أعلن الاتحاد الأوروبي، عن تخصيص 210 ملايين يورو لمساعدة موريتانيا في مكافحة مهربي البشر وردع قوارب المهاجرين عن الإقلاع، مع ارتفاع حاد في عدد الأشخاص الذين يحاولون عبور المحيط الأطلسي الخطير من غرب أفريقيا إلى أوروبا.

كما أشارت موريتانيا، خلال اجتماع مع مسؤولين أوروبيين في عاصمتها الساحلية نواكشوط، إلى أنها نفسها تكافح بشكل متزايد للتعامل مع العدد المتزايد من المهاجرين واللاجئين الذين يدخلون حدودها مع تراجع الأمن في منطقة الساحل.

أعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين عن تمويل إضافي للهجرة، وكذلك للمساعدات الإنسانية وخلق فرص العمل، حيث التقت بالرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.

وقالت فون دير لاين للصحفيين بينما كانت تقف بجوار غزواني وسانشيز في بيان تم بثه على الهواء مباشرة، إن انعدام الأمن ونقص الفرص الاقتصادية في المنطقة يدفعان الكثير من الناس إلى الهجرة وهذا يتسبب في وقوع الكثيرين في فخ المهربين الساخرين ويعرض حياتهم للخطر."

وبينما جدد الزعيم الموريتاني التزامه بالعمل مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي لوقف مغادرة المهاجرين، سلط الضوء أيضا على التكلفة التي تتحملها بلاده.

وقال الغزواني إن "موريتانيا تدفع ثمناً باهظاً في إدارة تدفقات الهجرة"، مضيفاً أن بلاده تستضيف بالفعل 150 ألف لاجئ من مالي المجاورة، وهي ليست مجرد دولة عبور فحسب، بل وجهة للمهاجرين.

وقد تم الترحيب بموريتانيا، إحدى أكثر الدول استقرارًا في منطقة الساحل، باعتبارها شريكًا رئيسيًا في الحرب ضد الإرهاب، وأعلنت فون دير لاين عن مبلغ إضافي قدره 22 مليون يورو لإنشاء كتيبة جديدة لمكافحة الإرهاب في موريتانيا ستقوم بدوريات على الحدود مع المناطق المضطربة مالي.

وقال سانشيز: "إننا نشهد سقوط الحكومات الديمقراطية، وتزايد الهجمات الإرهابية، وارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين داخلياً، وتفاقم أزمة الأمن الغذائي الحادة بالفعل أدرك جيدا أن موريتانيا تقف في الخط الأمامي أمام كل العواقب".

أصبحت جزر الكناري الإسبانية على نحو متزايد نقطة انطلاق للمهاجرين واللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا القارية من غرب أفريقيا. 

وفي شهر يناير وحده، وصل حوالي 7270 مهاجرًا إلى الأرخبيل، وهو نفس العدد تقريبًا في الأشهر الستة الأولى من عام 2023.

وقالت فون دير لاين إن الطريق الأطلسي إلى أوروبا هو أحد أكثر الطرق دموية في العالم.

 في الواقع، ليس من غير المألوف أن تختفي قوارب بأكملها في المحيط الأطلسي، مع ظهور عدد قليل منها في بعض الأحيان بعد أشهر على الجانب الآخر من المحيط دون أي ناجين.

وكانت جزر الكناري تعاني بالفعل من عدد قياسي من الوافدين العام الماضي حيث وصل ما يقرب من 40 ألف شخص إلى شواطئها على متن قوارب معظمها من السنغال.

 وفي هذا العام، ارتفعت مرة أخرى حالات المغادرة من موريتانيا، التي بدت تحت السيطرة خلال معظم العام الماضي.

وعلى الرغم من وجود دوريات إسبانية وموريتانية على الساحل، فإن غالبية المهاجرين الوافدين إلى جزر الكناري هذا العام غادروا الدولة الفقيرة.

 وفي حين أن العديد من الوافدين هم مواطنون من مالي والسنغال، فإن عدداً متزايداً من الشباب الموريتانيين يستقلون القوارب أيضاً.

وإلى جانب الإعلان عن المزيد من الأموال للهجرة والأمن، أعلن الزعيمان الأوروبيان عن سلسلة من مشاريع التمويل والتنمية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا كجزء من مبادرة الاتحاد الأوروبي لانتقال الطاقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مكافحة مهربي أوروبا موريتانيا الاتحاد الأوروبی فون دیر لاین

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد تشديد الاتحاد الأوروبي لهجته حيال إسرائيل؟

شدد قادة دول الاتحاد الأوروبي لهجتهم حيال إسرائيل خلال الأسبوع الحالي بعد عمليات قصف جديدة حصدت مئات الشهداء في قطاع غزة، لكن يبقى معرفة مدى التأثير الملموس لهذا التغيير في اللهجة.

وبدا الأمر جليا يوم الاثنين الماضي مع انتقاد ألمانيا -وهي حليف دائم لإسرائيل- تكثيف الاحتلال هجومه على قطاع غزة، مع إعلان مستشارها فريدريش ميرتس أنه لم يعد يفهم هدف الجيش الإسرائيلي محذرا من أنه لن يتمكن بعد الآن من دعم حكومة نتنياهو الصادرة بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.

وقال ميرتس إن "الطريقة التي تضرر جراءها السكان المدنيون، كما هي الحال بشكل متزايد في الأيام الأخيرة، لم يعد ممكنا تبريرها بمحاربة حماس".

وقد وجدت لهجة برلين الصارمة الجديدة صدى أول أمس في بروكسل، حيث وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، الألمانية أورسولا فون دير لاين، هجمات الأيام الماضية على البنية التحتية المدنية في غزة بأنها "بغيضة وغير متكافئة".

ووصف دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي هذه اللهجة بأنها "قوية وغير مسبوقة" من رئيسة المفوضية التي انحازت لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة.

ورأى هذا المسؤول أن التفسير لذلك هو "تغيير ميرتس للموقف" في بروكسل.

إعلان

ومن جانبه قال جوليان بارنز-داسي، رئيس برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في بودكاست للمركز البحثي، إن الأسابيع الأخيرة شهدت تحولا ملحوظا للغاية، معتبرا أن ذلك يعكس تغيرا جذريا في الرأي العام الأوروبي.

انقسامات طويلة الأمد

لكن تحويل الأقوال أفعالا مسألة أخرى تماما، فقد رفضت ألمانيا -المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة- هذا الأسبوع الدعوات إلى وقف مبيعات الأسلحة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لكن، وفي تهديد غير مباشر أول أمس، حذّر وزير خارجيتها إسرائيل من تجاوز الحدود.

وقال يوهان فاديفول "ندافع عن سيادة القانون في كل مكان، وكذلك عن القانون الإنساني الدولي. وعندما نرى انتهاكا له سنتدخل بالطبع، ولن نوفر أسلحة تمكّن من ارتكاب المزيد من الانتهاكات".

ولطالما واجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في التأثير على الصراع في الشرق الأوسط بسبب الانقسامات الطويلة الأمد بين الدول الداعمة لإسرائيل، وتلك التي تعتبر الأكثر تأييدا للفلسطينيين.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن الأسبوع الماضي إطلاق مراجعة لتحديد ما إذا كانت إسرائيل تلتزم مبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة أيدتها 17 دولةً من أصل 27 في التكتل.

وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس -أمس- إنها تأمل في عرض خيارات بشأن الخطوات التالية على وزراء الخارجية في اجتماع يعقد في 23 يونيو/حزيران في بروكسل.

ويتطلب تعليق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل إجماعا بين الدول الأعضاء، وهو ما يراه دبلوماسيون أمرا مستحيلا.

ويعد التكتل أكبر شريك تجاري لإسرائيل، إذ بلغت قيمة تجارة السلع 42.6 مليار يورو عام 2024. وبلغت تجارة الخدمات 25.6 مليار يورو عام 2023.

وأكد دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي أنه لم يتضح بعد ما إذا كان هناك دعم كاف لهذه الخطوة، التي تتطلب تأييد 15 دولة عضوا، تمثل 65% من سكان الاتحاد.

إعلان

واعتبرت كريستينا كوش خبيرة شؤون الشرق الأوسط في مركز أبحاث صندوق مارشال الألماني أنه من السابق لأوانه الحديث عن تحول في السياسة الأوروبية.

ضغط دولي

في هذا الوقت، يتزايد الزخم لتكثيف الضغط على إسرائيل من دول تعد الأكثر انتقادا لها مثل إسبانيا وبلجيكا وأيرلندا.

وقال وزير خارجية بلجيكا ماكسيم بريفو "رأيي الشخصي أن الأمر أشبه بإبادة جماعية" موضحا "لا أعلم ما هي الفظائع الأخرى التي يجب أن تحدث قبل أن نجرؤ على استخدام هذه الكلمة".

وتواجه إسرائيل اتهامات متزايدة بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، أعربت عنها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية وعدد متزايد من الدول وفنانون من العالم بأسره، وتنفي إسرائيل قيامها بذلك.

وقد تكون الخطوة الملموسة المقبلة هي اعتراف أوسع بالدولة الفلسطينية، مع سعي فرنسا إلى المضي قدما بذلك قبل مؤتمر دولي في يونيو/حزيران المقبل.

وتساءل رئيس برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جوليان بارنز داسي "هل سيكون لذلك تأثير فوري؟ على الأرجح كلا" لكنه تدارك "أعتقد أنه سيكون له تأثير إذا أدركت إسرائيل أنها لم تعد تتمتع بالحرية التي كانت لها لفترة طويلة".

مقالات مشابهة

  • ماذا بعد تشديد الاتحاد الأوروبي لهجته حيال إسرائيل؟
  • السفير أحمد أبو زيد: العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي محورية
  • الاتحاد الأوروبي يعتمد صكوكا قانونية تدعم رفع العقوبات عن سوريا
  • الأهلي يتحرك لإغلاق أبواب الخليج أمام إمام عاشور بعقد تاريخي
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم مواجهة روسيا في البحر الأسود
  • «غرف دبي» تبحث آفاق التعاون التجاري مع الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي يؤكد ضرورة عدم تسييس المساعدات الإنسانية في غزة
  • زلزال يهز عمق المحيط قبالة سواحل المكسيك
  • وُصفت بـ "الفظيعة".. الاتحاد الأوروبي يرد على هجوم ترامب
  • «البودكاست» يسبق الهواء.. ومجتمعات «أون لاين» تتمسك بالأصالة