إهدار للعملة الصعبة .. بلاغ رسمي لوزير الرياضة بحل اتحاد الكرة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
تقدم أيمن محفوظ المحامي بالنقض بإخطار رسمي موجه إلى وزير الشباب والرياضة ، للمطالبة بحل اتحاد كرة القدم بعد خروج المنتخب الوطني من منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية من دور الـ 16 على يد الكونغو الديمقراطية.
وعاشت الجماهير المصرية ليلة حزينة بالأمس ، عقب الخروج القاري ، وعدم تقديم المنتخب مردود جيد وفشله في تحقيق أي انتصار خلال البطولة.
وطالب محفوظ ، أشرف صبحي وزير الرياضة ، باتخاذ قرارًا بحل اتحاد الكرة ، مع ضرورة تقصي الحقائق وإحالة أي مسؤول بالجبلاية يثبت تورطه في إهدار المال العام إلى النيابة العامة لاتخاذ إجراءاتها القانونية حياله.
وواصل : المدير الفني الحالي يتقاضى بالعملة الصعبة في توقيت استثنائي من الناحية الإقتصادية ، الأمر الذي يوحي بإمكانية وجود شبهة إهدار للمال العام تستوجب المحاكمة ، مطالبًا بعدم الاعتماد على مدربين أجانب الفترة الحالية تماشيًا مع الظرف الراهن.
أرقام هزيلة ..
ولم يحقق منتخب مصر، أي انتصار في النسخة الحالية من البطولة، وهو ما لم يحدث منذ أكثر من 32 عامًا وتحديدًا فى نسخة 1992، حين ودع بعد الخسارة أمام زامبيا وغانا.على صعيد اهتزاز الشباك استقبل منتخب مصر 7 أهداف في 4 مباريات، وهو أكثر معدل تهديفي استقبلته شباك الفراعنة منذ نسخة 1976، التي شهدت اهتزاز مرمى مصر 12 مرة في 6 مباريات.
على مستوى اللاعبين تعرض منتخب مصر لأول حالة طرد في أمم إفريقيا، منذ واقعة طرد مدحت عبد الهادي في لقاء المغرب بنسخة 1998، فى الجولة الثالثة من دور المجموعات فى المباراة التى انتهت بخسارة الفراعنة بهدف وحيد أحرزه النجم المغربي مصطفى حاجي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الشباب والرياضة مصر منتخب مصر الكونغو الديمقراطية
إقرأ أيضاً:
محمد سلماوي في الثمانين.. فارس الكلمة الحرة وظلّ نجيب محفوظ
في صباحٍ يشبه اللغة التي أحبها، وفي يومٍ من أيام مايو الهادئة، يحتفل المثقفون المصريون بعيد ميلاد كاتبٍ لم يكن مجرد شاهد على العصر، بل كان أحد صُنّاعه بالكلمة والرأي والموقف، إنه الكاتب الكبير محمد سلماوي، الذي يُتم عامه الثمانين، لا يزال يحمل قلمه كما يحمل الجندي سلاحه، بوعيٍ وانضباط وشغف لا يخبو.
وُلد محمد سلماوي عام 1945 في القاهرة، في زمنٍ كان فيه المثقف يُعدُّ مشروعًا وطنيًا بحد ذاته، درس الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، عين مدرسًا للغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب - جامعة القاهرة عام 1966، وفي عام 1970 انتقل إلى جريدة الأهرام ليعمل بها محررًا للشئون الخارجية، وفي عام 1988 انتدب وكيلاً لوزارة الثقافة للعلاقات الخارجية، وفي عام 1991 عين مديرًا للتحرير بجريدة «الأهرام ويكلي» الصادرة باللغة الإنجليزية، ثم عين رئيسًا للتحرير بجريدة «الأهرام إبدو» الصادرة بالفرنسية، وإلى جانب ذلك عمل محمد سلماوي كاتبًا بجريدة «الأهرام» اليومية، ورئيسا لمجلس أمناء صحيفة «المصري اليوم»، اليومية المصرية المستقلة، ثم رئيسا لمجلس تحرير الصحيفة، في الثالث من يناير، من العام 2014.
لم يكن سلماوي أسير قالب واحد، بل تنقل بين الصحافة، المسرح، القصة القصيرة، المقال السياسي، والعمل الثقافي العام، وفي كل حقلٍ كان له صوته الخاص.
في الثمانينات، لمع اسمه كمسرحي مختلف، فكتب نصوصًا أثارت نقاشات وجدلًا "فوت علينا بكرة؛ اللى بعده"، "القاتل خارج السجن"، "سالومي"، "اثنين تحت الأرض"، "الجنزير"، "رقصة سالومي الأخيرة"، لم تكن مسرحياته ترفًا ثقافيًا، بل كانت مرايا حادة تعكس ملامح المجتمع العربي بعد النكسة، وتجترح أسئلة حول السلطة، الحرية، والهوية.
قال عنه الناقد الراحل د. محمد عناني: "كان سلماوي أحد أوائل من أدركوا أن المسرح ليس مجرد خشبة بل منبر للحقيقة."
ربما لا يعرف كثيرون أن محمد سلماوي كان من أقرب المقربين إلى نجيب محفوظ، خاصة في سنواته الأخيرة، كان أحد أصدقائه الدائمين في جلسة "الحرافيش"، كما كتب مقدمة بعض كتبه، ووثّق ذكرياته معه في كتابه الشهير "يومًا أو بعض يوم"، حيث يرسم ملامح محفوظ الإنسان، بعيدًا عن الصورة الرسمية.
يروي سلماوي أن محفوظ "لم يكن يتحدث كثيرًا، لكن حين يتكلم، كان يصيب الجوهر مباشرة.. وكان يرى أن الكاتب لا يجب أن يصرخ، بل أن يهمس في أذن الزمن".
بجانب الأدب، خاض سلماوي غمار الصحافة بقوة، فشغل منصب رئيس تحرير جريدة "الأهرام إبدو"، ثم رئيس اتحاد الكتّاب المصريين، ورئيس اتحاد الكتاب العرب، وكان من أوائل من نادوا باستقلالية القرار الثقافي العربي عن السياسات الرسمية.
جوائز وتكريمات
نال محمد سلماوي عشرات الجوائز والتكريمات من مصر وخارجها، وكرّمته جامعات ومؤسسات أدبية، لكنه لم يتورّط أبدًا في لعبة الأضواء، ظل يعتبر أن "الكاتب لا يعيش في حفل تكريم، بل في ورشة كتابة مستمرة".
في احتفالية المجلس الأعلى للثقافة يوم الأحد المقبل، لا يُحتفى فقط بعمر، بل بمسيرة، محمد سلماوي لا يُقاس بعدد الكتب، بل بعدد المواقف التي صمد فيها حين صمت غيره، هو ذلك النوع من الكتّاب الذين إذا كتبوا لم يُكرّروا، وإذا صمتوا لم يغيبوا.
الكلمة التي لا تموت
ثمانون عامًا مرّت، لكن محمد سلماوي لا يزال يُجيد الإنصات لما هو آتٍ، ويكتب كما لو أن اللغة ما زالت جديدة، وأن المستقبل لم يُكتب بعد، وفي زمن يتراجع فيه دور المثقف، يظل سلماوي شاهدًا على أن الكلمة – إذا خرجت من القلب – لا تشيخ.