أكد مشاركون بمبادرة "رواد الشباب العربي" ضمن النسخة الثالثة من "الاجتماع العربي للقيادات الشابة" خلال أعمال القمة العالمية للحكومات بدبي، على أهمية التلاحم المجتمعي ودوره في رفع تنافسية المجتمعات وتطورها، ودور القيم العربية في تشكيل وتعزيز عناصر الهوية الوطنية للشباب، إلى جانب استعراض تجارب اجتماعية ملهمة لمجموعة من القيادات المتميزة في مختلف مجالات العمل التنموي.

- رأس المال الاجتماعي..
أكد الشاب خالد الجابري الخبير والمتخصص في الاقتصاد الجديد وبناء الشركات الناشئة، أن رأس المال الاجتماعي والذي يمثل قوة العلاقة بين المجتمعات العربية، يأتي نتيجة التعاضد والتعاون والتناغم الاجتماعي، موضحاً مفهوم رأس المال الاجتماعي عبر أربع محاور رئيسية وهي البيت، والاقتصاد، والمجتمع، والشعوب، فمن خلال البيت والأسرة نتعلم أن اتخاذ القرار لا يتعلق فقط بأهميته من ناحية العدل والمساواة بل تأتي قيمته في ضمان الرعاية، فالأسرة تعطي الشخص فكرة الاهتمام ورعاية الآخرين.

وفيما يتعلق بالاقتصاد، أشار الجابري إلى أن اقتصاد الأمة العربية يبلغ 5 تريليونات دولار مقارنة مع الاتحاد الأوروبي بالنسبة للناتج القومي الذي يبلغ 25 تريليون دولار، إلا أن فرص النمو في منطقتنا ما تزال كبيرة بالتطور والتقدم، والشعوب العربية قادرة على التنافس ولا سيما أن المنطقة العربية تمتلك تناغما كبيرا في الأسر والمجتمعات، وعلى مستوى المجتمعات والشعوب أشار الجابري إلى أهمية تناغم المجتمع، فحتى لو كان المجتمع متعلماً وواعياً ومثقفاً ولكنه غير متناغم فالأزمات ستحصل؛ فالمجتمع الحيوي هو مجتمع مثقف قوي بالقوة الناعمة وبالقوة المالية.

- تعزيز تلاحم الشباب..
من جانبها، أكدت إيمان الحاجي، الباحثة من المملكة العربية السعودية، أن رأس المال الحقيقي هو الإنسان بقدراته وتمكينه، والشباب الطموح القوي يستطيع صناعة المستقبل وتحدي المستحيل، واستثمار طاقات الشباب تكون بتمكينه برؤية مشتركة ومبادرات مبتكرة وتجمعات شبابية تعزز تلاحم وقوة الشباب العربي وتمسكه بهويته العربية.
وأشارت إيمان البلوشي إلى أهمية تعزيز الوعي بدور اللغة العربية في توحيد العالم العربي، داعية صناع المحتوى العرب إلى التركيز على الدعوة للاهتمام باللغة العربية، إلى جانب تكثيف الجهود بخصوص البحوث العلمية لتدريس اللغة العربية بأسلوب ترفيهي وممتع. 

- لغة الإنسانية..
فيما أشار محمد الحساني صانع محتوى باللغة العربية، والدكتور عبد الغفور المتخصص في الدراسات العربية، عضوا مجلس شباب اللغة العربية، إلى أن اللغة هي أساس التواصل والتعبير عن الذات وهي الحاضر الأول في كل لقاء إنساني، مشيرين إلى أن اللغة العربية تعتبر من أكثر اللغات تعبيراً عن الألفة والمحبة الإنسانية، ولها القدرة على تعزيز الحوار الإنساني بين الشعوب، حيث أكد الدكتور عبد الغفور أن للغة العربية منحته القدرة على التواصل مع ثقافة غنية بالقيم الأصيلة والأخلاق وفتحت أمامه أبواب من الثقافة والمعرفة والأدب، فيما نوه محمد الحساني إلى أهمية مجلس شباب اللغة العربية الذي يعتبر مبادرة شبابية مبتكرة ترسخ الاهتمام باللغة العربية وتعزز تمسك الشباب العربي بقيم الأصالة والعطاء والتسامح. 

- حراس الهوية واللغة..
من جانبه، قال رافي جروش، عضو مجلس شباب اللغة العربية، إن "لغتنا العربية تحتاج لحارس، حيث نجد الجيل الحالي يسعى إلى تعلم لغات أخرى، إذ ارتبطت كلمة تطوير الذات والتنمية البشرية بتعلم وإتقان اللغة الإنجليزية، بحجة أنها لغة عالمية الكل يحتاجها لدخول سوق العمل العربي والعالمي".
وتابع: "من مجلس شباب اللغة العربية نرى أن تعلم لغة أجنبية أمر لا يبعدنا عن هويتنا ولغتنا، فالمجتمع العربي مجتمع منفتح والمجتمع المنفتح لا يمكن المساس بأصالته ولغته ببضع كلمات أجنبية"، داعياً الشباب العربي أن يكونوا حراس اللغة العربية مع الاطلاع وتعلم لغات أخرى فالاختلاف نعمة والثراء الثقافي واللغوي يمنحها مناعة لغوية تساعدنا على استقامة لغتنا".

أخبار ذات صلة القرقاوي: مهمّة القمّة العالمية للحكومات التركيز على الفرص والمساحات الشاسعة من النمو نهيان بن مبارك: التميز عنوان القمة العالمية للحكومات

- منظمات المجتمع المدني..
فيما أشار الشاب رشيد، من المغرب، إلى دور الشباب في منظمات المجتمع المدني، وأهمية تعزيز الدعم المخصص لمنظمات المجتمع المدني، والعمل على تطوير مهارات وقدرات الشباب العاملين في هذه المنظمات، ولا سيما في ظل ما قدمته هذه المنظمات من جهود مشهود لها خلال الزلزال الذي ضرب المغرب حيث لعبت دوراً مهماً جنباً إلى جنب مع الجهود الحكومية في عمليات الإنقاذ ومساعدة الأهالي، مشيرا إلى ضرورة تعزيز مفهوم الشراكة بين هذه المنظمات والمؤسسات الحكومية.

- الثقافة والفن..
وسلط الروائي والكاتب المصري محمد فتحي، الضوء على دور الفن وأهميته في المجتمعات، وهو يحمل مسؤولية في تعزيز ثقافة المجتمع، والكشف عن السلبيات الموجودة فيه وإيجاد الحلول المناسبة لها، كما اعتبر أن من مهام الفن أيضا البحث عن الموهبة الشابة وفتح المجال لها لتحقيق طموحاتها.

- الحوار والتواصل..
وتحدث الإعلامي وصانع المحتوى علي آل سلوم عن تجربته في زيارة أكثر من 200 دولة حول العالم تعرف فيها على شعوب وثقافات العالم، وحرص من خلالها على نقل صورة مشرقة عن الهوية والقيم والمبادئ العربية، مشيراً إلى أهمية ابتعاد الشاب العربي عن النمطية فلكي تكون عربيا يجب عليك أن لا تتوقف عن المعرفة والبحث عن العلم، فحقيقة الإنسان العربي مبنية على الثقافة والحوار والتواصل والمعرفة.

- الاجتماع العربي للقيادات الشابة..

تحت رعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مركز الشباب العربي، انطلقت " فعاليات النسخة الثالثة من "الاجتماع العربي للقيادات الشابة" ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات، بحضور وزراء الشباب وقادة مؤسسات العمل الشبابي؛ ونخبة من القيادات الشابة في المنطقة والعالم. وتسلط هذه النسخة الضوء على دور القيم في تعزيز عناصر الهوية من خلال مجموعة من الجلسات والورش والعروض التقديمية المعنية بقطاع تمكين الشباب العربي والاستثمار في طاقاتهم وبناء قدراتهم، وسلطت الدور على دور الشباب في تعزيز التلاحم المجتمعي على مستوى الأفراد والمجتمعات لتعزيز تنافسيتهم وتقديم صورة أفضل عن الإنسان العربي إلى العالم.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التلاحم المجتمعي القمة العالمية للحكومات العالمیة للحکومات الشباب العربی رأس المال إلى أهمیة

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد ينمو والفقر يزيد

علي بن سالم كفيتان

أن ينمو الاقتصاد وتتراجع المديونية وتزداد الفوائض المالية، وفي الجانب الآخر زيادة في مستويات الفقر، وتقلص في فرص العمل، وارتفاع التضخم؛ فهذه معادلة بحاجة إلى إعادة النظر عن كثب، لمعرفة أين مكمن الخطأ؟

فعندما يزيد النمو الاقتصادي وتقل المديونيات، لا بد من انعكاس ذلك على الوضع الداخلي في هيئة ارتفاع الأجور، وزيادة فرص العمل، وتقليص الفقر والعوز، وهذا بدوره يقود إلى مستويات أعلى من الرفاه والرضا الاجتماعي. والعكس صحيح؛ ففي بلدان عدد سكانها قليل، ودخلها جيد نسبيًا من الثروات المتعددة، لم يعد مقبولًا أن يُضغط الناس لتحمل سياسات تقشفية ليس لها أفق محدد.

تُعد فترة الخمس سنوات كافية للحكم على توجهات الإصلاحات السياسية والاقتصادية في أي بلد، وهي كذلك تكفي لكي يشعر الناس بتحسن مستويات المعيشة، وارتفاع الدخل، وتوفر الفرص الوظيفية. إذ لا يمكن المضيّ أبعد من هذه المسافة دون تبعات أليمة، تكون عبارة عن انعكاس طبيعي لتفشي نشاطات غير حميدة، كالتهريب والإدمان، وحتى الانخراط في أعمال عابرة للحدود. فنشاط المنظمات التي تشجع على العنف ينمو ويترعرع في مثل هذه الظروف، ولا عجب أن نرى اليوم ارتفاعًا غير مسبوق في مستويات تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، ووصولها إلى العنصر النسائي، وهذا ما كشف عنه مؤخرًا مصدر مسؤول في الادعاء العام.

بات الشباب اليوم في سلة واحدة: من يملك مستويات تعليمية ومهارات عالية، ومن لا يملك، ولا خيار أمامهم سوى البدء من الرصيف، وتكفف الشركات المملوكة للوافدين في معظمها. وهؤلاء بدأوا في التفنن بإيذاء الشباب وإذلالهم في سبيل طلب لقمة العيش، ابتداءً من الأجور الزهيدة، والتسريح القسري، وانتهاءً بالمنافسة غير العادلة مع أبناء جلدتهم ممن ليس لديهم التزامات، مقارنةً بأبناء الوطن المطلوب منهم إعالة أسرهم، والزواج، وتأسيس بيت، وبناء الاستقرار الوظيفي.

كل هذه الظروف باتت معدومة اليوم، مما يولّد ارتباكًا فكريًا لدى هذه الطبقة المهمة من المجتمع؛ فالبعض استسلم، والبعض يقاوم الواقع، وفي داخله سخط كبير قد لا يُبديه، لكنه يظل كامنًا في نفسه وينمو مع الوقت، فكلما طالت المدة، تعاظم مستوى السخط وعدم الرضا، حتى يجد الظروف المناسبة للتعبير عنه، وهذا ما لا نرغب في الوصول إليه.

في آخر أغسطس من هذا العام 2025، يتم من جرى اختيارهم لقيادة أول حكومة في العهد المتجدد خمس سنوات في مناصبهم، ولا شك أن البعض قدّم مستويات عالية من الأداء في مؤسساتهم، والبعض ظل ساكنًا ولم يواكب التغيير، وركن للأساليب التقليدية، فناخت مؤسساتهم في منتصف الطريق، وقد يكون بعضها حُمّل ما لا يُطيق. والفئة الثالثة كانت ذات مردود سلبي انعكس على الوطن من خلال توليد الإحباط، ونمو السخط، ورسم الصورة الباهتة للوطن، والدفع بخيارات ضعيفة كحلول، والتمترس خلفها، والدفاع عنها باستماتة رغم رفضها من المجتمع، وعلو صوت عدم قبول تلك الممارسات الترقيعية التي لم تُفضِ إلى نتيجة.

ومن هنا، ومن واقع النهج السامي لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- في وضع مؤسسات تتابع وتُقيّم الأداء على مختلف المستويات في بلادنا، نتوقع تعديلًا جوهريًا في قادم الأيام، يُنصف المميزين من القيادات الوطنية التي أثبتت جدارتها، ويُنحي من أخفق، ويقود إلى تصحيح عاجل في بعض الملفات المهمة والحساسة.

علينا في المرحلة القادمة أن نراجع بتمعن منظومة الضرائب، ورفع الدعم عن الخدمات العامة، وسياسات التشغيل، ودراسة الأجور، وقانون الحماية الاجتماعية، وأن نمنحها الأولوية التي تستحق، وردم الفراغات التي ولدتها المرحلة الماضية، من خلال بعث الأمل في الشباب، وتعظيم مستويات القوى الناعمة كالإعلام الرصين الذي يحمل رسالة، والرياضة التي ترفع العلم في أهم الأحداث العالمية وبلوغ المنصات، والفن الإبداعي في مختلف المجالات. هذا بدوره يعظم الهوية، ويُرسّخ الولاء للتراب الوطني، ولا شك أن كل ما يُوجّه به المقام السامي -رعاه الله- يصب في هذا الاتجاه، ونحن على يقين أن جلالته يمنح الأولوية لمثل هذه التوجهات.

لا يمكن لأحد أن ينكر ما تحقق لتصحيح المسار الاقتصادي، ومكافحة الفساد، وهيكلة أجهزة الدولة، وتوحيد أنظمة التقاعد، وتأسيس نظم منصفة للتقييم الفردي والمؤسساتي في البلاد، في إطار التأسيس لمنهج العدالة الاجتماعية بين جميع أفراد المجتمع. وجميعها كانت مطالب ينادي بها الناس قبل يناير 2020، فأصبحت اليوم واقعًا ملموسًا، وتخضع بشكل دوري للتقييم والمراجعة، لما فيه صالح المواطن والمقيم في عُمان.

وحفظ الله بلادي.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لقاء لمجلس التلاحم القبلي بالحوك في الحديدة يناقش تعزيز التعبئة العامة والتحشيد
  • بمناسبة اليوم العربي.. ندوة متخصصة حول العمل التطوعي
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • تعزيزًا للتواصل المجتمعي.. جولة تعريفية لوفد البترول بمشروعات السويس الجديدة
  • وزير الري يؤكد أهمية تعزيز الفهم الشامل وتحسين أداء منظومة محطات رفع المياه
  • أهمية تعزيز ثقافة المشاركة السياسية للمرأة والشباب ندوة بإعلام الداخلة
  • الاقتصاد ينمو والفقر يزيد
  • وزير التعليم: تحديث مناهج اللغة العربية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي
  • وزير التربية التعليم يكشف آخر مستجدات تطوير منهج اللغة العربية برياض الأطفال والمرحلة الإعدادية
  • سفراء التطوير.. وزير التعليم يشهد انطلاق البرنامج التدريبي الموسع لمعلمي اللغة العربية عن المناهج المطورة