هذا ما شهدت به صحافتهم
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اغرب ما قاله الناطق الرسمي باسم جنود العدو: إنهم عثروا على فردة حذاء قديمة تعود ليحيى السنوار، من دون ان يحدد الناطق فيما إذا كانت الفردة للقدم اليمين أم لقدمه الشمال ؟. وعثروا أيضاً على صورة فوتوغرافية قديمة لمحمد الضيف وهو يمسك حزمة صغيرة من الدولارات من فئة (واحد دولار). .
هذه هي اسرائيل التي غلبت في حرب الـ 67 ثلاثة جيوش في ستة أيام فقط، واضافت الى أراضيها مساحات شاسعة استقطعتها من ثلاث دول عربية تساوي ثلاثة أضعاف الأرض المحتلة وقتذاك. لكنها تقف اليوم حائرة عاجزة منكسرة أمام صلابة فتية آمنوا بربهم. وتقف مذهولة امام صمود شعب وقع عليه الحصار والدمار، وخذلته العرب العاربة والعرب المستعربة. ومع ذلك استطاعت المقاومة ان تلقن جيوش العدو ومرتزقته دروساً لن ينسوها أبدا، على الرغم من كل الأساطيل التي جاءت لنجدتهم. .
اما أدق الاعترافات التي سمعتها اليوم عن الخسائر التي تكبدها العدو، فقد جاءت على لسان المحلل السياسي (ناحوم بارنياع) في صحيفة يديعوت أحرونوت، بقوله: (لقد سقطت إسرائيل في حفرة عميقة يتعذر الخروج منها، وبات من الصعب إعادة المخطوفين واستعادة الأمن والإحساس بالأمان لسكان الجنوب والشمال). .
وقال أيضاً: (لم تقدم لنا الحرب أي انتصار، بل تزايدت الاحتمالات بموت المختطفين داخل انفاق غزة، وسوف يكون موتهم وصمة عار في جبين المجتمع الإسرائيلي. وان استمرار سيطرة السنوار في غزة هزيمة كاملة لإسرائيل). .
ويرى المحللون أن رئيس الوزراء بنيامين نتياهو اقحم نفسه في حرب لا نهاية لها، وان حديث كبار السياسيين عن انتصاراتهم على رجال المقاومة لا يعكس الحقيقة ويتقاطع تماما مع واقع الحال. .
وبالتالي فأن الحرب الجارية لن تغير الواقع. بل تزيد من احتمالات وقوع كوارث إنسانية ستكون إسرائيل هي المسؤولة عنها، وتضر بسمعتها ومستقبلها، ولن تستطيع القضاء على المقاومة حتى لو تم القضاء على السنوار أو محمد ضيف أو كليهما (لا سمح الله)، وسوف لن تتغير نتائج الحرب، وستجد اسرائيل نفسها أمام دفعات جديدة من سرايا المقاومة وقادتها. فالشرط الذي وضعه السنوار لإطلاق سراح المختطفين لا يتعلق فقط بالوقف الكامل للحرب وإطلاق سراح آلاف الفلسطينيين من السجون، بل فيه ضمانات لاستمرار حكم السنوار في القطاع. . وتمثل هذه الشروط هزيمة لا توصف لإسرائيل، فالسنوار زعيم لا يستهان به، وهو واثق جداً من قدراته القيادية، ويصر الآن على عدم الانخراط في أي مفاوضات مع إسرائيل بشأن التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى، إلا بعد تحقيق وقفاً كاملاً لإطلاق النار. .
ثم جاء اغتيال نائب رئيس مكتب حماس (الشيخ صالح العاروري) بالضاحية الجنوبية لبيروت ليزيد الأمور تعقيدا وتدهوراً، فقد تسبب استشهاده بتجميد التفاوض لوقف إطلاق النار في غزة أو لإنجاز صفقة تبادل الأسرى. .
ختاماً: لقد وصلت تكلفة الحرب حتى الآن إلى نحو 217 مليار شيكل (59.35 مليار دولار)، شملت الميزانية القتالية للجيش، والمساعدات الواسعة للاقتصاد في جميع المجالات. وسوف تواصل اسرائيل خسائرها بسبب رعونة نتنياهو واصراره على مواصلة الحرب حتى النهاية. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
فنانو إسبانيا يعيدون صرخة غرنيكا بملامح فلسطينية دعما لغزة
شهدت العاصمة الإسبانية مدريد، فعالية فنية احتجاجية بارزة أمام مقر البرلمان الإسباني، حيث عرض فنانون إسبان لوحات مستوحاة من لوحة "غرنيكا" الشهيرة، ولكن بوجوه فلسطينية لأمهات وأطفال قضوا في حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
ونظمت الفعالية بالتزامن مع مظاهرات حاشدة دعا إليها تحالف من الحركات الشعبية المناهضة للحرب، تحت شعار "غرنيكا تتكرر في غزة".
ورسم اللوحات، التي أُطلق عليها عنوان "أم غرنيكا"، عدد من الفنانين الإسبان المعروفين، وتمثل إعادة تخيّل للوحة بيكاسو الشهيرة التي جسدت قصف مدينة غرنيكا من قبل الطيران النازي عام 1937. إلا أن النسخة الحديثة حملت ملامح ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، خاصة من الأطفال.
وتأتي الخطوة في ظل تصاعد الغضب الشعبي في إسبانيا من موقف الحكومة تجاه الحرب على غزة، حيث يطالب المحتجون باتخاذ خطوات سياسية واضحة ضد الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، من بينها تعليق الاتفاقيات الثنائية وفرض عقوبات، بالإضافة إلى الاعتراف الكامل بدولة فلسطين.
وبحسب حركة "أوقفوا الحرب" (Stop the War)، التي نظمت المعرض والمظاهرات المصاحبة، فإن اللوحات نقلت سابقا إلى ساحة متحف "الملكة صوفيا" الشهير في مدريد خلال آذار/ مارس الماضي، ثم جرى عرضها أمام البرلمان بهدف "فضح الصمت السياسي"، على حد تعبير المتحدث باسم الحركة.
وقالت الحركة في بيان رسمي:"نعيد نشر لوحة غرنيكا لأن المأساة تتكرر في غزة، وأصوات الأمهات ما زالت تصرخ، وأجساد الأطفال تُنشل من تحت الأنقاض يوميا هذا ليس فنًا تجريديًا، بل شهادة سياسية وإنسانية".
ووفقًا لمنظمة "Save the Children"، فقد أسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة عن مقتل أكثر من آلاف الأطفال وإصابة عشرات الآلاف حتى منتصف حزيران / يونيو 2025، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من انهيار النظام الإنساني بالكامل في القطاع المحاصر.
وتعتبر إسبانيا من أبرز الدول الأوروبية التي شهدت موجات احتجاجية متواصلة منذ بدء العدوان، حيث خرجت مظاهرات في برشلونة، ومدريد، وبلباو، للمطالبة بوقف الحرب ودعم وكالة "أونروا" التي تتعرض لهجمة شرسة من اللوبي الصهيوني.