مخاطر صحية تلاحق 700 ألف امرأة في غزة
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلة«أن تكون غزاوياً في هذه الأيام فهي محنة، أما إن كنت امرأة فستكون محنتك أكبر بكثير». هذا هو لسان حال النساء الفلسطينيات في القطاع، ويواجهن معاناة يَقُلنَ إنها تفوق بشكل كبير ما يكابده الرجال، في ظل الحرب الدائرة هناك منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
فبجانب ما يُحدْق بأهل غزة، بوجه عام، من مخاطر تهدد حياتهم، وشُحٍ في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية، فضلاً عما لحق بديارهم من دمار أجبرهم على النزوح منها، تعاني الغزاويات مصاعب إضافية، تشمل الافتقار الشديد إلى احتياجاتهن من مستلزمات النظافة الشخصية، المرتبطة بشكل مباشر، بقدرتهن على الحفاظ على الصحة وتجنب الأمراض، في ظل الظروف المعيشية المتردية في القطاع.
ويحذر خبراء، في تصريحات نشرها موقع «الإذاعة الوطنية العامة» الأميركي، من أن عدم وجود منتجات العناية الصحية بالتوازي مع محدودية القدرة على الوصول إلى المياه الجارية أو استخدام المراحيض الموجودة في أماكن النزوح، يُعرِّض النساء في غزة، لخطر الإصابة بكثير من الأمراض.
ونقل الموقع عن متحدث باسم منظمة «اليونيسف» التابعة للأمم المتحدة، تشديده على أن المأزق الراهن يمثل «تحدياً ذا طبيعة خاصة» بالنسبة للنساء والفتيات المراهقات في غزة، ممن يفتقرن إلى «أماكن آمنة وخاصة وملائمة»، للتعامل مع احتياجاتهن في مجال النظافة الشخصية.
بجانب ذلك، يؤدي التكدس في مراكز إيواء مؤقتة كالمدارس والمستشفيات ومراكز الشباب وغيرها، إلى أن تمرّ الحوامل والسيدات اللواتي أنجبن للتو، ويعانين نزف ما بعد الولادة، بأزمة أخرى، إذ لا يجدن بسهولة ما يحتجنه من مياه جارية بالقرب منهن، وذلك على ضوء وصول عدد النازحين في غزة إلى قرابة مليونيْ شخص، أي أكثر من 85 في المئة من سكان القطاع، وهو ما يجعل المرحاض الواحد، يخدم 400 شخص أو أكثر أحياناً.
وتفيد الشهادات الواردة من غزة، بأن النساء المقيمات في مراكز الإيواء، يعمدن عادة إلى الاستيقاظ مبكراً للغاية، للتمكن من استخدام المراحيض والاستحمام، وحماية خصوصيتهن في الوقت نفسه.
وحتى سكان غزة الذين لا يزالون يقيمون في منازلهم، فقد أصبحوا يستضيفون أقاربهم النازحين من أماكن أخرى، ما يقلص إمكانية استخدام المراحيض من جانب النسوة من جهة، ويقلل كميات المياه المتوافرة لهن من جهة أخرى، وذلك بفعل إجراءات تقنين الاستخدام، التي يُضطر إليها سكان غزة في الفترة الحالية.
وعلى وقع تصاعد المعارك والقصف واستمرار التضييق على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، تعطي الوكالات الإنسانية أولوية في الشحنات التي تُرسلها إلى القطاع، للإمدادات الغذائية والطبية، وليس بالضرورة لسلع مثل مستلزمات النظافة الشخصية.
وبحسب «اليونيسف»، شهدت الشهور الثلاثة التالية لاندلاع الحرب، توزيع المنظمة في غزة، أكثر من 41 ألفاً من مجموعات أدوات النظافة الشخصية، بما يشمل المنتجات الضرورية للنساء، ولكن ذلك لا يبدو كافياً، لسد احتياجات مئات الآلاف من النسوة، النازحات حالياً في القطاع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل الخدمات الصحية النظافة الشخصیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا تحذر من عواقب صحية إثر نقص الماء واكتظاظ الملاجئ بغزة
حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من "عواقب صحية وخيمة" في قطاع غزة جراء عدم توفر الماء النظيف والصابون، واكتظاظ الملاجئ، وحرارة الصيف، وسط الحصار الإسرائيلي المستمر.
وفي منشور عبر منصة إكس اليوم السبت، جددت الأونروا المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، والسماح لها باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك مستلزمات النظافة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"شهران قبل الكارثة".. صرخة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من الحياة في غزةlist 2 of 2مساعدة أممية وخدمة أوروبية لدعم إطفاء الحرائق باللاذقيةend of listوأوضحت أن الأطفال الفلسطينيين بغزة لا يستطيعون الاستحمام بشكل صحيح بسبب عدم توفر الماء النظيف والصابون نتيجة الحصار المستمر على القطاع.
وشددت الوكالة الأممية على أن "اكتظاظ الملاجئ وحرارة الصيف بغزة قد يؤديان إلى عواقب صحية وخيمة".
ويعاني النظام الصحي بغزة من انهيار كامل جراء الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمستشفيات والمراكز الصحية المتبقية والعاملة في القطاع ومنع دخول الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية.
كما يعاني من خطر توقف ما تبقى من مستشفياته ومراكزه الطبية جراء أزمة الوقود المتفاقمة والناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ مارس/آذار الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.