أكاذيب إسرائيل.. منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، لم تتوقف دولة الاحتلال الإسرائيلي ووسائل إعلامها عن بث الأكاذيب واختلاق الوقائع سواء على لسان بنيامين نتنياهو أو أعضاء حكومته، ووجدت هذه الأكاذيب من يصدقها ويتفوه بها في وسائل الإعلام العالمية.

وكانت آخر هذه الأكاذيب، ما روجته الحكومة الإسرائيلية، أمس الإثنين، عن استعادتها لأسيرين إسرائيليين لويس هر وفرناندو مرمان، من أيدي حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، برفح جنوب قطاع غزة.

حماس تكذب إسرائيل

من جانبه، كذّب القيادي في حركة «حماس»، أسامة حمدان، الرواية الإسرائيلية بشأن عملية قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة التي قادت إلى استعادة أسيرين إسرائيليين، قائلاً إن روايات صحفية ميدانية تؤكد أن الأسيرين الإسرائيليين اللذين زعم الاحتلال تحريرهما في مخيم الشابورة برفح جنوبي قطاع غزة، لم يكونا في حوزة الحركة وإنما لدى عائلة مدنية.

وقال أسامة حمدان -في مؤتمر صحفي من بيروت- أن تسويق وتضخيم ما حدث في ظل ما يواجهه جيش الاحتلال من انكسارات ومقاومة في مختلف محاور القتال يأتيان في إطار البحث عن إنجاز مفقود في مواجهة المقاومة، ومحاولة مفضوحة لرفع الروح المعنوية المنهارة لجيش الاحتلال وجنوده.

من خلاله، قال عضو بالمكتب السياسي لحركة حماس، إنّ الرواية التي يروج لها الاحتلال بشأن تحرير الأسيرين الإسرائيليين «كاذبة»، وتهدف إلى رفع المعنويات داخل الرأي العام الإسرائيلي.

كتائب القسامتفاصيل استعادة أسيرين إسرائيليين

وأوضح أن العملية الإسرائيلية «كانت عادية كون المحتجزين الإسرائيليين كانا في شقة مدنية وتم أسرهما من قبل مدنيين فلسطينيين في السابع من أكتوبر الماضي»، لافتًا إلى أنه لم يتم الاشتباك مع مقاتلي القسام كما زعم الاحتلال، نقلًا عن شهود عيان.

وأضاف أنه لم تحدث أي عملية ذات خصوصية في البناية التي يتواجد فيها الأسيران، حيث دخلت قوات الاحتلال بناء على معلومات استخبارية وأخذت الأسيرين دون حدوث أي عملية اشتباك.

إسرائيل لم تستطع الوصول إلى أي أسير لدى حماس

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تستطع الوصول إلى أيّ أسير لدى المقاومة وتحديدًا لدى كتائب عز الدين القسام منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وردًا على زعم نتنياهو بأنه قادر على الوصول إلى الأسرى وأنه لا حاجة لأي عملية تبادل، قال إن كتائب القسام عندما أعلنت عن عدد الأسرى أكدت وجود 250 أسيرًا لديها في البداية وأكدت وجود 50 آخرين عند جهات مختلفة بغزة.

وتابع، أن «احتجاز مثل هؤلاء الإسرائيليين ممكن في منطقة رفح كونها كانت من المناطق الآمنة خلال الفترة السابقة، ولهذا فإن المعلومات الاستخبارية هي من قادت إلى استعادتهم من قبل إسرائيل».

الجيش الإسرائيليالرواية الإسرائيلية

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن تمكنه من تحرير أسيرين في عملية سرية ومعقدة بمنطقة الشابورة في رفح جنوب قطاع غزة، بعد ارتكابه مجزرة راح ضحيتها نحو مئة شهيد فلسطيني جراء الغارات وإطلاق النار الذي واكب الهجوم على بناية سكنية في رفح.

وأشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن الأسيرين كانا محتجزين داخل شقة في رفح، وأنهما نقلا إلى مستشفى «شيبا» قرب تل أبيب بواسطة طائرة مروحية.

اقرأ أيضاًإسرائيل تتلاعب بـ«مطالب حماس».. وتعقيدات تواجه «مفاوضات القاهرة»

حماس: «الاحتلال لا يريد التوصل لهدنة وإنما متابعة جرائمه»

حماس: موقفنا هو موقف الدولة المصرية الرافض لأى محاولات تهجير

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاحتلال إسرائيل قوات الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي رئيس الوزراء الإسرائيلي حماس الانتهاكات الإسرائيلية حركة حماس العدوان الإسرائيلي جيش الاحتلال الإسرائيلي الكنيست الإسرائيلي الإحتلال الجيش الاسرائيلي الإسرائيليين القصف على غزة العدوان الإسرائيلي على غزة الطيران الإسرائيلي القوات الاسرائيلية إسرائيل وفلسطين إسرائيليين إسرائيل المحتلة غارات اسرائيلية على غزة هجوم حماس قوات الأحتلال أسرى إسرائيل لدى حماس تبادل أسرى الأسرى الإسرائيليون الشرطة الاسرائيلية حماس تقصف اسرائيل حماس اليوم حماس غزة اطلاق صواريخ على غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا

السفير د. عبدالله الأشعل

في صباح السابع من أكتوبر 2023 شنت قوات حماس هجومًا شاملًا وكاسحًا على منطقة غلاف غزة، وهي منطقة تابعة لغزة احتلها المستوطنون الذين رحلوا عن غزة عام 2005 تحت ضربات المقاومة. وكان هجوم حماس على القواعد والقوات الإسرائيلية برًا وبحرًا وجوًا. ولم تُفاجأ إسرائيل بالهجوم، ولكن فُوجئت بحجم الهجوم الذي لم تكن مستعدة له أمنيًا وعسكريًا. وأخذت المقاومة معها عددًا من المدنيين والعسكريين رهائن. وقد انقسم الموقف من الأطراف المختلفة من هذا الهجوم وتشعّب المواقف إلى ثلاثة:

الموقف الأول: منطق حماس من الهجوم.. الموقف الثاني: موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية وأولها السلطة.. الموقف الثالث: موقفنا من الحادث ووضعه في القانون الدولي.

أولًا: دوافع حماس ومنطقها في الهجوم

تسوق حماس سبعة دوافع لهجومها على القوات المعادية:

الأول: إن إسرائيل تعمدت إهانة الفلسطينيين منذ قيامها. الثاني: إن صبر حماس على جرائم إسرائيل خلال نحو سبعة عقود قد نُقِض، وتأكدت حماس أن السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ليست مؤقتة وعابرة، بل هي أساس المشروع الصهيوني. الثالث: تأكد لحماس أن إسرائيل خارج حدودها ليست مجرد سلطة احتلال وإنما تريد الأرض ولا تريد السكان.

الرابع: لاحظت حماس أن إسرائيل تقوم على الغضب والقوة، وأن المقاومة المسلحة هي أنسب رد على إسرائيل. الخامس: لاحظت حماس أن آليات النظام الدولي تحتال عليها إسرائيل، وأنها تفلت من العقاب، ولذلك توحشت. ورأت المقاومة أن الحلول عن طريق التفاوض غير مجدية. السادس: إن إسرائيل مصرّة على تفريغ فلسطين من أهلها.

وقدّرت حماس أن الجمهور الذي تُسيئ إسرائيل إليه سوف يعتبر المقاومة غير ذات جدوى، خاصةً وأن السلطة تعاديها وتعتبرها ذراع إيران في المنطقة قبل طوفان الأقصى، كما أن هجمات المستوطنين على المرابطين في المسجد الأقصى لا تتوقف. وسابعًا: تعتقد حماس أن من حقها الدفاع عن الشعب الفلسطيني، خاصة أن السلطة لا تحمي الفلسطينيين وليس لها جيش.

ثانيًا: موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية

 موقف إسرائيل: فوجئت إسرائيل بحجم وخطورة العملية، وشمولها البر والبحر والجو، وفوجئت بجرأة المقاومة وعدم خوفها من إسرائيل، ولأول مرة تأخذ رهائن، وهي محقة في ذلك بموجب المادة 12 من اتفاقية نيويورك لأخذ الرهائن عام 1979، وتعتبر إسرائيل أن المقاومة وسّعت هدفها من مجرد مقاومة الاحتلال إلى هدف تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. وهذه فرضية لاحظناها في رد إسرائيل، ولذلك بدأت إسرائيل حرب إبادة منظمة ضد غزة، مقدّمة لإبادة الشعب كلما حانت الفرصة.

ولما كانت المقاومة تمثّل الحق، وإسرائيل تمثل الباطل، فقد أظهرت إسرائيل بإبادتها للشعب بكافة الطرق غلًا وعقدًا وانتقامًا من تجرؤ غزة على توحش إسرائيل. وكلما نجحت المقاومة في كسر شوكة الجيش الصهيوني، ازداد حقده على المدنيين، أي كلما نجحت المقاومة في ساحات القتال، توحشت إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

 موقف أمريكا والاتحاد الأوروبي: نفس وجهة النظر الإسرائيلية تبنّتها أمريكا ومعظم الحلفاء الأوروبيين.

 

 موقف معظم الدول العربية: تابعت بألم البيانات الرسمية التي أصدرتها وزارات الخارجية العربية في معظم الدول، وتتضمن أمرين، الأول: إدانة هجوم حماس باعتباره عدوانًا على إسرائيل، ومبررًا لدفاع إسرائيل عن نفسها، على أساس أن الفعل مستحدث ورد الفعل مستحدث أيضًا، والثاني: إن بيانات الخارجية العربية أدانت هجمات حماس على المستوطنين، على أساس أن المستوطنين مدنيون كالفلسطينيين، ودعت هذه البيانات إلى المساواة بين المدنيين الفلسطينيين والمدنيين المستوطنين.

لعل هذه المقالة تبدّد الجهل بهذه الحقائق لدى من أصدر بيانات بهذا المعنى. أما من أصدر بيانات الإدانة على أساس التحالف مع أمريكا وإسرائيل، فقد ضلّ ضلالًا بعيدًا.

رأينا في وضع الحادث في القانون الدولي الحق أن الاحتلال طويل الأجل، خاصة إذا كان يستخدم الاحتلال ستارًا لإفراغ فلسطين من أهلها بل وإبادتهم، ليس له حقوق في القانون الدولي، بل للمقاومة أن تستخدم كل الوسائل، بما فيها أخذ الرهائن، أما الموقف الأمريكي، فقد تماهى مع الموقف الإسرائيلي، واقتربت منهما مواقف معظم الدول العربية، خاصة وأن الدول العربية اتخذت موقفًا معاديًا للمقاومة قبل الحادث بعام تقريبًا، عندما قررت الجامعة العربية أن المقاومة العربية بكل أجنحتها من قبيل "الإرهاب"، وهو موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول الغربية،
ولاحظنا أن الحكومات العربية وحدها تعادي المقاومة بسبب الضغوط الأمريكية، أما الشعوب العربية فكلها مجمعة على مساندة المقاومة ومساندة إيران ضد إسرائيل.

الخلاصة أن ضربة المقاومة ليست منقطعة الصلة عمّا قبلها من جرائم إسرائيل، ويكفي أن محكمة العدل الدولية أكدت في آرائها الاستشارية منذ عام 2004، وآخرها عام 2024، أن علاقة إسرائيل بأرض فلسطين خارج قرار التقسيم هي مجرد علاقة احتلال ويجب أن تنتهي، وأما ما تدّعيه إسرائيل بأن المقاومة اعتدت عليها مما أعطاها الحق في "الدفاع الشرعي"، وما ترتب على هذا الهجوم تتحمل مسؤوليته المقاومة، فذلك اتهام سياسي لا يسنده القانون، وكان يمكن للمقاومة أن تُنقذ غزة لو اعتذرت لإسرائيل! ثم إن إسرائيل، بمجاهرَتها بهدف القضاء على المقاومة، تُخالف القانون الدولي، وقد فصّلنا ذلك في مقال سابق.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "حماس" في الذكرى الأولى لاغتيال هنية: استشهاد القادة يزيدنا تمسكًا بالحقوق والثوابت
  • حماس تحيي الذكرى الأولى لاغتيال إسماعيل هنية
  • في ذكرى استشهاده.. حماس تُحيي إرث هنية.. ارتقى قائدًا كما عاش مقاومًا
  • خبير عسكري: تلويح إسرائيل باحتلال غزة محاولة لإحداث صدمة عند المقاومة
  • خبير إسرائيلي يوجه تحذيرا شديدا لجيش الاحتلال يتعلق بمصر والأردن
  • الحوثيون يقصفون تل أبيب.. وملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ (شاهد)
  • الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا
  • "حماس": تصريحات سموتريتش تكشف الطبيعة الاستيطانية لحكومة الاحتلال
  • حماس: العدو الصهيوني يصعد هجماته الوحشية بالتزامن مع يسميه هدنة إنسانية
  • إعلام إسرائيلي يتحدث عن تجنب كارثة في لواء محصن