عربي21:
2025-07-31@06:44:09 GMT

في انكشاف الصهيونية العربية

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

في انكشاف الصهيونية العربية

الصهاينة العرب كيان ماديّ حقيقي ولم يعد شكلا من أشكال التحقير أو التصنيف الشعبي والسياسي. الصهاينة العرب والصهيونية العربية "بألف لام التعريف" كيان مادي سياسي إعلامي واقتصادي ضارب بعمق في قلب المنطقة ينهض بأخطر أدوار الإسناد المادي والمعنوي كما رأينا ذلك واضحا جليا في محرقة غزة الأخيرة.

مدّت الصهيونية العربية جسرا بريا وجويا وبحريا لإنقاذ الصهيونية الإسرائيلية وإمداداها بالماء والغذاء واللباس والدواء والسلاح منذ قرابة ستة أشهر.

كما أفردت الصهيونية العربية أذرعها الإعلامية ومنصاتها التواصلية لشيطنة المقاومة وتحميلها مسؤولية ما حدث في قطاع غزة من مجازر ومحارق.

الصهيونية العربية بنيةٌ ووظيفةٌ ومنهجٌ وتاريخ بل يمكن اعتبار ولادتها سابقة على نشأة الكيان المحتل لأنها خرجت من رحم الاحتلال العسكري البريطاني والقوى العربية المسلمة المنضوية تحت لوائه.

في حدّ الصهيونية العربية

هي عبارة عن جهاز حركيّ مركّب يكوّن بنيتها الداخلية والخارجية فهي لست فكرة بل مجموعة من الأدوات التنفيذية القادرة على الإسناد العسكري والحرب النفسية والدعاية الإعلامية والإمداد اللوجستي والاختراق الاستخباراتي والتجنيد وحتى الاغتيال. وهي قادرة كذلك على الدعم الدبلوماسي والسياسي وحشد التحالفات ومنع اجتماع الصوت العربي وتشتيت كل القوى الحية القادرة على تهديد المصالح الصهيونية الإسرائيلية.

انتصارات غزة لا يمكن حصرها مهما كانت تكلفة المعركة ثقيلة ورغم الدماء والشهداء والتضحيات لأنها أنارت الطريق أمام الأجيال القادمة حتى لا يبقى لها من عذر التعلل بأنها لم تكن تعلم وأنها لم تتبيّن عدوّها الحقيقي الذي فاق إجرامه كل جرائم صهيون.لا يمكن تحديد النشأة الحقيقية لهذا الكيان الموازي لكن تاريخ الصراع مع الكيان الأم يؤكد أن الصهيونية العربية قد نشأت في نفس الظروف والشروط التي نشأ فيها الورم الأكبر. لأن سجلات النشأة والحروب التي مكنت المحتل من بسط سيطرته على مساحات واسعة من القرى والمدن الفلسطينية تؤكد أن التواطؤ والتخادم العربي كان محوريا في إنجاح عمليات الاستيطان وتثبيتها.

صحيح أن القصف الإعلامي المكثف الذي مارسته الأبواق العربية وخاصة القومية منها في مصر وسوريا والأردن بشكل خاص قد أعمى العقل العربي عن الدور المحوري الذي لعبته الصهيونية العربية في حسم الصراع لصالح الكيان الأمّ لكنّ الأحداث الأخيرة كشفت بجلاء حجم التزييف والتغطية على دور الصهاينة العرب في سقوط فلسطين.

لم تكن ولادةُ الكيان القيصرية ضامنةً لبقائه وحيدا دون إنشاء حزام صلب حوله يمنع سقوطه ويمدّه بكل أسباب الحياة ممثلا في أنظمة دول الطوق في الخليج ولبنان والأردن ومصر وسوريا بشكل خاص. وهي الكيانات التي حافظت على خطوط تماس هادئة تضمن تمدد الكيان الوليد وتمنع عنه زحف الجماهير لدعم المقاومة الفلسطينية.

أما آخر أطوار الانكشاف التي عرّت القسم الأكبر من جسد الصهيونية العربية فقد برزت مؤخرا مع ارتفاع سرعة قطار التطبيع الذي أبان عن جهاز أخطبوطي عميق ومتشعب صار يجاهر بالذود عن الكيان الأم ولو كلفه ذلك حياته هو. إن استبسال النظام المصري والأردني والاماراتي والسعودي والبحريني مثلا في شيطنة المقاومة وفي مطالبة المحتل العلنية بالقضاء على غزة وعلى خلايا الصمود فيها يمثل آخر أقنعة الاستبداد العربي.

الوظيفة والمدى

لا يمكن اليوم إغفال النشاط القوي لهذا الجهاز الاستثنائي سواء عبر الهجمات الإعلامية الكبيرة التي تتعرض لها المقاومة في غزة أو عبر شيطنة عملية طوفان الأقصى وصولا إلى تكفير فصائل المقاومة واتهامها بالعمالة لإيران مثلا. منصات إعلامية رسمية وغير رسمية تقذف يوميا وابلا من المقالات واللقاءات التلفزيونية والبرامج الإذاعية والتغريدات والمقاطع القصيرة من أجل منع طوفان الأقصى من كسر الجدار السميك الذي يحصّن الصهيونيتين اليهودية والعربية.

إن خروج الأذرع العربية إلى ساحة المعركة اليوم عارية منكشفة من كل غطاء يؤكد أن الحلف الصهيوني العربي قد دفع بكل جنوده إلى ساحة المعركة بسبب ما يعانيه من نزيف قاتل. لأن خسارة هذه الجولة المصيرية سيشكل منعرجا حاسما يُنهي طور العلوّ الكبير ويؤذن ببداية نهاية حلف المحتل وحزامه الصلب.

ترنّح الصهيونيتين يكشفه كذلك الفزع الغربي الكبير من مسارات المذبحة الكبرى التي صدّعت جدار سردية الصهيونية العالمية من جهة وفضحت حجم التواطؤ الرسمي العربي مع المحتل وأحرقت إسطوانات حقوق الإنسان. هنا فقط تكمن دلائل هزيمة المحتل في المعركة الأخيرة وهي الهزيمة التي تتجاوز في قيمتها وتأثيرها المستقبلي أعداد الضحايا وحجم الخسائر المادية. إنها هزيمة الرواية برمتها.

لم تكن ولادةُ الكيان القيصرية ضامنةً لبقائه وحيدا دون إنشاء حزام صلب حوله يمنع سقوطه ويمدّه بكل أسباب الحياة ممثلا في أنظمة دول الطوق في الخليج ولبنان والأردن ومصر وسوريا بشكل خاص. وهي الكيانات التي حافظت على خطوط تماس هادئة تضمن تمدد الكيان الوليد وتمنع عنه زحف الجماهير لدعم المقاومة الفلسطينية.اليوم وقد كشرت الصهيونية العربية عن كامل أنيابها ومخالبها فإنها لن تستطيع العودة إلى ما قبل المذبحة مهما اجتهدت في ذلك بل إنها ستواصل الهروب إلى الأمام إمعانا في التطبيع بعد أن استقلت نهائيا نفس القاطرة مع المحتل.

هذا الوضع هو الذي يؤكد قناعة سابقة مفادها أن تحرير الأرض من الكيان المحتل لن يكون ممكنا قبل التحرر من الصهيونية العربية التي هي أخطر خناجر الاحتلال. فهي التي أحكمت حصار غزة وكبلت أهلها حتى الموت جوعا ليسهل قنصهم من قبل عصابات المحتل وهي التي منعت عن شعبها الماء والسلاح والغذاء والدواء وصولا إلى المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية على الأرض.

لم يخفف شهر رمضان من نشاط الصهاينة العرب بل حوّلوا المناسبة الدينية إلى فرصة جديدة تستثمر فيها أبواقهم النصّ الديني لنسف شرعية المقاومة من جهة وإطراء الأمن والأمان وأكاذيب التعايش والسلام مع القتلة والمجرمين. عطّلوا كل الروافع الدينية القادرة على ترجيح كفة المقاومة وسطوا على منطوق النص والحديث خدمة لمشروع الاحتلال واستثمارا للعطب الذي أصاب الوعي العقائدي العربي منذ قرون.

انتصارات غزة لا يمكن حصرها مهما كانت تكلفة المعركة ثقيلة ورغم الدماء والشهداء والتضحيات لأنها أنارت الطريق أمام الأجيال القادمة حتى لا يبقى لها من عذر التعلل بأنها لم تكن تعلم وأنها لم تتبيّن عدوّها الحقيقي الذي فاق إجرامه كل جرائم صهيون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الفلسطينية احتلال فلسطين غزة رأي حرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصهیونیة العربیة الصهاینة العرب لا یمکن لم تکن

إقرأ أيضاً:

زعماء مسلمي الهند ينددون بموقف حكومتهم من الإبادة الصهيونية في غزة

الثورة نت/..

طالب زعماء مسلمي الهند وقادة كبرى المنظمات الإسلامية الهندية، اليوم الاثنين، حكومة بلادهم بالتحرك الجاد لوقف الإبادة والتجويع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ودعوا الحكومة إلى استعادة موقفها التاريخي المؤيد للقضية الفلسطينية، الذي تبنته حتى قبل استقلال البلاد.

وذكرت وكالة “قدس برس”، أن ذلك جاء خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم في نادي الصحافة الهندي بالعاصمة نيودلهي، شارك فيه كل من رئيس الجماعة الإسلامية في الهند سعادة الله الحسيني، والشيخ علي أصغر إمام مهدي السلفي رئيس جماعة أهل الحديث، والعالم الشيعي البارز الشيخ محسن تقوي، والدكتور ظفر الإسلام خان رئيس مفوضية الأقليات السابق، وعبدالحفيظ رئيس اتحاد الطلبة المسلمين، إلى جانب ممثلين عن جمعية علماء الهند.

وقال سعادة الله الحسيني إن على الحكومة الهندية أن تلتزم بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، وألا تقدم أي نوع من المساعدة لـ”إسرائيل”، بل يجب أن ترفع صوتها بقوة من أجل الشعب الفلسطيني المظلوم، مشيراً إلى أن هذا المطلب موجّه إلى الحكومة وكافة أطياف الشعب الهندي ومؤسساته.

من جهته، قال الدكتور ظفر الإسلام خان إن القانون الدولي، الذي تطلّب أكثر من قرن ونصف من العمل لإرسائه، يتعرض الآن للانهيار على يد “إسرائيل” وداعميها في الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا .

وأضاف أن ذلك يحدث رغم أن نحو 140 دولة طالبت بوقف العدوان، ورغم أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت أوامر باعتقال ما يسمى برئيس الوزراء “الإسرائيلي” مجرم الحرب بنيامين نتنياهو واثنين من وزرائه.

وأشار خان إلى أن الغالبية الساحقة من شعوب العالم تقف اليوم إلى جانب فلسطين، مؤكدا أن دولا من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية اتخذت خطوات ملموسة ضد “إسرائيل”، بما فيها تقديم دعاوى أمام محكمة العدل الدولية، في حين يواصل الغرب دعم المعتدي رغم اعترافه بعدم شرعية ما يجري في غزة.

وأكد أن ما يحدث في غزة هي أول إبادة جماعية في التاريخ المعاصر تُنفّذ على مدار الساعة وتُنقل للعالم لحظة بلحظة عبر شاشات التلفزة، في ظل صمت عالمي وتواطؤ سياسي.

وقال إن الهدف الحقيقي من هذا العدوان هو تهجير سكان القطاع، وهو مخطط قديم لطالما سعت إليه “إسرائيل”.

ووجّه خان انتقادا حادا للدول الإسلامية والعربية، لتقاعسها أمام المجازر الجارية في غزة، معتبرا أن هذا الصمت “عار ومذلة ستحاسَب عليه هذه الدول في صفحات التاريخ”.

وشدد على أن فلسطين عضو في كل من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، ومع ذلك تُترك وحدها تواجه مجزرة غير مسبوقة .

مقالات مشابهة

  • كيف أصبحت المقاومة البديل الذي لا يُهزم؟
  • القوات المسلحة تقصف 3 اهداف حساسة وعسكرية في عمق الكيان
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • ساكاليان لـ سانا: زيارة فريق اللجنة الذي ضم مختصين من مجالات متعددة لمحافظة السويداء شكلت فرصة لفهم الوضع بشكل أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، وذلك بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري
  • ساكاليان لـ سانا: اللجنة على استعداد تام لمواصلة العمل للتخفيف من تبعات الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء على المجتمعات المتأثرة، حيث انضم فريق منها الإثنين الفائت إلى القوافل الإنسانية التابعة للهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت محافظة السويداء، ضمن ا
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • زعماء مسلمي الهند ينددون بموقف حكومتهم من الإبادة الصهيونية في غزة
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • المقاومة ليست خيارا ديمقراطيا