من دفء الأمس إلى صمت اليوم.. التحولات الاجتماعية في المجتمع السعودي
تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT
قبل 40سنه، كانت الحياة في المجتمع السعودي تنبض بروح واحدة، يسكنها الترابط الأسري والتكافل الاجتماعي. لم تكن الحياة سهلة، ولكنها كانت بسيطة، مليئة بالقرب والأنس والسكينة. كان الجار بمقام الأخ، والحي عائلة واحدة، والمجالس لا تخلو من ضحكاتٍ صادقة، ونقاشاتٍ حية، وهمومٍ مشتركة.
الترابط الاجتماعي قديمًا:
في السابق، كانت البيوت مفتوحة، والقلوب أكثر اتساعًا.
كانت الأفراح يُشارك فيها القاصي والداني، والأتراح لا تُترك لعائلة واحدة. وكانت كلمات “تفضل”، و”نورتونا”، و”عيالنا وعيالكم” جزءًا من الروح اليومية التي يعيشها الناس. كل ذلك شكّل نسيجًا اجتماعيًا قويًا، يصعب تمزيقه.
ما الذي تغيّر؟
مع مرور الزمن، تغيّرت الأحوال، وتبدلت الظروف. دخلت التقنية بكل تفاصيلها، وانشغل الناس في سباق الحياة، وقلّ التزاور، وضعُف التواصل الحقيقي. أصبحت علاقاتنا محصورة في رسائل سريعة، ومكالمات نادرة، ولقاءات متباعدة لا يحضرها إلا الضرورة.
البيوت أُغلقت خلف أبوابٍ إلكترونية، والمجالس لم تعد كما كانت. حتى الأعياد، التي كانت مظلةً للفرح واللقاء، تحوّلت إلى صور ورسائل جماعية باردة لا تحمل حرارة اللقاء.
السبب؟
قد يكون السبب تعقيدات الحياة العصرية، وضغوط العمل، وازدياد المسؤوليات، أو سرعة الإيقاع الذي نعيشه. وربما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية شعور الاكتفاء بالعلاقات “الافتراضية”، على حساب العلاقات “الواقعية”….
لكن، هل فقدنا الأمل؟
الجواب لا. فما زالت جذور الأصالة باقية، وما زال المجتمع السعودي يحتفظ بقيمه النبيلة وإن تراجعت بعض مظاهرها. وما أحوجنا اليوم إلى أن نعيد اكتشاف المعنى الحقيقي للتواصل، أن نُعيد دفء الجيرة، ونُحيي عادة السؤال والزيارة، ونُعلم أبناءنا أن الحياة ليست فقط في الشاشات، بل في العيون والقلوب والمواقف.
ختامًا،…
لم يكن الماضي مثاليًا، لكنه كان إنسانيًا. وعلينا أن نبحث عن توازنٍ جديد، يجمع بين تطورات العصر، وقيمنا الاجتماعية الأصيلة، لنصنع مجتمعًا حديثًا بروح الماضي، وبعين على المستقبل.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي لفلسطين.. قيادي بـالجبهة: مصر ستواصل دورها التاريخي مهما كانت التحديات
أكد أحمد الشرقاوي،أمين عام حزب الجبهة الوطنية بمحافظة الغربية، أن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرّته الأمم المتحدة في 29 نوفمبر، لم يعد مجرد ذكرى تاريخية، بل أصبح صرخة عالمية تُعيد فتح جرح مفتوح منذ صدور قرار تقسيم فلسطين عام 1947، وحتى ما يشهده العالم اليوم من مأساة إنسانية في قطاع غزة.
وقال الشرقاوي إن الأحداث الأخيرة في غزة — وما تخللها من عمليات تجويع وقصف للمدنيين — وصول لقمة السلام المصرية لشرم الشيخ ، والتي قادتها القاهرة بروح المسؤلية التاريخية الداعمة للشعب الفلسطيني ، تؤكد أن مصر لم ولن تتخلى عن أشقائها.
وشدد أميـن حزب الجبهة الوطنية بالغربية على أن مصر كانت وستظل حجر الزاوية في الدفاع عن فلسطين، مشيرًا إلى أن الدور المصري التاريخي يمتد من الدعم، إلى قيادة أكبر عمليات الإغاثة، وفتح ممرات آمنة للجرحى، إلى جانب تحركات دبلوماسية كثيفة لوقف إطلاق النار وفرض حل عادل وشامل.
وأشار الشرقاوي إلى أن موقف مصر ثابت لا يتغير: إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره المسار الوحيد لسلام حقيقي في المنطقة.
وتابع إن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس مناسبة سنوية، بل التزامًا أخلاقيًا وسياسيًا دائمًا، وإن مصر ستواصل دورها التاريخي مهما كانت التحديات.