إسطنبول ستشهد منافسة شرسة في الانتخابات المحلية
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
أعلن حزب العدالة والتنمية في 7 كانون الثاني/ يناير، أسماء مرشحيه للانتخابات المحلية في بعض المدن، بما فيها مدينة إسطنبول. ورشح الحزب وزير البيئة والتخطيط العمراني السابق، النائب مراد قوروم، ليتنافس مع مرشح حزب الشعب الجمهوري، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. وكان قوروم أقوى مرشح لخوض الانتخابات المحلية في إسطنبول باسم حزب العدالة والتنمية، وبالتالي لم يكن ترشيحه مفاجئا، بل حظي بترحيب واسع في صفوف الحزب الحاكم وحلفائه.
إسطنبول تعاني من مشاكل عديدة، على رأسها البيوت القديمة المتهالكة التي يتوقع ألا تصمد أمام الزلازل، ويجب هدم تلك البيوت وبناء عمائر جديدة مكانها في إطار مواجهة خطر الزلزال. وكان إمام أوغلو تعهد خلال حملته الانتخابية بأنه سيبني 100 ألف شقة سكنية جديدة، إلا أنه لم يبن خلال رئاسته لبلدية إسطنبول غير 5 آلاف شقة فقط. وأما المهندس قوروم فعمل لسنين طويلة خبيرا في رئاسة إدارة التنمية السكنية "توكي"، الأمر الذي يسجل لصالحه في إنجاز المشاريع المتعلقة بالتحول العمراني الذي تحتاج إليه إسطنبول. ومن المؤكد أن حزب العدالة والتنمية رشحه لرئاسة بلدية إسطنبول نظرا لخبرته الواسعة في هذا المجال.
ترشيح مراد قوروم للانتخابات المحلية في إسطنبول أثار قلقا في صفوف حزب الشعب الجمهوري، وأربك حساباته، وسرعان ما أطلق الحزب حملة في وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي لتشويه سمعة مرشح حزب العدالة والتنمية والتقليل من أهمية ترشيحه. ومن المعلوم أن هذا الأسلوب هو ما يتقنه رئيس بلدية إسطنبول وفريقه
قوروم يشدد منذ ترشيحه على أنه سيبذل كافة جهوده فقط من أجل خدمة سكان إسطنبول. ويبدو أن هذا سيكون أهم شعار في حملته الانتخابية، لأنه يذكِّر الناخبين بأن إمام أوغلو أهمل وظائفه في رئاسة بلدية إسطنبول بسبب انشغاله بالانتخابات الرئاسية، كما أنه يسعى الآن إلى تولي رئاسة حزب الشعب الجمهوري، بدلا من التركيز على خدمة المدينة العريقة وحل مشاكلها.
حملة قوروم الانتخابية بدأت مباشرة بعد إعلان ترشيحه لرئاسة بلدية إسطنبول، وهي مبنية على تقديم حلول لمشاكل المدينة، كأزمة المرور وأزمة المياه وغيرهما. وكان قوروم انتخب نائبا عن إسطنبول في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وقام آنذاك بحملة انتخابية ناجحة. وهو يفضل لقاء الناخبين، والاستماع إليهم، ويتم استقباله بحفاوة في الأماكن التي يزورها.
ترشيح مراد قوروم للانتخابات المحلية في إسطنبول أثار قلقا في صفوف حزب الشعب الجمهوري، وأربك حساباته، وسرعان ما أطلق الحزب حملة في وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي لتشويه سمعة مرشح حزب العدالة والتنمية والتقليل من أهمية ترشيحه. ومن المعلوم أن هذا الأسلوب هو ما يتقنه رئيس بلدية إسطنبول وفريقه.
حملة إمام أوغلو الانتخابية مبنية على الدعاية، وفي هذا الإطار يصرف الرجل ملايين الدولارات للإعلانات وحسابات بمواقع التواصل الاجتماعي، لتقوم بتلك المهمة. إلا أن سكان إسطنبول أنفسهم رأوا خلال خمس سنوات مدى فشله، ما يعني أن شمس هذه الحقيقة لا يمكن أن تغطى بغربال الدعاية.
إمام أوغلو فاز في الانتخابات المحلية السابقة بفارق ضئيل للغاية، وفي جولة الإعادة التي أجريت بعد إلغاء نتائج الانتخابات بسبب ما شابها من شكوك، زادت نسبة التصويت لصالحه. وكان منافسه مرشح تحالف الجمهور بن علي يلدريم، وكان التنافس بين مرشح شاب مبتسم غير معروف وآخر كبير في السن. وأما في هذه الانتخابات فسيكون التنافس بين مرشحين أحدهما "فاشل متكبر" والآخر "ناجح متواضع"، كما أن قوروم شاب يتمتع بالنشاط والحيوية.
هناك استطلاعات للرأي تظهر تقدم قوروم على إمام أوغلو، وأخرى تظهر تقدم إمام أوغلو على قوروم، إلا أن كثيرا من شركات استطلاعات الرأي فقدت مصداقيتها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لأنها كانت تقول إن كليتشدار أوغلو يتقدم على أردوغان بفارق كبير. ومن المؤكد أن التنافس بين المرشحين سيستمر حتى اللحظة الأخيرة
مرشح التحالف المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، حصل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة على 51.78 في المائة من أصوات الناخبين في إسطنبول، فيما حصل مرشح تحالف الجمهور، رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، على 48.22 في المائة. إلا أن الانتخابات المحلية تختلف عن الانتخابات الرئاسية، كما أن الحزب الجيد برئاسة ميرال أكشينار سيخوض هذه الانتخابات بمرشحه ولن يدعم مرشح حزب الشعب الجمهوري. وإضافة إلى ذلك، إمام أوغلو هو الذي أسقط كليتشدار أوغلو من رئاسة حزب الشعب الجمهوري، ولذلك قد يمتنع مؤيدو هذا الأخير عن التصويت له في 31 آذار/ مارس القادم.
التصويت في الانتخابات الديمقراطية يفترض أن يكون لاختيار الأصلح الذي يتوقع أنه سيخدم الشعب أكثر، إلا أن الانتماء الأيديولوجي يلعب دورا كبيرا في الانتخابات التركية، ولذلك يفوز بعض المرشحين رغم فشلهم الذريع. ولو كان رئيس بلدية إسطنبول يتم انتخابه بناء على الخبرة والكفاءة لفاز قوروم بفارق كبير.
إسطنبول ستكون محط الأنظار في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 آذار/ مارس القادم، ويُتوقع أن يفوز قوروم أو إمام أوغلو بفارق قليل، وأما المرشحون الآخرون فلا حظ لهم في هذه الانتخابات.
هناك استطلاعات للرأي تظهر تقدم قوروم على إمام أوغلو، وأخرى تظهر تقدم إمام أوغلو على قوروم، إلا أن كثيرا من شركات استطلاعات الرأي فقدت مصداقيتها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لأنها كانت تقول إن كليتشدار أوغلو يتقدم على أردوغان بفارق كبير. ومن المؤكد أن التنافس بين المرشحين سيستمر حتى اللحظة الأخيرة.
twitter.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العدالة والتنمية إمام أوغلو الانتخابات تركيا اسطنبول العدالة والتنمية انتخابات إمام أوغلو مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة الانتخابات الرئاسیة الانتخابات المحلیة حزب الشعب الجمهوری رئیس بلدیة إسطنبول کلیتشدار أوغلو فی الانتخابات التنافس بین المحلیة فی فی إسطنبول إمام أوغلو تظهر تقدم مرشح حزب إلا أن
إقرأ أيضاً:
عمر فاتح مرشح الديمقراطيين لعمدة مينيابولس
سياسي أميركي من أصول صومالية، عرف بمواقفه التقدمية وانخراطه في الدفاع عن قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الفئات الاجتماعية المهمشة. وُلد في واشنطن عام 1990، ونشأ في ولاية فرجينيا ثم انتقل لاحقا إلى مينيابولس حيث بنى مساره السياسي. انتُخب في عام 2020 عضوا في مجلس شيوخ ولاية مينيسوتا، وأصبح أول أميركي من أصول صومالية وأول مسلم يصل إلى هذا المنصب في تاريخ الولاية.
وفي يوليو/تموز 2025، قرر مندوبو مؤتمر الحزب الديمقراطي في ولاية مينيسوتا دعم ترشحه لمنصب عمدة مدينة مينيابولس، في خطوة اعتبرتها صحيفة وول ستريت جورنال رسالة دعم منهم لمرشح الحزب لمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني.
المولد والنشأةولد عمر محمود فاتح يوم 19 أبريل/نيسان 1990 في العاصمة الأميركية واشنطن لوالدين مهاجرين من أصل صومالي. نشأ في كنف أسرة "أولت أهمية كبيرة للتعليم وخدمة المجتمع" وفق تعبيره، وهي قيم أثرت لاحقا في مسيرته العامة ومساره السياسي.
الدراسة والتكوين العلميتلقى تعليمه الأساسي في مدارس منطقة "فولز تشيرش" بولاية فرجينيا، ثم واصل دراسته الجامعية ونال شهادة البكالوريوس، ثم الماجستير في الإدارة العامة من جامعة جورج ميسون في الولاية ذاتها.
شغل فاتح عددا من المناصب داخل مؤسسات حكومية وأخرى خاصة، وبدأ مسيرته المهنية بالعمل منسقا لمشاركة مجتمعية في مدينة مينيابولس، وأوكلت له مهام تعزيز التواصل بين سلطات المدينة والجاليات المنحدرة من شرق أفريقيا.
وانتقل لاحقا للعمل منسقا للمشاريع في وزارة النقل بولاية مينيسوتا، وتولى مهام التنسيق بين الولاية والباحثين المستقلين لدراسة أثر مشاريع البنية التحتية في البيئة والمجتمع المحلي.
وكانت له تجربة مهنية في وزارة الإيرادات بالولاية نفسها، كما اشتغل في المجال الأكاديمي عندما عمل محلل أعمال في جامعة مينيسوتا.
المسار السياسيدخل فاتح غمار السياسة بشكل فعلي بعد انتقاله إلى مينيابولس، إذ انخرط هناك في العمل المدني والخدمة المجتمعية عبر نشاطه داخل الجمعيات المحلية.
وفي عام 2020، حقق "فوزا تاريخيا" بانتخابه عضوا في مجلس شيوخ ولاية مينيسوتا عن الدائرة 62، وبذلك أصبح أول أميركي من أصل صومالي وأول مسلم يتولى هذا المنصب.
إعلانوأعيد انتخابه عام 2022، وتولى رئاسة لجنة التعليم العالي وتقلد منصب نائب رئيس لجنة الخدمات الإنسانية.
وقدم فاتح أثناء مسيرته التشريعية عددا من مشاريع القوانين البارزة، من بينها مشروع قانون عن رفع أجور سائقي خدمات النقل عبر التطبيقات الإلكترونية، وآخر يهدف إلى توسيع فرص التعليم الجامعي المجاني للأسر ذات الدخل المحدود.
في ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلن فاتح رسميا دخوله سباق الانتخابات على منصب عمدة مدينة مينيابولس المقررة عام 2025. وبحلول يوليو/تموز 2025، فاز بترشيح الحزب الديمقراطي متفوقا على العمدة جاكوب فري، مدعوما بقوة من القواعد التقدمية والنشطاء الشباب داخل الحزب.
برنامجه الانتخابيوفق ما ورد في الموقع الرسمي لحملته الانتخابية، يستند ترشح عمر فاتح لمنصب عمدة مينيابولس إلى قناعة راسخة بحاجة المدينة إلى "قيادة جديدة جريئة تضع مصلحة سكانها في المقام الأول".
كما أن خبرته عضوا في مجلس شيوخ مينيسوتا وما راكمه طيلة سنوات عمله في خدمة المجتمع والدفاع عن حقوق الطبقة العاملة؛ دافعا محوريا جعله يقدِم على خطوة الترشح.
ويرتكز برنامجه الانتخابي على رؤية تعتبر مينيابولس "مدينة تخدم الجميع"، مؤكدا أن المدينة تمتلك "طاقات غير مستغلة ينبغي توظيفها من أجل تحقيق تحول شامل في حياة سكانها".
وفي إطار حملته وجّه فاتح انتقادات حادة لعمدة المدينة جاكوب فري بسبب ما اعتبره تراجعا في مستوى الأمان، وتفاقم أزمة السكن، وفشله في تنفيذ إصلاحات جوهرية تخص الشرطة والأمن، فضلا عن استخدامه المتكرر لحق النقض ضد حلول كان من شأنها تحسين حياة السكان وتلبية احتياجاتهم.
وتعهد فاتح -إذا انتُخب- باستثمار الميزانية لتوفير "خدمات عامة فعالة تعزز السكن اللائق والصحة المجتمعية والسلامة والأمن العام ودعم العمال لتكون مينيابولس مدينة عادلة وشاملة للجميع".