قال موقع الجزيرة الإنجليزي في تقرير إن باكستان وإيران اتفقتا على التهدئة بعد الضربات العسكرية المتبادلة بينهما هذا الأسبوع، لكن الحادث يكشف عن انعدام الثقة بين الجارتين، وعن مخاوف أمنية على الحدود قد يستمر في إفساد العلاقات بينهما.

ويأتي هذا الاتفاق بعد أن شنت إيران يوم الثلاثاء الماضي، ضربات صاروخية في إقليم بلوشستان الباكستاني، مما أسفر عن مقتل طفلين على الأقل وإصابة 3، قبل أن تردّ عليها باكستان في أقل من 48 ساعة، بضربات عسكرية "دقيقة" أسفرت عن مقتل 9 أشخاص على الأقل، من بينهم 4 أطفال و3 نساء.

وأوضحت طهران أن الاختراق الحدودي النادر استهدف جيش العدل، وهي جماعة مسلحة متهمة بشن هجمات داخل أراضي سيستان وبلوشستان الإيرانية، كما أوضحت أن القتلى في الهجوم الباكستاني "غير إيرانيين"، مما يعني أنهم قد يكونون مواطنين باكستانيين.

خطر التصعيد

وذكر التقرير أن الأعمال العسكرية النادرة بين البلدين هددت بالتصعيد إلى صراع أوسع نطاقا في منطقة متوترة؛ بسبب حرب إسرائيل على قطاع غزة، حتى إن رئيس الوزراء الباكستاني المؤقت أنور الحق كاكار قطع زيارته لدافوس بسويسرا، حيث كان يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي، وعاد إلى بلده.

وبينما حثت الأمم المتحدة والقوى العالمية على ضبط النفس بين الدولتين ذات الأغلبية المسلمة، وعرضت حليفتهما الوثيقة الصين التوسط، خففت إسلام أباد وطهران من لهجة خطابهما، حتى إن الخارجية الإيرانية وصفت حكومة باكستان "بالصديقة والشقيقة"، كما قالت الخارجية الباكستانية إن إسلام آباد "تحترم بالكامل سيادة جمهورية إيران الإسلامية ووحدة أراضيها".

هجوم متهور

ونقل التقرير عن جوشوا وايت، أستاذ الشؤون الدولية والزميل غير المقيم في معهد بروكينغز في الولايات المتحدة، قوله لقناة الجزيرة إن إيران وباكستان لديهما أسباب كافية لوقف التصعيد بعد "الضربات غير العادية".

وأضاف وايت "الحقيقة هي أن كلا الحكومتين تتحدثان عن الأخوة عندما يناسبهما ذلك، لكن كل واحدة منهما -غالبا- متشككة في دوافع الأخرى. هذه علاقة منخفضة الثقة، لكن لا إسلام أباد ولا طهران ستكسبان كثيرا من تصاعد التوترات".

وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن التحرك الإيراني ضد باكستان يهدد بفتح جبهة جديدة ضد جار مسلح نوويا، "لقد كانت الضربة متهورة ضد دولة نووية تعتمد إيران على تعاونها لكبح جماح الجماعات البلوشية المسلحة -وهي رسالة قاتلة أرسلت إلى العنوان الخطأ- لأن معظم النكسات التي عانت منها إيران جاءت على "يدي إسرائيل والولايات المتحدة وما يسمى بتنظيم الدولة".

استعادة الثقة

وقال سيد رفعت حسين، خبير القضايا الأمنية المقيم في إسلام آباد، للموقع إن الحوار بين البلدين ضروري لاستعادة الثقة، موضحا أن الضربة الإيرانية غير المسوغة لا تزال لغزا بالنسبة له.

واتفق فايز مع الرأي القائل إن إيران "بالغت" في حاجتها الواضحة لإظهار قوتها، وقال "إن إيران ربما بالغت في تقدير قوتها، لقد اعتقدوا أن باكستان سوف تستوعب الضربة وستظهر ضبط النفس، أو على الأكثر، احتجاجا لفظيا".

وأضاف فايز أن باكستان "لم يكن أمامها خيار سوى الردّ بالمثل، لرسم خط أحمر على الضربات الإيرانية الأحادية الجانب على أراضيها السيادية"، وتساءل عما إذا كان قرار إيران بالضربة يستند إلى "ضغط داخلي من أجل استعراض عضلاتها العسكرية، لردع المزيد من عمليات القتل المستهدف لكبار قادة الجيش، وشن ضربات ضد حلفائها في المنطقة".

ورجح وايت أن التوترات الباكستانية الإيرانية لن تؤثر بشكل كبير في السياسة الأميركية تجاه البلدين، كون أنه صراع محلي، بينما خلص فايز إلى أن ما جرى تذكير بالمخاطر المتزايدة لسوء التقدير في ضباب حرب غزة، الذي يمكن أن ينتشر ويؤدي إلى تصعيد الصراع بشكل أكبر.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

روسيا تعترف بحكومة طالبان رسميًا لأول مرة

صراحة نيوز- أصبحت روسيا أول دولة تعترف رسميًا بحكومة “الإمارة الإسلامية في أفغانستان” التي تقودها حركة طالبان، بعد قبول أوراق اعتماد السفير الأفغاني الجديد في موسكو، في خطوة تمثل تحولًا دبلوماسيًا لافتًا.

وشهدت السفارة الأفغانية في العاصمة الروسية، مساء الخميس، رفع علم حكومة طالبان لأول مرة، في إعلان رمزي عن الاعتراف. وأكدت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، أن هذه الخطوة ستعزز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة، إضافة إلى التنسيق الأمني الإقليمي، خاصة في ملفات الإرهاب وتهريب المخدرات.

من جانبه، وصف وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي الخطوة الروسية بأنها “قرار جريء ونموذج يُحتذى”، معبرًا عن تقديره لموسكو ومطالبًا دولًا أخرى باتباعها.

ويُعد هذا الاعتراف الرسمي الأول من نوعه منذ سيطرة طالبان على السلطة في أغسطس 2021، عقب انسحاب القوات الأميركية والتحالف الدولي من أفغانستان بعد عقدين من الحرب. ولم تعترف أي دولة أخرى حتى الآن بالحكومة الجديدة، التي واجهت انتقادات دولية بسبب سياساتها تجاه النساء والفتيات وفرضها لتفسير صارم للشريعة.

وأشاد متقي بالاعتراف الروسي، واعتبره بداية “مرحلة جديدة من العلاقات الإيجابية والانخراط البناء”، إلا أن القرار أثار ردود فعل غاضبة من نشطاء ومسؤولين أفغان سابقين.

السياسية البارزة فوزية كوفي حذّرت من أن تطبيع العلاقات مع طالبان “لن يجلب السلام، بل سيعزز الإفلات من العقاب”، فيما أدانت شبكة مشاركة المرأة السياسية هذه الخطوة، معتبرة أنها “شرعنة لنظام قمعي يعادي النساء وينتهك حقوق الإنسان الأساسية”.

يُذكر أن طالبان منذ عودتها إلى الحكم فرضت قيودًا مشددة على النساء، منها منع الفتيات فوق سن 12 من الدراسة، وتقييد عمل النساء وتنقلهن، وفرض قواعد صارمة على حضورهن في الأماكن العامة، رغم تأكيد الحركة التزامها بحقوق المرأة وفق رؤيتها الدينية.

الجدير بالذكر أن روسيا كانت قد صنّفت طالبان كتنظيم إرهابي عام 2003، لكنها حافظت على قنوات اتصال معها، واستضافت محادثات دبلوماسية حتى قبل استيلاء الحركة على الحكم. وفي أبريل الماضي، رفعت موسكو طالبان من قائمتها للمنظمات المحظورة، وكانت في عام 2022 أول دولة توقع اتفاقيات اقتصادية مع سلطات طالبان لتوريد الوقود والحبوب والغاز إلى أفغانستان.

مقالات مشابهة

  • إيران تدعو لوضع حد تجاه جرائم إسرائيل ضد اليمن
  • إيران: ارتفاع عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 1100
  • بعد إغلاق باب الخليج.. ما الخطوة التالية لحكيم زياش؟
  • وزير خارجية إيران يشيد بإدانة دول بريكس للإعتداءات الإسرائيلية على طهران
  • كاتس يرفع سقف التصعيد: الحوثيون سيدفعون الثمن كما إيران
  • عراقجي: الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على إيران انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة
  • باباك أماميان: إيران تهدّد رغم وقف النار ومؤشرات على صراع داخلي |فيديو
  • إسلام صادق عن شيكابالا: الأسطورة
  • روسيا تعترف بحكومة طالبان رسميًا لأول مرة
  • باحث: إيران لديها منشآت نووية سرية أكثر تحصينا من نطنز وفوردو