ما الخطوة التالية لباكستان وإيران بعد الهجمات المتبادلة؟
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
قال موقع الجزيرة الإنجليزي في تقرير إن باكستان وإيران اتفقتا على التهدئة بعد الضربات العسكرية المتبادلة بينهما هذا الأسبوع، لكن الحادث يكشف عن انعدام الثقة بين الجارتين، وعن مخاوف أمنية على الحدود قد يستمر في إفساد العلاقات بينهما.
ويأتي هذا الاتفاق بعد أن شنت إيران يوم الثلاثاء الماضي، ضربات صاروخية في إقليم بلوشستان الباكستاني، مما أسفر عن مقتل طفلين على الأقل وإصابة 3، قبل أن تردّ عليها باكستان في أقل من 48 ساعة، بضربات عسكرية "دقيقة" أسفرت عن مقتل 9 أشخاص على الأقل، من بينهم 4 أطفال و3 نساء.
وأوضحت طهران أن الاختراق الحدودي النادر استهدف جيش العدل، وهي جماعة مسلحة متهمة بشن هجمات داخل أراضي سيستان وبلوشستان الإيرانية، كما أوضحت أن القتلى في الهجوم الباكستاني "غير إيرانيين"، مما يعني أنهم قد يكونون مواطنين باكستانيين.
خطر التصعيدوذكر التقرير أن الأعمال العسكرية النادرة بين البلدين هددت بالتصعيد إلى صراع أوسع نطاقا في منطقة متوترة؛ بسبب حرب إسرائيل على قطاع غزة، حتى إن رئيس الوزراء الباكستاني المؤقت أنور الحق كاكار قطع زيارته لدافوس بسويسرا، حيث كان يحضر المنتدى الاقتصادي العالمي، وعاد إلى بلده.
وبينما حثت الأمم المتحدة والقوى العالمية على ضبط النفس بين الدولتين ذات الأغلبية المسلمة، وعرضت حليفتهما الوثيقة الصين التوسط، خففت إسلام أباد وطهران من لهجة خطابهما، حتى إن الخارجية الإيرانية وصفت حكومة باكستان "بالصديقة والشقيقة"، كما قالت الخارجية الباكستانية إن إسلام آباد "تحترم بالكامل سيادة جمهورية إيران الإسلامية ووحدة أراضيها".
هجوم متهورونقل التقرير عن جوشوا وايت، أستاذ الشؤون الدولية والزميل غير المقيم في معهد بروكينغز في الولايات المتحدة، قوله لقناة الجزيرة إن إيران وباكستان لديهما أسباب كافية لوقف التصعيد بعد "الضربات غير العادية".
وأضاف وايت "الحقيقة هي أن كلا الحكومتين تتحدثان عن الأخوة عندما يناسبهما ذلك، لكن كل واحدة منهما -غالبا- متشككة في دوافع الأخرى. هذه علاقة منخفضة الثقة، لكن لا إسلام أباد ولا طهران ستكسبان كثيرا من تصاعد التوترات".
وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن التحرك الإيراني ضد باكستان يهدد بفتح جبهة جديدة ضد جار مسلح نوويا، "لقد كانت الضربة متهورة ضد دولة نووية تعتمد إيران على تعاونها لكبح جماح الجماعات البلوشية المسلحة -وهي رسالة قاتلة أرسلت إلى العنوان الخطأ- لأن معظم النكسات التي عانت منها إيران جاءت على "يدي إسرائيل والولايات المتحدة وما يسمى بتنظيم الدولة".
استعادة الثقةوقال سيد رفعت حسين، خبير القضايا الأمنية المقيم في إسلام آباد، للموقع إن الحوار بين البلدين ضروري لاستعادة الثقة، موضحا أن الضربة الإيرانية غير المسوغة لا تزال لغزا بالنسبة له.
واتفق فايز مع الرأي القائل إن إيران "بالغت" في حاجتها الواضحة لإظهار قوتها، وقال "إن إيران ربما بالغت في تقدير قوتها، لقد اعتقدوا أن باكستان سوف تستوعب الضربة وستظهر ضبط النفس، أو على الأكثر، احتجاجا لفظيا".
وأضاف فايز أن باكستان "لم يكن أمامها خيار سوى الردّ بالمثل، لرسم خط أحمر على الضربات الإيرانية الأحادية الجانب على أراضيها السيادية"، وتساءل عما إذا كان قرار إيران بالضربة يستند إلى "ضغط داخلي من أجل استعراض عضلاتها العسكرية، لردع المزيد من عمليات القتل المستهدف لكبار قادة الجيش، وشن ضربات ضد حلفائها في المنطقة".
ورجح وايت أن التوترات الباكستانية الإيرانية لن تؤثر بشكل كبير في السياسة الأميركية تجاه البلدين، كون أنه صراع محلي، بينما خلص فايز إلى أن ما جرى تذكير بالمخاطر المتزايدة لسوء التقدير في ضباب حرب غزة، الذي يمكن أن ينتشر ويؤدي إلى تصعيد الصراع بشكل أكبر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عودة تاريخية بعد 7 سنوات.. استئناف رحلات الحج بين السعودية وإيران
بعد غياب دام أكثر من ثماني سنوات، تعود رحلات الطيران السعودي لنقل الحجاج الإيرانيين، في خطوة تعكس تحسناً ملموساً في العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، هذه المبادرة التي بدأت أولى رحلاتها من مطار الإمام الخميني في طهران، تمهد لانطلاق موسم حج استثنائي يجمع بين البلدين بعد فترة طويلة من التوتر، مع تأكيدات على أن الرحلات مخصصة فقط لنقل الحجاج وليست تجارية، مما يبرز عمق الانفتاح والتقارب الجديد بين الجانبين.
واستأنف الطيران السعودي رحلات نقل الحجاج الإيرانيين للمرة الأولى منذ 2015، حسبما أفاد مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني.
وأوضح المسؤول أن شركة “فلاي ناس” للطيران منخفض التكلفة، التابعة للخطوط الجوية السعودية، بدأت برحلاتها من مطار الإمام الخميني في طهران يوم السبت، كما ستقوم برحلات مماثلة من وإلى مطار مشهد في مدينة مشهد شمال شرق إيران.
ويحل موسم الحج هذا العام في الأسبوع الأول من يونيو، وقد بدأ الحجاج من كل أنحاء العالم بالوصول إلى المشاعر المقدسة في السعودية. وأكد المسؤول أن الشركة السعودية ستسير نحو 225 رحلة حتى يوليو المقبل، لنقل أكثر من 35 ألف حاج إيراني، مشدداً على أن هذه الرحلات مخصصة فقط للحج وليست تجارية.
ويأتي استئناف الرحلات في إطار تحسن العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، التي أعادت العلاقات الدبلوماسية في مارس 2023، بوساطة صينية أنهت قطيعة دبلوماسية استمرت منذ يناير 2016.
وشهدت العلاقات بين السعودية وإيران توتراً شديداً استمر لأكثر من سبع سنوات، عقب انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يناير 2016 على خلفية صراعات سياسية وإقليمية متشابكة، هذا الانقطاع أثر بشكل مباشر على التنسيق في شؤون الحج والعمرة، مما أدى إلى توقف الرحلات المباشرة لنقل الحجاج الإيرانيين إلى السعودية.
وفي مارس 2023، حدث تحوّل مفاجئ حين أعلنت الرياض وطهران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بوساطة صينية، في خطوة تهدف إلى تخفيف التوترات الإقليمية وتعزيز التعاون بين القوتين الكبيرتين في الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين، تم اتخاذ عدة إجراءات عملية لتوطيد هذا التقارب، من بينها استئناف الرحلات الجوية المباشرة لنقل الحجاج الإيرانيين، وهو ما يمثل رمزاً مهماً لتعزيز الثقة والتفاهم بين البلدين.
وتأتي هذه الخطوة في سياق موسم حج عام يشهد مشاركة إيرانية مكثفة، حيث تعد السعودية وإيران من أبرز الدول المشاركة في الحج، الذي يعتبر أحد أركان الإسلام الخمسة، وله أهمية دينية واجتماعية وسياسية كبيرة على مستوى المنطقة. ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرة في فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين على مستويات متعددة.