“تسع ميمات”: خصائص ومواصفات خريج النظام التربوي الأردني
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
” #تسع_ميمات “: خصائص ومواصفات #خريج_النظام_التربوي الأردني
الدكتور: #محمود_المساد
من الطبيعيّ أن أيّ مؤسسة هي جزء لا يتجزّأ من نظام عام، وهذه المؤسسة، أو تلك كبيرة كانت في حجم هيكلها، أم صغيرة، فهي تشكل الوحدة الأولى في النظام الذي يسعى إلى منتَج في ختام عملياته، إذ يجب أن يحدد لنفسه وجمهوره خصائص ومواصفات هذا المنتَج النهائي.
إن #التعليم في أي دولة في العالم هو أداتها الفاعلة في إعداد ناسها، وتمكينهم من المعرفة، والقيم، والمهارات التي تؤهلهم لولوج المستقبل، والتفاعل معه باستمرار بنجاح وفعالية. ومن هنا، أصبحت مسؤولية الدولة – أي دولة – أن يكون لأفراد مجتمعها خصائص ومواصفات تميزها، منها أن يكونوا مؤهلين وقادرين وراغبين في حمل طموحاتها، وتطلعاتها المشروعة لمساحات الإنجاز والتفوق. وبغير ذلك، فالضبابية، والتيه، والتعثر وفقدان بوصلة التوجيه، تغدو في هذا السياق أمورا حتمية لا يلامون عليها.
وهنا أقتبس من مقال لنور الدين نديم في صحيفة أخبار اليوم بتاريخ 18-2-2024 بعنوان التعليم داخل الخط الأخضر قبل السابع من اكتوبر: “حاول جهاز التربية والتعليم في دولة الاحتلال التي تشكلت في أواخر أربعينيات القرن الماضي، أن ينشئ سرديّة تاريخية تجمع شتات مواطنيه، وأن يبني من كذبة احترافيّة كبيرة، ذاكرة جمعيّة تمهد لظهور هُويّة متجانسة تستند إلى تاريخ مصطنع”. انتهى الاقتباس.
من هنا، جاء حرصي غير الطارئ، بل القديم المتجدد، على تحديد هذه المواصفات والخصائص للخريج الأردني بعد الانتهاء من مرحلة التعليم العام، مع أنها تصلح أن تكون أيضا لمراحل التعليم جميعها بعد توصيف مؤشراتها ونِسَب الإنجاز في كل مرحلة. إنه أنموذج ” التسع ميمات ” الذي أبتكره لهذه الغاية النبيلة، الذي يتحقق بوساطة عمل مكوّنات النظام جميعها عليه، حيث يقوم كل منها بعمله وفق دوره المخصص له. وهذه الخصائص والمواصفات هي: (متعلم، مفكر، معرفي، محترم، متمكن، مثابر، متواصل، متطلع، منفتح ).
وتجتمع هذه الخصائص، والمواصفات بشكل متداخل ومتكامل في الخريج، حيث تشرح بوضوح أنه: متعلم، نهِمٌ، مُعبّأ بالفضول، ومتابعٌ كلّ جديد، يتقن مهارات التفكير المنطقية والإبداعية جميعها، ويوظفها في حياته اليومية، ويقدرعلى اشتقاق المعرفة من كمّ البيانات والمعلومات التي يصل إليها، ويتمتع بقيَم تشرّبها وسلك – بتوجيه منها – سلوكا محترما. وهو بالإضافة إلى ذلك متمكن من المهارات اللازمة لتفاعله الناجح مع محيطة على مرّ السنوات، مثابر لا يعرف الفشل، بل يستثمر دافعية الإنجاز بتفوق، وقادر على التواصل مع الآخرين بوضوح وشفافية وإيجابية، طموحه عالٍ يرتفع بسقفه بوعي مدروس، وهو إلى جانب ذلك منفتح على الأفكار والأطياف جميعها محليّا ودوليّا بما يضمن له توسيع ثقافته، ورجاحة قراراته.
وهذه “الميمات التسع” تقوم على خمس ركائز رئيسة، تضمنها الإطار العام للمناهج الأردنية المتميز الذي لم يلتزم به أحد من المؤلفين للكتب المدرسية، ومصادر التعلم المختلفة بدعم من قُوًى قادرة جهارا نهارا. وهذه الركائز هي: “بناء شخصية المتعلم المتكاملة، وتمكينه من مهارات التفكير، وتشريبه منظومة القيَم، وتبنّيه متابعة الحديث من المعرفة، وتوظيفه التكنولوجيا، وترسيخ حبّه للوطن، وتراث الأمة وعقيدتها”. وسيكون في المقالات القادمة شرحٌ وافٍ لهذا الأنموذج.
حمى الله وطننا، وثبت حبّه في ناسِه، وأدام إخلاصهم له!!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: التعليم
إقرأ أيضاً:
سفير الإمارات يزور جناح “إنترريجونال” في “بكين للكتاب 2025”
زار معالي حسين إبراهيم الحمادي، سفير دولة الإمارات لدي جمهورية الصين الشعبية، جناح مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في معرض بكين الدولي للكتاب 2025، اطّلع خلالها والوفد المرافق له، على نشاطات المركز وإصداراته، وناقش مع مسئولي المركز سبل دعم الحضور الفكري الإماراتي في المحافل الدولية.
وشارك في زيارة الجناح، المستشار خالد الشحي، نائب رئيس بعثة الدولة في بكين، ومبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة، والذين اشادوا بحجم المشاركة التي ضمت مجموعة من أبرز إصدارات “إنترريجونال” البحثية التي تتناول قضايا إقليمية ودولية معاصرة، وتسهم في تطوير الفهم الاستراتيجي للتحديات العالمية.
وحرص “إنترريجونال” ومقره أبوظبي خلال المشاركة في المعرض على إبراز الدور الإماراتي في إنتاج المعرفة وصناعة التحليل المتخصص.
وفي السياق قام وفد من “إنترريجونال” بزيارة مقر البيت الإماراتي، الذي يشكل مساحة تفاعلية لعرض المنجز الثقافي للدولة وتعزيز التواصل مع الجمهور الدولي، حيث تعرّف الوفد على أبرز الفعاليات والأنشطة التي يعرضها الجناح.
وأكد “إنترريجونال” أن زيارة معالي حسين إبراهيم الحمادي، سفير دولة الإمارات لدي جمهورية الصين الشعبية وعدد من الشخصيات الرسمية للجناح، تعكس الدعم المتواصل للجهود البحثية الإماراتية، وتعزز من مكانة دولة الإمارات على خارطة المعرفة العالمية.
وشارك “إنترريجونال” في معرض بكين الدولي للكتاب اصدارات تلقي الضوء على مكانة دولة الإمارات في الفكر والثقافة والجوانب الاستراتيجية والبحثية أعدها كتاب ومفكرين بارزين عربيا وخليجياً.
وعرض المركز عشرات الدراسات والكتب المتخصصة في مجالات العلوم الاجتماعية والجيوسياسية ومجموعة من الإصدارات الجديدة لدوريات المركز أبرزها: 4 من دورية حالة العالم، وأحدث الدراسات الاكاديمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة والتغيرات المناخية، والتطورات الإقليمية والتحولات العالمية.