عبد الله علي إبراهيم- 25 فبراير 2021

(جاء في الأخبار أن السيد مني مناوي زار الولاية الشمالية شخصياً ليطمئن أن أهل ولايته آمنين لم يلحق بهم الأذى الذي تناقل عنهم. وهذه كلمة منذ 3 سنوات عن بطلان زعم شفقة مناوي بأهل ولايته حيث هم في ولايته وخلال نضاله هو نفسه لحمايتهم. ويكفي منها أن ترى من سفره إلى الشمالية للاطمئنان على أهله زعماً مكذوباً من تجربة أهله معه وواحدة من هجراته من الفاشر المدججة إلى الأصقاع غير المدروسة).


لو أعتقد السيد منى أركو مناوى أن احتجاج الناس على احتلال قواته الحديقة الدولية صادر عن عداء لدارفور، أو السلام، أو لقواته فالأفضل ألا يذهب هناك. والعبارة إنجليزية حين يحمل المرء الشيء فوق ما يحتمل. ونقول في العربية لمثل هذا المرء "أبعدت النجعة".
خذها مني مناوى فالناس مرعوبة من هذا الاحتلال لميدان عام. فالخرطوم، التي يظن بعض مسلحي دارفور أنها ظلت في رغد من الأمن في حين كان هامشهم مسرح حرابة، تضرجت حتى الثمالة بالدم من السلاح الفاجر المأذون وغير المأذون. فلم يأت السلام الذي تتهمنا بمعاداته عفواً. فقد استباح السلاح الفاجر المدينة بما أعاد للأذهان استباحة كتشنر لها في سبتمبر ١٨٩٨ لثلاثة أيام حسوماً. و"هجمونا والبنوت نيام . . . كتلونا زى كفار قريش".
وليست الخرطوم هي وحدها التي أرعبها مسلحوك. فسبق أن التمست منك بلدة دارفورية مغادرة سوحها بعد مقتلة لكم فيها كما سبق لها طلب الشيء نفسه من حركة العدل والمساواة. ففي ٩ مايو ٢٠١٢ التمس منك مصطفى موسي نيابة عن أهل بئر أبو قمرة من محلية كرنوي بشمال دارفور أن " تخرج من منطقة أبو قمرة فوراً". وكانت المقتلة محصلة صراع طويل بينكم وبين حركة العدل والمساواة لاحتلال أبو قمرة منذ ٢٠١٠ يوم كنت مساعداً لرئيس الجمهورية. وبلغت الخصومة من الحدة حتى وصف مسؤول منكم حركة العدل والمساواة ب"حركة القتل والإقصاء" وهي العدو الأول لمواطن دارفور.
وجاء بيانكم في ٨ مايو ٢٠١٢ بأطوار ذلك الصراع في أبريل من نفس السنة. فثبتم أنكم من يحتل أبو قمرة. وتعرض المواطنون لشغب من العدل والمساواة خلال جمعهم لتبرعات مالية لأعمال خدمية في القرية ولتمويل حركتكم. وحرضت العدل والمساواة الناس ألا يدفعوا مالاً لكم. ونصبوا كميناً لقواتكم التي أسرعت للقرية لفض النزاع انتهى بقتل أفراد من العدل وجرح أفراد من قوتك. وتوفى بعض المواطنين الأبرياء. واتصلت المعركة بعد ذلك.
والرواية في خشم أهلها والعدل والمساواة وأهلها غير ما قلتم. فالتبرعات التي قلت إن أهل القرية كانوا يجمعونها للخدمات كانت في الواقع أتاوات يدفعونها لكم عن أنعامهم عن يد وهم صاغرين. وقد حسدتكم العدل والمساواة عليها لابد. واتهمكم أهل البلد والعدل والمساواة بقتل نفر من البلدة وأخذهم للدفن مجهولين في معسكر الحركة مع الجرحى. وقالت العدل إنها أرسلت وفداً للتعزية في الفقد.
هذا خبر عن عواقب احتلالكم فشا بين الناس. ورعب الخرطوم من احتلالكم وسطها حقيقي. فلم تحسنوا لأبو قمرة لتحسنوا للخرطوم. وجعلتموها والعدل والمساواة داحساً وغبراء. وساهمتما بنصيب كمثل الحكومة والجنجويد في نزوح أهلها منها حتى قال قائلهم "لن تكون أبو قمرة منطقة لتصفية الخلاف بين الحركتين ولا حتى حسابهما مع المؤتمر الوطني، ولا مع الاتحاد الأفريقي، ولا الأمم المتحدة". وقال ناطقكم الرسمي في ٢ مارس ٢٠١٠ يصور كثافة الجفاء مع العدل والمساواة بقوله إن العدل خاضت معكم ٤٠ معركة في حين لم تخض مع الحكومة سوى ٥ معارك. ولا نريد للخرطوم ما لم نرده لأبو قمرة. ونعرف أن الذي بينكما ليس عامراً إلى يومنا. حتى سمعت أنكم جئتم بطائرتين من جوبا إلى الخرطوم من فرط البغضاء. وكان أول ما صدر من مناوى في الخرطوم هو حل الجبهة الثورية. فأنظر أينا لا يحسن للسلام!
قال مناوى في معرض الرد على من احتج على احتلالهم الحديقة الدولية أن جنده هم "أبناء الشعب ما شياطين ما عُملاء ولا ناس أجانب". وأقيف هنا. فبينهم، لو صح تقرير مجلس الأمن (١٤ يناير ٢٠٢٠) نحو ألف هم "عملاء وأجانب". فجاء في التقرير صراحة أنك بذلت ألفاً منهم للحرب مع حفتر على ما بين ٢٥٠ إلى ٣٠٠ عربة لاندكروزر. ولم نسمع منكم نفياً للتقرير في إنجليزيته ولا في تلخيصي له على صحفنا المحلية. فإن صح قول خبراء مجلس الأمن، ولا أرى لهم سبباً للانتحال، كان بين جندك مرتزقة قاتلوا لغير وطنهم وحق أن ننسبهم للعمالة.
وهذه كلمة مني للسيد التعايشي عضو مجلس السيادة والمفاوض عن الحكومة للسلام مع الحركات في جوبا: هل تَضَمن اتفاق السلام والدمج تحديداً للمواضع التي تتجمع فيها قوات الحركات المتصالحة قبل نزع سلاحها ودمجها، أم أنكم تركتموها مطلوقة محل ما تمسى ترسى؟ كانت مثل هذه المواضع محددة في قلب اتفاق أبوجا مع مني نفسه. وهو الاتفاق الذي تهشم فوق عتبة الترتيبات الأمنية. أرجو أن تعد لهذا الأمر وترتب مع وفدك التفاوضي تعيين ثكنات أفضل لمسلحي مناوي يطمئن بها الناس من رعب ذاق أهل أبو قمرة الأمرين منه. فهذا أو ندامة باكر.

IbrahimA@missouri.edu  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العدل والمساواة

إقرأ أيضاً:

حظر شامل على إمام أوغلو.. منع المنشورات واللافتات والزيارات

أنقرة (زمان التركية) – يواجه رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المعتقل حاليًا في سجن مرمرة، قيودًا مشددة حيث مُنع حتى من استقبال الزوار.

وقد تقدم العديد من السياسيين وعمد البلديات بطلبات لزيارة إمام أوغلو وزعيم حزب النصر، أوزداغ، إلى وزارة العدل، لكنهم لم يتلقوا أي رد، سواء بالموافقة أو الرفض، منذ أيام.

وكان إمام أوغلو، الذي حصل على دعم 15.5 مليون ناخب كمرشح رئاسي، قد اعتُقل في عملية مداهمة فجرية في 19 مارس/آذار ضمن إطار تحقيق مالي يتعلق ببلدية إسطنبول، ثم نُقل إلى سجن مرمرة في سيليفري يوم 23 مارس/آذار.

أما زعيم حزب النصر، أوزداغ، فقد اعتُقل أثناء تناوله الطعام في أحد المطاعم بأنقرة بتهمة “إهانة الرئيس”، بسبب خطاب ألقاه في أنطاليا. وبعد نقله إلى إسطنبول، أُفرج عنه أولًا، ثم أعيد اعتقاله فورًا قبل مغادرته المحكمة، وذلك بسبب تحقيقات تتعلق بمنشورات قديمة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وُجهت إليه تهمة “تحريض الجمهور على الكراهية”.

حظر المنشورات واللافتات… والمزيد

كشفت تطورات جديدة تتعلق بزيارة إمام أوغلو وأوزداغ في سجن مرمرة بسيليفري، حيث وُضعت قيود صارمة على التواصل معهما.

فبعد حظر الوصول إلى حسابات إمام أوغلو على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى منع تعليق لافتات تضمن صوره، تبين أن طلبات الزيارة المقدمة من سياسيين ورؤساء بلديات إلى وزارة العدل لم تُجبَر لعدة أيام.

حظر الزيارات أيضًا على إمام أوغلو

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “جمهوريت”، فإن نائب رئيس بلدية إسطنبول، نوري أصلان، ورئيس فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، أوزغور تشيليك، من بين الذين تقدموا بطلبات لزيارة إمام أوغلو، لكنهم لم يتلقوا أي رد من وزارة العدل منذ أسبوعين.

كما أشارت رئيسة بلدية أسكودار، سينم ديدتاش، خلال تجمع نظمه حزب الشعب الجمهوري في سيليفري، إلى هذه القيود بقولها: “نحن قريبون جدًا من رئيسنا، لكننا لا نستطيع مقابلته. لقد فُرض حظر على الزيارات، خاصة لرؤساء البلديات، مما يجعل التواصل معه صعبًا للغاية”.

استمرار القيود منذ يناير/كانون الثاني

وتبين أن زعماء حزب النصر الذين يرغبون في زيارة أوزداغ يواجهون معاملة مماثلة.

فمنذ نهاية يناير/كانون الثاني، كان أعضاء الحزب قادرين على زيارة أوزداغ في السجن دون عوائق، لكن في الأيام الأخيرة، لم ترد وزارة العدل على العديد من طلبات الزيارة المقدمة من مسؤولين في الحزب بمختلف مستوياتهم.

يبدو أن السلطات تفرض قيودًا متزايدة على التواصل مع المعتقلين السياسيين، مما يثير تساؤلات حول حرية الزيارات والحقوق الأساسية للسجناء.

Tags: أكرم إمام أوغلوإمام أوغلواسطنبولاعتقالتركياحظر

مقالات مشابهة

  • حظر شامل على إمام أوغلو.. منع المنشورات واللافتات والزيارات
  • الطاهر بن عاشور.. تأصيل مقاصدي لقيمة الحرية والمساواة في الفكر الإسلامي (3)
  • الطاهر بن عاشور.. تأصيل مقاصدي لقيمة الحرية والمساواة في الفكر الإسلامي (4)
  • وفد الحزب الكردي يلتقي دولت بهجلي في البرلمان
  • المستهلك تطمئن اللبنانيين: فيروس نيوكاسل لا يهدد الصحة العامة
  • حادث دهس يهزّ احتفالات ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي.. والشرطة تطمئن الجماهير
  • “ليست حركة عسكرية تقليدية”.. العدل حين يكون عنوانًا… تكون العدل والمساواة السودانية حاضرة
  • ندوة شبابية بمشاركة النائب هالة الجراح لبحث التمكين والمساواة
  • مكتب التنمية بإيبارشية الإسماعيلية ينظم لقاء لمناقشة مفاهيم النوع الاجتماعي والمساواة
  • وكيل تعليم بني سويف تطمئن على انتظام سير أعمال امتحانات صفوف النقل