بوابة الوفد:
2025-10-13@00:18:23 GMT

نصرة قوية

تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT

يتابع ملايين البشر حول العالم مشهد عودة أهالى غزة إلى بيوتهم المهدمة وأحيائهم التى تحولت إلى أطلال، بعد عامين من أبشع إبادة جماعية شهدها العصر الحديث. 
عاد الغزيون وهم يرفعون رؤوسهم عاليًا، ليعلنوا للعالم أن البقاء فى الأرض هو أبلغ أشكال المقاومة، وأن أصحاب الحق يصمدون وينتصرون مهما توحش الاحتلال. هذه العودة ليست مجرد انتقال أهالى غزة نحو البيوت التى غادروها مجبرين، بل عودة الروح إلى جسد شرفاء الأمة العربية وكافة أحرار العالم، بعد عامين كاملين من النار والجوع والقتل والدمار.


نجلس أمام الشاشات ونتابع بحسرة شوارع غزة التى امتلأت بالأنقاض، ورغم ذلك تمشى النساء بخطوات ثابتة، والأطفال يبحثون عن ألعابهم تحت الركام، والرجال يتطلعون إلى وضع حجر فوق حجر لبناء بيوتهم المهدمة. كل مشهد نراه يصرخ بالحياة، ويقول بوضوح إن مخطط التهجير قد فشل، وأن الشعب الذى عانى مرارة اللجوء منذ النكبة الأولى، قرر هذه المرة أن يقف فى وجه الاقتلاع حتى النهاية.
لقد ظن الاحتلال أن القصف والتجويع ومنع الغذاء والدواء وقطع الماء والكهرباء سيكسر إرادة غزة، لكنه اصطدم بإيمان أعمق من الجوع، وبعزيمة أصلب من الحديد. حاول أن يقتلع أصحاب الأرض من جذورهم، فصارت الجذور أكثر تشبثاً بالتربة التى ارتوت بدماء الشهداء.
لقد أثبتت غزة بهذا النصر أن الاحتلال مهما امتلك من القوة والأسلحة والأموال والدعم الدولي، سيظل عاجزاً أمام شعب يؤمن بحقه فى الحياة. التاريخ نفسه يقول بوضوح إن أى احتلال لم يستمر إلى الأبد، وأن الشعوب لا تُهزم حين تتمسك بأرضها وهويتها ونضالها وذاكرتها.
قد يكون العالم قد خذل غزة بالصمت والتواطؤ، وقد تكون الأمم المتحدة فقدت قدرتها على الدفاع عن أبسط مبادئ العدالة، لكن الغزيين علَّموا الجميع أن الكرامة لا تُمنح بقرارات، بل تُنتزع بالصبر والإيمان. علَّمونا أن كل حجر يعود إلى مكانه فى بيت مهدم، هو إعلان تمرد على الموت، وكل نافذة تُفتح من جديد هى رسالة بأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن.
إن مشهد العودة اليوم لا يخص غزة وحدها، بل هو رمز لنهضة الوعى العربى والعالمى تجاه قضية حاولت قوى كثيرة دفنها فى صمت مقصود. هذه العودة ليست إلى البيوت فقط، بل إلى المعنى الأول لفلسطين، إلى الإيمان بأن الحق لا يموت ما دام وراءه مطالبون به، وأن الأرض تعرف أصحابها مهما حاول الغزاة تزييف التاريخ.
إن نهاية هذه الحرب الوحشية وفشل مخطط التهجير، يمثل «نصرة قوية» لا تُقاس بعدد الجيوش أو السلاح، بل بعدد القلوب التى ظلت تؤمن بحق الفلسطينيين فى أرضهم رغم الجوع والخذلان. لقد أثبتت لنا غزة أن الطغيان لا يدوم، وأن الشعوب التى تُقهر بالحديد والنار تعود لتصنع المعجزات.
مشهد غزة اليوم، وهى تعود إلى بيوتها، تكتب بدموعها ودمها واحدة من أعظم صفحات التاريخ، وتثبت لنا أن الأرض لا تخذل من يحبها، وأن النصر مهما تأخر، قادم لا محالة.
وفى الختام تبقى التحية الواجبة لمصر الخالدة أم الدنيا وقلب العروبة النابض التى حملت على عاتقها القضية الفلسطينية لأكثر من قرن من الزمان.. مليون سلام وتحية لشعب مصر وقائد مصر الذى أحبط كل المؤامرات ضد الأشقاء وتصدى بقوة لتصفية القضية الفلسطينية وانتصر لمصر والعرب وفلسطين..

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية رؤية عاطف خليل نصرة قوية أهالي غزة الأمة العربية أشكال المقاومة

إقرأ أيضاً:

إيهاب حسنين: بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي مصر 2025 الأضخم في التاريخ.. وانتظروا نتائج قوية لمنتخبنا

أعرب إيهاب حسنين، عضو مجلس إدارة اللجنة البارالمبية المصرية ورئيس بعثة مصر في بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبية، مصر 2025، عن سعادته البالغة بالإشادة الواسعة التي تلقتها مصر من جميع الوفود المشاركة في البطولة المقامة حاليًا بالقاهرة.

وقال حسنين في تصريحات صحفية اليوم: "العالم أجمع أبدى إعجابه بحفل الافتتاح الذي جاء بصبغة مصرية خالصة، وشهد عروضًا فنية مبهرة نالت استحسان اللجنة الدولية لرفع الأثقال وجميع الحضور".

وأضاف رئيس بعثة مصر أن بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي مصر 2025 تُعد من أقوى وأضخم البطولات في التاريخ، خاصة أنها تشهد لأول مرة إقامة منافسات فئة الناشئين على مدار يومين، مشيرًا إلى أن منتخب مصر يقدم اداء مميزا حتى الان وهو ما يبشر بمستقبل واعد لقاعدة الناشئين.

وأوضح رئيس البعثة المصرية أن الاستعدادات للبطولة جرت على أعلى مستوى، مؤكدًا أن نتائج اللاعبين الناشئين ستشهد تحسنا كبيرا في المنافسات المقبلة مع زيادة المشاركات الدولية في البطولات الكبرى.

واختتم حسنين تصريحاته بان البطولة تشهد مشاركة 72 دولة، وهو أكبر عدد في تاريخها، خاصة أنها تُعد أولى محطات التأهل إلى أولمبياد لوس أنجلوس 2028، كما تشارك مصر بأكبر بعثة في تاريخها في بطولات العالم، وهو ما يعكس حجم الدعم والاهتمام الكبير من الدولة المصرية بالرياضات البارالمبية، بقيادة وزارة الشباب والرياضة برئاسة الدكتور أشرف صبحي.

مقالات مشابهة

  • العالم يلتقى فى القاهرة السينمائى
  • غزة.. أسطورة الصمود التي كسرت هيبة الاحتلال وأعادت للحق صوته
  • منافسة قوية ببطولة العالم للسباحة بالزعانف ببورتو مارينا
  • القطب الشمالي يذوب.. هل تنجو الأرض من المصير الكارثي؟
  • لميس الحديدي: مصر لم تتخلَّ عن دورها مهما طالها من الاتهامات أو السخافات
  • الأرض لأصحابها
  • اليوم… مواجهات قوية في تصفيات كأس العالم والدوري الأمريكي (الفرق والقنوات الناقلة)
  • إيهاب حسنين: بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي مصر 2025 الأضخم في التاريخ.. وانتظروا نتائج قوية لمنتخبنا
  • إذاعة جيش الاحتلال: لأول مرة منذ 7 أكتوبر 2023 يُسمح بعودة سكان غزة للقطاع