يومًا بعد يوم، تتعمق جراح الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، الذي لا يملك رفاهية الوقت؛ لتضميد جراحه، التي تنزف بشكل شبه يومي بسقوط أفراد عائلته بالكامل، إذ لم يتبقي له سوى 5 من أبنائه، وذلك بعد رحيل والدته قبل ساعات قليلة، ولم يملك الفرصة لتوديعها، باعتباره يتواجد بالوقت الحالي خارج فلسطين، من أجل تلقي العلاج.

  

كلمات وائل الدحدوح لوالدته بعد وفاتها

«ما أصعب أن تتكالب الهموم والأوجاع والأحزان على قلب المرء».. بهذه الكلمات التي هزت قلوب الآلاف من متابعيه وداعميه، نعى الصحفي الفلسطيني المثابر وائل الدحدوح، وفاة والدته التي فارقت الحياه قبل ساعات قليلة، لكنه حرم من أن يلقي نظرة الوداع عليها، بسبب تواجده خارج فلسطين لتلقي العلاج.

 

وائل الدحدوح لا يملك من أمره شيئًا، وليس له حيلة إلا التنفيس عن مشاعره الغاضبة والحزينة، عبر تغريداته على موقع «X»، الذي بات منصة لتوصيل صوته إلى العالم، بعد الابتعاد المؤقت عن عمله من أجل تلقي العلاج، إذ كتب: «لا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون، فما أصعب أن تتكالب الهموم والأوجاع والأحزان على قلب المرء وحياته دفعة واحدة وما أصعب أن يكون من بين ذلك أوجاع الفقد التي تتناوشنا من كل جانب في عام الحزن، اليوم فقدنا بابا من أبواب الجنة وخسرنا قلبا كان يلهج لنا وللمسلمين بالدعاء صباح مساء، فقدنا حبيبتي أمي نظيرة المرأة الصالحة المؤمنة الطيبة الحنونة، فقدنا من لا يعرف الحقد ولا الحسد ولا الغل ولا الكره طريقا إلى قلبها، ولا يعرف القيل والقال طريقا إلى لسانها».

وأضاف: «فقدنا ملاكا على هيئة بشر، فقدنا من أمضت عقودا من العمر في التعب والشقاء والكبد والحزن والفقد والفقر بصبر وإيمان ورضى، عمّر قلبها بكل المعاني الطيبة والجميلة، ُحرمنا نظرة الوداع وقُبلة الوداع وشُحنة تحسس جسدها الطاهر، بسبب البعد والغربة والإصابة، واحدة من خنساوات فلسطين كافحت منذ نعومة أظافرها وجاهدت ورابطت وربّت الشهداء والجرحى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي».

وائل الدحدوح يرثي والدته

وائل الدحدوح خلال رثائه لوالدته، تحدث عن أشقائه وكيف فرقت الحرب في غزة بينهم، وسلبت منهم استقرارهم، قائلًا: «أنجبت لفلسطين ستة عشر ولدا وبنتا بقي لها منهم أحد عشر، اثنان من الخمسة استشهدا في ميادين الوغى .. رحمك الله يا أمي يا مهجة روحي وبلسم قلبي وسكينة نفسي وبركة الحياة وجمالها، والله أرجو أن تجتمعي مع أحبائك من العائلة في فردوس رب العالمين حبيبك، حمزة وحبيتك أم حمزة وحبيبك محمود ودلوعتك شام وكل الشهداء.. أما نحن فسوف نتصبر ونتجلد على هذا الفقد وعلى هذه الحياة بحلوها ومرها بحول الله وقوته ولطفه وإنا لله وإنا إليه راجعون».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وائل الدحدوح وائل الدحدوح الصحفي وائل الدحدوح فلسطين الحرب على غزة غزة وائل الدحدوح

إقرأ أيضاً:

خبراء: رامافوزا يملك الفرصة ليضع ترامب في حجمه الحقيقي أمام العالم

واشنطن- في لحظة دبلوماسية مشحونة، يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا في البيت الأبيض اليوم الأربعاء، وهو أول لقاء منذ تصاعد التوتر بين البلدين بسبب اتهامات واشنطن لحكومة بريتوريا بـ"اضطهاد البيض" ومصادرة الأراضي الزراعية من الأقلية الأفريكانية.

وبينما توصف الزيارة بـ"الاختبار الصعب" خاصة بعد منح ترامب اللجوء لـ59 جنوب أفريقي أبيض، وتهديداته بمقاطعة قمة مجموعة الـ20 المقررة في جوهانسبرغ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تتحرك في الخلفية ملفات اقتصادية وإستراتيجية يخدم حلها مصالح الطرفين.

فهل ينجح رامافوزا في ترميم الجسور مع إدارة ترامب؟ وهل تغير واشنطن مقاربتها لجنوب أفريقيا تحت ضغط التنافس الدولي على القارة السمراء؟

فرصة

يتصدر ملف "اضطهاد البيض" واجهة التوترات بين البلدين، إذ تتهم واشنطن حكومة رامافوزا بتبني إجراءات تستهدف الأقلية البيضاء، في إشارة إلى سياسات إعادة توزيع الأراضي التي تنفذها جنوب أفريقيا لمعالجة إرث الفصل العنصري.

ويرى حافظ الغويل، كبير الباحثين في معهد الدراسات الخارجية بجامعة جونز هوبكنز، أن زيارة الرئيس رامافوزا إلى واشنطن تمثل فرصة حقيقية "لإعادة توجيه البوصلة" في العلاقة مع إدارة ترامب، ولتصحيح ما يصفه بـ"المواقف الأميركية غير العقلانية" التي تحركها حسابات ضيقة داخل معسكر ترامب المحافظ.

إعلان

ويقول للجزيرة نت إن جنوب أفريقيا ليست في موقع الدفاع، بل هي دولة ذات ثقل تاريخي واقتصادي في القارة، وإن "رامافوزا يملك الفرصة ليضع ترامب في حجمه الحقيقي أمام العالم من خلال شرح موقف بلاده بثقة ووضوح، في مواجهة الاتهامات الجزافية التي دأب الرئيس الأميركي على إطلاقها تجاه حلفاء وخصوم على حد سواء".

وانتقد الغويل منح اللجوء السياسي لمواطنين بيض من جنوب أفريقيا، معتبرا أن "الإدارة الأميركية تكشف عن انحياز عنصري حين تتهم بريتوريا بممارسة التمييز ضد البيض، بينما تغض الطرف عن سياسات الهجرة التمييزية التي تنهجها". وقال إن معظم من يسعى للجوء باستعمال هذه الذريعة هم أنفسهم من أكثر الناس عنصرية في بلادهم.

وأكد على أن جنوب أفريقيا لا تحتاج لشهادة من ترامب بشأن ديمقراطيتها أو احترامها للحقوق، مشددا على أن تاريخ البلاد وواقعها السياسي، يبعدان عنها أي تهمة بوجود اضطهاد ضد البيض كما تدعي إدارة ترامب.

ملفات شائكة

اقتصاديا، تسعى بريتوريا لإقناع واشنطن بإعادة النظر في الرسوم الجمركية التي فرضتها على صادرات جنوب أفريقيا التي تأمل في الحفاظ على استفادتها من "قانون النمو والفرص في أفريقيا" الذي يمنح الدول الأفريقية إعفاءات جمركية لدخول السوق الأميركية.

كما تراهن جنوب أفريقيا على إصلاح العلاقات مع شركات أميركية مؤثرة مثل "تسلا" و"ستارلينك"، في أعقاب توترات بشأن قوانين التمكين الاقتصادي التي تتطلب ملكية محلية سوداء بنسبة 30%، والتي اعتبرها إيلون ماسك "تمييزية"، بينما تؤكد بريتوريا أنها تهدف إلى معالجة إرث الفصل العنصري.

ويرى الداه يعقوب، وهو محلل سياسي مختص بالشؤون الأفريقية بواشنطن، أن زيارة رامافوزا تمثل محاولة إستراتيجية من جنوب أفريقيا لإعادة إنعاش علاقتها الاقتصادية المتوترة مع الولايات المتحدة. ويوضح أنها تُعد من الشركاء التجاريين الرئيسيين لواشنطن بعد الصين، وبالتالي فإن إعادة الدفء للعلاقات تخدم مصالح الطرفين، خصوصا في ظل التنافس الدولي المحتدم على الأسواق الأفريقية.

إعلان

ويضيف يعقوب للجزيرة نت أن الزيارة تحمل رسائل متبادلة؛ فمن جهة، تسعى جنوب أفريقيا إلى تأكيد مكانتها كشريك اقتصادي مهم للولايات المتحدة، ومن جهة أخرى، يرغب ترامب في إظهار اهتمامه بالقارة الأفريقية، بعد تركيزه السابق على ملفات مثل أوكرانيا وغزة.

قمة الـ20

تمثل قمة مجموعة الـ20 المقبلة خلفية سياسية محورية لزيارة رامافوزا إلى واشنطن. فبينما تأمل جنوب أفريقيا أن تُتوج رئاستها الدورية للمجموعة بتنظيم قمة تاريخية هي الأولى على أراضي القارة الأفريقية، جاء تلويح الرئيس ترامب بمقاطعة القمة ليعكّر هذه التطلعات، ويضغط دبلوماسيا على بريتوريا في أكثر من ملف.

في هذا السياق، يرى محللون أن رامافوزا يسعى من خلال زيارته الحالية إلى إقناع إدارة ترامب بإعادة النظر في قرار المقاطعة، لأن غياب الولايات المتحدة من شأنه أن يُفقد القمة توازنها السياسي ويقلل من فرص خروجها بقرارات قوية. كما قد يبدو كفشل رمزي في إدارة التوازنات الدولية، في وقت تتسابق فيه دول مثل الصين وروسيا لملء الفراغ في أفريقيا وتقديم نفسها كشركاء أكثر موثوقية في أعين دول القارة.

ويقول المحلل السياسي يعقوب إن رامافوزا يعي جيدا أن إقناع واشنطن بالمشاركة يمثل أولوية قصوى، لتفادي أي إحراج دبلوماسي وضمان حضور دولي وازن يعيد التأكيد على دور ومكانة جنوب أفريقيا على المستويين القاري والعالمي.

من جهته، يشرح الباحث الغويل أن موقف إدارة ترامب من هذه القمة لا يرتبط فقط بسياسات جنوب أفريقيا الداخلية، وتحديدا قانون إصلاح الأراضي، بل يعكس أيضا رد فعل غاضبا على مواقف بريتوريا في السياسة الخارجية.

ويشير إلى أن رفع جنوب أفريقيا دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة في غزة، كان نقطة تحوّل في نظرة واشنطن للعلاقات الثنائية، وهو ما انعكس في التلويح بالمقاطعة ومحاولة عزل بريتوريا سياسيا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أذكار الصباح اليوم الخميس 22 مايو 2025.. «أعوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق»
  • أعوذ بكلمات اللّه التّامّات من شرّ ما خلق.. دعاء الصباح اليوم الخميس «ردده الآن»
  • عائلات الأسرى بغزة: نتنياهو لا يملك خطة حقيقية.. والحكومة تضلل الجمهور
  • خبراء: رامافوزا يملك الفرصة ليضع ترامب في حجمه الحقيقي أمام العالم
  • قصة مؤثرة لبنجلاديشي يحج نيابة عن والدته المتوفاة ..فيديو
  • بكلمات مؤثرة... صعب للدراسات تنعى رئيسة نقابة اتحاد الناشرين في لبنان
  • محسن الدين.. قصة مؤثرة لبنجلاديشي يحج نيابة عن والدته الراحلة
  • محمد وكريم في النيابة.. ابنا محمود عبد العزيز يدليان بأقوالهما ضد بوسي شلبي
  • عميد طب المنصورة ناعيا الدكتور عبد الحليم الطنطاوي: فقدنا عالما عظيما
  • شاب سوري يقتل والدته بعد الاعتداء عليها ضرباً