قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم إن هناك فرقا بين الشخصية الاعتبارية كالبنوك والدولة وبين الشخصية الفردية في المعاملات المالية، حيث إن القرض صنفه الفقهاء على أنه من عقود الإرفاق، أما البنك فلا، لأن عمل البنوك لا يقوم على الاقتراض بهذا المعنى، وإنما القصد الوكالة عن المودع في استثمار ماله، فالعلاقة ليست علاقة قرض بين البنك والمودع، بل هي علاقة استثمار، فما يأخذه العميل هو في إطار الربح الحلال.

جاء ذلك خلال لقاء المفتي الأسبوعي في برنامج "للفتوى حكاية" مع الإعلامي شريف فؤاد على فضائية "قناة الناس"، مضيفا أن عقود التمويل الاستثمارية بين البنوك والهيئات العامة وبين الأفراد والمؤسسات، التي يتقرر التمويل فيها بناءً على دراسات الجدوى للمشاريع والاستثمارات المختلفة لا تُعد من الربا المحرَّم، بل هي عقودٌ جديدةٌ تحقق مصالح أطرافها"، مشيرًا إلى أن الذي عليه الفتوى أنه يجوز استحداث عقودٍ جديدةٍ مِن غير المسمَّاة في الفقه الموروث، ما دامت خاليةً من الغرر والضرر، محققةً لمصالح أطرافها.

وأكد المفتي أن الذي استقرت عليه الفتوى في دار الإفتاء المصرية بدءًا من الشيخ محمد سيد طنطاوي وحتى الآن، أن السحب والإيداع في البنوك هو من باب عقود التمويل المستحدثة لا القروض التي تجر النفع المحرَّم، ولا علاقة لها بالربا.

وأشار فضيلته إلى أن العلاقة بين البنوك والمتعاملين معها يتم تصويرها على أنها من باب "التمويل"، ولا علاقة لها بالربا المحرم الذي وَرَدَت حُرْمته في صريحِ الكتابِ والسُّنة، والذي أجمَعَت الأمةُ على تحريمه، مشيرًا إلى أن العلماء قصدوا إلى إظهار الرضا الصحيح من العقد، حيث إن العقود الأصل فيها الرضا بمعنى لا تدليس ولا نزاع ولا جهالة ولا غش، وغيرها من الضوابط والمعايير التي رسختها الشريعة الإسلامية.

وعن الاقتراض من البنوك، أوضح فضيلة المفتي جوازه ومشروعيته عند الضرورة الشديدة والحاجة الملحة، بحيث تعد الحياة شاقة بدونه، وهذه المشروعية أتت من الحاجة الشديدة، مشددًا على عدم نسيان مسئولية أفراد المجتمع تجاه بعضهم البعض.

واختتم مفتي الجمهورية حواره مطالبًا جموع المصريين ومشجِّعًا إياهم على الإقبال على عمليات الادِّخار والاستثمار في البنوك تحت مظلة الدولة لدعم الاقتصاد المصري، ولدعم المشروعات الوطنية النافعة التي تخدم عامة المجتمع وتفيده، مؤكدًا أن دعم الاقتصاد الرسمي واجب ديني ووطني.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المعاملات البنكية دار الإفتاء رئيس الأمانة مفتي الجمهورية

إقرأ أيضاً:

هاني خليفة عن علاقة الممثل والمخرج: "تحمل في طياتها صراعات داخلية"

على هامش فعاليات منصة سيني جونة  X O West والتي تُعقد على مدار يومين 9 و10 يونيو الجاري، وتتضمن برنامجًا حافلًا من ورش العمل والجلسات النقاشية وذلك بهدف ضمان مشاركة الخبرات والمعرفة من خبراء قطاع السينما مع المواهب الشابة على مدار العام بما يساهم في تطوير صناعة السينما في مصر.

قال المخرج هاني خليفة أن العلاقة بين المخرج والممثل تحمل في طياتها صراعات داخلية، حيث يرى كل منهما الآخر من منظور مختلف. 

 

وأضاف خليفة خلال "الماستر كلاس" التي عقدت على هامش فعاليات منصة سيني جونة تحت عنوان "توجيه الممثلين"، بحضور لفيف من الفنانين والمهتمين بتعلم فنون الإخراج من الشباب، أن التمثيل هو أن تعيش بصدق في ظروف متخيلة، وأنه إذا لم يجرب المخرج التمثيل أو دراسة التمثيل، فسيظل الممثل بالنسبة له كائنًا غامضًا.

وأكد أن الإلهام هو جوهر توجيه الممثل، قائلًا: "ليس هناك وصفة سحرية لتوجيه الممثل، بل نحن نفتح أبواب الخيال، فالخيال هو كل شيء. يمكن أن أقول للممثل في لحظة ما أن هذه هي الأدوات التي أستطيع التعامل بها، وأدعوه لتخيل ما سيفعله بالتحديد في الدور الذي سيقوم به".

وأشار إلى أن الأخطاء في الفنون قد تكون محمودة أحيانًا، بعكس المهن الأخرى، حيث يجب التعامل معها بحكمة وقبولها، وعدم الدخول بأفكار مسبقة. وأضاف أن فهم المخرج لكيفية تفكير الممثل والصعوبات التي يواجها هو أمر ضروري، مشددًا على أهمية تقدير هشاشة الوضع الذي يكون فيه الممثل، وربما القيام بالتمثيل في ورش عمل.

وخلال الجلسة تحدث خليفة عن تأثير سانفورد مايزنر، أحد أكثر مدربي التمثيل تأثيرًا في القرن العشرين، وتقنيته الشهيرة "التكرار" التي تهدف إلى تحرير الممثل من مراقبة نفسه. وأكد أن أسوأ شيء في التمثيل هو أن يؤدي الممثل من دماغه.

أوضح خليفة أن هناك صراعًا بين الممثل والمخرج، حيث يأتي كل منهما من عالم مختلف، وهناك نوع من الحسد للفنان. وأكد أن المخرج يجب أن يرى الجوانب الجيدة عند الممثل التي تتناسب مع الدور. وأشار إلى أن المخرج لديه سلطة كبيرة، حيث يختار الأدوار الثانوية ويجد حلولًا لكافة العراقيل، وجزء من وظيفته هو حماية الممثل.

وأكد أن مايزنر أشار إلى أن الممثل يجب ألا يقيم نفسه، وأن يترك ثقته في المخرج، موضحًا أن الثقة بين المخرج والممثل ضرورية لتحقيق أداء ساحر. كما أوضح أن المخرج يجب أن يعطي التوجيه للممثل بصمت، حتى لا يحرجه أمام الآخرين.

ولفت خليفة أنه يجب على المخرج تجنب السلوكيات غير الإنسانية ووسائل الضغط على الممثل، موضحًا أنه يدرك تمامًا هشاشة الممثل. وأكد أن العنف في العمل لا يخرج أداءً أفضل.

وأشار خليفة إلى أن الإخراج أنواع، وأن أجمل شيء في الممثل هو أنه آلة إبداع متفردة، يجب على المخرجين تعلم كيفية التعامل معها. واختتم بقوله: "لا بد أن أحب الممثل فعلًا، فالمغامرة معه عادة ما تأتي بنتائج مبهرة لم نكن نتوقعها".

وأوضح أيضا اختلاف أساليب التعامل مع الممثلين، حيث يتبع بعض المخرجين طرقًا نفسية أو عدوانية. وأوضح أنه يفضل التحضير للمشهد دون إخبار الممثل بالأداء المطلوب، ليبقى دائمًا في حالة تفكير وإبداع.

وشارك خليفة تجربته مع واحدة من أسوأ البروفات التي مر بها، حيث ظهر على وجهه عدم الرضا مما تسبب في انهيار الممثل الذي امامه. وأكد أن المخرج هو سند الممثل وظهره، ويجب أن يحميه دائمًا.

ومن المتوقع أن تُساهم مبادرة "سيني جونة × O West" في تنشيط صناعة الأفلام العربية وتعزيز مكانتها على المستوى الدولي.
 

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس يهنئ مفتي الجمهورية بعيد الأضحى
  • وزير العمل يبارك إطلاق وجبة جديدة من القروض ويدعو مستفيديها لتحويلها إلى مشاريع ناجحة
  • ابو لحوم: أمريكا تستحوذ على كل المعلومات البنكية في اليمن
  • أبو لحوم: الوكالة الأمريكية للتنمية هي من تستحوذ حتى الآن على كل المعلومات البنكية في اليمن
  • المفتى: الحج من العبادات التي بها مشقة والإسلام جعل مبناها التيسير
  • مفتي الجمهورية في ندوة الحج الكبرى بمكة المكرمة: التيسير في الدين ينشأ عن رسوخٍ في العلم
  • مفتي الجمهورية: التيسير في الدين ينشأ عن رسوخٍ في العلم
  • مفتي المملكة: مَن لم يستخرج تصريح الحج «آثم»
  • "أم سيتي".. والعلاقة المحرمة بوالد رمسيس الثاني!
  • هاني خليفة عن علاقة الممثل والمخرج: "تحمل في طياتها صراعات داخلية"