أثبتت تجربة سريرية رائدة أن الدواء المستخدم عادة لعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول يمكن أن يقلل بشكل كبير من مستويات "المواد الكيميائية إلى الأبد" (PFAS) في مجرى الدم.

ويفتح هذا الاكتشاف إمكانيات جديدة لعلاج الأفراد المعرضين لهذه المواد الكيميائية الضارة، والتي ترتبط بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك السرطان.

إقرأ المزيد طريقة مثبتة علميا تزيل 90% من الملوثات السامة من مياه الصنبور في دقائق

لكن الدواء لم يكن مناسبا للاستخدام على نطاق واسع ولفترات طويلة بسبب آثاره الجانبية، وكانت هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف تأثيره المحتمل على بعض الحالات الصحية المزمنة مثل أمراض الكلى أو نقص المناعة.

وقال مورتن ليندهاردت، وهو طبيب مشارك في التجربة السريرية، لوكالة "فرانس برس" إن التجربة السريرية باستخدام الكوليسترامين (المستخدم لعلاج ارتفاع الكولسترول) أدت إلى خفض مستويات "المواد الكيميائية إلى الأبد" في الدم بنسبة 63%، وهو معدل أكبر بـ 20 مرة مما يتم تحقيقه عادة دون تدخل.

ويوضح الباحثون أن النتائج واعدة لعلاج الأشخاص الذين تعرضوا لجرعات عالية من "المواد الكيميائية إلى الأبد"، والتي يطلق عليها هذا الاسم لأنها تميل إلى التراكم والبقاء في الجسم.

لكن ليندهارت حذر: "لا أعتقد أنه يجب عليك تناول هذا الدواء بشكل دائم بسبب وجود آثار جانبية".

وأضاف أنه مع ذلك يمكن أن يخفف من "الشعور بالتسمم" الذي قد يشعر به الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الملوثات.

إقرأ المزيد دراسة مقلقة.. اكتشاف جزيئات بلاستيكية سامة في المشيمة البشرية

ويشير مصطلح "المواد الكيميائية إلى الأبد" (PFAS) إلى الفاعلات بالسطح الفلورية المكونة من نحو 4000 مركب كيميائي.

وعلى الرغم من هذه التحذيرات من الآثار الجانبية المحتملة للكوليسترامين، يعتقد فريق البحث أن الدواء يمكن أن يكون مفيدا بشكل خاص للنساء في سن الإنجاب، ما قد يمنع انتقال "المواد الكيميائية إلى الأبد" إلى الأجنة. 

وفي حين أن النتائج واعدة، إلا أن الباحثين يحثون على توخي الحذر وإجراء المزيد من الدراسة لفهم الآثار المترتبة على علاج الكوليسترامين بشكل كامل بالنسبة للتعرض لـ "المواد الكيميائية إلى الأبد".

المصدر: ميديكال إكسبريس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض طب

إقرأ أيضاً:

عشرات الشهداء في غزة والمجاعة تبلغ مستويات مرتفعة

أفادت وزارة الصحة في غزة بأن مستشفيات القطاع استقبلت 60 شهيدا و284 مصابا خلال 24 ساعة، في حين تتفشى المجاعة بين سكان القطاع، وتتكدس مئات شاحنات المساعدات خارج المعابر.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 54 ألفا و381 شهيدا و124 ألفا و54 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

واستُشهد فلسطينيان اثنان إثر قصف من مسيرة إسرائيلية على بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس، كما استُشهد آخر، وأُصيب غيره في قصف لقوات الاحتلال على منطقة السكة وسط المدينة.

وفي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، استُشهد فلسطينيان وأُصيب عشرات بنيران قوات الاحتلال خلال محاولتهم الوصول إلى أحد مراكز توزيع المساعدات غربي مدينة رفح.

في الأثناء ‫شيّع فلسطينيون في خان يونس جنوبي قطاع غزة عددا من الشهداء من مستشفى ناصر في المدينة.

منطقة منكوبة

وعلى الصعيد الإنساني أعلنت بلدية خزاعة شرق خان يونس أن البلدة منطقة منكوبة بالكامل.

وقالت بلدية خزاعة إن الاستهداف والقصف الإسرائيلي المباشر طال مختلف مكونات الحياة في البلدة، حيث سويت البيوت بالأرض، كما دمر الاحتلال المرافق الصحية والتعليمية والبنية التحتية تدميرا كاملا.

وأضافت أن سكان البلدة أُجبروا على النزوح تحت القصف وهم مشتتون في مناطق مختلفة وسط أوضاع إنسانية كارثية.

وكانت مواقع إسرائيلية قد نشرت قبل أيام صورا للبلدة تُظهر تسوية جميع المباني فيها بالأرض.

بدوره، قال مدير مجمع الشفاء الطبي للجزيرة إن المستشفى يعمل بـ20% من طاقته، بسبب تدمير الاحتلال منظومة الصحة بالقطاع.

وأضاف أن الوضع مأساوي، مشيرا إلى أنه كل يوم يُتوفى مرضى كلى بسبب عدم القدرة على المعالجة، والمنظمات الدولية تحاول جاهدة تقديم المساعدة لكن الاحتلال يمنع دخول المساعدات.

وفيات بالمجاعة

بدورها، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط حنان بلخي إن أطفال غزة يموتون جراء الجوع والمجاعة اللذين وصلا إلى مستويات مرتفعة للغاية، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق، حيث تحدث وفيات بين الكبار والصغار بسبب نقص الغذاء والدواء.

إعلان

وأضافت أن المجاعة في غزة بلغت مستويات مرتفعة للغاية، والناس في أمسّ الحاجة إلى الغذاء والتغذية الأساسية، والأطفال يموتون أيضا بسبب الجوع.

ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

وعن الأوضاع الصحية في قطاع غزة، قالت بلخي إن الناس يعيشون في بيئة صحية صعبة للغاية، النظافة أساس الصحة، وهي غائبة في غزة.

وأضافت أن أنظمة الرعاية الصحية تعاني من انهيار، إذ لا يقدم سوى عدد قليل من المستشفيات خدمات جزئية أو محدودة، وهناك نقص حقيقي في الموارد.

وزادت أن 42% من الأدوية الأساسية واللقاحات الرئيسية نفدت تماما، ونحو 64% من المعدات الطبية نفدت أيضا.

وأشارت بلخي إلى أن هناك كوادر صحية تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود في غزة، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم بالإمكانات القليلة المتاحة لهم.

وتطرقت المسؤولة للمساعدات الصحية اللازمة لغزة، مشيرة إلى ظهور أمراض مثل الطفح الجلدي والالتهاب الرئوي والالتهابات المتعددة واضطراب ما بعد الصدمة.

وبشكل شبه يومي منذ الثلاثاء، يتم تسجيل وقوع شهداء برصاص إسرائيلي في صفوف الفلسطينيين الجائعين، الذين يتوجهون لاستلام مساعدات أميركية من نقاط التوزيع التي تشرف عليها "مؤسسة غزة الإنسانية".

قيود أمام المساعدات

وأشارت بلخي إلى الصعوبات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالقول لدينا نحو 51 شاحنة تنتظر على الحدود لإيصال المزيد من المساعدات، نحاول إيصال ما في مستودعات منظمة الصحة العالمية إلى بعض المناطق.

وأردفت نواجه صعوبة في إيصال 51 شاحنة إلى غزة، كما أن الغذاء الذي وصل بعد الأسبوع الحادي عشر من الحصار الإسرائيلي لا يكفي لتلبية الاحتياجات.

إعلان

من جهته، قال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن المنظمة الأممية تملك خطة لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة على نطاق واسع.

وأضاف فليتشر أن الظروف صعبة، لكن الأمم المتحدة تعرف كيف تقوم بإيصال المساعدات.

من جهته، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن هناك ما سماه لعبةً لتبادل اللوم، في حين يعاني سكان غزة من الجوع ويحاولون النجاة من القصف العنيف.

وأضاف أن ما تتحدث عنه تقارير من إرسال 900 شاحنة مساعدات لغزة خلال أسبوعين لا يشكّل سوى 10% من الحاجات اليومية.

ورأى لازاريني أن المساعدات المرسلة لغزة حاليا تشكّل إهانة لحجم المأساة الجماعية التي تتكشف أمام أعين الجميع.

وأكد أن المجاعة في غزة يمكن وقفها، ولا يتطلب الأمر سوى إرادة سياسية، مضيفا أنهم لا يطالبون بالمستحيل.

ودعا لازاريني الأمم المتحدة إلى القيام بعملها في مساعدة المحتاجين بغزة والحفاظ على كرامتهم.

واستبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة غزة الإنسانية" -المدعومة أميركيا وإسرائيليا والمرفوضة أمميا- بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق في جنوب قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على النزوح من الشمال وتفريغه.

مقالات مشابهة

  • السويد تفعّل استراتيجية استخدام الألغام: تسليح تقليدي بوجه تهديدات حديثة
  • «وزير الصحة»: مفيش دولة في العالم تملك الدواء بصورة مستمرة على مدار العام
  • عشرات الشهداء في غزة والمجاعة تبلغ مستويات مرتفعة
  • وزير المالية: «التسهيلات الضريبية» ستعالج المزيد من التحديات على أرض الواقع
  • اختبار ذكاء اصطناعي جديد يتنبأ بالأشخاص الذين سيستفيدون من دواء سرطان البروستاتا
  • وزارة التجارة:العمل جارِ لبناء منظومة رقمية فعالة لخدمة المواطن
  • 9 مشروبات فعالة في حرق الدهون والتخلص من الوزن الزائد
  • طرق تساعد على رفع مستويات الدوبامين
  • قرار سوداني عاجل بشأن مزاعم واشنطن باستخدام الأسلحة الكيميائية في الخرطوم
  • دراسة: اكتشاف دواء يطيل العمر بنسبة 30%