أجمع خبراء على أن صفقة تبادل الأسرى المرتقبة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل وصلت لمراحل متقدمة، وستتضمن هدنة طويلة، وليس وقفا نهائيا لإطلاق النار، كما استبعدوا قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمل عسكري على طول محور فيلادلفيا الفاصل بين مصر وقطاع غزة.

وقال الخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوف يقبل الصفقة التي يجري الحديث عنها، وسيجازف سياسيا للحفاظ على حكومته، حيث يبقى التحدي موافقة مجلس الوزراء بعد موافقة مجلس الحرب.

وأضاف مصطفى -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن نتنياهو سيقبل الصفقة لاستعادة الأسرى في غزة، ولكن مع تأكيده لليمين المتطرف أنه مستمر بالحرب ولن يوقفها، كما سيتشدد بمسألة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

وأشار إلى أن الدولة العميقة بإسرائيل وتيار كبير بالحكومة يريد هذه الهدنة، وليس وقف إطلاق نار كاملا، مبينا أن وجود هدنة طويلة سيؤدي لاحتجاج اليمين المتطرف على نتنياهو، وقد يؤدي لإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.

وتابع موضحا أنه في حال عارض نتنياهو الصفقة، فإن عضو مجلس الحرب بيني غانتس سوف يرحل، مما سيزيد حجم الاحتجاجات والانقسام بالمجتمع الإسرائيلي حول أهداف الحرب.

وفي هذه المسألة -يقول مصطفى- إن اليمين المتطرف يعتبر الهدنة هزيمة لإدراكه أن التحركات الدولية ستؤدي لوقف الحرب، وستحرمه من أحلامه بإعادة الاستيطان بغزة، بينما هناك قسم يعتبرها نجاحا، لأنها ستحقق المطلب الأهم باستعادة الأسرى، والذهاب لمسار سياسي يحقق الأهداف الإسرائيلية .

"ضمان أمن إسرائيل"

بدوره أكد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي أن كل ما يجري ضمن السياق التفاوضي لضمان أمن إسرائيل، مشددا على أن واشنطن لا تريد أي وجود عسكري لحماس في غزة ولا مانع لديها من بقائها سياسيا.

وأشار إلى أن الصفقة لن تتضمن مصطلحي "وقف إطلاق نار"، "ونزع سلاح حماس" ولكن ستتضمن آليات ستؤدي إلى الغرضين، وهي هدنة طويلة قد تصل إلى 6 أشهر، مما يعني إفقاد إسرائيل زخم القتال، إضافة لعودة السلطة الفلسطينية لغزة أو حكومة انتقالية تتولى مسألة الأمن، ويعني ضمنا السيطرة على السلاح الداخلي.

وتساءل مكي "هل ستوافق حماس على هذه الصفقة التي تنطوي على رغبة أميركية بتدميرها تدريجيا أم ترفض وتواصل القتال؟، مضيفا أن هناك رغبة إقليمية بإنهاء الحرب خشية توسعها بالمنطقة.

وذهب إلى أن الصفقة وصلت لمرحلة متقدمة، وتحتاج لقرار سياسي واضح، وهو ما يفسر -بحسب رأيه- قدوم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة لحسم تفاصيلها النهائية.

ولفت إلى أن الحديث يدور حول استعادة أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين "مما يعني أنه سيبقى هناك عدد من الأسرى، أي ستبقى هناك أوراق قوة بيد حماس"، وفق قوله.

من جانبه يعتقد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن عملية التفاوض تمر بمخاض عسير وبناء على بنود الاتفاق المتوقع يتم تحليل كل العوامل.

وأشار إلى أن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أعطى نتنياهو طوق نجاة بدلا من تهديد وزيري المالية والأمن القومي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، مؤكدا أن هذه الخطوة ستحرره جزئيا.

وأكد الدويري أن عودة مظاهر الإدارة المدنية لحماس شمالي القطاع أزعج إسرائيل، في وقت أنهك وأرهق جيش الاحتلال، مستدلا بالإعلانات المتتالية حول سحب ألوية قتالية من غزة.

محور فيلادلفيا

وبينما أكد الدويري أن عملا عسكريا في محور فيلادلفيا "غير وارد"، رأى مصطفى أن التفاهمات -التي جرى الحديث عنها إسرائيليا- كانت متوقعة إذ كان الجيش الإسرائيلي مؤيدا للتوجه نحو تفاهمات أمنية مع مصر، وليس السيطرة على المحور.

وأشار إلى أن هذه التفاهمات توفر الأمن لإسرائيل، وتوفر عنها عناء القيام بعملية عسكرية ستكون نتائجها وخيمة، وتجنبها تداعيات عسكرية ودولية.

وشدد الدويري على أن الجيش الإسرائيلي اقتنع بأنه لن يحقق أهداف الحرب، وأن نتنياهو ينطلق من مصالح شخصية "لذلك بدأ يضغط على صانع القرار السياسي لبحث اليوم التالي للحرب".

بدوره، يرى لقاء مكي أن المطلوب إرضاء إسرائيل لكي توافق على وقف إطلاق نار، مستدلا بما يقال حول وضع أجهزة ومستشعرات إلكترونية لاكتشاف الأنفاق وبناء جدار تحت الأرض بهدف زيادة حصار غزة ومنع شريان الحياة عنها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وأشار إلى أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة ويُصر على "هدفي الحرب"

يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، جلسة للكابينيت المصغر عند الساعة السابعة من مساء اليوم الإثنين، من أجل بحث الأوضاع في غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار.

وقال نتنياهو، خلال زيارة إلى قاعدة تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، إن إسرائيل "لن تتراجع ولو لدقيقة واحدة عن هدفين مترابطين: القضاء على حماس واستعادة المختطفين".

وأضاف: "لدينا عمل لم يُستكمل بعد – القضاء على حماس، واستعادة مختطفينا. نحن لا نتنازل عن ذلك ولو لدقيقة. هذان هدفان متداخلان أحدهما بالآخر"، على حد قوله.

وزعم نتنياهو أن الحرب الأخيرة على إيران حققت "إنجازًا تاريخيًا" بفضل "التركيز الاستخباري والنوعية والدقة والعمق الذي أذهلني وأكسبني، وأكسب زملائي في الكابينيت، ثقة كبيرة"، وفق تعبيره.

وأضاف "ليس كل من في الحكومة كان مطّلعًا على هذه المعلومات الاستخبارية". وادعى أن "ما رأوه في إيران يُثبت أنه لا وجود لمحور، والخطة لتدمير إسرائيل أُزيلت حاليًا من جدول الأعمال"، على حد تعبيره.

اقرأ أيضا/ ترامب: وقف إطلاق النار في غـزة مُمكن ولا أتفق مع نتنياهو بعدم وجود مجاعة

وتابع: "النجاح تحقق من خلال عملكم أنتم وزملائكم الذين لم يحضروا اليوم. هذا إنجاز تاريخي، ولا أبالغ أو أستخدم كلمات جوفاء. قدرات سيادية ومهماتية فعلت فعل السهم الذي يصيب الهدف بدقة... وتكرر الأمر مرارًا وتكرارًا".

وأضاف نتنياهو "هذا عنصر هائل – هذا الدمج بين المستوى السياسي والعسكري، ومن ثم بين الاستخبارات وسلاح الجو وأذرع أخرى. هذا الدمج هو ما قاد إلى النتيجة".

وأشار إلى أن "المهمة لم تنته بعد"، ولفت إلى "وجود مهمات لا تزال قائمة في المحور، وهناك تهديدان رئيسيان لا يزالان ماثلين: حماس، و"تلك العصابة في الجنوب، هؤلاء المتوحشون" – في إشارة غير مباشرة إلى حزب الله – وقال: "سنعالج الأمر معهم أيضًا".

وأردف: "علينا، أولًا وقبل كل شيء، الحفاظ على إنجاز إبعاد تهديدين أساسيين: النووي، والصواريخ الباليستية، وستكون هناك تهديدات جديدة، لكن لا شك لديّ أننا قادرون على مواجهتها بفضل القدرات التي أثبتموها".

وختم حديثه بالقول: "لكم دور هائل في النجاحات حتى الآن، وأتمنى لنا جميعًا أن تواصلوا المساهمة في ضمان نصر إسرائيل. أشكركم".

 

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تضع شرطا لاستئناف المفاوضات مع حماس مستشاران بارزان لنتنياهو في واشنطن لبحث ملفات غزة وإيران منظمتان حقوقيتان في إسرائيل تؤكدان ارتكاب إبادة جماعية بغزة الأكثر قراءة محمد اشتية... خيرا فعلت واستمر في فعل الخير - بقلم : د. احمد المعروف حماس : نواصل المشاورات لإنجاز اتفاق مشرّف الكشف عن هدف العملية العسكرية في دير البلح محدث: ارتفاع عدد المتوفين نتيجة التجويع في غزة إلى 20 خلال يومين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مسؤول سابق في جيش الاحتلال يطالب نتنياهو بصفقة شاملة مع حماس الآن 
  • إعلام عبري: إسرائيل تمهل «حماس» أيامًا معدودة وإلا ستبدأ بضم «المحيط الأمني» من غزة
  • إسرائيل ترسل تعديلاتها على رد حماس.. وحديث عن "ضغط أميركي"
  • إسرائيل تسلم تعديلات على رد حماس على مقترح الصفقة
  • تل أبيب.. مسؤولون سابقون يتظاهرون للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى
  • خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر
  • رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال: العالم يتوحد ضد “إسرائيل” وذاهبون لفشل مطلق
  • نتنياهو يهدد بضم غزة إذا لم توافق حماس على صفقة تبادل الأسرى
  • نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة ويُصر على "هدفي الحرب"
  • ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو