لمسة وفاء وغضب جماهيري في ليلة خروج منتخب عُمان من كأس آسيا
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
الدوحةـ عبّرت الجماهير العُمانية عن غضبها الشديد من مردود منتخب بلادها في بطولة كأس آسيا قطر 2023، بعد خروجه المبكر من الدور الأول في مجموعة ضمت منتخبات السعودية وتايلند وقرغيزيا.
غضب الجماهير بعد تعادل عُمان مع قرغيزيا (1-1)، انصب على المنظومة الكروية بداية من المدرب الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، ومرورا باللاعبين، ونهاية بالاتحاد العُماني، الذي طالبوه بالتحلي بالمسؤولية أو الاستقالة.
مباراة عُمان الختامية، شهدت لمسة وفاء من رابطة جماهير منتخب قطر، التي احتشدت في المدرجات لدعم العمانيين، ورد الجميل لهم على مساندة قطر قبل 4 سنوات، عندما توجت بلقب بطولة آسيا 2019 في الإمارات.
وحقق منتخب عُمان تعادلين وخسارة ضمن المجموعة السادسة التي ضمت منتخبات السعودية وتايلند وقرغيزيا، وسجل هدفين فقط، واستقبل شباكه 3 أهداف.
ملخص مباراة عُمان وقيرغيزستان (1-1) | بتعادلها مع قيرغيزستان… عُمان تفقد فرصتها وتأهل إندونيسيا#كأس_آسيا | #كأس_آسيا2023 | #قيرغيزستان_عمان#asiancup2023 pic.twitter.com/oxcTZX2orN
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) January 25, 2024
الدقائق العشر الأخيرة من المباراة بعد هدف التعادل القرغيزي، شهدت صمتا وحزنا شديدا للجماهير العُمانية، انفجر وتحول إلى بركان غضب عارم عقب نهاية المباراة، والإخفاق في الفوز على منتخب تأسس قبل 3 عقود فقط، ويشارك في البطولة للمرة الثانية.
إقالة المدرب الكرواتي برانكو المتوقعة عقب الخروج، لم تشف غضب الجماهير العُمانية التي انتقدت طريقة اختياره للاعبين، وتحضيره وقيادته للمنتخب، والخطط الدفاعية التي تسببت في الخسارة أمام السعودية، والتعادل مع تايلند وقرغيزيا.
"نحن سامبا الخليج، فكيف لا نملك مهاجما مميزا !"، عبارة أطلقها المشجع العُماني موسى الكندي ردا على تصريحات المدرب بأن عمان لا تملك مهاجمين، ومطالبته للإعلام بالمساعدة في الحصول على مهاجمين جيدين.
ويقول الكندي للجزيرة نت إن عُمان تستطيع أن تقدم 3 منتخبات كاملة، وليس مهاجم فقط، لكن لا يوجد لدينا فلسفة احترافية، ولا يتم الاستعانة بالكفاءات المؤهلة، التي خاضت تجارب احترافية في دول أوروبية وآسيوية، وتملك خبرات وأفكارا لتطوير الكرة العمانية.
ويضيف أن اللاعبين في تشكيلة عُمان يملكون الإمكانيات لتقديم الأفضل، ولديهم القدرة حتى في التأهل إلى كأس العالم 2026، ولكنهم يحتاجون إدارة فنية محترفة تتعامل معهم، وتقوم بتأهيلهم وتوظيفهم بالصورة الجيد.
التعادل مع قرغيزيا أمر غير معقول، والخروج المخزي من الدور الأول في البطولة الآسيوية، يتحمله الاتحاد العُماني، ومن بعده المدرب الكرواتي الذي لا يملك فكرا تدريبيا، وفقا للكندي.
"المدرب هو ما هزم عُمان"توافق المشجع العُماني مهند العذقة مع الكندي في الرأي، حيث أكد أن "المدرب هو ما هزم عُمان"، وتسبب في خروجها من البطولة القارية في مجموعة كانت في المتناول.
ويقول العذقة للجزيرة نت إن عمان على مدار تاريخه الكروي، قدم مهاجمين مميزين تألقوا قاريا، فكيف لم يجد برانكو مهاجما جيدا، هذا الأمر غير منطقي ومستحيل، والمدرب غير قادر على اختيار تشكيلة جيدة.
ويضيف أن أخطاء المدرب في المباريات الثلاث واضحة، فهو غير قادر على توظيف اللاعبين بصورة جيدة داخل الملعب، كما أنه لم يختر التشكيلة المناسبة لتمثيل عُمان، وكان لديه خيارات عديدة.
"الحصان الأسود مريض" عبارة ساخرة أطلقها المشجع العُماني فيصل المسلمي ردا على تصريحات رئيس اتحاد الكرة العماني سالم الوهيبي، بأن عمان ستكون الحصان الأسود في البطولة الآسيوية.
ويضيف أنه غير راض عن أداء المنتخب، واللاعبون لم يقدموا ما يشفع لهم، ونتمنى أن تكون هذه البطولة بداية تصحيح أخطاء إدارة المنظومة وعودة كرة القدم العُمانية إلى الطريق الصحيح.
أما المشجع أحمد الحاتمي فقد طالب ساخرا من لم يجد مهاجما مميزا لقيادة عُمان، بالذهاب إلى شاطئ الحيل، حيث يلعب الشباب كرة القدم على البحر، فإنه سيحصل على مواهب ومهاجمين مميزين يحتاجون فقط للتأهيل حتى يصبحوا لاعبين كبار.
ويقول الحاتمي إن دوري شجع فريقك يضم مهاجمين ولاعبين مميزين، وكذلك الأزقة والحواري يوجد فيها الكثيرون، لكن لا توجد العين الخبيرة أو القادرين على اكتشاف المواهب.
ويرى أن أحد الأسباب الرئيسية في خروج المنتخب مبكرا من البطولة هو إدارة المنتخب التي يجب أن يتم تغييرها فورا، فضلا عن تشكيلة المنتخب وعدم توظيف اللاعبين بطريقة صحيحة، وكذلك عدم استدعاء بعض الأسماء المحترفة في الدوري الأردني والتايلندي.
عُمان منذ 8 سنوات تعاني من عقم هجومي، هذا أمر غير طبيعي، خاصة أن المنتخب أفرز الكثير من المهاجمين المميزين على مدار تاريخه، وهو ما يؤكد إخفاق الإدارة والمدرب في اختيار تشكيلة مثالية للمنتخب، وفقا للحاتمي.
أما أحمد الكازروني فتحدث عن مستوى منتخب بلاده، وقال إن خروج عُمان من بطولة آسيا ليس صدمة للجماهير، وشدد على أن الكرة العُمانية تراجعت بسبب عدم وجود دوري محترفين قوي ينتج لاعبين أصحاب مستويات عالية.
ويقول الكازروني للجزيرة نت إن المدرب برانكو لم يقدم شيئا، فالمنتخب في الملعب ليس لدية طريقة لعب أو خطط في بناء الهجمة، ولو ظل 3 أيام يلعب -كما في مباراة تايلند- فلن يحرز هدفا.
اللاعب العُماني هاوٍ، وليس إنتاج دوري قوي، وضعف الدوري المحلي أحد أسباب ضعف المنتخب، فمن غير المعقول أن يكون الدوري العماني أقل تصنيفا من الدوري البنغلاديشي في آخر تصنيف للدوريات في العالم، وفقا للكازروني.
ورغم الغضب الجماهيري عقب المباراة، إلا أن المدرجات خلال المباراة شهدت لمسة وفاء ورد الجميل من الجماهير القطرية إلى عُمان، بعدما احتشدت رابطة جماهير قطر في المدرجات ورفعت قصاصة مكتوب عليها "لكم منا سلام يا أهل عُمان.. مواقفكم ما ننساها على مر الزمان".
ويوضح عمر عبد الله اليزيدي رئيس الرابطة الجماهير القطرية للجزيرة نت أن وجود الرابطة لمساندة عُمان هو رد الجميل للجماهير العُمانية التي لم تقصّر مع قطر في البطولات السابقة، وخاصة في بطولة آسيا 2019.
ويضيف أن الرابطة تدعم كل المنتخبات الخليجية في البطولة، وأن جميع المنتخبات الخليجية واحد، حيث نتمنى أن يكون اللقب الآسيوي قطريا أو خليجيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بطولة آسیا فی البطولة للجزیرة نت الع مانیة کأس آسیا الع مانی مان من
إقرأ أيضاً:
المنتخب المغربي في "شان" 2025: بين جرأة التغييرات ورهان استعادة الهيمنة القارية
يستعد المنتخب المغربي للمحليين لخوض غمار بطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين (الشان) 2025، التي ستقام في الفترة من 2 إلى 30 غشت 2025 في كينيا، تنزانيا، وأوغندا.
ويدخل المنتخب المغربي، بقيادة المدرب طارق السكتيوي، هذه النسخة وسط توقعات كبيرة كونه حامل اللقب في النسختين السابقتين (2018 و2020)، لكن التغييرات الكبيرة في لائحة اللاعبين أثارت جدلاً واسعًا بين الجماهير والمحللين.
تغييرات لائحة طارق السكتيوي: تحول استراتيجي مفاجئ
أعلن طارق السكتيوي، في 23 يوليوز 2025، خلال ندوة صحفية بمركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، عن القائمة النهائية للمنتخب المغربي المحلي، التي تضم 28 لاعبًا من أندية البطولة الاحترافية المغربية.
وشهدت القائمة تغييرات جذرية مقارنة بالمعسكرات الإعدادية السابقة، حيث فاجأ السكتيوي الجميع بالتراجع عن شرط السن الذي كان يقتصر على اللاعبين مواليد 2000 وما فوق، وهو القرار الذي كان قد اعتمده في وقت سابق لضخ دماء جديدة في المنتخب.
أسباب التغييرات
موجة الاحتراف الخارجي أربكت انتقالات عدد كبير من اللاعبين المحليين، إذ أن الاحتراف الخارجي أربك حسابات السكتيوي، حيث غادر ما يقارب 10 لاعبين بارزين، من بينهم أمين زحزوح، حاتم الصوابي، ويوسف النقاش من الجيش الملكي، وياسين تاحيف من نهضة بركان. هذه الانتقالات جعلت من المستحيل الاعتماد على التشكيلة الشابة التي كان ينوي السكتيوي بناءها.
تزامن الاستعدادات مع توقف الدوري، حيث تزامنت فترة التحضيرات مع توقف البطولة الاحترافية، مما جعل اختيار اللاعبين أكثر تعقيدًا بسبب عدم توفر بيانات حديثة عن مستوى الجاهزية البدنية والفنية لبعض اللاعبين.
غياب أسماء بارزة، إذ شهدت القائمة غياب لاعبين كبار مثل أيمن موريد وأكرم النقاش، مما دفع السكتيوي إلى استدعاء لاعبين أكثر خبرة، مع الاحتفاظ ببعض العناصر الشابة من أندية اتحاد تواركة ونهضة بركان.
تفاصيل القائمة
تضم القائمة 28 لاعبًا، مع تمثيل لافت لنادي نهضة بركان (7 لاعبين)، يليه الرجاء الرياضي (6 لاعبين)، والجيش الملكي (4 لاعبين). وجاءت التشكيلة على النحو التالي:
حراسة المرمى: المهدي الحرار، رشيد غانيمي، عمر أقزداو.
خط الدفاع: محمد مفيد، محمد بولكسوت، مهدي مشخشخ، مروان لوداني، بوشعيب عراسي، عبد الحق عسال، يوسف بلعمري.
خط الوسط: فؤاد الزهواني، أيوب خيري، محمد ربيع حريمات، أمين سوان، حسام الصادق، رضا حاجي، أنس باش، خالد أيت أورخان، صابر بوغرين، يوسف مهري.
خط الهجوم: أنس المهراوي، سيف الدين بوهرة، خالد بابا، عماد الرياحي، صلاح الدين الراحولي، أيوب مولوعا، يونس الكعبي، أسامة لمليوي.
هذه القائمة تعكس مزيجًا من الخبرة والشباب، حيث حاول السكتيوي تحقيق التوازن بين اللاعبين القادرين على تحمل ضغط المباريات القارية والوجوه الجديدة التي يمكن أن تضيف ديناميكية للفريق.
تحليل تأثير التغييرات على الأداء المتوقع
الإيجابيات
الخبرة والاستقرار، حيث أن التراجع عن شرط السن سمح باستدعاء لاعبين يتمتعون بخبرة كبيرة في البطولة الاحترافية، مما يعزز الاستقرار التكتيكي للفريق، خاصة في مواجهة منتخبات قوية مثل الكونغو الديمقراطية وزامبيا.
تنوع المواهب، إذ أن تمثيل أندية متعددة، مثل نهضة بركان والرجاء، يعكس عمق الكرة المغربية ويمنح السكتيوي خيارات تكتيكية متنوعة، سواء في الدفاع أو الهجوم.
روح المجموعة، حيث أكد السكتيوي على أهمية الإعداد الذهني والنفسي، مشيرًا إلى أن اللاعبين الجدد يمتلكون رغبة قوية في إثبات أنفسهم، مما قد يعوض نقص الانسجام الناتج عن التغييرات المفاجئة.
السلبيات
نقص الانسجام، حيث أنه غياب 10 لاعبين بارزين وإعادة تشكيل القائمة على عجل قد يؤثران على التناغم بين اللاعبين، خاصة في ظل ضيق الوقت قبل انطلاق البطولة.
ضغط المجموعة الأولى: يواجه المنتخب المغربي مجموعة صعبة تضم كينيا (البلد المضيف)، أنغولا، الكونغو الديمقراطية، وزامبيا، هذه المنتخبات تمتلك لاعبين محليين أقوياء، مما يتطلب أداءً جماعيًا متماسكًا قد يكون صعب التحقيق في ظل التغييرات الأخيرة.
التوقعات العالية، بعد خسارة اللقب في النسخة الأخيرة لصالح السنغال، تواجه « أسود الأطلس » ضغطًا جماهيريًا كبيرًا لاستعادة اللقب، مما قد يؤثر على اللاعبين الجدد الذين لم يعتادوا على مثل هذه الضغوط.
جدول المباريات وتوقعات الأداء
وضعت قرعة البطولة المنتخب المغربي في المجموعة الأولى إلى جانب أنغولا، كينيا، زامبيا، والكونغو الديمقراطية. ويستهل المنتخب مشواره وفق الجدول التالي:
3 غشت 2025: المغرب × أنغولا – ملعب نيايو، نيروبي
10 غشت 2025: المغرب × كينيا – ملعب كاساراني، نيروبي
14 غشت 2025: المغرب × زامبيا – ملعب نيايو، نيروبي
17 غشت 2025: المغرب × الكونغو الديمقراطية – ملعب نيايو، نيروبي
تحليل المجموعة
أنغولا تمتلك فريقًا قويًا يعتمد على السرعة واللعب الجماعي، لكن المغرب يملك الأفضلية التاريخية والفنية.
كينيا، كونها البلد المضيف، ستكون مدعومة بجماهيرها، مما يجعل المباراة صعبة، خاصة على ملعب كاساراني.
زامبيا، تتميز بالقوة البدنية والتكتيكات الدفاعية، مما يتطلب من المغرب اختراق دفاعاتها بعناية.
الكونغو الديمقراطية، منافس قوي يمتلك لاعبين ذوي خبرة في البطولات القارية، مما يجعل المباراة حاسمة لتحديد متصدر المجموعة.
من المتوقع أن يتأهل المنتخب المغربي إلى الأدوار الإقصائية، لكن نجاحه في تجاوز دور المجموعات سيعتمد على قدرة السكتيوي على تحقيق الانسجام بين اللاعبين الجدد والمخضرمين.
التحديات الرئيسية
إعادة بناء الفريق، حيث أن التغييرات الكبيرة في القائمة تتطلب وقتًا لتحقيق الانسجام، خاصة في ظل ضيق الوقت قبل انطلاق البطولة.
الظروف البيئية، إذ أن اللعب في ملاعب كينيا وتنزانيا، مع اختلاف المناخ والارتفاع، قد يشكل تحديًا للاعبين غير المعتادين على هذه الظروف.
المنافسة القارية، حيث أن منتخبات مثل نيجيريا والسنغال، التي فازت باللقب في النسخة الأخيرة، تشكل تهديدًا كبيرًا في الأدوار الإقصائية.
التوقعات
على الرغم من التحديات، يظل المنتخب المغربي مرشحًا قويًا لاستعادة اللقب، مستفيدًا من تاريخه القوي في البطولة (بطل 2018 و2020) وقوة البطولة الاحترافية المغربية. اختيارات السكتيوي، رغم مفاجآتها، تعكس استراتيجية تهدف إلى تحقيق التوازن بين الخبرة والطاقة الشابة. إذا نجح الفريق في تجاوز تحديات الانسجام والتأقلم مع ظروف البطولة، فإن « أسود الأطلس » المحليين لديهم فرصة حقيقية لتحقيق « الثلاثية التاريخية » والفوز باللقب للمرة الثالثة.
خاتمة
يدخل « أسود الأطلس » المحليين بطولة الشان 2025 وسط تحديات كبيرة ناتجة عن التغييرات المفاجئة في لائحة اللاعبين، لكن القيادة الفنية لطارق السكتيوي والروح القتالية للاعبين تجعل المنتخب المغربي مرشحًا بارزًا. مع التحضيرات المكثفة والدعم الجماهيري، يطمح المنتخب إلى تشريف الكرة المغربية واستعادة اللقب القاري. الفترة القادمة ستكون حاسمة لتحديد مدى نجاح السكتيوي في توحيد الفريق وتحقيق الإنجاز المنشود.
كلمات دلالية المنتخب الوطني المغربي المحلي طارق السكتيوي نهائيات كأس الأمم الإفريقية للمحليين 2025