عادت عقارب الساعة إلى ما قبل عام 2005، عندما أعلنت إسرائيل انسحابها من غزة، لإعادة بناء مستوطنات فى القطاع ضمن المخطط الإسرائيلى الكامل لاستكمال بناء دولة إسرائيل الذى بدأ الاحتلال تنفيذه وفقاً لتصريحات السياسى الإسرائيلى «يوسى داغان»، رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، والشخصية البارزة فى اليمين الإسرائيلى، لمجلة «بولتيكو» الأمريكية: «لن تكون العودة ممكنة فى كل أجزاء غزة، لكن فى الجزء الشمالى نعم».

وبعد أسبوع واحد من الاجتياح البرى يوم 27 أكتوبر ألقى أحد الحاخامات خطاباً بوحدة من الجيش الإسرائيلى أمام جنود الاحتلال، بعد استشهاد 7028 فلسطينياً من بينهم 2913 طفلاً، قال فيه: «هذه الأرض لنا.. الأرض بأكملها، بما فى ذلك غزة، بما فى ذلك لبنان، بما فى ذلك كل الأرض الموعودة!».

«غوش قطيف صغيرة مقارنة بما سنحققه بعون الله.. بيت على الشاطئ؟ هذا ليس حلماً!»، كان هذا نص الإعلان الذى بدأ فى استقبال استفسارات وحجوزات العملاء بعد أن نشرته شركة «جبال الذهب» الإسرائيلية المتخصصة فى بناء المستوطنات، لعطاءات لبناء بيوت بمستوطنة «غوش قطيف» التى انسحبت منها إسرائيل فى 2005، مشيرة إلى أن المهندسين والعمال بدأوا فى تجهيزات العودة.

وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير، قال فى تصريحات نقلتها عنه وكالات الأنباء إن الحرب تمثل فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة.. وإن توطين سكان غزة خارج القطاع، من شأنه أن يُسهل عودة سكان المجتمعات الإسرائيلية المتاخمة لحدود غزة، وكذلك المستوطنات الإسرائيلية فى غزة التى تم إخلاؤها عام 2005، وهى حل صحيح وعادل وأخلاقى وإنسانى، حسب قوله.

وزير المالية الإسرائيلى يطالب بتخفيض عدد سكان «القطاع» إلى 100 ألف لتوفير الحماية للمستوطنين

هذه الأفكار عبّر عنها بوضوح أكثر وزير المالية الإسرائيلى، «بتسلئيل سموتريتش»، الذى دعا أيضاً لعودة المستوطنين اليهود إلى غزة بعد انتهاء الحرب، واعتبر أن فلسطينيى القطاع يجب أن يتم «تشجيعهم» على الهجرة لدول أخرى.

«هريدى»: المستوطنون يشنون هجمات منظمة لتهجير سكان الضفة تزامناً مع محاولات ترحيل أهالى غزة.. ويكتبون عبارة «النكبة الثانية قادمة» على جدران المنازل الفلسطينية

ما سبق يدلل على أن القوة الغاشمة خطة متعمدة لتحقيق نوايا الاحتلال الإسرائيلى ومخططاته بإعادة بناء المستوطنات فى غزة مكان الفلسطينيين، باعتباره الهدف الخفى والحقيقى للاحتلال من العدوان على غزة، ليكون الهدف المعلن أن العدوان غايته الدفاع عن النفس، حسبما أكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق.

تنفيذ المخطط الإسرائيلى بالتهجير لإقامة المستوطنات بدأ بالفعل، وفقاً لتصريحات «هريدى» لـ«الوطن»، مؤكداً أن محاولة إفراغ قطاع غزة والضفة الغربية من سكانها الأصليين يتم بالتدريج، وهو ما أعلن عنه بتسلئيل سموتريش، وزير المالية الإسرائيلى ورئيس حزب الصهيونية الدينية، قائلاً: «تخفيض عدد سكان غزة إلى 100 ألف أو 200 ألف، وبناء المستوطنات الإسرائيلية على أرض غزة، من شأنه توفير الحماية لإسرائيل مثلما حدث بالضفة الغربية».

85% من سكان قطاع غزة توجهوا إلى الجنوب بعد التدمير الهائل الذى استهدف شمال ووسط غزة بصورة كلية لتفريغ القطاع من سكانه، بحسب ما ذكر مساعد وزير الخارجية الأسبق، كاشفاً عن أن المستوطنين يقومون بهجمات ليلية على منازل الفلسطينيين بالضفة الغربية لإجبارهم على ترك منازلهم، وهو ما نتج عنه ترك 500 فلسطينى لمنازلهم بالضفة الغربية خلال العدوان الإسرائيلى على غزة.

«النكبة الثانية قادمة».. تلك العبارة دوّنها المستوطنون على جدران المنازل الفلسطينية بالضفة الغربية منذ بداية العدوان على غزة، وفقاً لـ«هريدى»، مشيرا إلى أن تحرشات المستوطنين بالفلسطينيين أصحاب الأرض تتضمن توزيع المنشورات على القرى الفلسطينية، إضافة للهجمات الليلية إما بصمت أو بغطاء من الجيش والشرطة الإسرائيلية، ليواصل الاحتلال تنفيذ مخططاته بعيدة المدى بالتهجير لبناء المستوطنات على مراحل وبتكتيكات إسرائيلية.

وعلى الرغم من التحذيرات الغربية من إعادة احتلال القطاع أو تخفيض حجم الأراضى بممرات أمنية جديدة أو مناطق عازلة، بحسب مساعد وزير الخارجية الأسبق، كاشفاً أهمية استخدام مصطلح «التهجير»، منفرداً دون وصفه بأنه تهجير طوعى أو قسرى، لأن هذه المصطلحات يستخدمها الاحتلال لتمرير مخططاته. «الوحدة»، هى السبيل الوحيد لوقف تنفيذ مخطط التهجير والاستيطان الذى بدأ بالتدمير المنهجى لقطاع غزة، بحسب «هريدى».

وأشار إلى أن «الوحدة» يجب أن تتضمن وحدة الموقف العربى، ووحدة الداخل الفلسطينى، على أن تتفق الدول الرئيسية وهى مصر ودول التعاون الخليجى، وتعلن رسالة واحدة واضحة بأن هناك ثمناً على صعيد العلاقات العربية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة سيُدفع حال عدم توقف الاحتلال عن تنفيذ مخططه، لافتا إلى أن موقفاً عربياً موحداً يتضمن الموقف المصرى الأردنى، أعلن عن رفضه التهجير القسرى وفقاً لما ورد بقرارات القمة العربية الإسلامية المشتركة فى المملكة العربية السعودية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة التهجير بناء المستوطنات بالضفة الغربیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الغذاء العالمي»: ثلث سكان غزة لا يحصلون على غذاء لأيام

شعبان بلال (رفح، القاهرة) 

حذر برنامج الغذاء العالمي، أمس، من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكداً أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في القطاع لا يحصل على طعام لأيام، مما يضع المزيد من الناس في خطر المجاعة.
وأوضح بيان للبرنامج التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 700 ألف شخص أجبروا على النزوح منذ مارس الماضي، فيما أظهرت تقارير أن نحو 85 % من القطاع منطقة قتال نشط.
وشدد البرنامج على استمراره في تقديم المساعدات الإنسانية داخل غزة رغم «الوضع الأمني المتدهور وصعوبة الدخول والعدد المتنامي من المحتاجين لمعونات غذائية»، مضيفاً أن لديه 140 ألف طن متري من الغذاء في المنطقة، وهو ما يكفي لإطعام جميع سكان غزة ويريد إدخال ألفي طن متري من المساعدات الغذائية يومياً إلى غزة بالاتفاق مع إسرائيل.
في الأثناء، قالت مؤسسة غزة الإنسانية، أمس، إن عاملي إغاثة أميركيين أصيبا بجروح غير خطيرة، في هجوم موجه، على موقع لتوزيع المواد الغذائية في غزة، مضيفة في بيان أن الأميركيين المصابين يتلقيان العلاج الطبي وحالتهما مستقرة.
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع الطرود الغذائية في القطاع بنهاية مايو، متجاوزة القنوات التقليدية لتوزيع المساعدات، مثل الأمم المتحدة التي تقول إن المؤسسة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، تفتقر للحياد والنزاهة.
ووصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، مؤسسة غزة الإنسانية بأنها فخ موت مصمم لقتل أو تهجير الفلسطينيين، مشيرة إلى أن إسرائيل مسؤولة عن واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في التاريخ الحديث.
 ومنذ أن رفعت إسرائيل جزئياً، حصاراً استمر 11 أسبوعاً على غزة في 19 مايو، تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 600 فلسطيني قُتلوا في أثناء سعيهم للحصول على المساعدات.
وقال مسؤول كبير في المنظمة الدولية الأسبوع الماضي، إن غالبية الضحايا كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة.
والثلاثاء الماضي، دعت أكثر من 170 منظمة غير حكومية، إلى تفكيك منظومة توزيع المساعدات الغذائية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة، بسبب تعريضها المدنيين لخطر الموت والإصابة.
في غضون ذلك، إيناس حمدان، أوضحت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن أهالي غزة يعانون كارثة إنسانية غير مسبوقة، جراء نقص المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية، مؤكدة أن نحو مليوني شخص يتعرضون للتجويع الممنهج.
وذكرت حمدان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القطاع الصحي في غزة يواجه تحديات كبيرة على مستوى التشغيل، نتيجة الدمار الواسع الذي لحق بالمرافق الطبية، وصعوبة الوصول الآمن إليها، إضافة إلى القيود المفروضة على دخول الإمدادات الطبية والوقود.
 ونوهت بأن مئات الآلاف من سكان القطاع ينتظرون الإمدادات الغذائية والطبية على الحدود، مما يمثل أمراً شنيعاً للغاية، مشيرة إلى أن الآلية الجديدة لإيصال المساعدات تتجاهل الإطار الإنساني الدولي الذي تقوده الأمم المتحدة، وتُعد «الأونروا» جزءاً أساسياً من الإطار الأممي، مما يجعل الآلية الجديدة مهينة وغير فعالة، وتؤدي لإزهاق الأرواح.

ساحة قتل
وكان المفوض العام لوكالة «أونروا»، فيليب لازاريني، قد وصف النظام الجديد لتوزيع المساعدات في غزة بأنه «ساحة قتل»، مشيراً إلى أن أكثر من 400 شخص ممن يعانون الجوع لقوا حتفهم خلال الشهر الماضي، بعضهم أُطلق عليهم النار خلال محاولتهم الحصول على الغذاء لأنفسهم وعائلاتهم.
ودعا لازاريني إلى وقف إطلاق النار فوراً، ورفع الحصار المفروض على القطاع، لضمان استئناف دخول الإمدادات الأساسية بشكل منتظم، بما يشمل الغذاء والدواء والوقود ومواد النظافة الأساسية.
 وأوضح لازاريني، أن عشرات المنظمات الإنسانية دعت لإنهاء نشاط «مؤسسة غزة الإنسانية» التي تديرها الولايات المتحدة، وإسرائيل، كونها «لا تقدم سوى التجويع والرصاص» للمدنيين بالقطاع.
وقال، عبر منصة «إكس»، إن «أكثر من 130 منظمة إنسانية غير حكومية دعت إلى استعادة آلية تنسيق وتوزيع موحدة للمساعدات بقطاع غزة بقيادة الأمم المتحدة، ومن بينها (الأونروا)، تستند إلى القانون الإنساني الدولي».

أخبار ذات صلة «الصحة الفلسطينية»: أزمة نقص الوقود بالمستشفيات تتفاقم ترامب يرجح التوصل لاتفاق حول غزة الأسبوع الجاري

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: صفارات إنذار في مناطق إسرائيلية قرب غزة
  • خبير عسكري إسرائيلي: حماس تتعافى في غزة وتعيد بناء قوتها سريعا
  • مجددا.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد الحوثيين بدفع ثمن باهظ عقب غارات استهدفت مواني الحديدة
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف مدرسة بها نازحين غرب غزة .. واتهامات بارتكاب جريمة حرب
  • رياضة الغربية تنظم ندوة عن القيم الدينية والأخلاقية ودورها في بناء المجتمع
  • «الغذاء العالمي»: ثلث سكان غزة لا يحصلون على غذاء لأيام
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة
  • وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة.. والمقاومة في غزة تقصف المستوطنات
  • الأونروا: 95% من سكان غزة يعانون سوء التغذية و70 ألف طفل بمرحلة حرجة
  • في التطبيع السوري ـ الإسرائيلي