قليل من الإسرائيليين يعرفون زعيم حماس في غزة، ولكن ليس مثل من قام باستجوابه لأكثر من 150 ساعة عندما كان محتجزا في السجون الإسرائيلية.

يحيى السنوارضابط استجواب يحيى السنوار

مايكل كوبي، المدير السابق للتحقيقات في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الرجل الذي استجوب السنوار لعدد كبير من الوقت، من أجل معرفة الأسرار التي يخفيها، قال في أحد التصريحات الصحفية إن السنوار كانت لديه عيون قاتلة، ويفضل أن يموت شهيدا على أن يتكلم.

ويتذكر كوبي أن السنوار كان «قاسيًا» وخاليًا من المشاعر، ولكنه «ليس مريضًا نفسيًا».

ويضيف ضابط الشاباك السابق الذي استجوب السنوار في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات: «لقد كان نوعًا مختلفًا من المعتقلين».

وفي عام 1989 حكمت محكمة إسرائيلية على السنوار بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة لدوره في قتل جنديين إسرائيليين.

يحيى السنوارالسنوار في السجن

وفي وقت سجنه، كان السنوار رئيسًا لذراع الأمن الداخلي لحماس، ووفقًا لمصادر إسرائيلية وفلسطينية، كانت وظيفته هي التحقيق مع أعضاء حماس الذين يحتمل أن يكونوا يعملون مع الإسرائيليين.

وفي أوائل ديسمبر من هذا العام، قال الجيش الإسرائيلي إنه حاصر منزل السنوار في مسقط رأسه في خان يونس في النصف الجنوبي من قطاع غزة ولم يجدوه.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم 6 ديسمبر إن الأمر «مسألة وقت فقط» قبل تحديد مكانه. ووصف القادة العسكريون الإسرائيليون السنوار بأنه «رجل ميت يمشي».

ولا يزال مكان وجود السنوار على وجه التحديد مجهولا، ويعتقد مسؤولون إسرائيليون وآخرون إنه مختبئ في شبكة أنفاق حماس الواسعة أسفل قطاع غزة.

يحيى السنوارالقيادة السياسية لحركة حماس

وقال الدكتور مايكل ميلشتين، الذي كانت مهمته دراسة حماس وشخصيات رئيسية مثل السنوار عندما عمل في المخابرات الدفاعية الإسرائيلية من عام 1993 حتى عام 2015: «هذا الهجوم هو مهمة حياته».

وفي عام 2014، بصفته رئيسًا لدائرة الشؤون الفلسطينية، ادعى ميلشتاين أنه رأى مؤشرات على أن قيادة حماس في غزة كانت تعمل بالفعل على شيء كبير.

وكان يحيى السنوار في ذلك الوقت شخصية قيادية في القيادة السياسية لحركة حماس في غزة. وبعد ثلاث سنوات، في عام 2017، تم انتخابه رئيسا عاما لحركة حماس في القطاع.

يحيى السنوار

وأضاف ميلشتاين: «عندما تحاول فهم ما حدث يوم 7 أكتوبر، يجب عليك أن تفهم شخصية يحيى السنوار».

وفي الأسابيع الأخيرة، أصبح من الواضح أن المسؤولين الإسرائيليين تجاهلوا العديد من الإشارات التحذيرية حول خطط حماس لشن هجوم، إلا أن الهجوم ما زال ناجحًا لأن التفاصيل الدقيقة حول الموعد الذي ستضرب فيه المجموعة ظلت سرية.

العمل داخل السجن

وقال عصمت منصور، الكاتب والناشط الفلسطيني إن السنوار، أثناء وجوده في السجن، عمل معظم الوقت في الظل مع مجموعة صغيرة ومغلقة يثق بها.

ووصف زعيم حماس بأنه رجل صارم تعلم اللغة العبرية بطلاقة وأمضى معظم وقته في دراسة المجتمع الإسرائيلي والمسائل الأمنية، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي الذي يطارده الآن.

يحيى السنوار

واتفق منصور، ومحققه السابق كوبي إنه لم يكن يحظى باحترام واسع النطاق من قبل السجناء الآخرين فحسب، بل من قبل موظفي السجن أيضًا.

وقال كوبي، ضابط الأمن الإسرائيلي السابق: «كان يعرف كيف يقنع الناس بأن يكونوا معه»، مضيفاً أن تأثير السنوار على مسؤولي السجن أكسبه أفضل الظروف.

أسباب الهجوم على إسرائيل

وأضاف منصور، أن هناك ثلاثة عوامل دفعت السنوار إلى شن الهجوم في 7 أكتوبر.

الأولى، كما قال، كانت الزيارات التي قام بها في وقت سابق من هذا العام قوميون إسرائيليون يمينيون متشددون إلى مجمع المسجد الأقصى، بالإضافة إلى المداهمات التي نفذتها الشرطة الإسرائيلية على المسجد.

والثاني، بحسب منصور، هو رفض السنوار للحصار الإسرائيلي على غزة والقيود الإسرائيلية المشددة على البضائع والأشخاص الذين يغادرون القطاع ويدخلونه.

أخيرًا، بصفته شخصًا قضى جزءًا كبيرًا من حياته خلف القضبان، كان لدى السنوار «التزام شخصي»، كما قال منصور، بمحاولة إطلاق سراح أكبر عدد من المقربين منه المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

يحيى السنوار

وعلى الرغم من التصريحات المتعددة التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون والتي ألقت اللوم بشكل واضح على السنوار في 7 أكتوبر، إلا أن بعض الخبراء المستقلين الذين يدرسون حماس غير مقتنعين بأنه كان المهندس الرئيسي للهجوم.

الرجل الثاني في التنظيم

وقال هيو لوفات، باحث في شؤون الشرق الأوسط، إنه يعتقد أن محمد ضيف، زعيم الجناح العسكري لحماس في غزة، كان العقل المدبر العام.

وقال لوفات: «كان السنوار بالتأكيد شخصية مهمة فيما يتعلق بالتخطيط للهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر. ومع ذلك، على الأقل في رأيي، لم يكن المهندس النهائي لتلك الهجمات».

وفي المقابل، فإن الصور والمعلومات عن الضيف متناثرة للغاية لدرجة أنه أقرب إلى شخصية "شبح"، كما تقول جنيفر جيفيريس، الأستاذة في جامعة جورج تاون.

وقال جيفريس إن إسرائيل "بحاجة إلى الفوز" في حربها في غزة، وإن التركيز على السنوار هو جزء من رواية الحكومة الإسرائيلية في ادعاء هذا النصر.

إسرائيل تقول لنفسها: كيف نقول إننا هزمنا حماس؟ وقالت: "أعتقد أن هذه هي الطريقة التي يفعلون بها ذلك، من خلال رسم هدف على هذا الرجل".

اقرأ أيضاًسمير فرج: إسرائيل لم تصور «السنوار» ولكنها عثرت على فيلم بكاميرات المراقبة

أستاذ بـ التخطيط القومي: «السنوار» يحاول استخدام الرهائن للوصول لهدنة بغزة

نتنياهو: قواتنا تطوق منزل قائد حركة حماس يحيى السنوار فى قطاع غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السنوار القبض على السنوار قائد حركة حماس من هو السنوار يحي السنوار يحيي السنوار یحیى السنوار حماس فی غزة السنوار فی

إقرأ أيضاً:

ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟

في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بعد مرور عام كامل على الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة بدعم من الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة أكثر من 53.000 فلسطيني، أصدرت مؤسسة "هيريتيج فاونديشن" (Heritage Foundation) ومقرها واشنطن، ورقة سياسية بعنوان "مشروع إستير: إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية".

هذه المؤسّسة الفكرية المحافظة هي الجهة ذاتها التي تقف خلف "مشروع 2025″، وهو خُطة لإحكام السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، ولبناء ما قد يكون أكثر نماذج الديستوبيا اليمينية تطرفًا على الإطلاق.

أما "الإستراتيجية الوطنية" التي يقترحها "مشروع إستير" المسمى نسبةً إلى الملكة التوراتية التي يُنسب إليها إنقاذ اليهود من الإبادة في فارس القديمة، فهي في جوهرها تتلخص في تجريم المعارضة للإبادة الجماعية الحالية التي تنفذها إسرائيل، والقضاء على حرية التعبير والتفكير، إلى جانب العديد من الحقوق الأخرى.

أوّل "خلاصة رئيسية" وردت في التقرير تنصّ على أن "الحركة المؤيدة لفلسطين في أميركا، والتي تتسم بالعداء الشديد لإسرائيل والصهيونية والولايات المتحدة، هي جزء من شبكة دعم عالمية لحماس (HSN)".

ولا يهم أن هذه "الشبكة العالمية لدعم حماس" لا وجود لها فعليًا – تمامًا كما لا وجود لما يُسمى بـ"المنظمات الداعمة لحماس" (HSOs) التي زعمت المؤسسة وجودها. ومن بين تلك "المنظّمات" المزعومة منظمات يهودية أميركية بارزة مثل "صوت اليهود من أجل السلام" (Jewish Voice for Peace).

إعلان

أما "الخلاصة الرئيسية" الثانية في التقرير فتدّعي أن هذه الشبكة "تتلقى الدعم من نشطاء وممولين ملتزمين بتدمير الرأسمالية والديمقراطية"- وهي مفارقة لغوية لافتة، بالنظر إلى أن هذه المؤسسة نفسها تسعى في الواقع إلى تقويض ما تبقى من ديمقراطية في الولايات المتحدة.

عبارة "الرأسمالية والديمقراطية"، تتكرر ما لا يقل عن خمس مرات في التقرير، رغم أنه ليس واضحًا تمامًا ما علاقة حركة حماس بالرأسمالية، باستثناء أنها تحكم منطقة فلسطينية خضعت لما يزيد عن 19 شهرًا  للتدمير العسكري الممول أميركيًا. ومن منظور صناعة الأسلحة، فإن الإبادة الجماعية تمثل أبهى تجليات الرأسماليّة.

وبحسب منطق "مشروع إستير" القائم على الإبادة، فإنّ الاحتجاج على المذبحة الجماعية للفلسطينيين، يُعد معاداة للسامية، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المقترحة التي تهدف إلى "اقتلاع تأثير شبكة دعم حماس من مجتمعنا".

نُشر تقرير مؤسسة "هيريتيج" في أكتوبر/ تشرين الأول، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، والتي وصفتها المؤسسة بأنها "معادية لإسرائيل بشكل واضح"، رغم تورّطها الكامل والفاضح في الإبادة الجارية في غزة. وقد تضمّن التقرير عددًا كبيرًا من المقترحات لـ"مكافحة آفة معاداة السامية في الولايات المتحدة، عندما تكون الإدارة المتعاونة في البيت الأبيض".

وبعد سبعة أشهر، تُظهر تحليلات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة الرئيس دونالد ترامب -منذ تنصيبه في يناير/ كانون الثاني- تبنّت سياسات تعكس أكثر من نصف مقترحات "مشروع إستير". من بينها التهديد بحرمان الجامعات الأميركية من تمويل فدرالي ضخم في حال رفضت قمع المقاومة لعمليات الإبادة، بالإضافة إلى مساعٍ لترحيل المقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة فقط لأنهم عبّروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

إعلان

علاوة على اتهام الجامعات الأميركية بأنها مخترقة من قبل "شبكة دعم حماس"، وبترويج "خطابات مناهضة للصهيونية في الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية، غالبًا تحت مظلة أو من خلال مفاهيم مثل التنوع والعدالة والشمول (DEI) وأيديولوجيات ماركسية مشابهة"، يدّعي مؤلفو "مشروع إستير" أن هذه الشبكة والمنظمات التابعة لها "أتقنت استخدام البيئة الإعلامية الليبرالية في أميركا، وهي بارعة في لفت الانتباه إلى أي تظاهرة، مهما كانت صغيرة، على مستوى جميع الشبكات الإعلامية في البلاد".

ليس هذا كل شيء: "فشبكة دعم حماس والمنظمات التابعة لها قامت باستخدام واسع وغير خاضع للرقابة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، ضمن البيئة الرقمية الكاملة، لبث دعاية معادية للسامية".

وفي هذا السياق، تقدم الورقة السياسية مجموعة كبيرة من التوصيات لكيفية القضاء على الحركة المؤيدة لفلسطين داخل الولايات المتحدة، وكذلك على المواقف الإنسانية والأخلاقية عمومًا: من تطهير المؤسسات التعليمية من الموظفين الداعمين لما يسمى بمنظمات دعم حماس، إلى تخويف المحتجين المحتملين من الانتماء إليها، وصولًا إلى حظر "المحتوى المعادي للسامية" على وسائل التواصل، والذي يعني في قاموس مؤسسة "هيريتيج" ببساطة المحتوى المناهض للإبادة الجماعية.

ومع كل هذه الضجة التي أثارها "مشروع إستير" حول التهديد الوجودي المزعوم الذي تمثله شبكة دعم حماس، تبين – وفقًا لمقال نُشر في ديسمبر/ كانون الأول في صحيفة The Forward- أنَّ "أيَّ منظمات يهودية كبرى لم تُشارك في صياغة المشروع، أو أن أيًّا منها أيدته علنًا منذ صدوره".

وقد ذكرت الصحيفة، التي تستهدف اليهود الأميركيين، أن مؤسسة "هيريتيج" "كافحت للحصول على دعم اليهود لخطة مكافحة معاداة السامية، والتي يبدو أنها صيغت من قبل عدة مجموعات إنجيلية مسيحية"، وأن "مشروع إستير" يركز حصريًا على منتقدي إسرائيل من اليسار، متجاهلًا تمامًا مشكلة معاداة السامية الحقيقية القادمة من جماعات تفوّق البيض والتيارات اليمينية المتطرفة.

إعلان

وفي الوقت نفسه، حذر قادة يهود أميركيون بارزون -في رسالة مفتوحة نُشرت هذا الشهر- من أن "عددًا من الجهات" في الولايات المتحدة "يستخدمون الادعاء بحماية اليهود ذريعةً لتقويض التعليم العالي، والإجراءات القضائية، والفصل بين السلطات، وحرية التعبير والصحافة".

وإذا كانت إدارة ترامب تبدو اليوم وكأنها تتبنى "مشروع إستير" وتدفعه قدمًا، فإن ذلك ليس بدافع القلق الحقيقي من معاداة السامية، بل في إطار خطة قومية مسيحية بيضاء تستخدم الصهيونية واتهامات معاداة السامية لتحقيق أهداف متطرفة خاصة بها. ولسوء الحظ، فإن هذا المشروع ليس إلا بداية لمخطط أكثر تعقيدًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • قناة إسرائيلية تؤكد مقتل محمد السنوار.. وتكشف عن بديله
  • عاجل. وزير الدفاع الإسرائيلي: الشاباك أحبط محاولة إيرانية لاستهدافي
  • ما هو "مشروع إيستر" الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • محللون: عربات جدعون لن تحقق أهداف إسرائيل والاغتيالات لن تضعف حماس
  • إعلام إسرائيلي: انقسام حاد داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الصفقة وإنهاء الحرب
  • ‏نتنياهو: حماس لن تستطيع الوصول للمساعدات التي تدخل قطاع غزة
  • نتنياهو يعلن عن الخطة الإسرائيلية للسيطرة الكاملة على قطاع غزة
  • مقتل محمد السنوار يربك مركزية القرار داخل حماس الإرهابية.. فيديو
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية عن ضابط احتياط خدم في الجيش: لم نحقق نصرا كاملا على حماس ولم نستعد جميع الرهائن