منصور بن زايد: «نقاء» تجسد نهج الدولة ورؤية قيادتها في ضمان موارد مائية مستدامة للأجيال المقبلة
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
أم القيوين (وام)
افتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رسمياً، محطة تحلية مياه البحر «نقاء»، التي تمّ إنشاؤها في إمارة أم القيوين، والتي تعد واحداً من أضخم مشاريع تحلية مياه البحر بنظامِ التناضُح العكسي في العالم.
وتبلغ قدرة المحطة 150 مليون جالون مياه محلاة يومياً، وتعمل وفق نظام المنتج المستقل.
حضر الافتتاح معالي سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتيَّة، رئيس مجلس إدارة شركة «الاتحاد للماء والكهرباء»، والمهندس يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي للشركة، وإيمان الخاطري، مديرة التشغيل، وعدد من كبار المسؤولين.
واستمع سموه إلى شرح مفصل من الرئيس التنفيذي للشركة وفريق العمل القائم على المشروع، عن آليَّة عمل المحطة ومراحل تنفيذها، إذ أنجزت المرحلة الأولى وافتتحت المحطة تجريبياً بسعة إنتاج يوميَّة بلغت 50 مليون جالون خلال النصف الثاني من 2021، في حين أُنجِزَت المرحلة الثانية وبدأت المحطة العمل بكامل سعتها الإنتاجيَّة، والبالغة 150 مليون جالون يومياً أواخر عام 2022. ونفذ هذا المشروع الضخم بالشراكة بين كل من شركة «الاتحاد للماء والكهرباء»، وشركة «مبادلة للاستثمار»، وشركة «أكوا باور» من المملكة العربية السعودية الشقيقة.
نهج الإمارات الاستباقي
وقال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان: «نحن فخورون بإنجاز مشروع محطة (نقاء) التي تعد تجسيداً لنهج دولة الإمارات ورؤية قيادتها في ضمان موارد مائية مستدامة للأجيال المقبلة»، موضحاً أن المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز قدرة الدولة على مواجهة التحديات المستقبلية في قطاع المياه، ويعزز نهج الإمارات الاستباقي في التخطيطِ لمُستقبلِ مُستدام.
وأضاف سموه، أنه في ظل اهتمام قيادة دولة الإمارات بملف الأمن المائي وجهودها الحثيثة في القضايا الملحة بشأن قطاع المياه جاءت «مبادرة محمد بن زايد للماء» التي أعلنها مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لمواجهة نُدرة المياه، مشيراً سموه إلى أن تدشين محطة «نقاء» يؤكد التزام دولة الإمارات الراسخ بإنجازِ خُطوات حقيقية على الأرضِ تدعم تلك التوجهات، كما يعبر عن التزام القيادة بتحقيق الاستدامة والرفاه لشعبنا.
وأشاد سموه، خلال افتتاح المحطة، بالكفاءات الوطنية من أبناء وبنات الإمارات، مشدداً على أهمية الاستمرار في تطوير القدرات الوطنية في جميع القطاعات الحيويَّة، وفي مقدمتها قطاع المياه، مع ضرورة دعم جهود البحث والتطوير والابتكار في هذا المجال.
المستهدفات الوطنية
من جهته، أعرب معالي سُهيل المزروعي عن تقديره العميق للقيادةِ الرشيدة، التي وفَّرت دعماً لا محدوداً لمشروعاتِ تطوير البنية التحتيَّة لقطاع المياه، وبالتالي المُقومات اللازمة لتحقيقِ إنجازات مُهمة في هذا القطاع، تُسهم في تعزيزِ مكانة دولة الإمارات وتحقيق رفاهية مُواطنيها.
وأضاف معاليه: «إن محطة نقاء بقُدرتها الإنتاجيَّة الضخمة التي تصل إلى نحوِ 50 مليار جالون سنوياً، تُمثل إضافة قويَّة للبنية التحتيَّة لقطاع المياه في الإمارات، وتعد بمثابةِ رافد رئيس في هذا القطاع يكفي لتلبيةِ حاجةِ نحو مليوني ساكن في نطاقِ المناطق الشماليَّة من البلادِ»، مُؤكداً أن المحطة الجديدة لا تعزز فقط الأمن المائي للإمارات، بل تدعم أيضاً تحقيق الاستراتيجيَّات الوطنيَّة نحو تحقيق الاستدامة بمفهومها الشامل.
وأشاد معالي وزير الطَّاقة والبنية التحتيَّة بالجهود المُتواصلة لشركة «الاتحاد للماء والكهرباء» في دعمِ تحقيق المُستهدفات الوطنيَّة في قطاع المياه من جهة، وتخفيض البصمة الكربونيَّة وتعزيز الجُهود الوطنية لمُكافحة التغيُّر المناخي من جهةٍ أخرى، من خلالِ التزامها الراسخ بتطبيقِ أحدث التقنيات الصديقة للبيئة في تصميمِ وتنفيذ مشاريعها، ومن أمثلتها محطة «نقاء» التي تعتمد على تقنياتٍ مُتطورة تُعد مثالاً يُحتذى به في التوجه الوطني نحو الابتكار والكفاءة.
منهجية طويلة المدى
أوضح المهندس يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء، أن محطة «نقاء» من أهم المشاريع الاستراتيجية التي تفخر شركة «الاتحاد للماء والكهرباء» بإنجازها وإدخالها إلى الخدمة بكامل طاقتها الإنتاجيَّة مؤخراً.
وأضاف أن الشركة عملت على مدى زمني يصل إلى نحو 13 عاماً، ضمن خطة منهجية طويلة المدى، تشتمل على مُستهدفاتٍ طموحة للتخلي التدريجي عن التقنياتِ الحراريَّة الأدنى كفاءة، وتقليل البصمة الكربونيَّة، بواقعِ 75%، مع تحقيق توازن مقبول بين معايير الكفاءة والتكلفة والحفاظ على البيئة، ونفذت ضمن هذه الخطة عدداً من المحطاتِ عالية الكفاءة مثل محطتي الزوراء في عجمان وغليلة في رأسِ الخيمة، ومع دخول محطة «نقاء» إلى الخدمة، تم إنجاز عمليَّة التحول التام إلى تقنية التناضُح العكسي عالية الكفاءة.
وأكد آل علي أن محطة «نقاء» ستؤدي دوراً كبيراً في ترجمة رؤية القيادة الرشيدة بشأن الأمن المائي في الإمارات وتحقيق المستهدفات العُليا لاستراتيجيتها في هذا المجال 2036، مُعرباً عن اعتزازه بالدورِ الذي تلعبه شركة «الاتحاد للماء والكهرباء» في هذا القطاع، من خلال الشراكة الاستراتيجيَّة التي تجمعها بالعديدِ من الأطرافِ المعنية بتحقيق تلك الرؤية الوطنيَّة الطموحة، وعلى رأسها وزارة الطاقة والبنية التحتيَّة.
مشروع استراتيجي
جرى إطلاق «نقاء» بعد إعلان الاستراتيجية الوطنية للأمنِ المائي في عام 2017، وتمثل المحطة واحداً من أهم المشاريع الاستراتيجيَّة التي تُترجم رؤية القيادة بشأنِ تحقيق الأمن المائي في الإمارات، وذلك بالنظرِ إلى دورها في استدامة إمدادات المياه العذبة، وخفض مُؤشر نُدرة المياه، وكانت أهم الأهداف المُعلنة من إنشاءِ المحطة هي تلبيَّة الطلب المُتنامي على إمداداتِ المياه بالمناطقِ الشماليَّة من البلاد حيث تقدم شركة «الاتحاد للماء والكهرباء» خدماتها، دعماً لمُختلفِ القطاعات الاستهلاكيَّة في تلك المناطق، ودفعاً لعجلةِ النمو الاقتصادي فيها.
تقنيات إنتاج وتشغيل مبتكرة
تعتمد محطة «نقاء» على تقنياتٍ بديلة ومُبتكرة تهدف إلى خفضِ نسب الطاقة المُستهلكة في التشغيل، من أبرزها مُحولات التردد المُتغيِّر (VFD)، التي تُتيح التحكُّم في المُحركات تبعاً لحاجةِ عمليَّات التشغيل، وتقنيةِ مُبادل الضغط (PX) التي يتم من خلالها تحويل الطاقة من المياهِ المُرتجعة (المالحة) إلى المياهِ المُغذية للأغشية، وهي تقنيات خفَّضت من مُعدلاتِ الطاقة الكهربائيَّة المُستهلكة في تشغيلِ المحطة بنسبةٍ تصل إلى 60%.
حزمة من مشاريع الدعم والاستيعاب
تزامن إنشاء وتنفيذ محطة «نقاء» مع تنفيذ حزمة من المشاريع الخاصة بقطاعِ المياه لدعم مُخرجاتها واستيعاب إنتاجها، شملت مشاريع لرفع السعة التخزينيَّة للمياه أهمها مركز تخزين وتوزيع الخريجة بسعة تخزينيَّة تصل إلى 180 مليون جالون، فضلاً عن محطاتٍ للضخ، وعدد من شبكاتِ النقل والتوزيع.
منظومة شاملة لإدارة الإنتاج
تتم إدارة المياه المُنتجة من المحطةِ من خلالِ منظومة مُتكاملة للتحكُّم في التدفقاتِ والضغوط، تبدأ من محطاتِ الضخ الرئيسة، مُروراً بخطوط النقل، إلى مراكزِ التخزين الاستراتيجيَّة، ومنها إلى شبكات التوزيع، وُصولاً إلى المُستهلك النهائي. ويخضع إنتاج المحطة لبرنامج توزيع شامل يضم جميع المناطق التي تقدم شركة «الاتحاد للماء والكهرباء» خدماتها فيها، وتعتمد آليَّة التوزيع وفق هذا البرنامج على عددٍ من العواملِ التي يتم من خلالها تحديد الكمية المُخصَّصة لكلِّ منطقة، مثل حجم الطلب، ونتائج دراسات وتحليل توقعاته المستقبليَّة.
إجراءات صارمة لضمان الجودة
تحرص شركة الاتحاد للماء والكهرباء على تطبيقِ إجراءات قياسيَّة صارمة لضمانِ جودة المياه المُنتجة من المحطة والمَوزعة على المستهلكين، بما يتوافق مع الاشتراطات الوطنية من جهة، ومن جهة أخرى مع مُواصفات ومعايير المياه الصالحة للشربِ والصادرة من قبلِ مُنظمة الصحة العالمية (WHO)، مثل التعقيم الدوري للخطوطِ والخزانات، واختبارات القياس الدوريَّة والعشوائيَّة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منصور بن زايد الإمارات أم القيوين تحلية مياه البحر تحلية المياه محطات التحلية الاتحاد للماء والکهرباء دولة الإمارات الأمن المائی ملیون جالون قطاع المیاه ة التی ت من خلال بن زاید فی هذا من جهة
إقرأ أيضاً:
جائزة «حمدان بن زايد البيئية» تبدأ مرحلة تقييم المشاركات
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلةدخلت جائزة الشيخ حمدان بن زايد البيئية مرحلة التقييم النهائي، ومراجعة الطلبات، للإعلان عن الفائزين قبل نهاية العام الجاري.
وتم تشكيل لجنة فنية متخصّصة تضم 24 خبيراً لمراجعة وتقييم جميع المشاركات، وفقاً لمعايير شفافة تستند إلى نموذج الإمارات للتميز البيئي.
وشملت المشاركات للجائزة التي تنظم برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة «الهيئة»، أفراداً ومؤسسات من جميع إمارات الدولة.
وتشهد الدورة الثانية من جائزة الشيخ حمدان بن زايد البيئية تطوراً مهماً من حيث نطاقها وهيكلها. وللمرة الأولى، أصبحت الجائزة مفتوحة للمشاركين من جميع أنحاء الإمارات، مما وسَّع نطاقها وعزز دورها كمنصة موحدة للتميز البيئي الوطني.
ومن أبرز التحسينات تطوير نموذج الإمارات للتميز البيئي، وهو إطار تقييم شامل ومُعتمد عالمياً، قائم على مبادئ الالتزام والإلهام، العمل والتأثير، البحث والاستكشاف، والمشاركة والتمكين، الذي يضمن تقييماً شفافاً وفعالاً وقابلاً للقياس لجميع المشاركات.
وشهدت الجائزة في دورتها الثانية، إقبالاً استثنائياً من الأفراد والمؤسسات على مستوى دولة الإمارات، إذ استقبلت الجائزة 695 مشاركة ضمن مختلف فئاتها، بزيادة تقارب خمسة أضعاف مقارنة بالدورة الأولى، مما يعكس ارتفاعاً ملحوظاً في الوعي البيئي، وتوسّعاً في حجم المشاركة المجتمعية والقطاعية.
وجاءت فئة وسام الشيخ حمدان بن زايد البيئي في صدارة المشاركات، حيث استقطبت 270 مشاركة، فيما تلقت جائزة الأبحاث البيئية 182 مشاركة، وجائزة الأداء البيئي 127 مشاركة، أما جائزة المبادرات المؤسسية البيئية فاستقبلت 116 مشاركة.
واستقبلت الجائزة طلبات المشاركين الأفراد، بما في ذلك الشباب والباحثون والمدافعون عن البيئة، وكذلك الشركات الصغيرة منها والمتوسطة والكبرى، إلى جانب المنظمات الحكومية وغير الحكومية، بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية والبحثية، حيث تُعد جائزة الشيخ حمدان بن زايد البيئية، إحدى أبرز الجوائز البيئية على مستوى دولة الإمارات، إذ تكرّم التميز في مجالات الابتكار، والاستدامة، والممارسات المؤسسية الرائدة، وتُشكّل منصة موحّدة لتكريم رواد التغيير البيئي في مختلف القطاعات.