قال سعادة حامد الزعابي، مدير عام المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤدّي دورًا هامًّا عالميًّا في مكافحة الجرائم الماليّة، مشيراً إلى أن الدولة ستبدأ في عام 2026 بتقرير التقييم المتبادل التالي لمجموعة العمل المالي “فاتف” وهي مرحلة أساسية ستسمح لنا بقياس التقدم المحرز منذ خروجنا من القائمة الرمادية.


وأضاف الزعابي في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن إعلان مجموعة العمل المالي “فاتف”، اليوم عن استكمال دولة الإمارات تنفيذ جميع التوصيات الـ 15 الواردة في خطة عملها يأتي تتويجاً للجهود الحثيثة التي تبذلها مختلف الجهات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص في الدولة وفق الاستراتيجية وخطة العمل الوطنية.
وأشار الزعابي إلى أن دولة الإمارات كونها أحد المراكز الماليّة الرئيسّة عالميًّا ومركزًا للتجارة والاستثمار، كان لإجراءاتها في مجال مكافحة التدفقات غير المشروعة تأثير كبير نظرا للترابط بين مختلف أوجه الاقتصاد الوطني، ومن ثم عادت الإصلاحات التي أنجزناها خلال السنوات الماضية بالفائدة على شركائنا حول العالم وأقامت أساسًا أكثر أمانًا للعلاقات الاقتصاديّة.
وقال إن إحدى ميزات نظام الإمارات الوطني لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب تتمثل في مركزية النهج القائم على المخاطر، الذي يمكّننا من تقييم التهديدات ونقاط الضعف بالتفصيل، وتخصيص المستوى المناسب من الموارد لمكافحة التهديدات، حيث يرتّب تحقيق هذه الفعاليّة الحاجة إلى بيانات، خصوصًا أنّ ما يتم قياسه يتم إدارته.
وأضاف : “لذا أنشأنا نظامًا متطورًا للمراقبة والإبلاغ باستخدام الأدوات الرقمية وإشراك أكثر من 90 جهة وطنية حيث يحتفظ المركز الوطني للإحصاء، الذي يشكّل جزءًا من المكتب التنفيذي، بهذه البيانات الّتي تستخدم لضمان مواصلة التزام الكيانات بالأهداف الوطنية والمعايير الدولية”.
وأضاف الزعابي أنه في إطار التعاون الدولي قمنا بزيادة عدد معاهدات المساعدة القانونية المتبادلة وأبرمنا حتى الآن 45 معاهدة، ومن المقرر إبرام المزيد منها هذا العام، بينما في مجال تبادل المعلومات المالية، أرسلت الدولة خلال الفترة الممتدّة من يناير 2023 إلى أكتوبر 2023 مائتي طلب للمساعدة القانونية المتبادلة الصادرة لتسهيل التحقيق في أنماط تمويل الإرهاب وغسل الأموال والجرائم الأصلية.
وأوضح سعادته أنه فيما يتعلق بتقارير المعاملات/الأنشطة المشبوهة، شهدت الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري زيادة على صعيد مشاركة جميع القطاعات في هذه العمليّة وعدد التقارير المرفوعة مقارنة بعام 2022، فقد حقّق قطاع الأعمال والمهن غير الماليّة المحدّدة زيادة بنسبة 266% من حيث تقارير المعاملات/الأنشطة المشبوهة، بينما زادت نسبة تقارير المعاملات/الأنشطة المشبوهة المرفوعة في قطاع العقارات بنسبة 106%، في حين حقّق قطاع مقدّمي خدمات الشركات والصناديق الاستئمانيّة زيادة بنسبة 49% من حيث التقارير المرفوعة، بينما بلغت نسبة تقارير المعاملات/الأنشطة المشبوهة المرفوعة من كافّة الأعمال والمهن غير الماليّة المحدّدة 90%.
وقال مدير عام المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب إنه على صعيد إجراءات إنفاذ القوانين، بلغت قيمة الغرامات التي فرضتها السلطات الرقابيّة، خلال الفترة الممتدة بين شهري يناير وأكتوبر، في مجال مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب 249.2 مليون درهم، مقابل ما قيمته 76 مليون درهم عام 2022، أي ما يمثّل زيادة قدرها ثلاثة أضعاف، بينما فيما يتعلّق بالعقوبات الماليّة المستهدفة، حصّلت السلطات الرقابيّة مبلغًا إجماليًّا تخطّي 10 ملايين درهم من الغرامات المفروضة كعقوبات ماليّة مستهدفة خلال الفترة الممتدّة بين شهري يوليو وأكتوبر من عام 2023 ويعكس المبلغ المسجّل في 31 أكتوبر 2023 للغرامات المرتبطة بالعقوبات الماليّة المستهدفة زيادة بنسبة 448% مقارنة مع الغرامات المفروضة في عام 2022.
وقال سعادة حامد الزعابي إن هذا التقدّم انعكس على تصنيفنا حسب توصيات الفاتف حيث تمّ تغيير تصنيف الدولة في إطار التوصيات 1 و19 و29 من ملتزم جزئيًّا إلى ملتزم إلى حدٍّ كبير.. وأضاف أن التعاون الدولي شكّل جزءًا هامًّا من استجابتنا بعدما باتت الجرائم الماليّة تتخّذ طابعًا عالميًّا اليوم، حيث تنتشر الجرائم الماليّة عبر الحدود وتسعى للاستفادة من الاختلافات بين أنظمة مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب الوطنيّة، لذلك، يشكّل إضفاء الطابع العالمي على نهجنا الطريقة الوحيدة لتعزيز فعاليّتنا.
وأشار سعادته إلى زيادة عدد معاهدات المساعدة القانونية المتبادلة من أجل تبادل أفضل للمعلومات والاستجابة للطلبات مثل طلبات تسليم المجرمين، حيث يعد تسليم سانجاي شاه إلى الدانمرك في العام الماضي مثالًا جيدًا على كيفية تحقيق هذه الجهود لنتائج ملموسة.. وقد أصدرت وحدة الاستخبارات المالية وتلقت المزيد من الطلبات للحصول على معلومات الجهات النظيرة الأجنبية، كما تعاونت جهات إنفاذ القانون لدينا بشكل وثيق مع الوكالات الأجنبية والإنتربول.
وأوضح أن المكتب التنفيذي ترأس العام الماضي، وفودًا رسميّة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية سنغافورة وجمهورية صربيا لعقد اجتماعات ثنائية، كما ترأس الوفد الإماراتي للمشاركة في الاجتماعات السنوية للهيئات الإقليمية على غرار مجموعة العمل المالي ومجموعة آسيا والمحيط الهادئ ومجموعة أوراسيا، فيما تستضيف دولة الإمارات للاجتماع السنوي لمجموعة آسيا والمحيط الهادئ في أبوظبي، خلال شهر سبتمبر القادم، وهذه هي المرّة الأولى التي يُقام هذه الاجتماع فيها في المنطقة.
ولفت سعادة حامد الزعابي إلى أنّ مذكّرات التفاهم توفّر إطار عمل جيّدا لتبادل أفضل الخبرات، حيث أبرم المكتب التنفيذي مذكرات تفاهم مع نظرائه في جمهورية مصر العربية والمملكة المغربية وجمهورية كازاخستان لتعزيز التعاون الثنائي.
وقال مدير عام المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، إن 2024 سيكون عاما آخر مليئاً بالأحداث، وسنحافظ على الزخم الذي تم بناؤه من عملية مجموعة مراجعة التعاون الدولي التابعة لمجموعة العمل المالي لضمان أن يكون النظام الوطني أقوى بشكل تدريجي ويتمتع بقدرات مستدامة وطويلة الأجل.
وأضاف حامد الزعابي أنه سيتم إطلاق الاستراتيجية والخطة الوطنية المقبلة لدولة الإمارات العربية المتحدة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والتي تغطي الفترة 2024-2027، في الأشهر المقبلة.. ولا ينبغي أن يكون محتوى الاستراتيجية مفاجئاً لأن الخطة ستضع مخططاً لمواصلة العمل الحالي، وستساعدنا في الوصول نحو رؤيتنا المتمثلة في الاعتراف بدولة الإمارات العربية المتحدة كدولة رائدة في مكافحة الجرائم المالية”.
وقال الزعابي إن القطاع الخاص سيظل شريكاً مهماً في جهودنا، وسيواصل منتدى الشراكة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في دولة الإمارات “المبادرة الوطنية للشراكة بين القطاعين العام والخاص” نشاطه من خلال نشر الأوراق البيضاء وتطوير آليات تبادل المعلومات، وأضاف أنه في وقت لاحق من هذا العام، نتوقع أيضاً الإعلان عن نتائج وتوصيات أحدث تقييم وطني للمخاطر، والذي بدأ العام الماضي بمساندة من مجموعة البنك الدولي، وهو مبادرة بالغة الأهمية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: لمواجهة غسل الأموال وتمویل الإرهاب مجموعة العمل المالی الجرائم المالی ة المکتب التنفیذی دولة الإمارات حامد الزعابی

إقرأ أيضاً:

ما المطلوب لتسريع ملاحقة الاحتلال على جرائم الإبادة في غزة؟

غزة - خاص صفا أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" صلاح عبد العاطي أن هناك عدة آليات يجب اتخاذها من أجل تسريع ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبة جنوده وقادته على جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وقال عبد العاطي في حدبث خاص لوكالة "صفا"، يوم الأحد: إن المطلوب اليوم دعم وتسريع مسار ملاحقة الاحتلال وقادته أمام محكمة الجنايات الدولية، لإصدار مذكرات اعتقال بحق كل من شارك في جرائم الإبادة الجماعية بغزة من مسؤولين وجنود الاحتلال ودول زشركاء وشركات. وشدد على ضرورة تسريع إجراءات البت في القضية المرفوعة لدى محكمة العدل الدولية لتحمل" إسرائيل" مسؤولياتها القانونية عن جريمة الإبادة الجماعية. وأضاف أن المطلوب أيضًا، دعم جهود ملاحقة جنود الاحتلال أمام القضاء الوطني، كما فعلت إسبانيا، وكما فعلنا نحن كمؤسسات حقوقية في رفع دعاوي قضائية أمام القضاء الوطني. وتابع أن المطلوب كذلك، النضال من أجل محكمة خاصة لمحاكمة قادة الاحتلال على هذه الجرائم النكراء، لافتًا إلى أن هذه جزء من العدالة التي لا يمكن مقايضتها بشكل من الأشكال. وأشار إلى أن هناك جملة من الملفات جرى إحالتها لمحكمة الجنايات الدولية، من خلال المؤسسات الحقوقية للضغط على الادعاء العام لأجل فتح تحقيق جاد فيها. وأردف "لكن المطلوب من دولة فلسطين إحالة هذه الجرائم وفق المادة (14) إلى المحكمة، وإن كانت هناك ضغوط تحول دون ذلك". وبين أن عددًا من الدول أحالت هذه الجرائم للمحكمة الجنائية بما يلزم مكتب الادعاء العام بفتح تحقيق جاد فيها، لكن الضغوط الأمريكية والعقوبات التي فُرضت على المحكمة أدت حتى الآن إلى التسويف والمماطلة في استكمال هذه الملفات. وأكد أن تحويل الوثائق والملفات الخاصة بحرائم الاحتلال في القطاع للمحافل الدولية تحتاج إلى تشكيل لجنة وطنية، لكن في ظل غياب النظام السياسي وتفعيل اللجنة السابقة باتت المؤسسلت الحقوقية تُرسل هذه الملفات بشكل مباشر. وأما عن آليات المرافعات والدعاوي أمام القضاء الوطني، فأوضح عبد العاطي أن المؤسسات الدولية هي من تقوم بذلك، ومن بينها: الهيئة الدولية "حشد"، ومؤسسة "هند رجب" الحقوقية، وغيرها من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية المختصة بمتابعة هذه الجرائم. وحول أبرز الجرائم التي يتم التحقيق فيها ورفعها للمحاكم الدولية، قال عبد العاطي إن هذه الجرائم تتضمن استهداف المدنيين والأطفال والنساء والمسعفين والصحفيين، وباقي الفئات المحمية بموحب القانون الدولي، بالإضافة إلى تدمير الأعيان والممتلكات المدنية، وأيضًا جرائم تنكيل وتعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وأضاف أن من بين هذه الجرائم أيضًا، استهداف المستشفيات والطواقم الطبية، وكافة الجرائم التي مارسها الاحتلال من عمليات قتل جماعي واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا. وتابع "وحتى جرائم التجويع وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، وإنشاء "مؤسسة غزة الآنسانية" التي مارست القتل بحق المجوّعين كلها تدخل ضمن اختصاص محكمة الحنايات والقضاء الوطني في دول مختلفة من العالم". وبدعم أمريكي، ارتكبت "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 67 ألف شهيد و170 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيًا بينهم 157 طفلًا، متجاهلة نداءات دولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. ووفق تقارير صادرة عن منظمات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، فقد انتهكت "إسرائيل" اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وقانون الحرب وحقوق الإنسان في غزة. وفي 21 نوفمبر /تشرين الثاني 2024، وبعد إجراء تحقيق حول جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير جيش الاحتلال السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جريمة حرب. وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023، رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية، ولاحقًا تقدمت دول، بينها تركيا ونيكاراغوا وكولومبيا، بطلبات للانضمام إلى القضية. وأمرت المحكمة مرارًا منذ يناير/ كانون الثاني 2024، "إسرائيل" باتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بقطاع غزة المحاصر منذ 18 عامًا، ويسكنه نحو 2.4 مليون فلسطيني.

مقالات مشابهة

  • الجيشان السوري والتركي يتعاونان في مكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود
  • الإمارات تجدد التزامها بدعم التجارة المفتوحة لتحقيق التنمية الشاملة عالمياً
  • غزة.. أسطورة الصمود التي كسرت هيبة الاحتلال وأعادت للحق صوته
  • ما المطلوب لتسريع ملاحقة الاحتلال على جرائم الإبادة في غزة؟
  • لميس الحديدي: مصر لم تتخلَّ عن دورها مهما طالها من الاتهامات أو السخافات
  • نصرة قوية
  • ماندو العدل يشيد بالصدق والمشاعر الإنسانية في فيلم "فيها إيه يعني"
  • ماندو العدل يشيد بفيلم "فيها إيه يعني": جميل ومؤثر ومبهج
  • بعد طرح «فيها إيه يعني».. ماندو العدل يوجه رسالة للمخرج عمرو رشيد
  • في اجتماع “أممي”.. السودان يرد على الإمارات بقوة: من أنتم لتعلمونا الديمقراطية؟ جرائمكم في دارفور موثقة ولن تسقط بالتقادم