الوزير بنموسى: تحقيق التحولات المنشودة داخل المدرسة العمومية رهين بمواكبة ظروف عمل الأستاذ
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم الثلاثاء بسلا الجديدة، أن نجاح إصلاح المنظومة التربوية وتحقيق التحولات المنشودة داخل المدرسة العمومية رهين بمواكبة ظروف عمل الأستاذ.
وقال بنموسى، في كلمة خلال تفقده سير دورة تكوينية تنظم حول “آلية مواكبة مؤسسات التربية والتعليم العمومي والأحواض المدرسية” بمقر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، إن الإصلاح الحقيقي للمنظومة التربوية ينطلق من داخل الأقسام، مضيفا أنه “إذا لم تكن هناك مواكبة لظروف عمل الأستاذ لايمكن أن تنجح عملية الإصلاح”.
وأبرز الوزير أهمية تحسين ظروف عمل الأساتذة، خاصة عبر توفير التجهيزات الضرورية، بما فيها الوسائل الرقمية وتنظيم دورات تكوينية ملاءمة لهم وخلق أجواء الثقة ودينامية إيجابية جماعية من أجل إرساء مدرسة ذات جودة تستجيب لانتظارات الأسر.
ويأتي تفقد بنموسى لسير هذه الدورة التكوينية في إطار مواصلة الإصلاح التربوي لمنظومة التربية والتكوين وتنزيلا لأهداف خارطة الطريق-2026 2022 وإطارها الإجرائي لسنتي 2023 و2024 خاصة ما يتعلق بمواكبة المؤسسات التعليمية في تنزيل الإصلاح وإنجاح مشروعها المندمج وإعمالا لمقتضيات الشراكة الموقعة بين الوزارة وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط.
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
من دفء الأمس إلى صمت اليوم.. التحولات الاجتماعية في المجتمع السعودي
قبل 40سنه، كانت الحياة في المجتمع السعودي تنبض بروح واحدة، يسكنها الترابط الأسري والتكافل الاجتماعي. لم تكن الحياة سهلة، ولكنها كانت بسيطة، مليئة بالقرب والأنس والسكينة. كان الجار بمقام الأخ، والحي عائلة واحدة، والمجالس لا تخلو من ضحكاتٍ صادقة، ونقاشاتٍ حية، وهمومٍ مشتركة.
الترابط الاجتماعي قديمًا:
في السابق، كانت البيوت مفتوحة، والقلوب أكثر اتساعًا. إذا غاب أحد عن مجلس أو صلاة، سُئل عنه، وإذا مرض زاره الجميع، وإذا احتاج، وُقف بجانبه دون أن يُطلب. لم تكن هناك حاجة للدعوات الرسمية أو الرسائل النصية، فالحضور كان واجبًا، والتواصل عادة لا تنقطع.
كانت الأفراح يُشارك فيها القاصي والداني، والأتراح لا تُترك لعائلة واحدة. وكانت كلمات “تفضل”، و”نورتونا”، و”عيالنا وعيالكم” جزءًا من الروح اليومية التي يعيشها الناس. كل ذلك شكّل نسيجًا اجتماعيًا قويًا، يصعب تمزيقه.
ما الذي تغيّر؟
مع مرور الزمن، تغيّرت الأحوال، وتبدلت الظروف. دخلت التقنية بكل تفاصيلها، وانشغل الناس في سباق الحياة، وقلّ التزاور، وضعُف التواصل الحقيقي. أصبحت علاقاتنا محصورة في رسائل سريعة، ومكالمات نادرة، ولقاءات متباعدة لا يحضرها إلا الضرورة.
البيوت أُغلقت خلف أبوابٍ إلكترونية، والمجالس لم تعد كما كانت. حتى الأعياد، التي كانت مظلةً للفرح واللقاء، تحوّلت إلى صور ورسائل جماعية باردة لا تحمل حرارة اللقاء.
السبب؟
قد يكون السبب تعقيدات الحياة العصرية، وضغوط العمل، وازدياد المسؤوليات، أو سرعة الإيقاع الذي نعيشه. وربما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية شعور الاكتفاء بالعلاقات “الافتراضية”، على حساب العلاقات “الواقعية”….
لكن، هل فقدنا الأمل؟
الجواب لا. فما زالت جذور الأصالة باقية، وما زال المجتمع السعودي يحتفظ بقيمه النبيلة وإن تراجعت بعض مظاهرها. وما أحوجنا اليوم إلى أن نعيد اكتشاف المعنى الحقيقي للتواصل، أن نُعيد دفء الجيرة، ونُحيي عادة السؤال والزيارة، ونُعلم أبناءنا أن الحياة ليست فقط في الشاشات، بل في العيون والقلوب والمواقف.
ختامًا،…
لم يكن الماضي مثاليًا، لكنه كان إنسانيًا. وعلينا أن نبحث عن توازنٍ جديد، يجمع بين تطورات العصر، وقيمنا الاجتماعية الأصيلة، لنصنع مجتمعًا حديثًا بروح الماضي، وبعين على المستقبل.