صعّدت جماعة “أنصار الله” اليمنية من عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، معلنةً مساء الأحد إطلاق المرحلة الرابعة من الحصار البحري، التي تشمل استهداف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن جنسيتها أو وجهتها، في إطار ما وصفته بعمليات إسناد ودعم للفصائل الفلسطينية في غزة.

وقال العميد يحيى سريع، المتحدث باسم قوات “أنصار الله”، في بيان بثّه تلفزيون “المسيرة” التابع للجماعة، إن القوات المسلحة اليمنية قررت “تصعيد عملياتها العسكرية الإسنادية” عبر تنفيذ المرحلة الجديدة من الحصار، محذّراً الشركات العالمية من استمرار التعامل مع إسرائيل، ومؤكداً أن “السفن ستُستهدف في أي مكان تطاله أيدي القوات المسلحة اليمنية”.

ودعا سريع الدول والشركات إلى الضغط على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية ورفع الحصار عن غزة، مشيراً إلى أن العمليات اليمنية “نابعة من التزام أخلاقي وإنساني تجاه الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أن الهجمات ستتوقف فور “وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة”.

إعلان التصعيد الجديد جاء بعد يوم من تحذير “أنصار الله” من إمكانية إغلاق مضيق باب المندب، الممر المائي الاستراتيجي الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، في حال استمرار العدوان الإسرائيلي، مما يهدد الملاحة الدولية بشكل مباشر.

وكان عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، قد كشف الأسبوع الماضي أن قواته نفّذت منذ نوفمبر 2023 أكثر من 1679 هجوماً باستخدام صواريخ، طائرات مسيّرة، وزوارق حربية ضد أهداف إسرائيلية وسفن مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.

وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة من الهجمات نفذتها الجماعة ضد سفن مرتبطة بإسرائيل: 9 يوليو الجاري: استهداف السفينة التجارية “إترنيتي سي” في البحر الأحمر، أثناء توجهها إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، ما أدى إلى إغراقها، 7 يوليو: مهاجمة السفينة “ماجيك سيز”، بزعم أنها تابعة لشركة خرقت قرار حظر دخول السفن إلى موانئ إسرائيل، ومنذ نوفمبر 2023، نفذت الجماعة هجمات متواصلة ضد السفن الإسرائيلية والغربية، بالتزامن مع عمليات إسرائيل في غزة.

ورداً على هذه الهجمات، شنت إسرائيل في 22 يوليو ثماني غارات جوية على ميناء الحديدة غربي اليمن، ما أدى إلى احتراق صهريج وقود، وتدمير لنشات قطر ومعدات ثقيلة، كانت تستخدم في إصلاح أضرار قصف سابق، بحسب ما أفادت به مصادر محلية لـ”ريا نوفوستي”، ورغم التوصّل إلى اتفاق تهدئة بين أنصار الله والولايات المتحدة في السادس من مايو الماضي، إلا أن الجماعة أكدت أن وقف إطلاق النار لا يشمل العمليات ضد إسرائيل، ما يعني استمرار الهجمات في البحر الأحمر ضد السفن المرتبطة بها.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إسرائيل الجوع في غزة اليمن وأمريكا اليمن وإسرائيل جماعة أنصار الله الحوثيين عملية إسرائيل الثانية في غزة وقف إطلاق النار غزة أنصار الله

إقرأ أيضاً:

تحذير عبري من نشاط حوثي في سوريا.. هل ستنفذ الجماعة هجوما برياً على إسرائيل؟ (ترجمة خاصة)

حذرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية من مخطط حوثي لغزو الجولان، بعد رصد تل أبيب نشاط للجماعة في سوريا.

 

وقالت الصحيفة -في تحليل للباحث المهتم بشؤون إيران وحزب الله في معهد مسغاف للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية- "يجب على إسرائيل وقف تسلل الحوثيين إلى سوريا بينما تخطط إيران لحرب متعددة الجبهات أخرى".

 

وأضاف التحليل الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن ما كشفه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مؤخرًا، خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست على الحدود السورية الإسرائيلية، عن استعداد إسرائيل لسيناريو محاولة الحوثيين دخول الجولان من سوريا، يمثل علامة فارقة في المواجهة المستمرة بين إسرائيل والحوثيين".

 

يُؤكد هذا التطور، إلى جانب التقارير الأخيرة عن تمركز حماس والجهاد الإسلامي في سوريا، على الضرورة الاستراتيجية لإسرائيل للحفاظ على سيطرتها على جبل الشيخ والأراضي السورية الأخرى التي يسيطر عليها جيش الدفاع الإسرائيلي منذ انهيار نظام الأسد في ديسمبر 2024. تُشكل هذه المناطق حاجزًا حاسمًا بين المنظمات الإرهابية وتجمعات الجولان.

 

وتابعت "الساحة السورية ليست غريبة على الحوثيين. فخلال الحرب الأهلية السورية (2011-2018)، نشر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي عناصر حوثية لمحاربة معارضي الأسد كجزء من تدريبهم القتالي، وأكدت التقارير من تلك الفترة سقوط ضحايا من الحوثيين في سوريا."

 

وفي سبتمبر/أيلول 2024، أفادت وسائل إعلام يمنية وسورية معارضة أيضاً أن العشرات من عناصر الحوثيين المتخصصين في إطلاق الصواريخ وصلوا إلى جنوب سوريا، وأرسلهم الحرس الثوري الإيراني والجيش السوري إلى هناك لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.

 

الحوثيون يستعدون

 

وأردف "منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، يُجري الحوثيون مناورات تُحاكي غزوًا بريًا لإسرائيل. وقد وثّقت وسائل إعلامهم تدريباتٍ شملت تسلل أنفاق، والاستيلاء على قواعد إسرائيلية، واختطاف جنود. تشمل هذه التدريبات استخدام طائرات مُسيّرة ودبابات ورشاشات وصواريخ وقذائف، وهي أدواتٌ تهدف إلى تسهيل غزو الأراضي الإسرائيلية".

 

كان حرصهم على الانضمام إلى القتال ضد إسرائيل جليًا في عام 2018، عندما أعلن زعيمهم، عبد الملك الحوثي، أن قواته ستنضم إلى حزب الله في لبنان في حال اندلاع حرب بين إسرائيل ولبنان أو بين إسرائيل والفلسطينيين. وكُشف مؤخرًا أن برامج الحوثيين التدريبية تتضمن دورةً تُسمى "طوفان الأقصى"، تهدف إلى إعداد آلاف العناصر للانتقال عبر السعودية أو العراق إلى الأردن، وتسليح أنفسهم هناك، ثم غزو إسرائيل من الشرق. وفق التحليل

 

وحسب التحليل فإن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الآن تشير إلى أن الحوثيين قد اكتسبوا موطئ قدم في سوريا أيضًا، وأن جيش الدفاع الإسرائيلي يستعد لتوغل محتمل من هناك أيضًا.

 

إعادة ترسيخ وجوده في سوريا

 

تقول الصحيفة العبرية إن مكانة الحوثيين في إيران ارتفعت نتيجة أدائهم خلال حرب غزة. ونتيجة لذلك، يبدو أن فيلق القدس قد زاد من مشاركته في اليمن. في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، أفادت وسائل إعلام يمنية معارضة أن قائد الفرع اليمني لفيلق القدس، عبد الرضا شهلائي، قد أُرسل مؤخرًا من طهران إلى اليمن بعد استدعائه إلى العاصمة الإيرانية بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، ربما بسبب مخاوف على سلامته.

 

وأوضحت "خلال الحرب، ظهرت تقارير مختلفة حول خطط طهران لتشجيع غزو بري للحوثيين من سوريا (قبل إزاحة الأسد في ديسمبر 2024)، بالإضافة إلى جهود مماثلة تشمل ميليشيات أخرى تعمل من الأردن".

 

تضيف "رغم أن هذه الخطط لم تتحقق، يبدو الآن أن محور المقاومة الذي تقوده إيران يستغل ضعف سيطرة النظام السوري الجديد لإعادة ترسيخ وجوده في سوريا. وبمجرد أن تتهيأ الظروف، من المرجح تمامًا أن يسعوا مجددًا لشن هجوم بري على إسرائيل من الأراضي السورية".

 

على إسرائيل أن تتخذ إجراءً

 

تصريح كاتس وفق التحليل تشير إلى يقظة متزايدة ومراقبة استخباراتية دقيقة من قبل إسرائيل لنشاط الحوثيين. وتضغط إدارة ترامب على إسرائيل لوقف عملياتها في سوريا كجزء من جهود واشنطن للتوصل إلى اتفاق مع نظام الرئيس السوري أحمد الشرع.

 

واستدرك "يبدو أن إسرائيل ليس لديها خيار سوى اتخاذ إجراء استباقي للإشارة إلى أنها لن تتسامح مع ترسيخ الحوثيين في سوريا".

 

وقالت "يتماشى هذا النهج مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية المُحدثة، المستمدة من دروس حرب إسرائيل وحماس، والتي ترفض وجود ما سمتها أي عناصر إرهابية على طول حدود إسرائيل".

 

وزعمت الصحيفة العبرية أن تحييد حماس والجهاد الإسلامي في سوريا أمرٌ بالغ الأهمية، وعلى إسرائيل أن تشترط أي اتفاق مستقبلي مع الشرع إبعاد جميع عناصر محور المقاومة عن الأراضي السورية.

 

وحسب الصحفية فإن خطاب النظام الإيراني يشير إلى أن التخطيط جارٍ لهجوم بري محتمل متعدد الجبهات على إسرائيل. وبناءً على ذلك، يجب على إسرائيل تطبيق عقيدتها الأمنية المُحدثة بالكامل، والتي صاغتها بتضحيات وخسائر فادحة.

 

 


مقالات مشابهة

  • ٨ سنوات على فتنة ديسمبر.. الخاتمة السوداء للخائن عفاش
  • ميلوني: يجب أن تتقارب وجهات النظر بشأن السلام العادل والدائم في أوكرانيا
  • تحذير عبري من نشاط حوثي في سوريا.. هل ستنفذ الجماعة هجوما برياً على إسرائيل؟ (ترجمة خاصة)
  • أنصار الله: حضرموت ساحة صراع نفوذ بين أدوات العدوان
  • بعد مواصلتها الهجمات على سوريا ولبنان.. عراقجي: إسرائيل تنفذ مخططاً لزعزعة استقرار المنطقة
  • الدقهلية: زراعة 27 ألف شجرة في المرحلة الرابعة بمبادرة"100 مليون شجرة"
  • 5 أهداف في الجولة الرابعة من المرحلة النهائية لدوري الشباب
  • إلغاء انتخابات مجلس النواب بالدائرة الرابعة في إدفو بأسوان
  • سياسي أنصار الله يبارك الذكرى 58 للاستقلال ويؤكد على ضرورة استكمال التحرير
  • ماهر فرغلي: التصعيد الغربي ضد الإخوان ضربة قاضية لشبكة تمويلهم العالمية