاع المياه الفلسطيني ودعم خطة التعافي التي تقودها سلطة المياه الفلسطينية.
وأكد الدكتور سويلم أن مصر تتعهد بأن تسير في هذه المسيرة يدًا بيد مع فلسطين، ومع كل الشركاء الملتزمين بتحقيق العدالة والسلام في منطقتنا.
اقرأ أيضاً«سويلم» يسلم شهادات للفائزين في مسابقة «هاكاثون الاستدامة المائية»
سويلم: علاقات صداقة تاريخية تربط مصر والصين في جميع المجالات وخاصة المياه
أحمد سويلم يشارك في ندوة «انتصار أكتوبر» بجمعية محبي الفنون الجميلة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم أسبوع القاهرة الثامن للمياه قطاع المياه بفلسطين قطاع المیاه
إقرأ أيضاً:
“الصحة العالمية”: نعمل على توسيع عملياتنا بغزة وإعادة بناء النظام الصحي بشكل أقوى
الثورة نت /..
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مساء اليوم الإثنين، إن فرق المنظمة تعمل بوتيرة متسارعة على توسيع نطاق عملياتها في قطاع غزة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
وأوضح المسؤول الأممي، في تدوينه على منصة “إكس” ، أن “المنظمة نشرت فريقًا طبيًا طارئًا خلال 24 ساعة لتعزيز خدمات الجراحة والطوارئ في مستشفى الأهلي، مع خطط لنشر فرق إضافية في مدينة غزة مع بدء عودة السكان”.
وأضاف أن المنظمة أدخلت ثماني شاحنات محمّلة بالإمدادات الطبية إلى القطاع، تشمل الأنسولين، ومستلزمات المختبرات، والأدوية الأساسية.
وذكر أن المنظمة “وصلت إلى مستشفى غزة الأوروبي لاسترجاع أدوية علاج السرطان ومعدات العناية المركزة، بما في ذلك الحضانات وأجهزة التنفس الصناعي وشاشات مراقبة المرضى، وتم نقلها إلى مستشفى ناصر”.
وأكد غيبريسوس أن تحسين الوصول إلى المرافق الصحية وتوسيع المهمات الميدانية يمثلان خطوتين أساسيتين لتقديم الدعم الصحي العاجل للفلسطينيين في مختلف مناطق غزة.
وأشار إلى أن الإفراج عن الأسرى “الإسرائيليين” والمعتقلين الفلسطينيين يجلب الأمل بعد عامين من المعاناة، لافتًا إلى أن التطورات الأخيرة تمثل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.
وشدد على استعداد منظمة الصحة العالمية لتوسيع عملها بشكل كبير من أجل إنقاذ الأرواح وإعادة بناء الخدمات الصحية.
وتابع: “يجب إعادة تأهيل وبناء النظام الصحي في غزة، فهذه الأزمة تمنحنا فرصة لإعادة بنائه على نحوٍ أفضل وأقوى، وأكثر عدلاً، ويتمحور حول احتياجات الناس”.
وختم تدوينته بالتأكيد على أن “أفضل دواء هو السلام”.