بوابة الوفد:
2025-07-07@19:40:25 GMT

قواعد الاشتباك

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

إن قواعد الاشتباك مفهوم ومصطلح متداول فى المجال العسكرى ويدرس فى العلوم العسكرية، ويقصد بها القواعد التى يلتزم بها الجيش فى استعمال القوة أثناء أى عملية عسكرية سواء على المستوى الوطنى أو الإقليمى أو العالمى فى نزاعات مسلحة أو مهام لحفظ السلام، ولقواعد الاشتباك أبعاد قانونية وعسكرية واستراتيجية وسياسية، والأمم المتحدة تقول إن المبدأ الأساسى الذى يحكم استخدام القوة هو ألا تستعمل إلا إذا كانت مبررة وضرورية وما عدا ذلك، فإن أى قوة لا تكون فى هذا السياق يعد استعمالها ضد الآخر اعتداء هذا هو مفهوم الأمم المتحدة عن قواعد الاشتباك.


لا شك فى أن فحوى هذا المبدأ هو من مبادئ شريعتنا منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، فالحرب فى حق لدينا شريعة ومن السموم الناقعات دواء، فعندما يكون هناك حق فهناك قواعد ومحددات ألزمنا بها شرعنا، حيث أوصانا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام فى الحروب فقال، لا تقطعوا شجرة، ولا تقتلوا امرأة ولا صبياً ولا وليداً ولا شيخاً كبيراً ولا مريضاً ولا تمثلوا بالجثث ولا تسرفوا فى القتل ولا تهدموا معبداً ولا تخربوا بناء عامراً، حتى البعير والبقر لا تذبح إلا للأكل.
ثم جاء بعد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام أبوبكر الصديق حيث كانت وصيته للجنود قوله لا تخونوا ولاتغلوا ولاتغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تخربوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة إلا لمأكلة وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، إلى آخر الوصية.
هذه هى شريعتنا فى الحرب، فإن كان لنا حق، فالحرب فى حق لدينا شريعة ومن السموم الناقعات دواء، والحق ليس مطلقاً ولكنه محدد بقواعد إنسانية، حددها الشرع منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، وهو ما يسمى فى عصرنا الحاضر بقواعد الاشتباك، وهو ما أقرت به الأمم المتحدة.
إن ما نراه اليوم فى غزة قد تعدى كل الحدود فلا قواعد تحكم قوة الاحتلال فقد دمر كل شىء البشر والحجر والشجر وهدم البنايات على أهلها، وقطع عنهم الماء والغذاء والدواء حتى الهواء، فالكل تحت الأنقاض والأمم المتحدة التى وضعت قواعد الاشتباك أصبحت أسيرة لقوى الشر التى ترى أن لها الحق فى أن تفعل ما تشاء بلا رقيب أو حسيب، ومن عجب أن هذه القوى تدعى أنها تمثل الحرية والحضارة وتدعو إلى حقوق الإنسان فأى حق تنادون به، وقد اعتديتم على كل ما خلق الله من بشر وحجر وشجر، ولم تعلموا أن كل شيء يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحه، (تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً) آية 44 سورة الإسراء. 
هذه هى الحضارة التى يدعى الغرب أنه صنعها، إنها حضارة منحدرة تحت أنقاض الأخلاق التى هدمها الغرب بنفسه وجعلها خرائب، أنها حضارة مرتجفة ومنحدرة إلى سفوح الجاهلية الأولى أنها حضارة لا أخلاقية وتتجاهل كل حقوق الإنسان وفى حروبها تتخطى كل قواعد الاشتباك.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حقوق الإنسان قواعد الاشتباك الأمم المتحدة رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام قواعد الاشتباک

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: إدخار الجهد "وبذل " العطاء !!

 

 

نحن فى مصر فى أشد الإحتياج لبذل العطاء فيما نقوم به من عمل – مطلوب أن نعود كما كنا نشتهر به بالإتقان فى المهنة وفى الحرفة وفى (الصنعة) اليوم غير الأمس !!
اليوم من الصعب أن تجد (أسطى) مبيض أو (أسطى) نجار أو (أسطى) ميكانيكى أو (أسطى ) خراط !!
اليوم صعب أن نجد (بنائين) متميزين وكان الماضى القريب –هناك "مقاهى" تجمع أهل الحرف وأهل المهن –يمكننا أن (نبيت) عليهم  -بمقدم مصنعيات فنذهب إلى مقهى (النقاشين) ونسأل عن (أسطى ) فنجد العشرات –ونتفاوض على سعر المتر "نقاشة" بلاستك أو زيت كما كانوا (يسمونه ) ويدفع (الزبون ) مقدم أتعاب تسمى (تبييتة) لكى يحضر الأسطى ومعه مساعديه "وصبيانه" فى الموعد المحدد لبدء العمل ويتم العمل بإتقان دون مراقبة من صاحب العمل –حتى ينتهى العمل يأخذ (الأسطى) حقه (بقية أتعابه) !! ويعود لمقهاه !!

 

وهكذا بقية الحرف التى إندثرت ليست كمهنة –لكنها إندثرت (كأسطوات) وكمهنيين محترفين -وكانت هناك حرفة (الرفا) لرفى أو ترميم الملابس التى تعرضت للقطع أو للقدم !!
كان هناك حرفيون فى مهن مثل "مبيض النحاس" –"والمكوجية" –"والقهوجية" "والخيامية" ونجارين المسلح والحدادين "والفورمجية"- والسباكين  "السباكة" "والكهربائية".
مع (رؤساء الطبلية) وهم عمال الخرسانة المسلحة –كل هذه المهن المصرية الأصل والمنبع كلها أصبحت فى خبر كان !!
لأن المجتمع تحول إلى وسائل الإستهلاك السريع – وإلى عدم "الإتقان" ويقال أن "إدخار الجهد ضد بذل العطاء" وهذا غير صحيح –فإن إدخار الجهد يتمثل فى إعطاء (العيش لخبازه) مثل شعبى  -ومفيش داعى (للمقاوحة) فى القيام بعمل لا نتقنه ولا نعلم عنه إلا القليل لأن هذا يدخل فى بند (النصب) حينما يتقدم أحد للقيام بعمل لا يعلمه !!
ولكن العملية هى (مقاوحة) فى تنفيذ ما لانعلم ألياته أو أدوات تنفيذه !!
إلا أننا نتميز بهذه الخاصية القبيحة فى ظل عدم (بذل العطاء) فيما نعلم عنه وتعلمناه !!
إن إدخار الجهد يرتبط بأن ننشىء مرة أخرى بإسلوب حديث مراكز لخدمة التعلم  للمهن التى نحتاجها ويشتد الإحتياج إليها –ولكن عناصرها البشرية إندثرت للأسف الشديد بين الهجرة للدول العربية وبين الموروث الخاطىء بأن صاحب المهنة "غلبان" – ويندرج تحت بند أو إسم الطبقات الدنيا فى المجتمع !
 أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
Hammad [email protected]

مقالات مشابهة

  • قواعد أوروبية جديدة مقترحة لأمتعة اليد على متن الطائرات
  • د.حماد عبدالله يكتب: إدخار الجهد "وبذل " العطاء !!
  • مسلم يطرح أحدث أغنياته "لقيتك شر"
  • 3أيام.. و"حكايات المستأجرين"
  • المغني مسلم يطرح أحدث أغنياته لقيتك شر | شاهد
  • اليد على الزناد -لا تخسروا الحركات!
  • بعد مرور 1056 عاما على تأسيسها.. محافظة القاهرة تحتفل بعيدها القومي
  • 9 خطوات لتجنب حرائق التكييفات داخل العقارات السكنية
  • التلغراف: تكتم اسرائيلي حول 5 قواعد عسكرية ضربتها ايران
  • أحداث المعجرة التى وقعت يوم عاشوراء.. الأزهر يوضحها