عربي21:
2025-07-31@06:59:31 GMT

نيويوركر: لماذا لا تستخدم أمريكا نفوذها مع إسرائيل؟

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

نيويوركر: لماذا لا تستخدم أمريكا نفوذها مع إسرائيل؟

يوم الأحد، قالت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس إن الحكومة الإسرائيلية "يجب أن تفعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير إلى غزة. ليس لديها أعذار"، وربما كان هذا بمثابة أقوى ضغط من جانب إدارة بايدن لتشجيع إسرائيل على السماح بدخول المزيد من الغذاء والدواء إلى المنطقة؛ حيث قُتل أكثر من ثلاثين ألف شخص منذ الحرب التي بدأت بعد أن قتلت حماس حوالي 1200 إسرائيلي في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.



كما أعلنت إدارة الرئيس بايدن أنها بدأت عمليات إسقاط جوي للمساعدات الغذائية لشعب غزة، لكن الأزمة الإنسانية هناك لا تزال تتفاقم. وقد اكتشف فريق منظمة الصحة العالمية في غزة مؤخرًا "مستويات حادة من سوء التغذية، وأطفال يموتون من الجوع، ونقص خطير في الوقود والغذاء والإمدادات الطبية، ومباني المستشفيات مدمرة".

ونشرت صحيفة "نيويوركر" حوارًا - ترجمته "عربي 21" - أجراه الكاتب إسحاق شوتينر عبر الهاتف مع السيناتور كريس فان هولين، الديمقراطي من ولاية ماريلاند، والذي زار - في كانون الثاني/ يناير - معبر رفح الحدودي وأثار مخاوف بشأن عملية التفتيش، فضلًا عما قال إنه عرقلة من قبل الحكومة الإسرائيلية؛ حيث ناقش معه الطرق المختلفة التي تمنع بها الحكومة الإسرائيلية المساعدات الكافية من الوصول إلى المدنيين، وما إذا كانت سياسة إدارة بايدن تجاه إسرائيل في طور التغيير، وحجم الأزمة الإنسانية الحالية في غزة، وكان نص الحوار كالتالي:

أين نحن الآن من إيصال المساعدات لأهل غزة؟ وما الذي يمنع وصول تلك المساعدات إليهم بمستويات كافية؟

حسنًا، نحن لسنا قريبين من المكان الذي يجب أن نكون فيه. لدينا الآن مئات الآلاف من الأشخاص على حافة المجاعة. ولقد تجاوزنا أيضًا العلامة المروعة التي مات فيها ما لا يقل عن خمسة عشر طفلاً بسبب الجوع، وبالتالي فإن الوضع يسير من سيء إلى أسوأ.

وكان السبب الرئيسي هو القيود المستمرة على المساعدات من قبل حكومة نتنياهو.

ومن المثير للدهشة أننا وصلنا إلى النقطة التي يتعين فيها على الولايات المتحدة تقديم عمليات إنزال جوي إلى غزة كإجراء لمحاولة إطعام بعض الناس. وأنا أؤيد ذلك تمامًا، ولكن من الواضح أنه غير كاف لتلبية الاحتياجات، كما أشار الرئيس نفسه.

لماذا تعتقد أن حكومة نتنياهو مسؤولة عن نقص المساعدات التي تصل إلى المدنيين في غزة؟

حسنًا؛ أعتقد أنه من الواضح من متابعة الوضع أن حكومة نتنياهو يمكن أن تسمح لعدد أكبر من الشاحنات بالعبور إلى غزة، عبر معبر كرم أبو سالم وعبر رفح. وإذا نظرت إلى أي رسم بياني مع مرور الوقت لعدد الشاحنات التي تمر عبرها، يمكنك رؤية انخفاض كبير إلى أقل من مائة شاحنة حتى شهر شباط/ فبراير، وفي الوقت نفسه، لديك أشخاص مثل وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، يحتجزون الدقيق في ميناء أسدود لمدة خمسة أسابيع على الأقل، على الرغم من أن رئيس الوزراء نتنياهو وعد الرئيس بايدن بأن هذا الدقيق سيذهب إلى الناس الجوعى.

وهذا مجرد مثال واحد. ولديك أيضًا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير يشير إلى أنه لن يسمح للشرطة بإخلاء المتظاهرين الذين كانوا يعترضون الشاحنات عند معبر كرم أبو سالم.

لقد ذكرتَ أنه يمكنك التحدث بالمزيد حول المشكلة مع سموتريتش. ماذا كنت ستقول؟

إذًا، كانت هذه شحنة طحين من تركيا كانت في ميناء أسدود، وكان بها ما يكفي من الطحين لإطعام مئات الآلاف من الأشخاص لأسابيع. وتدخل سموتريش ورفض السماح بنقل الدقيق لأنه لا يريد أن تتمكن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من توزيعه، على الرغم من أننا نعلم أن الأونروا كانت نظام التوزيع الأساسي للمساعدات في غزة .

ويجب أن أشير إلى أن السفير ديفيد ساترفيلد، مبعوثنا الإنساني، والذي قال مرارًا وتكرارًا إنه لم يتلق أي دليل من حكومة نتنياهو على أن المساعدات التي توزعها الأمم المتحدة قد تم تحويلها إلى حماس، لكن سموتريش كان يتمسك بهذا الأمر، مدعيًا أنه لا يريد أن يمر عبر الأونروا، وبالتالي يجب نقل الدقيق إلى برنامج الغذاء العالمي، ولكن قبل أن يتم تسليمه إلى برنامج الغذاء العالمي، كان على الأونروا أن تدفع رسوم التأخير عن الوقت الذي كانت فيه السفينة في ميناء أسدود لأن سموتريش لم يسمح بتسليمها، وعندما ذهبت الأونروا لتسديد تلك الدفعة، تم رفضها من قبل البنك الإسرائيلي الذي رفض قبول دفعة من الأونروا.



قال الإسرائيليون إن بعض أعضاء الأونروا شاركوا في هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ولكنها أيضًا وكالة المساعدة الرئيسية للفلسطينيين الذين يواجهون هذه الظروف اليائسة، أليس كذلك؟

حسنًا، هذا صحيح. فالأونروا في غزة هي منظمة تضم ثلاثة عشر ألف شخص توفر التعليم للفلسطينيين، وتقدم الرعاية الصحية للفلسطينيين. وتقول الحكومة الإسرائيلية إن ما يصل إلى أربعة عشر عضوًا في الأونروا من أصل ثلاثة عشر ألفًا شاركوا في هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

ولدى الأمم المتحدة ذراع تحقيق مستقل يراجع ذلك، وقد قررت الدول الأخرى التي نظرت في الأمر أنه لا ينبغي معاقبة الفلسطينيين؛ المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، من خلال حرمانهم من المساعدات من خلال الأونروا.

وسأقول، بعد مراجعة التقرير السري الصادر عن إدارة بايدن، وجهة نظري هي، بالطبع، أن أي شخص شارك في 7 تشرين الأول/ أكتوبر يجب أن يخضع للمساءلة الكاملة، ولكن لا ينبغي حرمان الفلسطينيين الأبرياء في غزة من الغذاء الذي يمكن توزيعه من خلال الأونروا.

ما هو منظور الإدارة التي أوقفت التمويل الجديد للأونروا في هذه الأثناء؟

حسنًا، لم تقل الإدارة إن الأونروا يجب ألا تستمر في تقديم المساعدات إلى غزة. وقالت الإدارة إنها ستوقف التمويل الجديد للأونروا في غزة مؤقتا حتى تنتهي الأمم المتحدة من تقاريرها، لكن هذه مسألة منفصلة عن السماح للأونروا بمواصلة توزيع المساعدات على الناس الذين يعانون من الجوع في غزة.

هل أنا على صواب في أن هناك قانونًا ساريًا في أمريكا ينص على أن "الأموال المخصصة أو المتاحة بطريقة أخرى لمساعدة الولايات المتحدة لا يجوز إتاحتها لأي بلد تحظر حكومته أو تقيد بطريقة أخرى، بشكل مباشر أو غير مباشر، نقل أو إيصال المساعدات الإنسانية الأمريكية؟"

لقد ذكرت ذلك بشكل صحيح تمامًا، وقال الرئيس، خلال اليومين الماضيين، وأنا أقتبس من تصريحه: "سنصر على أن تقوم إسرائيل بتسهيل المزيد من الشاحنات والمزيد من الطرق لتزويد المزيد والمزيد من الناس بالمساعدة التي يحتاجون إليها. لا توجد أعذار، لأن الحقيقة هي أن المساعدات المتدفقة إلى غزة ليست كافية الآن". إنه ليس كافيًا في أي مكان تقريبًا. سأقول إنني مندهش لأن الإدارة لم تلجأ إلى القانون الذي ذكرته للتو، والذي يسمى قانون ممر المساعدات الإنسانية، ولم تنفذه.

عندما نقلت عن الرئيس قوله إنه "سيصر" على ذلك، ماذا يعني ذلك في رأيك؟

أعتقد أن الرئيس يقول إنه سيطالب بفتح المزيد من الطرق وإدخال المزيد من المساعدة التي تشتد الحاجة إليها، ولكن من المهم أن تستخدم الإدارة الأدوات المتاحة لها للقيام بذلك، وإحدى هذه الأدوات هي تفعيل وتنفيذ قانون ممر المساعدات الإنسانية.



وإذا تم الاحتجاج بذلك، فماذا سيحدث؟

إن ما سيترتب على ذلك هو أنه حتى تسمح حكومة نتنياهو بوصول المساعدات اللازمة إلى الأشخاص الذين يعانون من الجوع في غزة، فإن الولايات المتحدة ستعلق مساعداتها العسكرية، ويجب أن أقول إن ذلك لا يشمل توفير أنظمة دفاعية مثل القبة الحديدية، لكنه يعني تعليق إطلاق القنابل التي يمكن استخدامها في غزة.

هل لديك أي شعور بأن الإدارة قد تفكر في ذلك؟

حسنًا، لقد عقدت اجتماعًا معهم للتو، ومن الواضح أنهم لم يفعلوا ذلك حتى الآن، وقلنا لهم: "انظروا، النهج الصادق في التعامل مع هذا الأمر، إذا كنتم لا ترغبون في تنفيذه، هو الاحتكام إلى بند الإعفاء"، وكما ترون من هذا القانون، فإن [بند الإعفاء] يسمح للرئيس بأن يقرر عدم تفعيله إذا أخطر الرئيس الكونغرس بوجود أسباب تتعلق بالأمن القومي للقيام بذلك، أستطيع أن أفهم لماذا لا يرغب الرئيس في تفعيل الإعفاء، لكن هذا سيكون النهج المباشر، ووجهة نظري هي أنه يجب على الإدارة تنفيذ القانون واستخدام النفوذ الذي تتمتع به من هذا القانون لفتح المعابر وإنهاء الأنظمة التعسفية المتمثلة في رفض وصول المساعدات إلى غزة.

لقد سمعنا من الإدارة، على الأقل خطابيًا، موقفًا مختلفًا إلى حد ما في الأيام القليلة الماضية، لقد نقلتََ ذلك عن الرئيس بايدن، وألقت نائبة الرئيس هاريس خطابًا قويًا، وأدلت سامانثا باور، وهي مسؤولة أخرى في الإدارة، بملاحظة قوية إلى حد ما حول الوضع الإنساني في غزة. هل تعتبرون ذلك بداية لأي تغيير جوهري، أو أنه أكثر من مجرد تغيير خطابي؟

لقد كنت أضغط على الإدارة لإجراء المزيد من التغيير الجوهري، وإنا أرحب بالملاحظات الصادقة التي أدلى بها الرئيس ونائبته ومديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت إدارة بايدن مستعدة لاستخدام النفوذ الذي تتمتع به لتحويل الكلمات إلى أفعال أم لا، وقد تم تصميم قانون ممر المساعدات الإنسانية خصيصًا لهذا الغرض، والآن، أود أن أقول إنني رحبت بشدة بإصدار الرئيس لمذكرة الأمن القومي رقم 20.

وقد تم ذلك بعد أن قدم تسعة عشر منا تعديلًا على قانون الأمن القومي - التشريع الخاص بمساعدة أوكرانيا وإسرائيل والمساعدة الإنسانية لغزة - وأوضحنا أننا سنصر على التصويت في قاعة مجلس الشيوخ على تعديلنا، وقررت الإدارة العمل معنا لتنفيذ تعديلنا من خلال إصدار مذكرة الأمن القومي، وإذا نظرتَ إلى اللغة المستخدمة في تلك الوثيقة فيما يتعلق بالمساعدة الإنسانية، فهي في رأيي أوسع من اللغة الحالية في قانون ممر المساعدات الإنسانية الذي ذكرته للتو.

ويشترط القانون على أي دولة تتلقى مساعدة أمنية أن تتعهد كتابيًا بأنها ستستخدم تلك المعدات وفقًا للقانون الدولي، ثانيًا، يتطلب الأمر من كل دولة متلقية أن تلتزم كتابيًا بأنها ستسهل ولن تعرقل أو تقيد بشكل تعسفي إيصال المساعدات الإنسانية إلى منطقة الصراع حيث تستخدم الأسلحة الأمريكية، هناك أيضًا بند تنفيذي ينص على أنه عندما يقرر وزير الخارجية أن دولة ما تنتهك تلك الوعود، فإنه سيلفت انتباه الرئيس إلى ذلك، الذي سيتخذ عددًا من الإجراءات التي تصل إلى وتتضمن إنهاء المساعدة الأمنية، وأخيرا، وهو أمر بالغ الأهمية، هناك متطلبات تقديم التقارير إلى الكونغرس؛ حيث سيطلب التقرير من الإدارة أن تبلغنا كتابيًا بمدى امتثال البلدان المتلقية للوعود التي قطعتها، ولكن أيضًا، وهو أمر مهم للغاية، ما إذا كانت البلدان المتلقية تستخدم المساعدة العسكرية لا بما يمتثل للقانون الدولي و قانون الحرب فحسب، ولكن أيضًا ما إذا كانوا يلتزمون بأفضل الممارسات لمنع وتخفيف الأضرار التي تلحق بالمدنيين، وهذا أيضًا جزء أساسي جدًا من متطلبات تقديم التقارير، ويجب أن أضيف أخيرًا أن مذكرة الأمن القومي التي يصدرها الرئيس لها التأثير الكامل للقانون.

والأهم من ذلك، أنه لا ينطبق أيضًا على المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة فحسب، بل على جميع المساعدات الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة.

لقد أجريتَ الكثير من المحادثات مع الأشخاص في الإدارة حول هذا الأمر، هل هناك اختلاف في الرأي عندما تتحدث إلى أشخاص في مناصب عليا في الإدارة حول ما يحدث بالفعل، أو حول كيفية التعامل معه؟ هل هناك خلاف مثلًا حول سبب فشل المساعدات في الوصول إلى غزة؟ هل يقول لك الأشخاص في الإدارة: "أوه، لا، في الواقع، يريد الإسرائيليون إدخال المساعدات"، أم أن هناك اعترافًا صريحًا بأن الإسرائيليين يتعمدون حرمان غزة من المساعدات الإنسانية؟

في جميع مناقشاتي؛ كان مسؤولو الإدارة يدركون أن حكومة نتنياهو وضعت حواجز غير مقبولة أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وبالتالي فإن السؤال ليس حول حقيقة الأمر بل حول ما يجب فعله حيال ذلك.

هل سمعت من أي شخص في الإدارة أي سبب يدفع حكومة نتنياهو إلى الاستمرار في القيام بذلك بخلاف نوع من العقاب الجماعي؟ لا أعرف ما هي العبارة الأخرى التي يجب استخدامها.

حسنًا، كل ما أعرفه هو الحقائق، أعلم أن سموتريتش أوقف هذا الدقيق، أعلم أنه إذا نظرت إلى الرسم البياني مع مرور الوقت، فسوف ترى انخفاضًا كبيرًا في عدد الشاحنات القادمة عبر كل من كرم أبو سالم وعبر رفح، وأعلم أيضًا أنه على الرغم من الطلبات المتكررة من إدارة بايدن لفتح معابر أخرى من شأنها أن تسمح بتقديم المساعدة إلى الشمال حيث تشتد حدة المجاعة، إلا أنه تم تجاهلها حتى الآن.

إن فكرة تقديم كميات هائلة من المساعدات لدولة ترفض طلبنا بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى أن نضطر إلى إسقاط الغذاء جوًا هي فكرة محرجة، كنت أتساءل إذا كنت تعتقد أن هناك بعض الشعور بهذا الإحراج، وأن هذا هو السبب في التغيير في اللهجة.

أعتقد أن الإدارة تدرك مدى السوء الذي يبدو عليه الطلب المتكرر من حكومة نتنياهو لاتخاذ إجراءات وتجاهلها بشكل متكرر، وفي الوقت نفسه، تقدم الإدارة كمية كبيرة من المساعدات العسكرية التي يتم استخدامها في غزة، أعتقد أن الإدارة تدرك التناقضات، لكنها لم تحل تلك التناقضات بعد، وتتمثل إحدى الطرق لحل التناقضات في الاستفادة بشكل أفضل من النفوذ الذي تتمتع به الولايات المتحدة، سواء من خلال القانون الحالي، مثل قانون ممر المساعدات الإنسانية، أو في المستقبل، من خلال تطبيق شروط مذكرة الأمن القومي رقم 20.

أعلم أن بعض اللاعبين المهمين داخل الإدارة يشاركونني وجهة نظري، وكما تعلمون، ولأول مرة، ستطالب مذكرة الأمن القومي رقم 20 جميع الدول المتلقية، بما في ذلك حكومة نتنياهو، بتقديم وعود مكتوبة بأنها ستستخدم تلك الأسلحة بما يتوافق مع القانون الدولي، وتسهيل وعدم عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، وبطبيعة الحال، سيظل هذا يتطلب الإرادة السياسية لإنفاذه، ولا يسعني إلا أن أتمنى أن تفعل إدارة بايدن ذلك.

بعض زملائك الديمقراطيين يختلفون معك حول هذا الأمر، وحول الحاجة إلى استخدام المزيد من النفوذ مع الحكومة الإسرائيلية. ماذا يقولون لك؟

لم أسمع حقًا إجابة جيدة على سؤال لماذا لا ينبغي لنا تطبيق القانون الأمريكي الحالي، والذي يتضمن الآن مذكرة الأمن القومي رقم 20، لضمان استخدام المساعدة العسكرية الأمريكية وفقًا لقيمنا. أعتقد أن الإدارة قررت اعتماد إطار تعديلنا وإدراجه في مذكرة الأمن القومي رقم 20، وذلك لأنهم لم يرغبوا في جدال كبير في مجلس الشيوخ، وأيضًا لأنهم يدركون مزايا هذا النهج.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن نتنياهو امريكا احتلال نتنياهو بايدن طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إیصال المساعدات الإنسانیة الحکومة الإسرائیلیة الولایات المتحدة حکومة نتنیاهو الأمم المتحدة من المساعدات إدارة بایدن الإنسانیة ا تشرین الأول أن الإدارة فی الإدارة هذا الأمر المزید من أعتقد أن إلى غزة قانون ا من خلال یجب أن فی غزة ا کانت على أن أنه لا ما إذا

إقرأ أيضاً:

لماذا لم تنتصر إسرائيل رغم تفوقها؟

بعد ما يقرب من العامَين من الحرب على غزة والمنطقة، أظهرت "إسرائيل" تفوقًا ملحوظًا في المجالَين: العسكري، والأمني، مع دعم شبه مطلق من الولايات المتحدة، ما مكّنها من إنزال خسائر كبيرة بكل أعدائها، لكن ذلك لم يمنحها فرصة إعلان نصر واضح أو حاسم.

التفوق الساحق

منذ اللحظة الأولى، قررت دولة الاحتلال طي صفحة عملية طوفان الأقصى بكل تأثيراتها السلبية عليها والإيجابية لأعدائها، ضمن سياسة "كيّ الوعي" وفرض نسيان ما حصل يومها من انتكاسة كبيرة لها على كافة المستويات.
كما ترسخت القناعة بالخطر الوجودي على دولة الاحتلال، ما فرض عليها تغيير تعاملها مع التهديدات التي تواجهها في المنطقة، إضافة إلى الرغبة في استعادة ثقة الجبهة الداخلية بالدولة والمؤسسة العسكرية والحكومة، فضلًا عن كون ما حصل فرصة غير مسبوقة لفرض وقائع ومسارات جديدة على المنطقة في إطار "تغيير خرائط الشرق الأوسط"، والتي كانت خطة معدة مسبقًا وُضعت في إطار التنفيذ.

تفاعل كل ما سبق ليولّد "إسرائيل" جديدة، في ذروة العدوان والوحشية والدموية، بنظرية أمنية مختلفة، لا تنتظر حصول التهديد لتتعامل معه احتواءً أو إدارةً أو إفناءً، وإنما تسعى لمنع نشوئه، ومواجهة هذا الاحتمال/ الإمكانية بالقوة الغاشمة وبأقصى دموية ممكنة، بشكل متعمد، كبديل عن معادلة الردع التي تداعت يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

تبلور ذلك إبادةً جماعيةً في غزة، ذهب ضحيتها عشرات آلاف الشهداء، وأكثر منهم من الجرحى والمصابين، ونزوح معظم سكان القطاع، وتدمير شبه كامل لمؤسساته وبنيته التحتية، وخسائر كبيرة للمقاومة الفلسطينية في العتاد والرجال، وفي القطاعات العسكرية والسياسية والحكومية.

وسعيًا للضغط بالقوة القصوى على المقاومة في المفاوضات، فرض الاحتلال حصارًا مطبقًا، وتجويعًا غير مسبوق، وتهجيرًا مستمرًّا لسكان القطاع؛ تمهيدًا لمشروع تهجير شامل إن استطاع. كل ذلك بغطاء أميركي كامل ساهم في قدرة "إسرائيل" على التعامل مع الضغوط الدولية.

إعلان

وفي لبنان، شنّت دولة الاحتلال حربًا ساحقة على حزب الله؛ بغية تدميره واجتثاثه، من خلال عمليات "البيجر" والاتصالات، ثم سلسلة الاغتيالات التي طالت قيادات عسكرية وأمنية وسياسية وازنة، على رأسها أمينه العام السابق حسن نصر الله، بكل ما يمثله من ثقل ورمزية وقدرات قيادية.

وترافق ذلك مع مئات الغارات التي استهدفت أسلحته وصواريخه الإستراتيجية، وتبعها توقيع الاتفاق المجحف لوقف إطلاق النار، وإطلاق يد "إسرائيل" في لبنان قصفًا وتوغّلًا واغتيالًا، مع ضغط الجبهة الداخلية اللبنانية لتسليم سلاح الحزب. كما لا يمكن تجاهل آثار تغيير النظام في سوريا على خطوط إمداد الحزب وقدرته على التعافي.

وفي إيران، وجّهت "إسرائيل" لها خلال "حرب الـ12 يومًا" ضربات موجعة، بالاغتيالات، واستباحة الأجواء، وتدمير منظومات الدفاع الجوي، وصولًا لاستهداف المنشآت النووية بالقصف الأميركي المنسق معها.

كما استهدفت قوات الاحتلال اليمن مرات عديدة، مُوقعة خسائر فادحة في ميناء الحُديدة ذي الأهمية الإستراتيجية، فضلًا عن غارات جوية مستمرة، ومحاولات الاغتيال.

وفي سوريا، ورغم غياب أي تهديد حقيقي لها، أعلنت "إسرائيل" إلغاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 من جانب واحد، واحتلت مساحات جديدة، وسيطرت على مصادر المياه، وقصفت قرب القصر الرئاسي، وهددت باغتيال الرئيس أحمد الشرع، وأعلنت جهارًا دعم الأقليات، وهددت بتقسيم البلاد، وفرضت واقعًا جديدًا في السويداء تفاوض دمشق بخصوصه، فضلًا عن تدمير معظم الأسلحة وقدرات الدولة السورية.

لا انتصارَ ساحقًا

يعطي كل ما سبق انطباعًا بأن "إسرائيل" هزمت كل أعدائها، بل وخصومها المحتملين مستقبلًا، وحقّقت الانتصار الكامل الذي طالما وعد به نتنياهو، وأنها أعادت فعلًا رسم خرائط المنطقة بالقوة والنار، على ما تبجّح به الأخير.
والحقيقة أن هذا ليس مجرد انطباع خاطئ وحسب، بل هو إيحاء تعمل على ترسيخه البروباغندا "الإسرائيلية"، لتخدم أهدافًا داخلية وخارجية على حد سواء.

في غزة، بؤرة الحرب الرئيسة والجبهة التي أذلّت الاحتلال يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وهزّت دعائم نظريته الأمنية وتفوّقه الاستخباري والعسكري، في تلك الجبهة المحاصَرة تمامًا والمفتقدة للدعم الخارجي بالكامل، تكيّفت المقاومة بقيادة كتائب القسام بنيويًا ومؤسسيًا وميدانيًا بحيث ما زالت تُنازل الاحتلال رغم ضخامة الخسائر التي تعرضت لها.

أثبتت الكتائب قدرتها على استنزاف العدو وإيقاع خسائر كبيرة فيه، بل وطوّرت عملها لمحاولة أسر جنود إضافيين في المعركة. وما زالت المقاومة ممسكة بورقة الأسرى، والتي هي ورقتها الأقوى في مسار التفاوض، الذي يؤكد بدوره أنها ما زالت عصية على الهزيمة والانْسحاق، بما يفرض على الطرف الآخر التفاوض معها حتى اللحظة.

وفي لبنان، ورغم الخسائر صعبة التعويض، لم ينكسر حزب الله ولم يستسلم، ورغم مرونته الكبيرة- والمستغرَبة- في موضوع السلاح جنوب نهر الليطاني، حيث تتحدث التقارير عن مصادرة معظم سلاحه هناك، فإنه بعيد جدًّا عن فكرة تسليم السلاح، وما زال الرئيس جوزيف عون مصرًّا على سيناريو الحوار الداخلي بهذا الخصوص وليس المواجهة.

إعلان

كما ارتفعت وتيرة تصريحات الحزب مؤخرًا، بما في ذلك تصريح أمينه العام نعيم قاسم، بأنه يتعافى ورمّم الكثير من خسائره، وبات "مستعدًّا للمواجهة" إن اضطر لها.

كما أن إيران استوعبت الصدمة الأولى وخاضت حرب استنزاف لاحقة، مستهدفة- كما كشفت تقارير لاحقة- الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، وبعض المواقع الحساسة بدقة فاقت التوقعات.

كما فرضت صواريخها معادلات ردع جديدة دفعت نتنياهو للدعوة إلى وقف إطلاق النار بعد الضربة الأميركية للمنشآت النووية، وهذا- من البديهي- ليس موقف مَن حقق انتصارًا كاسحًا.

كما أنه ليس من المعروف حتى اللحظة مدى الضرر الذي تعرض له المشروع النووي، بل تشير معظم التقديرات إلى عدم تدميره بالكامل، ما يعني إمكانية استعادته النشاط، وبشكل أسرع ربما، إن توفرت إرادة سياسية لذلك.

ولعل اليمن أقل الجبهات التي تعرضت لضربات "إسرائيلية" كبيرة، وهي- للمفارقة- الجبهة التي ما زالت على نشاطها وفاعليتها، مع سقف خطاب أعلى بكثير اليوم، وبوعيد بتصعيد الاشتباك مع الاحتلال؛ بسبب حرب التجويع لأهل غزة.

والخلاصة..

يتيح التفوق العسكري والاستخباري الكبير لدولة الاحتلال، والذي بنته لها الولايات المتحدة الأميركية على مدى عقود، وانخراط الأخيرة بشكل واسع في الحرب دعمًا وغطاءً ومشاركة فعلية (كما حصل في إيران وجبهات أخرى)، يتيح لها توجيه ضربات قاسية لأعدائها، بما يشمل الدمار الكبير، والاغتيالات الوازنة، والاختراقات العميقة، وبما يتسبب بخسائر بشرية كبيرة جدًّا، ولا سيما في غزة.

لكن كل ذلك لم يمكّنها من تحقيق الانتصار، ولا حتى ادعائه.
تحاول دولة الاحتلال أن تُصوّر الخسائر الكبيرة التي تسببت بها على أنها النتيجة النهائية للحرب، ويتساوق معها البعض أحيانًا، إما جهلًا بالوقائع، أو تحت ضغط الأزمة الإنسانية الخانقة، أو بسبب أجندات سياسية معروفة.

لكن ذلك غير دقيق بالمرة، ليس تقليلًا من شأن الإنسان، شهيدًا وأسيرًا ومصابًا ومهجّرًا ومجوَّعًا، ولا تقزيمًا من قدرات "إسرائيل" وأثر الدعم الذي تحظى به، ولكن لأن ذلك جزء من تقييم المعركة/الحرب، وليس نتيجتها النهائية.

لقد فصّلنا في مقالات سابقة العوامل التي تُقيّم نتائج الحروب على أساسها، والتي منها بالتأكيد الخسائر البشرية والمادية، ولكنها ليست الوحيدة، وفي أحيانٍ كثيرة ليست الأولى، فكم من دولة قدّمت خسائر أكبر بكثير من عدوّها ولكن انتصرت عليه في النهاية.

فإذا كان ذلك حال الدول، فحركات التحرر الوطني ومقاومة الاحتلال أولى وأجدر. فضلًا عن أن المبالغة في الوحشية مع المدنيين مقصودة لذاتها من قبل "إسرائيل"، ما يدفع للحذر من الوقوع في فخ التقييم الذي تنصبه.

كل ذلك في حال وُضعت الحرب أوزارها واتضحت نتائجها بشكل كامل، فما بالنا والحرب مستمرة، وهي- بالمعنى الأشمل- طويلة الأمد، قد تقف مؤقتًا، لكن مسارها ومفاعيلها مرشحة دائمًا للانفجار والتوسع، ولا سيما في ظل النوايا المعلنة لنتنياهو وشركائه؟

والإشارة الأخيرة، أنه كلما أظهر طرف من الأطراف مرونة كبيرة وسعيًا ملحوظًا لوقف الحرب، تَصَلَّب الموقف "الإسرائيلي" أكثر، وبات أكثر عدوانية ودموية. وقد تكرر الأمر في غزة، ولبنان، وسوريا، وإيران.

أخيرًا، ما زالت نتائج عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول قائمة، لم تُمحَ ولم تُنسَ، وسيُبنى عليها.
وأما تفاعلاتها ومآلاتها طويلة الأمد، فما زالت لم تتبلور جميعها بشكل واضح وكامل.
قد نكون اليوم أمام نصف الساعة الأخير من الجولة الحالية من الحرب، وقد نكون أمام جولة ممتدة، لذلك فالمنطق المُجدي تركيزُ كافة الجهود لتعزيز أوراق القوة، وزيادة الضغط على "إسرائيل"، وليس العكس.

فالمطلوب حاليًّا الصمود وتعزيز الموقف، وإلّا تحوّلت الأزمة الإنسانية التي تسبب بها الاحتلال إلى انتصار إستراتيجي له، وهذا ما ينبغي منعه.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • أحمد موسى: الإخوان أداة بيد إسرائيل لنشر الشائعات ضد مصر.. والخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في غزة غير كافية ونعمل على زيادتها | أخبار التوك شو
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تستخدم التجويع في غزة كأداة ضغط سياسي
  • تاياني يطالب إسرائيل بإعادة فتح معابر غزة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية
  • الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تستخدم التجويع كأداة للضغط بهدف التهجير القسري
  • لماذا لم تنتصر إسرائيل رغم تفوقها؟
  • عاجل| إسرائيل تجمد خطط إقامة «المدينة الإنسانية» في رفح
  • لماذا سمحت إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة؟!
  • إسرائيل تجمد خطط إقامة المدينة الإنسانية في رفح