افتتحت جامعة مصر للمعلوماتية، مؤتمر الذكاء الاصطناعي وصناعة المعرفة، والذي يناقش خمسة محاور في المجالات ذات الصلة بمشاركة خبراء وأكاديميين محليين ودوليين على مدار اليوم ضمن فاعليات الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بهدف صياغة مستقبل النشر والأدب في ظل الفرص والتحديات التي تواجهها صناعة المعرفة مع التطور غير المسبوق  للذكاء الاصطناعي  وتطبيقاته في العديد من القطاعات المهمة والحيوية في كافة بلدان العالم، وذلك بالتعاون والشراكة الاستراتيجية مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية.

ويناقش المؤتمر خلال جلساته خمسة موضوعات تتمثل في (الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في صناعة المعرفة، تكنولوجيا اللغات الطبيعية وتطبيقاتها في صناعة المعرفة، تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف في صناعة النشر، أخلاق الذكاء الاصطناعي في صناعة المعرفة، مستقبل الذكاء الاصناعي في صناعة المعرفة).

من جانبها أكدت الدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية، أن المؤتمر يبحث آليات مواكبة المستقبل وما توصل إليه من تقنيات باتت متداخلة في كافة القطاعات ومن بينها صناعة المعرفة والأدب والثقافة.

وأشارت الدكتورة ريم بهجت إلى أن المؤتمر يرتكز في أهدافة على تعزيز الفرص والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجالات الأدب والثقافة والمعرفة. ولفتت إلى أن جامعة مصر للمعلوماتية والقائمين منها على تنظيم المؤتمر يعملون على تعظيم الجوانب الايجابية للذكاء الاصناعي وتسخيره في خدمة هذه المنظومة بعدما أصبح متداخل في الكثير من القطاعات المختلفة بفعل الجهود البحثية والتطويرية التي تمت بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية والتي أدت لعمل نقلة نوعية وسريعة في الاستخدامات المدعومة بقدراته.

ولفتت الدكتورة ريم بهجت، إلى استمرار المختصين في القيام بتجارب وأبحاث تطوير الذكاء الاصطناعي ورصد الآثار المستقبلية مقارنة بالوضع الحالي، مع الأخذ في الحسبان الاعتبارات الأخلاقية والمجتمعية المتأثرة باستخدامه لضمان تطويره بشكل مسؤول، وفيما يخص منظومة الثقافة والأدب والمعرفة نأمل أن نتوصل في مؤتمرنا الذي ينعقد يوم السبت الموافق ٣ فبراير الى مقترحات وحلول للحفاظ على هذه الصناعة الهامة، لنعلن في الجلسة الختامية التوصيات التي سننتهي إليها.

وأكد الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن العالم أصبح في مرحلة جدبدة وجادة وسنعمل على اللحاق. موضحاً أننا نعيش في جمهورية جديدة فدلك كان لزاماً علينا في معرض القاهرة الدولي للكتاب أن نتشابك مع المستقبل ومواكبة المعرفة والحضارة.

وتساءل بهي الدين، هل من الممكن أن يحل الذكاء الاصناعي مكان المؤلف والمبدع؟ إن هذا الأمر يحتاج منا الى اجابات واضحة، وأن نصحح المفاهيم ونبني الرؤى وأن يكون لنا مكان مع العالم في صناعة المعرفة والتكنولوجيا والمستقبل.

كما قدم بهي الدين الشكر لجامعة مصر للمعلوماتية باعتبارها بيت الخبرة المصرية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعلوم البيانات على تنظيمها لهذا المؤتمر الهام.

من جانبه قال الدكتور يسري الجمل وزير التعليم الأسبق:٠ أن هذا المؤتمر يناقش موضوع في غاية الأهمية وهو صناعة المعرفة والأدب في ظل وجود الذكاء الاصطناعي وتداخلة بشكل كبير في أمور هامة". لافتاً إلى أن هناك مقياس للمعرفة وذلك من خلال مؤشر المعرفة والذي يرصد بشكل سنوي هذا الأمر من خلال الاعتماد على ٧ محاور تحدد موقع كل دولة من الدول التي يرصدها والبالغ عددها ١٣٧ دولة حول العالم.

وأضاف الجمل:" لماذ إكتسب الذكاء الاصطناعي هذه الأهمية؟ يرجع دلك إلى صدور تطبيقات مثل ChatGPT والدي بدأ العام الماضي وحقق نجاحات غير مسبوقة، ولهذا الأمر ايجابيات عديدة منها دعم صناعة المعرفة ووصول المعلومة والمساعدة على تحسين البحث وصناعة التعليم، ولكن هناك سلبات أيضا تتمثل قي الخصوصية وجودة البيانات وانحيازاتها، والشفافية وكذلك سوق العمل،لذلك هناك تحديات قانونية واخلاقية وتقنية مما يتطلب تعاون كل الجهات من باحثين ومشرعين وأكاديميين للوصول الى حلول يتم من خلالها تعظيم الاستفادة من هذه التقنات الهامة.

وأوضح الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أن كم البيانات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي كبير جداً، مشيراً إلى أن البشرية أصبحت مهتمة بهذا المجال.

وطالب عزمي خلال مؤتمر جامعة مصر للمعلوماتية "الذكاء الاصطناعي وصناعة المعرفة”، المنعقد بمعرض الكتاب، بمزيد من الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، موضحاً أن الصناعات الثقافية  والإبداعية لها باع طويل في مصر، لكنها لم تستغل بالشكل الأمثل لدعم الاقتصاد الوطني.

كما أشار إلى أن صناعة السينما تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، بدءاً من نوع الأفلام المرغوبة بالإضافة إلى وضع الميزانية ويمكن أيضاً تحسين أداء الفنانين، وكذلك ترشيح الأدوار. لافتا إلى أنه مهما بلغت براعة الذكاء الاصطناعي فإنه لا يشعر ولا يستطيع التنبؤ برد فعل الناس.

وأكد عزمي أن الذكاء الاصطناعي يؤثر على الثقافة ومن ثم تشكيل الرأي العام، كذلك سيؤثر سلباً على التفاعل الاجتماعي والتوصل الحقيقي بين البشر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة مصر للمعلوماتیة الذکاء الاصطناعی فی صناعة المعرفة إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟

في حرم لوي براي الجامعي في باريس، تعمل نحو خمس عشرة شركة ناشئة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، على تحسين الحياة اليومية لمليوني شخص يعانون إعاقات بصرية، كأن يعثروا بسهولة على مقعد شاغر في الحافلة أو أن يقرأوا اللافتات في الشارع.يقول المشارك في تأسيس شركة «إيزيموب» روبن لو غال في حديث إلى وكالة فرانس برس في المعهد الوطني للشباب المكفوفين (INJA) الذي يضم قسماً من الحرم الجامعي الذي افتُتح مطلع ديسمبر 2024، إنّ «هدفنا هو جعل مدينة الغد في المتناول».
ويوفّر التطبيق الذي ابتكرته «إيزيموب» ويغطي أربع مناطق فرنسية (من ليون إلى جزيرة ريونيون في المحيط الهندي) ويستخدمه حالياً 12 ألف شخص، ميزات كثيرة بينها تحديد موقع أبواب المركبات، ومواقف السيارات الشاغرة، وحتى عدّ التوقفات عن طريق تنبيه المستخدمين عند نزولهم.
ويقول روبن لو غال «في الواقع، إذا صعد شخص ما إلى الحافلة، يُدرك بالضبط أين عليه الجلوس أو ما إذا كان هناك مقعد شاغر، ويُصدر التطبيق صوت تنبيه وإشارة اهتزازية في حال وجود مقعد شاغر».
ويضيف «لقد دمجنا خوارزمية ذكاء اصطناعي تُحلل الصورة وتُحدد مواقع البنية التحتية الرئيسية للنقل، مثل بوابات دوارة وأبواب ومقاعد. يسمع المستخدم مثلاً أن الباب مفتوح على بُعد خمسة أمتار اتجاه معيّن».
ويستضيف مجمع لوي براي 17 شركة ناشئة تسعى إلى هدف واحد هو «تطوير حلول ملموسة»، على ما يؤكد مديره تيبو دو مارتيمبري، وهو أيضا من ذوي الإعاقة البصرية.
ويضيف «لسنا مستشفى، بل تركز الأبحاث هنا على تحسين الحياة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والمكفوفين: كيف سنُسهّل عليهم التنقل، وكيف يُمكنهم شراء الخبز بأنفسهم، أو الذهاب إلى السينما، أو مشاهدة مباراة كرة قدم. الأمر كله يتعلق بعدم الإقصاء وبسهولة الوصول».

أخبار ذات صلة «المغمورة» تطيح أندرييفا من «رولان جاروس» جوف إلى نصف نهائي «رولان جاروس»

- قراءة لافتات الشوارع -
بدأ عدد من هذه الشركات الناشئة يحقق شهرة على غرار «آرثا فرانس». يشكل جهازها الذي فاز بمسابقة «ليبين» للابتكار عام 2024، نظارة مزوّدة بكاميرا صغيرة تنقل البيانات البصرية إلى أحاسيس لمسية عبر حزام قطني.
تُترجم الصور التي تلتقطها الكاميرا، بفضل حزام قطني في ظهر المستخدم، إلى نبضات تُمكّن الشخص ضعيف البصر أو المكفوف من إدراك بيئته بدقة أكبر، على ما يوضح المشارك في تأسيس الشركة لوي دو فيرون لوكالة فرانس برس.
ويضيف أن «الذكاء الاصطناعي يتيح إعادة إنتاج كل عمليات معالجة الصور التي يُجريها الدماغ». وبالمثل، «نستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً لتمكين الشخص من قراءة لافتات الشوارع. وهذه ميزة مطلوبة بشدة من المكفوفين».
وبالإضافة إلى تحسين الحياة اليومية، تسعى الشركات الناشئة إلى تسهيل إتاحة الأنشطة الثقافية والترفيهية. تبتكر شركة «غيف فيجن» البريطانية الناشئة خوذ رأس قائمة على الواقع المعزز تُتيح لمَن يعانون ضعاف بصر «تجربة حدث رياضي من قُرب».
في حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول مديرة تطوير الأعمال الفرنسية في الشركة الناشئة سيسيه دوكوريه التي تعاني من إعاقة بصرية، «هناك أجهزة كثيرة في فرنسا مصممة للمكفوفين، مزودة بأجهزة لوحية تعمل باللمس وميزات صوتية، ولكن حتى اليوم لا يوجد أي جهاز مخصص لمَن يعانون ضعفا في البصر».
وتضيف «إذا لم تكن لدينا معدات، فسنرى أشخاصا يركضون، لكننا لن نتمكن من تحديد هوية الفريق، سواء كانوا رجالاً أم نساء. من المهم أن نكون جميعاً على قدم المساواة».
وبحسب التقديرات الرسمية، يعاني نحو 1.7 مليون شخص في فرنسا من إعاقة بصرية، من بينهم أكثر من 200 ألف كفيف.

المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • فرنسا والسعودية في مؤتمر نيويورك.. بين الاعتراف بالدولة الفلسطينية ونزع سلاح حماس
  • مؤتمر علمي بالدوحة لاستنطاق الإعلام العالمي حول حرب غزة
  • في أقل من ثانية.. كيف يخترق الذكاء الاصطناعي شيفرتك السرية؟
  • رادار الذكاء الاصطناعي يرعب السائقين في تركيا
  • مؤتمر دولي في علاج الأورام: تقدم مذهل في العلاج الإشعاعي خلال السنوات الأخيرة
  • كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
  • فوربس: الذكاء الصناعي والتحول الرقمي في قمة كبار المستشارين والمستثمرين بمصر قريبًا
  • مايكروسوفت تستغني عن مئات الموظفين للاستثمار في الذكاء الاصطناعي