القيادة المركزية لحزب البعث: ثورة آذار بَنت صرحاً استقلالياً نوعياً
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
دمشق-سانا
أكدت القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن تاريخ سورية أخذ منحىً نوعياً بعد ثورة الثامن من آذار التي تمر اليوم ذكراها الواحدة والستون، والتي جاءت نتيجة تراكمات نضالية شعبية مستمرة في مرحلة الكفاح من أجل الاستقلال ومرحلة ما بعده.
وأوضحت القيادة في بيان لها أن حزب البعث عبر عن المشاعر العروبية الراسخة لدى السوريين بأن الاستقلال ليس مجرد عَلَم وحدود ومقعد في الأمم المتحدة، وإنما هو استقلال الخيار والقرار، وثورة آذار حققت أعظم إنجازاتها في انتصارها على نفسها عبر نقد ذاتي فاعل تمثل في الإصلاح الكبير عام 1970، عندما قامت الحركة التصحيحية المجيدة بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد.
وأكد البيان أن الحرب غير المسبوقة في التاريخ المعاصر، التي شنها أعداء الاستقلال مجتمعين على بلدنا هي دليل على أن سورية بَنت صرحاً استقلالياً نوعياً، وأن قوى الهيمنة والإرهاب والصهيونية شعرت بمخاطر هذا الصرح على مطامعها في المنطقة، بينما شعر السوريون، شعباً وجيشاً وقائداً، بمستوى رفيع من الاعتزاز والثقة بالنفس دفعهم كي يواجهوا أعتى أنواع الحروب دون تردد.
وأشار البيان إلى مكونات المدرسة الكفاحية السورية المتمثلة بشعب متميز، وجيش متميز، وقائد متميز التي رغم الصعوبات والتضحيات ستعزز فيناً الإصرار على المتابعة حتى النصر، ومواجهة المشاعر الانهزامية التي يحاول الأعداء بثّها في نفوس بعض الضعفاء والمترددين كما أكد القائد الكبير بشار الأسد الأمين العام لحزبنا.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
لماذا هذا التشظي العربي تجاه سورية؟
#سواليف
لماذا هذا #التشظي_العربي تجاه #سورية؟
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في لحظةٍ يُفترض أن تتّحد فيها القلوب والعقول من أجل إنقاذ سورية، البلد الذي كان وما يزال يمثل قلب العروبة النابض، نجد أنفسنا أمام واقعٍ عربيٍ متشظٍ، مواقف متضاربة، وتحالفات هشّة لا تخدم سوى أعداء الأمة. فما الذي يبرّر هذا الانقسام المؤسف في المواقف العربية تجاه سورية؟ ولماذا تُدار سورية الجديدة بمفردها، بينما يجب أن تتعاضد الأيادي العربية لانتشالها من بين أنياب الحرب والدمار؟
مقالات ذات صلةإن الواقع السوري الراهن، بكل ما يحمله من معاناة وآمال، لا يحتمل هذا التردد والانقسام في المواقف. فالوضع لم يعد يحتمل التنظير ولا المجاملات الدبلوماسية. أمامنا قيادة سورية جديدة تحاول لملمة ما تبقى من وطنٍ أنهكته الحروب، ويحق لها أن تجد دعماً عربياً لا مشروطاً، سياسياً واقتصادياً، شعبياً ورسمياً، لكي تنهض سورية من تحت الرماد، وتعود بالشكل الذي يتمناه الجميع : موحدة، حرة، آمنة، مستقرة ، مدنية، ديمقراطية.
لكن المؤسف أن بعض العواصم العربية لا تزال تراوح مكانها، تتقاذفها الضغوط الدولية، وتخشى سحب البساط من تحت النفوذ الأمريكي-الإسرائيلي الذي ما انفكّ يبتزّ القيادة السورية الجديدة في وضح النهار، بل ويشترط التطبيع مع إسرائيل مقابل تخفيف العقوبات وتجميد قانون “قيصر”، الذي بات خنجرًا في خاصرة الاقتصاد السوري، وأداة لخنق الشعب قبل النظام.
هنا يُحمد الموقف الأردني، الواضح والصريح، في دعم القيادة السورية الجديدة. فالأردن، بخطابه السياسي الواقعي والمسؤول، يُدرك أن استقرار دمشق هو استقرار لعمان، وأن نهضة سورية جزء لا يتجزأ من نهضة المشرق العربي. ولذلك كان الأردن ولا يزال يضغط بكل قواه من أجل إلغاء أو على الأقل تجميد قانون قيصر، الذي لم يُلحق الأذى بسورية وحدها، بل أرهق الاقتصاد الأردني وقطع شرايين التجارة والاستثمار بين البلدين الشقيقين.
إننا ندفع ثمناً باهظاً لهذا الانشطار والانقسام والتفرقة التي تسود عالمنا العربي والإسلامي. وهذا التشظي ليس قدراً، بل هو نتيجة مباشرة لتغييب الإرادة السياسية العربية الجامعة، وتقديم الحسابات الضيقة على حساب المصالح القومية. أين هو الموقف العربي الموحّد؟ أين هي الجامعة العربية من هذه المأساة؟ أليس من المفترض أن تكون دمشق هي الخط الأحمر، والراية التي توحدنا، لا التي تفرّقنا؟
إن الإجماع العربي على دعم سورية الجديدة لم يعد خياراً، بل ضرورة تاريخية وأخلاقية واستراتيجية. دعم القيادة الجديدة يجب أن يكون شاملاً، لا يُقيّد بشروط الغرب ولا يمر عبر بوابة التطبيع المذل مع الكيان الصهيوني، الذي لا يزال يمارس عدوانه على الأراضي السورية، كما حصل فجر الجمعة، حين نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي إنزالًا جويًا على بعد كيلومترات من دمشق، في محاولة فاضحة لإحراج القيادة السورية الجديدة، والتشكيك في قدرتها على فرض السيادة.
كيف يمكن للعرب أن يصمتوا أمام هذه الإهانة؟ بل كيف يمكن أن يُشترط على القيادة السورية أن تطبع مع الكيان الذي يحتل أرضها ويقصفها ويغتال أبناءها، مقابل بعض الفتات من تخفيف العقوبات؟! أليست هذه هي قمة الوقاحة السياسية؟!
إن القيادة السورية الانتقالية، التي أعلن رئيسها أحمد الشرع في خطابه أن “سورية لا تقبل التجزئة”، تحتاج إلى موقف عربي يعكس هذا الشعار. تحتاج إلى أن ترى العرب على قلب رجلٍ واحد، يشدّون على يدها، ويسحبون منها ذريعة الخضوع للابتزاز الأمريكي-الإسرائيلي.
إن إعادة إعمار سورية لا تبدأ بالمال فقط، بل تبدأ بالإرادة، بالتضامن، وبقرار سياسي عربي جامع يضع مصلحة الأمة فوق الحسابات الفئوية. هذه هي اللحظة الحاسمة، فإما أن نستعيد سورية إلى حضنها العربي، أو نتركها فريسة للضغوط والمساومات.
وليعلم الجميع، أن من يساوم على سورية، إنما يساوم على فلسطين والعراق ولبنان واليمن. لأن انكسار دمشق يعني انكسار المشرق بأكمله، وصعود إسرائيل كقوة إقليمية بلا منازع.
فلنتحد إذن، ولنعلن أن سورية ليست وحدها، وأن العرب لا يبيعون أشقاءهم، وأننا لم نعد نقبل أن تكون السياسات الأمريكية هي من يقرر من نُصادق ومن نُعادي.
سورية تنادي، فهل من مجيب؟