أبوظبي: «الخليج»

تشجع أجواء فصل الشتاء الرائعة في دولة الإمارات على استخدام وسائل النقل البحري لا سيما التراثية منها، وتتمثل في «العَبْرات»، أو «العبّارات» كما تسمى أحياناً، والتي تعد أقدم وسائل النقل البحري وأكثرها تعلقاً بتراث دولة الإمارات.

وقد حجزت «العَبْرات» موقعها المهم بين وسائل النقل البحري في الدولة نظراً للمتعة التي تمنحها لركابها أثناء الرحلة البحرية، لتكون جولة لا تنسى في تفاصيل الماضي الجميل.

وتحرص الهيئات المعنية بوسائل النقل البحري في الدولة على الاعتناء بهذا النوع من وسائل النقل والارتقاء بالخدمات المقدمة به وإدخال أحدث الوسائل التقنية على هذه العَبْرات، والمزج بدقة بين تقديم وسائل نقل بمواصفات عصرية وفق أعلى درجات الأمن والسلامة، مع المحافظة على الطابع التراثي الأصيل في تصميمها والإبقاء على هُويّتها التاريخية الأصيلة.

ويزداد الإقبال على العَبْرات التراثية بالتزامن مع الدورة الرابعة من حملة "أجمل شتاء في العالم "التي تحمل هذا العام شعار «قصص لا تنسى» وتحفل ببرامج متنوعة وخطة مترعة بالأحداث والفعاليات التي تستهدف تنشيط السياحة الداخلية في مختلف أنحاء دولة الإمارات، واجتذاب السياح من كل العالم للاستمتاع بشتاء الإمارات، ومقوّمات الجذب التي توفرها الدولة لزوارها، وتجمع بين الاستمتاع بالمناخ المميز، وزيارة أهم المعالم الترفيهية والثقافية والطبيعية، وممارسة الأنشطة البيئية والرياضية والترفيهية المتنوعة.

تجربة ممتعة

حرصت إمارة أبوظبي على دعم خط النقل بالعَبْرات، حيث تتولى «أبوظبي البحرية»، الجهة المسؤولة عن إدارة وتنظيم الممرات المائية والمنظومة البحرية في الإمارة والتابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، مسؤولية إدارة عمليات العَبْرات البحرية وخدماتها في جميع الممرات المائية في الإمارة، وتقديم تجربة ممتعة للسياح والزوار المحليين، إذ تسير عمليات النقل بها في أبوظبي وفق خطين رئيسيين، وهما خدمة النقل البحري إلى جزيرة دلما التي تربط بين جزيرة دلما وميناء جبل الظنة في منطقة الظفرة، وخدمة النقل البحري العام إلى جزيرة العالية التي تربط بين جزيرتي العالية والسعديات.

وعززت «أبوظبي البحرية» النقل بالعَبْرات بإنشاء محطات لها، ورفع مهارات الموظفين وقدراتهم، وتطبيق أحدث الحلول الرقمية والمؤتمتة ضمن خدمات العبرات البحرية في الإمارة، والعمل على التحسين المستمر للخدمات وضمان أعلى مستويات الكفاءة الخاصة بالعبرات، وإثراء تجربة المستخدمين عبر توظيف الابتكار والحلول الرقمية المتطورة ومنها خدمة الحجز الرقمي للتذاكر، والربط مع الخدمات البحرية الأخرى.

كما دعمت «أبوظبي البحرية» خدمات العَبْرات بإضافة «عَبْرات» حديثة أسهمت في تحسين خدمات النقل البحري بجزيرة العالية وجزيرة دلما، وزيادة الطاقة الاستيعابية لأسطول نقل الركاب بنحو 70%، إلى جانب زيادة الطاقة الاستيعابية لنقل السيارات بنحو 40%. كما أسهم تصميمها المتطور واستخدامها لأحدث الحلول التقنية في رفع مستوى السلامة، وتقليص زمن الرحلة، وترشيد استهلاك الوقود، وتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 25%، ومن ثم توفير تجربة نقل بحري أفضل للمتعاملين.

إطلالات خلابة

ويحظى النقل البحري في دبي بإقبال كبير، حيث ينقل سنوياً أكثر من 14 مليون راكب على متن وسائل النقل البحري، أغلبهم من السياح الذين يلجؤون إلى هذا النوع من وسائل النقل للاستمتاع بتجربة سياحية مميزة، لا سيما مع ربط رحلات العبرات ببعض المناطق التراثية، مثل ربط منطقة ديرة القديمة ومنطقة برّ دبي والتنزّه في جولات سياحية في منطقة المرسى والمارينا ومنطقة الغبيبة.

وتتعدد أنواع العبرات العاملة في دبي، وتتضمن عبرات ذات محرك يعمل بالبترول، والكهربائية والمكيفة، وتسير العبرات المشغلة بالبترول في خور دبي بين منطقتي برّ دبي وديرة، أما الكهربائية فتسير رحلاتها في بحيرة برج خليفة والممر المائي في القرية العالمية.

وتنقل التراثية الركاب إلى 4 محطات رئيسية في الخور هي السبخة والسوق القديم وسوق الذهب وبر دبي، وتشرف هيئة الطرق والمواصلات في دبي على ترخيص التراثية والمشغلين كما تشرف على تنفيذ اشتراطات الأمن والسلامة.

وتتولّى إدارة النقل البحري في مؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، توفير خدمات نقل ركاب جماعية، حيث تخدم أكبر المناطق السياحية والمشاريع ذات الإطلالة الخلاّبة في الإمارة، وتتركز خدمات النقل البحري في منطقة خور دبي والقناة المائية ومرسى دبي، وتوفير رحلات سياحية لجزر العالم والفنادق الموجودة في نخلة جميرا، وربطها مع الخدمات والفنادق والوجهات السياحية الموجودة في القناة المائية، حيث تنتشر 53 محطة ومرفأ للنقل البحري موزعة في خور دبي وقناة دبي المائية وممتدة على طول ساحل الإمارة.

وتتميز العَبْرات باحتوائها على وسائل الراحة والأمان، فضلاً عن دخولها ميدان النقل المستدام المحافظ على البيئة بتصميم عَبْرات تعمل بالطاقة الشمسية لتصبح بذلك خضراء بلا انبعاثات، حيث وصلت نسبة الخضراء في دبي إلى نحو 50 في المئة من إجمالي المملوكة للهيئة. كما تحتوي على مستلزمات الإسعافات الأولية، وطفايات للحريق، مع الالتزام بقواعد سلامة الأطفال.

وتستثمر الهيئة في وسائل صديقة للبيئة، حيث تمتلك 17 وسيلة بحرية كهربائية وتتمتع بمستوى منخفض جداً من الضجيج وتوفر تجربة تنقل سياحية مميزة ومريحة للسياح والزوار خلال جولاتهم. وخدماتها، كذلك، تصل إلى المتعاملين في الوقت المحدد ولديها قنوات لتلقي طلبات السياح واحتياجاتهم واقتراحاتهم.

وفي العام الماضي دشنت الهيئة، التشغيل التجريبي لأول عَبْرة كهربائية ذاتية القيادة، تتسع لثمانية ركاب، صُنعها موظفو الهيئة في ورشة القرهود للصيانة البحرية، وروعي في تصميمها وتصنيعها الحفاظ على الهُويّة التراثية للعبرة، وانطلقت الرحلة الأولى على خور دبي، من محطة الجدّاف إلى محطة الفستيفال سيتي. وتتميز بعدم انبعاثات كربونية، وانخفاض كلف التشغيل والصيانة بنسبة 30%، وانعدام الضجيج مقارنة بالعبرات التي تعمل بالديزل، كما زودت بنظام تحكم ذاتي القيادة، وأربع بطاريات ليثيوم، قادرة على تشغيل العبرة لمدة سبع ساعات.

ولتعزيز النقل البحري بين إمارات الدولة استأنفت هيئة الطرق والمواصلات بدبي، في أغسطس العام الماضي، تشغيل خط النقل البحري عبر "فيري دبي"، بين دبي والشارقة، بواقع 8 رحلات في أيام الأسبوع و6 رحلات في أيام نهاية الأسبوع.

وينطلق الخط بين محطتي الغبيبة للنقل البحري في دبي ومحطة مربى الأحياء المائية في الشارقة، وتعد هذه الخدمة الوحيدة للنقل البحري بين دبي والإمارات الأخرى.

إقبال واسع

وتعدّ تجربة ركوب العبرات من التجارب المميزة في قناة القصباء بالشارقة، حيث تحرص القناة على توفير كل سبل ووسائل الراحة التي تجعل من ركوب العبرات تجربة لا تنسى، لجميع أفراد الأسرة.

وتضم قناة القصباء قناة مائية بعمق 5 أمتار وعرض 30 متراً وطول 1000 متر، حيث تمكن العبرات أو القوارب الزوار من القيام بجولة مميزة حول بحيرة الخان وقناة القصباء. وتتمتع جميع القوارب أو العبرات بكل مقاييس السلامة والأمن، ما يوفر أجواء متكاملة من الراحة والاستمتاع.

كما توفر إمارة عجمان خدمات النقل البحري بالعبرات، بين محطات الزوراء والراشدية والصفيا والمارينا. وتولي مؤسسة المواصلات العامة في عجمان اهتماماً كبيراً بالنقل البحري، لما له من دور فعال في إعادة رسم خريطة النقل المتكامل داخل الإمارة. كما تسعى لتطوير هذا القطاع المهم الذي يؤدي دوراً بارزاً في استقطاب فئات المجتمع من المقيمين والزوار.

إلى ذلك، أطلقت هيئة رأس الخيمة للمواصلات عام 2022 مشروع النقل البحري للركاب المتمثلة بالعَبْرة التراثية في خور رأس الخيمة والذي ينفّذ عبر أربع محطات رئيسية وهي (الكورنيش الأولى، والكورنيش الثانية، وهيلتون غاردن إن، ومنار مول)، ويهدف المشروع إلى توفير حلول نقل متنوعة تلبي احتياجات كافة شرائح المجتمع.

وزوّدت العبرة التراثية بكاميرات ذكية تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي ومرتبطة بمركز التحكم والرقابة الذكي لضمان أعلى مستويات الأمن والسلامة للمستخدمين. كما أن الكاميرات تعمل على رصد سلوك السائقين خلال عمليات الإبحار.

كما جهّزت وفقاً لأعلى معايير السلامة المعتمدة وتشمل سائقين مؤهلين ومرخصين، ومعدات السلامة البحرية، وأنظمة التتبع الإلكترونية GPS، والكاميرات الذكية، وإرشادات السلامة للمستخدمين، والاشتراطات البيئية، واشتراطات القيادة الآمنة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي السياحة وسائل النقل البحری النقل البحری فی فی الإمارة الع ب رات خور دبی فی دبی

إقرأ أيضاً:

الإمارات: استهداف السفن في البحر الأحمر دليل على حدوث اضطرابات في الشرايين البحرية

متابعات: «الخليج»


أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن التجارة العالمية بمثابة شريان الحياة لمليارات من الناس. وهي تلعب دوراً حيوياً في النهوض بالعمليات الإنسانية، والتنمية المستدامة، فضلاً عن الأمن الغذائي وأمن الطاقة.


وشددت على أن استهداف السفن في البحر الأحمر يمثل دليلاً حياً على كيفية حدوث اضطرابات في الشرايين البحرية الرئيسية في جميع أنحاء العالم.


وقال السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم للإمارات لدى الأمم المتحدة، في جلسة مجلس الأمن المفتوحة في اليونان، حول تعزيز الأمن البحري من خلال التعاون الدولي من أجل الاستقرار العالمي: «التجارة العالمية بمثابة شريان الحياة لمليارات من الناس. وهي تلعب دوراً حيوياً في النهوض بالعمليات الإنسانية، والتنمية المستدامة، فضلاً عن الأمن الغذائي وأمن الطاقة».

أهمية الأمن البحري

وأضاف: «بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقع في منطقة تنقل ما يقرب من ثلث الطاقة في العالم عن طريق البحر، فإن أهمية الأمن البحري أمر بالغ الأهمية».

وقال: «يمثل استهداف السفن في البحر الأحمر دليلاً حياً على كيفية حدوث اضطرابات في الشرايين البحرية الرئيسية في جميع أنحاء العالم».

وتابع: لذلك، تود الإمارات العربية المتحدة اليوم تقديم التوصيات التالية لبناء أمن بحري مرن:

أولاً: يجب أن يبقي المجلس قيد نظره الأنشطة المادية والرقمية التي قد تعطل الاستخدام الآمن والمشروع وغير المعاق للمياه الدولية.

مبدأ قانوني مهم

ويشمل ذلك حماية حرية الملاحة، وهو مبدأ مهم من مبادئ القانون الدولي يتعرض لتهديد متزايد من عدم الاستقرار الإقليمي والإرهاب والهجمات السيبرانية على البنية التحتية البحرية والجريمة المنظمة عبر الوطنية.

وفي هذا الصدد، يمكن إطلاع المجلس على الأطر الأمنية الإقليمية مثل هيكل ياوند للأمن البحري في خليج غينيا.

وأسهمت هذه المبادرة، من خلال تبادل المعلومات في الوقت الحقيقي وتنسيق العمليات، في انخفاض حوادث القرصنة الإقليمية.

ويوضح نجاحها كيف يمكن للتعاون المتعدد الأطراف المنظم أن يسفر عن نتائج أمنية ملموسة.

تبادل المعلومات عبر المياه الإقليمية والدولية


ثانياً: يجب أن نعمق التنسيق العملياتي وتبادل المعلومات عبر المياه الإقليمية والدولية.

ويشمل ذلك الاستفادة من خبرات المنظمة البحرية الدولية وأطرها لتعزيز التعاون البحري الإقليمي، وبناء القدرات المحلية، وتعزيز آليات الكشف عن التهديدات والاستجابة لها في الوقت الفعلي.

ولا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة مؤيدة ومبادرة لمبادرات الأمن البحري، وكان من دواعي سرورها استضافة الاجتماع الرفيع المستوى لمدونة جيبوتي لقواعد السلوك المعدلة في عام 2022، والذي ضم 20 دولة موقعة.

ولم يضع الاجتماع استراتيجية موحدة للتصدي للتهديدات البحرية المعقدة فحسب، بل مهد الطريق أيضا لتفعيل شبكة تبادل المعلومات.

ثالثاً: بما أن تغير المناخ يفاقم التهديدات للأمن البحري، ينبغي للمجلس أن يعمق وعيه بالمخاطر البحرية المتصلة بالمناخ.

يعد ارتفاع منسوب مياه البحر والعواصف الشديدة من بين العديد من التهديدات المتصاعدة للبنية التحتية الساحلية وممرات الشحن والنظم البيئية البحرية.

مخاطر الأمن البحري


أكد مؤتمر الأطراف 28، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة، كيف تعمل هذه الضغوط البيئية كمضاعفات للمخاطر، مما يزيد من نقاط الضعف في السياقات البحرية الهشة بالفعل.

وبالنظر إلى الروابط بين الأمن البحري والاستدامة البيئية، تدعو دولة الإمارات العربية المتحدة إلى زيادة التقارير من الأمين العام للأمم المتحدة حول مخاطر الأمن البحري المتعلقة بالمناخ والآثار المترتبة على السلام والأمن الدوليين.

إن فهم هذه الآثار المتتالية سيمكن المجلس من توقع التهديدات المحتملة واتخاذ إجراءات استباقية للتخفيف منها، وبالتالي تعزيز السلام والأمن الدوليين من خلال الاستقرار البحري العالمي.

وأخيراً، فإن بناء القدرة على الصمود يعني أيضاً اتباع نهج شامل للأنشطة البحرية.

مشاركة المرأة

سيكون الأمن البحري أكثر أماناً بمشاركة المرأة الكاملة والمتساوية والهادفة، على النحو المعترف به من قبل جمعية المرأة العربية في البحرية التابعة للمنظمة البحرية الدولية.

والأمن البحري مسؤولية جماعية.

ولذلك يجب علينا أن نعمل معاً لترجمة الالتزامات إلى أفعال من أجل بناء مستقبل بحري أكثر أمناً واستدامة للجميع.

مقالات مشابهة

  • جناح “غرفة أبوظبي” في “اصنع في الإمارات 2025” عزز مكانة أبوظبي كوجهة للأفكار والفرص
  • الإمارات تشارك في اجتماع مجموعة العمل الثقافية بمجموعة العشرين
  • رحلات حج وعمرة «فنكوش» ضبط القائمين على 6 شركات سياحية بالفيوم
  • الإمارات: استهداف السفن في البحر الأحمر دليل على حدوث اضطرابات في الشرايين البحرية
  • طيران الإمارات تشغل رحلات إضافية لموسم الحج وعيد الأضحى
  • ديوان المحاسبة يفتح ملفات النقل البحري.. تنويع الإيرادات وتشديد الرقابة على الأموال العامة
  • حمدان بن محمد يزور منتدى «اصنع في الإمارات 2025»
  • افتتاح جناح الإمارات في «جيتكس أوروبا 2025» في برلين
  • محمد الشرقي يلتقي وزير الثقافة المصري
  • أريام: «موسم طانطان» محطة مهمة