عربي21:
2025-07-05@13:13:37 GMT

في التطبيع السوري ـ الإسرائيلي

تاريخ النشر: 5th, July 2025 GMT

بعيد سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1990 وحرب الخليج الثانية عام 1991، وافقت سورية على الانخراط في مسار سلام مع إسرائيل، وكان مؤتمر مدريد للسلام في العام ذاته العنوان الأول لهذا المسار، الذي لم يدم سوى عقد واحد فقط.

مرحلة الأسد الأب

قامت مقاربة الأسد الأب منذ عام 1991 (مؤتمر مدريد للسلام) على معادلة استراتيجية ثابتة: الأرض مقابل السلام، والأرض هنا تعني الأرض كاملة، والسلام هنا يعني سلام مثل أي سلام مع أي دولة أخرى، كالتشيلي مثلا، وهي البلد التي ذكرها حافظ الأسد بالاسم، أي أن السلام من وجهة نظر دمشق سيكون باهتا.



أصر الأسد على تطبيق القرارين الدوليين 242، 338 في أي سلام مع إسرائيل، وهو ما اعتبر من المحرمات السياسية في إسرائيل المستعدة لتطبيق وتحقيق السلام لكن خارج الشرعة الدولية.

قامت مقاربة الأسد الأب منذ عام 1991 (مؤتمر مدريد للسلام) على معادلة استراتيجية ثابتة: الأرض مقابل السلام، والأرض هنا تعني الأرض كاملة، والسلام هنا يعني سلام مثل أي سلام مع أي دولة أخرى، كالتشيلي مثلا، وهي البلد التي ذكرها حافظ الأسد بالاسم، أي أن السلام من وجهة نظر دمشق سيكون باهتا.السبب في ذلك هو أن تطبيق هذين القرارين مع أي جهة عربية مهما كانت، سيشكل سابقة وقاعدة للبناء عليها قانونيا من أجل تنفيذ هذين القرارين في الضفة الغربية: ما تسمى اليهودا والسامرة بالنسبة للإسرائيليين.

ولذلك، شاركت إسرائيل في ثلاث عمليات سلام خارج الشرعة الدولية (242، 338): كامب ديفيد عام 1978، أوسلو مع السلطة الفلسطينية عام 1993، وادي عربة مع الأردن عام 1994، وحتى الانسحاب من جنوب لبنان جاء خارج القرار الدولي 425 لعام 1978.

شهد عام 2000 آخر مفاوضات سلام جرت بين سورية وإسرائيل في شيبرزتاون الأمريكية، وجاءت بالفشل كسابقاتها بسبب رفض سورية (حافظ الأسد) احتفاظ إسرائيل بالضفة الشرقية لهضبة الجولان.

الأسد الابن

بعد أحداث سبتمبر الأمريكية عام 2001، وصعود المحافظون الجدد، وتعاطفهم الديني ـ السياسي مع إسرائيل، وجدت الأخيرة الفرصة مواتية للهروب من استحقاق السلام مع سورية، خصوصا وديعة رابين.

في عام 2003، وتحت ضغط سقوط العراق عسكريا، أعلنت دمشق نيتها استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل، وهي خطوة فُسرت إسرائيليا وأميركيا بأنها تعبير عن حالة ضعف تعتري النظام السوري، أو محاولة للهروب من عنق الزجاجة بفعل الضغوط الأميركية الكبيرة على دمشق من أجل تغيير سياستها الإقليمية.

وكانت الجديد الذي طرحته سورية مع الأسد الابن آنذاك، القبول باستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة، وكان يعني هذا أن دمشق مستعدة للمفاوضات من نقطة الصفر.

وبعد ثلاث سنوات من تجاهل الرسائل السورية، اندلعت حرب تموز عام 2006 بين إسرائيل و"حزب الله"، وهي حرب وجدت فيها دمشق انتصارا لما يسمى محور والمقاومة، فعاود الأسد الابن سيرة والده في التشدد السياسي مع إسرائيل.

ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، وتحول البلاد إلى ساحة للقتال منذ نهاية عام 2012، أغلق ملف المفاوضات نهائيا حتى سقوط نظام الأسد نهاية عام 2024.

وفي هذه المرحلة حاول الأسد إرسال رسائل لإسرائيل عبر الإمارات لاستئناف المفاوضات، لكن إسرائيل لم تكن في وارد فعل ذلك، إلا إذا تنازل عن الجولان، وهي خطوة لا يستطيع النظام فعلها، لأنها تقضي نهائيا على سرديته القومية البالغة من العمر أكثر من خمسين عاما.

سورية الجديدة وإسرائيل

ما أن سقط النظام السوري حتى بدأت إسرائيل بشن هجمات عنيفة جدا، دمرت خلالها الترسانة العسكرية السورية بشكل شبه كامل، وأعقبت ذلك بتوغل في الأراضي السورية، بلغت ذروتها في السيطرة العسكرية على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية.

لم تقابل هذه عمليات الإسرائيلية بالصمت السوري الرسمي فحسب، بل أعلن الرئيس الشرع أكثر من مرة أن سورية لن تكون جغرافية لتهديد الدول الإقليمية، بما فيها إسرائيل.

لا تملك سورية ما تقدمه لإسرائيل سوى الإعلان عن تنازلها عن الجولان، وهذا انتحار سياسي وتاريخي، لا يقدر الشرع عليه، في وقت ليس في جعبة إسرائيل ما تقدمه لسورية بعد إعلانها ضم الجولان، وبالتالي انتهاء معادلة الأرض مقابل السلام.ومع الضغط الأوروبي والعربي على الولايات المتحدة لرفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، نشأ رأي أمريكي أن الوقت قد حان لضم سورية إلى الخارطة الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة تحت العباءة الخليجية، وبذلك أقدم ترمب على رفع العقوبات بعيد لقائه الشرع في الرياض، وهو لقاء جرى فيه تأكيد سورية وموافقتها على إقامة سلام دائم مع إسرائيل.

منذ أسابيع قليلة، انطلقت تصريحات أمريكية عن اقتراب الإعلان عن توسيع الاتفاقات الإبراهيمية لتشمل دول جديدة، وقد توجهت جميع الأنظار إلى سورية.

وإذ يبدو الأمر مسلما به بأن التطبيع السوري ـ الإسرائيلي قادم، فإن السؤال الذي لا إجابة عنه، تحت أي سقف سياسي ستجري المفاوضات أو الاتفاق؟ ولماذا تقبل إسرائيل بتقديم تنازلات لدولة لم تعد تملك أي تهديد أو خطر بعدما تغير وجه المنطقة الاستراتيجي؟

لا تملك سورية ما تقدمه لإسرائيل سوى الإعلان عن تنازلها عن الجولان، وهذا انتحار سياسي وتاريخي، لا يقدر الشرع عليه، في وقت ليس في جعبة إسرائيل ما تقدمه لسورية بعد إعلانها ضم الجولان، وبالتالي انتهاء معادلة الأرض مقابل السلام.

التفاصيل المنتشرة في وسائل الإعلام كثيرة، وتتراوح بين التنازل السوري عن الجولان، إلى جعل الجولان منطقة محايدة، على ما في هذا التعبير من غموض، إلى إجراء اتفاق أمني في المرحلة الأولى، تعقبه مفاوضات مطولة حول مصير الجولان، وطبيعة السلام الذي تريده إسرائيل من سورية.

لا يمتلك صاحب هذه السطور إجابة عن طبيعة السيناريوهات المحتملة، لكن وفق المعطيات القائمة على الأرض: رئيس سوري لا يمتلك أي مقومات القوة، وطرف آخر يمتلك كل مقوماتها، وسط ضعف عربي ملموس، سيكون أي اتفاق مقبل في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى.

وعلى الرغم من اختلال موازين القوى بين الجانبين، فإن أية محاولة سورية للتفريط بالجولان أو جزء منه، ستعني استسلاما سورياً، وتخليا عن القضية الفلسطينية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء سورية إسرائيل رأي التطبيع إسرائيل سورية تطبيع رأي قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأرض مقابل السلام مع إسرائیل عن الجولان ما تقدمه سلام مع

إقرأ أيضاً:

السعودية عن التطبيع مع إسرائيل: أولويتنا القصوى الآن وقف الحرب بغزة

أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن المملكة تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة للانتقال من وقف إطلاق النار المؤقت في قطاع غزة إلى مسار سياسي شامل يُفضي إلى حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي رده على سؤال بشأن اتفاقية التطبيع مع "إسرائيل"، اليوم الجمعة، أجاب الأمير فرحان: أولويتنا القصوى في الوقت الحالي هي التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وقال الوزير خلال تصريحاته إن السعودية تجري مشاورات مع فرنسا لتحديد موعد مناسب لعقد مؤتمر دولي يركّز على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل "محطة محورية في طريق الحل النهائي".

وأضاف: "نعوّل على قيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوصول إلى تسوية نهائية تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتُنهي عقودًا من الاحتلال والمعاناة".

وجدد وزير الخارجية دعوة المملكة إلى وقف فوري ودائم ومستدام لإطلاق النار في غزة، مشددًا على أن هذه الخطوة يجب أن تكون مقدمة ضرورية لبدء العملية السياسية.

اقرأ أيضا/ ترامب: أريد الأمان للناس في غـزة.. لقد مرّوا بجحيم

كما حذّر من خطورة تأجيل الحلول، قائلاً: "لا نريد أن نؤجل الحوار وحل المشكلات لوقت قد يكون أصعب من اليوم"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته، والتركيز على إنهاء المعاناة الإنسانية الفظيعة التي يشهدها القطاع.

وعلى الصعيد الميداني في قطاع غزة، استشهد وأُصيب عشرات الأهالي، إثر قصف إسرائيلي وغارات مكثّفة استهدفت مناطق متفرّقة في قطاع غزة، اليوم الجمعة، وبخاصة على خانيونس، وعلى مدينة غزة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل أحد عناصره بمعارك شمالي قطاع غزة، أشارت تقارير إسرائيلية إلى أنه، قُتل جرّاء "حادث عمليّاتيّ".

يأتي ذلك فيما قالت حماس في بيان رسمي، أصدرته بعد انتصاف ليل الخميس – الجمعة، إن الحركة تجري مشاورات مع قادة القوى والفصائل الفلسطينية، بشأن العرض الذي تسلمته من الوسطاء، على أن تسلم قرارها النهائي لهم بعد انتهاء المشاورات وإعلانها عن ذلك بشكل رسمي.

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين "فتح" تُعقّب على تصريحات وزير إسرائيلي عن تفكيك السلطة الفلسطينية الإمارات تعقب على التصريحات الخطيرة الصادرة عن أعضاء في حكومة الاحتلال دوجاريك: الأمم المتحدة فشلت في حماية الشعب الفلسطيني الأكثر قراءة الاحتلال يعتقل شابا من "الأقصى" ويبعد أحد حراس المسجد بالصور: سبب وفاة فؤاد الحميري الشاعر والسياسي اليمني في إسطنبول - ويكيبيديا 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المجلس الوطني يدعو المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مباحثات سورية أمريكية بشأن رفع العقوبات وانتهاكات إسرائيل
  • الخولي: الطرح السوري بتسليم طرابلس مقابل الجولان مؤامرة على لبنان
  • مفاوضات سرية: هل تبيع سوريا الجولان لإسرائيل مقابل "سلام مشروط"؟
  • السعودية عن التطبيع مع إسرائيل: أولويتنا القصوى الآن وقف الحرب بغزة
  • السعودية: وقف النار في غزة أولوية قبل التطبيع مع إسرائيل
  • أنظمة التطبيع معاول هدم لكل مقومات النهوض الإسلامي
  • مصدر رسمي سوري: توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل سابق لأوانه ويجب الالتزام باتفاق فك الاشتباك أولاً
  • سوريا تعلق على إمكانية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.. سابق لأوانه
  • سابق لأوانه.. سوريا تنفي وجود مفاوضات تطبيع مع إسرائيل