اليوم .. مصر تحتفل بيوم الشهيد تحت شعار ".. ويبقى الأثر"
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
تحيي القوات المسلحة المصرية في مثل هذا اليوم ذكرى الشهيد المعروف بـ"يوم الشهيد"، تخليدًا لتضحيات أبطال القوات المسلحة في الدفاع عن تراب الوطن، واختارت القوات المسلحة شعار ".. ويبقى الأثر" عنوانًا لاحتفالها هذا العام ، وبذلك يكون هذا اليوم ليس تجديدًا للأحزان ولكن لإظهار التضحيات والوفاء والتكريم لهؤلاء الأبطال، الذين سطروا بطولاتهم بحروف من ذهب على مدى الدهر تاركين سيرة عطرة ومسيرة وطنية عظيمة.
بدأ الاحتفال في هذا اليوم عام 1969، عندما استشهد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وكان الفريق رياض شارك في حروب عدة من بينها حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وحرب الاستنزاف حتى نال الشهادة في عام 1969.
وأثناء وجود رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة قرر أن يزور الموقع رقم 6، الذي لم يكن يبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 متراً، حيث كبد فريق الموقع 6 القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، إلا أن الموقع شهد الدقائق الأخيرة في حياة الفريق، حيث انهالت نيران القوات الإسرائيلية على المنطقة التي كان يقف فيها فجأة، حتى انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب منه، واستشهد متأثرًا بجراحه عن عمر يناهز 50 عامًا، وتخيلدًا لدوره البطولي اتخذت القوات المسلحة هذا اليوم للاحتفال بالشهيد تخليدًا لذكراه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاستنزاف العدوان الثلاثي على مصر الفريق عبد المنعم رياض القوات المسلحة المصرية حرب الاستنزاف حرب فلسطين في مثل هذا اليوم وطني القوات المسلحة هذا الیوم
إقرأ أيضاً:
???? يوسف عبدالمنان: الغرق في الدموع
غرقت كردفان في دموع الموت والخوف والجوع والعطش، ومليشيات الدعم السريع تستبيحها في رابعة النهار، بعد عودتها وخروج القوات المسلحة من مدن الدبيبات والحمادي وقرى محلية القوز، التي تشهد الآن أسوأ حملة انتقام من المواطنين، تتمثل في القتل والسحل ونهب وحرق بيوت المساكين، وحرق القطاطي المشيدة بالعشب الجاف.
منذ تحرير مناطق كردفان حتى مشارف الدلنج، هرع الأهالي فرحين إلى القوات المسلحة، مبتهجين بتحررهم من عبودية الدعم السريع، من غلظته ونهبه وإذلاله للإنسان واحتقاره. عبّر الناس عما في دواخلهم بصدق وفرح، لكن لم تمضِ إلا أيام قليلة حتى عادت المليشيا، وأحكمت سيطرتها على محليات القوز بجنوب كردفان، وعلى النهود وقرى السعاتات، وبدأت حملات الانتقام.
تسأل عن فلان، فيأتيك النبأ المفزع: قُتل بدم بارد. تسأل عن علان، فيقال لك: تم اختطافه وترحيله إلى سجون المليشيا في الفولة وأبوزبد. وتحت وهج الشمس الحارقة، ومع شح الماء، سار الناس رجالًا وأطفالًا ونساءً وشيوخًا، حملهم البعض على عربات الكارو، وهام المواطنون على وجوههم، فاتجه أغلبهم إلى الأبيض بشمال كردفان.
ويوم أمس الأحد، وصل الآلاف سيرًا على الأقدام، في حالة إنهاك وتعب وجوع وعطش. بعضهم لجأ إلى أهله، وآخرون افترشوا الأرض والتحفوا السماء، وتتهددهم دولة الإمارات بمسيّراتها التي تضرب بلا رحمة تجمعات المدنيين والمستشفيات.
هؤلاء لا يجدون سوى الخبز اليابس، وعصيدة الفتريتة، وملاح اللوبيا. ولا يزال السيل متدفقًا على الأبيض وأبوحراز، والناس في جزع وخوف. نساء تعرضن للإجهاض من شدة الإجهاد، وشيوخ دُفنوا في الطريق بين الدبيبات والأبيض. وقتلت المليشيا معلمًا ضريرًا في أحد الحواجز، ومزقت أحشاء آخر، واختطفت ماكن الصادق، منسق الدفاع الشعبي عام 1996، والذي كان حينها جنديًا.
لو علمت قيادة الجيش بما حلّ بالناس بعد سقوط الدبيبات، لجردت كل قوتها اليوم قبل الغد، وثارت لدماء الأبرياء، ومسحت دموع الباكيات بالكاكي الأخضر، الذي أحبه الشعب وهتف باسمه، وسيظل متمسكًا بجيشه وداعمًا له.
لكن المواطنين اليوم ينادون البرهان في الطرقات، تحت وطأة السياط والرصاص: “يا برهان، فاض الكيل، وسُفك الدم، وتشرد الناس!”
هجمات التتار وعرب الشتات على قرى كنانة وخزام والبديرية اتخذت أبعادًا عرقية. حتى بيت الناظر “البوكو الهادي أسوسه”، الذي توسل لعبدالرحيم دقلو لتجريد قوة الموت التي هاجمت الدبيبات وتسليحها، لم تنجُ أسرته من شر الجنجويد. اقتادوهم مصفدين من الحمادي، خمسة رجال إلى أبوزبد، وأشبعوهم ضربًا، حتى تدخل عبدالرحيم دقلو وأمر بإطلاق سراحهم فورًا، وقال: “إنها نيران صديقة.”
المليشيا، في الحقيقة، لا تفرّق بين صديق وعدو، وإلا لما اعتقلت أسرة الناظر بقادي، الذي بات اليوم يحرض ضد القوات المسلحة، ويصدر البيانات مع عمدٍ ويتوعد الجيش بالويل والثبور.
الجيش صامت، والرجال صدورهم تغلي غضبًا مما يحدث وسيحدث في كردفان، التي اتخذتها المليشيا أرضًا للمعركة والقتل، بعيدًا عن مسرح دارفور.
لقد قضت معارك الأسبوع الماضي على الحياة في قرى كردفان، وكتبت المليشيا، منذ الآن، فشلًا للموسم الزراعي، إذا لم تُحرر الدبيبات والحمادي، ويُفتح طريق الدلنج – الأبيض، ويُرفع الحصار عن جبال النوبة، قبل حلول شهر يوليو، حيث تتساقط الأمطار.
????يوسف عبدالمنان
إنضم لقناة النيلين على واتساب